كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه
ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار
ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة
لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا
وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها
كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر
مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما
وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد
ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة
ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون
أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها
ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر
التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى
في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري
وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف
على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها
" يتبع "

أغلى شهد
•

أغلى شهد
•
أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس
العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق
من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها
تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها
بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها
سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد
الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى
كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد
الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل
موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى
السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل
ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها
أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على
طفلتها بالموت البطيء ......
مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات
ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع
أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة
لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث
معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم
لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت
سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها
تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....
زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة
بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل
وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير
حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره
بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها
لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة
فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد
وأن لاينبشانه ....
" يتبع "
اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه ....
يتبع
العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق
من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها
تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها
بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها
سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد
الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى
كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد
الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل
موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى
السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل
ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها
أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على
طفلتها بالموت البطيء ......
مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات
ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع
أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة
لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث
معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم
لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت
سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها
تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....
زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة
بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل
وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير
حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره
بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها
لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة
فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد
وأن لاينبشانه ....
" يتبع "
اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه ....
يتبع

ام مها * :
الله يتولا هم برحمته ..ياعمري ..الله يتولا هم برحمته ..ياعمري ..
اللهم افتح لصاحبة هذه القصه اوسع ابواب رزقك
وتولاها برحمتك فأنت ارحم بها من الام
عزيزتي...القصه اعجبتني وآلمتني كثيرآ
لكنها تركت لي بصمات في قلبي كثيره كنت اجهلها
لكن اهنئك واباركلك على هذا الاسلوب الرائع والمميز بل المبدع الذي يبين حتمآ العقليه الرائعه والناضجه خلف هذه القصه
وعندي اقتراح بسيط وهو ان تجعلي هذه القصه روايه كرواية بنات الرياض واجزم انه سيكون لها صدى واااااااسع
وتقبلي مروري
وتولاها برحمتك فأنت ارحم بها من الام
عزيزتي...القصه اعجبتني وآلمتني كثيرآ
لكنها تركت لي بصمات في قلبي كثيره كنت اجهلها
لكن اهنئك واباركلك على هذا الاسلوب الرائع والمميز بل المبدع الذي يبين حتمآ العقليه الرائعه والناضجه خلف هذه القصه
وعندي اقتراح بسيط وهو ان تجعلي هذه القصه روايه كرواية بنات الرياض واجزم انه سيكون لها صدى واااااااسع
وتقبلي مروري

الصفحة الأخيرة
جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة
شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت
أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية
أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها
وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها
كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء
المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها
إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت
تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة
بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها
وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما ....
لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟
لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت
إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا
عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها
كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة
وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب
زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة
وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة
ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها
قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ...
وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات
معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ...
ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها
ممن يمارسون العنف على الأطفال ...
سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة
من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور
سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق
شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات
بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم
الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها ....
لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى
ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى ....
" يتبع "