فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ لقــــــــــــاء في الغيــــــــــب ~

الأدب النبطي والفصيح





رغم اشتياقي إليها
وقد كنت أملك مفاتيح اللقاء ..

فما تهيأت للقاءها وما أعددت له العدة يوماً
بل كنت أتهيبه ...! ولاأدري لماذا.. !
وحين فاجأتني وجهاً لوجه دون سابق موعد
تسمرت فلم أملك الهروب ..
فكانت مواجهة مشفوعة بلون الحنين وأريجه .
.........

كان المدى عصراً وخيوط الضياء تتسلل
من كوة الحلم بين الغيوم ..
حين فاجأ اللقاء روحينا على تلة أنطرحت
في سبات الجهات
قرأتْ لغة البحر ولم تفقه إيقاع الرمال ..
ودارت بيننا فناجين الذكرى بنكهة القهوة

وطعمها المشتهى ..!
خاطبت نفسي وأنا أتأملها بعد مواسم من
حصاد الفراق
والصمت متحير في رسم ابتسامتي ..
ويبوح بالصوت داخلي :
ترى ! كيف اندس الشوك في وردك فاستنزف دماءه؟! ..

كيف استباحت جراحه معالمك الجميلة ؟!
كيف انتعلتْ رياح الأعوام خطاك..
وبعثرتها في الطريق..؟!
كيف خيـم في عينيك حزن الينابيع ..
حين تمنّيها ا لفصول سراباً ؟!
وقد كانتا تغريدتا ضوءٍ عند انبلاج الفجر..؟! !
............
قطع موج تأملاتي صوتها وكأنها ضبطتني
متلبسة بجرم أفكاري :
أراك تحدثين نفسك عني وكيف غيرتني الأيام..
لابأس بذلك ..!
وأنا كذلك أرى فيك تغيراًعن ابنة الأمس الشغوف

المتوهجة حياةً ..!
هاإنت شاردة في معتزل البحر سادرة في خواطرك ..
أحدس فيك كآبة المهزومين الخائبين..
وأكاد أجزم أن خلف قناعك يختفي قلب ٌ ..
جرت أموره بما لاتشتهي الأماني ..
وأرهقته الأيام فهو وعمري المثقل بالسنين سواء ..

.........
قلت ومن بين شفتي فرّ عصفور حبيس
كان عاقداً بين الأنفاس :
حسناً قابلتك أو لأقل أن شيئاً ما ..
وضعني في طريقك دون سابق وعدٍ ..
.........
أجابت : الأمر ذاته حدث لي ..
فدون وعي مني جذبتني هدأة الدرب لتلقيني

عند شاطئك المستوحد .. لأراك مسافرة في الصمت
ترقبين النوارس وهي تطلق أهازيج العصر
ربما خط لقاءنا القدر وألف بيننا الغيب ونحن لا ندري..
ربما يكون هذا اللقاء بيننا هو الأخير ..

لذا رفقت بنا الأيام فجمعتنا ؟!
..........
نعم ربما ..!
فروحي تحوم كالطير فوق أفق الرحيل ..
وبعض متاعي مهيأ ..وبعضه لم يزل مبعثراً

حول خيام التيه في قلبي ..
ومشاعري يتنازعها داعي الرحيل وحب البقاء..
قد تسأليني : ورودعمرك لم تزل تلون الفصول ..
و عطرها لم يزل عالقاً بين الأنفاس ..
فلم ترانيم السفر ..
وأرضك الخصبة يورق فيها كل غصن ..
وتخول غيومها المطر ؟!



ولكني ياحبيبة أشتاقني زهرة بستانٍ على غصن الخلود .. لا يعتريني الذبول ..
لاأريد أن أعيش لأكون يوماً وردة منفية خلفتها ..حرائق النسيان
وأنت ... ؟؟
هلا صارحتني بما يكنز قلبك فأنا في شوق لزلال بوحك ..؟!

.............

ارتسمت على وجهها المتغضن ابتسامة غامضة
والتفّت نحوي وعينيها تغوص في أنظاري ..
كحدث بعيد عن متناول إدراكي شارد في التعبير ..
أتدرين ..!

قالتها وهي تنفض عنها شرودها
وتابعت وهي تعتدل بجلستها:
أنا طلبت تذكرة سفر لبلادي فقد طال اغترابي..
فقيل لي :

سنخبرك حين يتهيأ السفر..
وها أنا وقلبي يمتلئ انتظاراً ...

أن يغيثني مطر الوقت في أي لحظة!
..................
رمقتني بحنان وأكملت :
رغم تفاوت الزمن في عمرينا.. وساشع الفراق
فقد كنت أنت الوحيدة التي أشتهي أن ..

أضحك وأبكي معها ، وأن أئتمنها قلبي ،
وأن أستروحها .. !
وهذا ماأدركته الآن في حاجتي إلى بوح بكائي
وبكاء بوحي معك ..
وإهراق دموعي التي تكدست بالوجع في داخلي
قالت ذلك وهطل الغيث المعبأ في السحب دموعاً ..
حتى لاحت مساحة صفاء تحت مظلة الجفون .
...........
وطّرز حواشي الثواني صمت قطعتهُ:
العمر نقطة متلاشية بين روحينا ..
سأربح أن يبكي أمامي نهر قلبك الزلال ..

لأنني أوشك أن أفشي قلبي المكتوم..
ليفيض بوحاً وتباريحاً ضاق بها ..

