الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
لقد ضربتني أمواجُ القرآن البارحة
يُروى أنَّ ابن عباس رضي الله عنهما دخل على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ، فقال له معاويةُ : (لقد ضربتني أمواجُ القرآن البارحة فغرِقت فلم أجد لنفسي خلاصاً إلا بك، قال: وما هي؟ فقرأ معاوية قوله تعالى: "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر"، فقال: أو يظن نبي الله يونس أن الله لا يقدر عليه؟ قال ابن عباس: هذا من القَدرْ لا من القُدرة )، يعني : التضييق عليه .
•
•
"قدر" هنا بمعنى "ضيق"
كما في قوله تعالى: " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" ،
وقد جاءت كلمة يقدر متعلقة بالرزق في عدة آيات من القرآن منها قوله تعالى :
( الله يبسط الرزق لمن يشآء ويقدر ) أي أن الله تعالى يبسط ويوسع الرزق لمن يشاء من عباده، ويقدر: أي يضيق الرزق على من يشاء تضييقه عليه .
إلا أننا نجد التفاتة رائعة في آيتين كريمتين في بيان حكمة هذا التقدير قلَّ من ينتبه إليهما وهما:
1- الآية الأولى في سورة العنكبوت وهي قوله :" اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ".
2- والآية الثانية في سورة سبأ "قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" .
▪
▪
فنجد فيهما اقتران كلمة (يقدر) بالجار والمجرور "له" (يقدر له)،
مع أن الغالب المستعمل في اللغة أن يقال "يقدر عليه" أي يقدر عليه رزقه،
وعدل عن ذلك لأن المراد من الآية هنا يقدر له رزقه، وليس يقدر عليه،
وهذا لحكمة ربانية بديعة وذلك أن هذا التضييق في الرزق إنما لإرادة الخير من الله لعبده ، فقد يكون البسط في الرزق سبباً لفساده وطغيانه .
من هنا نفهم السر في ختام آيات بسط الرزق وتقديره بالتذكير بثلاثة أسماء لله تعالى وهي: العليم الخبير البصير،
فقال: "له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم" ،
وقال: " ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشآء إنه بعباده خبير بصير" .
الدكتور خلدون عبد العزيز .
9
2K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
طموحي اخدم امتي
•
جزاك ِ الله خيرا
الصفحة الأخيرة