............
هدهدت كلماتي قلبها فاستراحت
وانطلقت تجوب تيه تحلامها ...
وفي خفوت أقرب إلى الهمس قالت :
أتدرين أنني كل ليلة أتوه في دهاليز طفولتي البعيدة ..
حتى سنتي الأولى..؟!
وأتذكر بوضوح كل حدث وكل موقف
وكل التفاصيل الصغيرة
وأشتاق أن أعود إليها واتقمص جسدها الغض

وعودها الطري .. أحن إليها طفلتي .. !!
أعيشها، وإلاعبها ،وأصاحبها

ثم أصطبح اليقظة فإذا بي عبرت قنطرة أحلامي
وجلوت مرآة ذاكرتي فقط
واجتزت العمر من طرف لآخر...

ولم أبرح مكاني ..!


نكبر وتشيخ أجسادنا ولكن لانعترف وكثيراً ماننسى
وننطلق بخفة الشباب فتخوننا أقدامنا ..
وتغزونا أحلام الربيع .. فنستسلم لها ..

وتصدمنا المرآة حين نرى فيها أخرى
خط الشيب رأسها ..

وخطت الحياة جبين العمر على محياها..
...........
قلت وأنا أتأمل في مغزى كلامها وأراها بغير
ماباحت به مرآتها :
أتدرين .. أنت في قلبي تظلين ربيعاً
وأرى انعكاس قلبك الكبير على صفحة وجهك إشراقاً
وحين اخاطبك تتلاشى من الزمن الحدود ..
فنصير روحين في عمر الورود..
..........

رأيتك الآن لأول وهلة بعيني ناظري ..
وأراك الآن بعيني قلبي وروحي ..
عدتِ .. وعدتُ..!

كما جمعنا الغيب في أول لقاء..!
عدتُ أقتطف من زهور روضك الحنان
وأضعه في عروة تجاربي ..

كما في سالف الأعوام ..
أزداد بك حكمة.. وتضيئين في روحي جوهرة ..

انا وأنت صنوان من منبت واحد ..
وغداً نعود لأرض الميعاد أترابا .. !

............
عانقتني بحنان وهي ترسل آخر نظراتها ..
بورك اللقاء حبيبتي ، ولكن آن الرحيل ..!
أنظري هاهو الشراع الأبيض يتهادى نحوي
والشمس تختزل الغروب كما هو الوعد ..
تلك تذكرة سفري ووسيلتي ..
فوداعاً حتى نلتقي ...

واختفى صوت آخر قطرة منهاوهي تبتعد ملوحة
ومرسلة لي في فم الهواء قبلة ..!
............
بقيت في وقفتي عند قمة الطريق المنحدر
أتابعها بأنظاري وفي القلب حديث أعياه النطق
كانت طيفها يتضاءل وهي تقترب من البحر ..
وشراع السفر يستقرئ الموج
عند شاطئ الانتظار
والشمس عند الأفق آخذة بالانحدار ..
وطيور الغيم تحوم في السماء ..
حتى غاب طيفها بين الموج والشراع..
وبقيت وحدي شاخصة النظر..
عند تلك النقطة البيضاء حتى تلاشت ..
وانعقد رمش المساء على الحلم المعفر بالوداع
عدتُ بنصف قلبي فقد تركت نصفه الآخر
مصلوباً على وتد الحنين..
وفي الصــــــــــدر غصــــــــــــــة
وعلى شـــفتي يتحير ســـــــــــؤال :
متى يلـــــــــــــــوح شراعـــــــــــــــــــي ؟!!
12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

المحامية نون
المحامية نون
لقاء ورحيل
وحديث بين طياته عمق الشعور ....
ماأجمل تلك الأحاسيس وكأنها حلم فوق السحاب ..
فيض الغاليـة
استمتعت بتلك اللوحة التي رسمتها بكلماتك
بكل ماتحمله من معاني رائقة ...
بورك غيث قلمك المعطاء
اخت المحبه
اخت المحبه
يسلم قلبك غاليتي طرح اكثر من رائع
يعطيك العافيه على طرحك المتالق
تقبلي مرروي مع اطيب الاماني
دمتي بخير
حنين المصرى
حنين المصرى
طرح رائع وقلم مبدع اعتدنا منه على الروائع
سلمت يداك فيض الواحة الرقراق وعطرها
ودام ابداعك غاليتي
امي حب دائم
امي حب دائم
الله يسعدك و يسعد قلبك وروحك

ويجبر خاطرك بكل ما تتمني

الله يجعل كل ايامك في طاعته

ويبارك في كل اوقاتك

كلمات جميلة ومعبرة لما في النفوس من ذكريات تسكن القلوب

وتظل تزورها في كل حين

الذكريات تمضي من اعمارنا وتظل حبيسة قلوبنا

سواء الجميلة او الحزينة نلجأ اليها حينما يهزنا الحنين لتلك الاوقات

بو ركتي و بورك قلمك المعطاء فيوضة الجميلة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
لقاء ورحيل وحديث بين طياته عمق الشعور .... ماأجمل تلك الأحاسيس وكأنها حلم فوق السحاب .. فيض الغاليـة استمتعت بتلك اللوحة التي رسمتها بكلماتك بكل ماتحمله من معاني رائقة ... بورك غيث قلمك المعطاء ❥❥❥❥
لقاء ورحيل وحديث بين طياته عمق الشعور .... ماأجمل تلك الأحاسيس وكأنها حلم فوق السحاب .. فيض...
أهلا نون الغالية
الأحاسيس حقيقية
وكذلك اللقاء ..
والنهاية غيبية وأتت درامية تترجم المحادثة ولكنها نهاية رسمها قلمي لأنها تليق بتلك الروح
الواقفة على ساحل الانتظار
وليفهم كل من يقرأ مايراه فالتأويل مفتوح
والحقيقة المطلقة في كل قلب لها وجود ..
وفي قلبي لها وجود
بارك الله بك