shu shu
shu shu
أكمل لكم القصه حين كنا صغار كانوا أغلب الأمهات من الجنسية المصرية والفلبينية خاصة لمن هم دون سن الخامسة وطبعا يوجد سعوديات وجنسيات أخرى لكن أغلب الحاضنات المتواجدات معنا من الجنسية المصرية والآن أصبح الأغلب هن السعوديات إن لم يكن الجميع باستثناء عدد قليل من الجنسيات العربية والفلبينيات طبعا لايستطيعون الاستغناء عنهم بحكم أنهن المربيات للمواليد حيث يرافقنهم طوال الوقت ... حينما نكبر كل واحد منا ينسبونه لأمه الفلبينية فأنا كنت ابنتة جوسي وهناء ابنة ريتا وأمل ابنة ريميلين وحنين ابنة إيميلي وخالد وعاصم أبناء شيري وهكذا حتى إن بعضهن يتعمدن حين ينادوننا بتعال ياولد شيري وتعالي يابنت ريتا لكن ذلك كان مصدر فخر لنا فأنا كنت أحب أمي جوسي كثيرا وعلمت فيما بع أنها هي من ربتني منذ ان كنت وليدة حتى عمر الخامسة ثم انتقلت لأم مصرية ومن بعد عمر الخامسة يبدأ تشتتنا حيث ننتقل من أم لأم ونفتقد للاستقرار ونتشتت بين تعدد الأمهات ... المهم أنني كنت أحب أمي جوسي كثيرا حتى بعد انتقلت لأم أخرى لم أنسها كانت باستمرار تأتيني وتحضر لي الحلويات وعندما تذهب للفلبين وتعود تحضر لي الهدايا استمرت علاقتي بها حتى بعد أن كبرت إلى ان غادرت المملكة خروج نهائي قبل عدة أعوام لقد شعرت أني حقا افتقدتها وتركت فراغ عاطفي كبير لقد عملت مايقارب العشرين سنة أحببتها وأنا صغيرة وأحببتها أكثر وأنا كبيرة كانت تخبرني أنها جاءت للدار وكنت أنا من أول الأبناء الذين قامت بتربيتهم فمجيئها تزامن مع حضوري تقول لم أكن أما آنذاك إلا أنني أحسست بالأمومة تجاهكم أنتي وبقية أخوتك كنت بمثابة الأم البكر التي تتعلم كيف تهتم بأبنائها ولم يسبق لها التجربة وكانت تحكي لي الكثير من المواقف والتجارب ... كنت ومازلت أحبها فكانت حنونة معنا كنت أعرف متى تكون حزينة ومتى تكون سعيدة ومتى تشعر بالألم ومتى تشعر بالفرح أشعر بها كما تشعر هي بي ... كنت أعرف كيف أتفاهم معها أعرف كلامها وتفهم هي كل ما أقول حفظت منها كلمات وجمل فلبينية عشقت الأدوبوه وهي عبارة عن دجاج بالصويا يطبخ بطريقة معينة وأيضا عشقت الكاري كاري والسي يوان سوان هي طبخات وأكلات فلبينية فمنها تعلمت الكثير من اللغة الفلبينيةوالعادات الفلبينية كنت أحتفل معها كل سنة بعيد ميلادها وفي عيد ميلادها الخامس والأربعون تفاجأت بقرار رحيلها رحلت لتربي أبنائها الحقيقين جاءت هنا وهي فتاة لم تتزوج تزوجت وأنجبت وهي مازالت تربي أبناء ليسوا بأبنائها قالت لي الآن جاء دور أبنائي لأربيهم قلت لها ونحن ألسنا أبناءك ؟؟؟ قالت بلى ولكن أنتم الآن كبرتم وأبنائي مازالو بحاجة لي غادرت وودعناها وداع مليء بالدموع والحزن والأسى مرات سنوات على رحيلها وأنا مازلت أفتقدها كثيرا ... " يتبع "
أكمل لكم القصه حين كنا صغار كانوا أغلب الأمهات من الجنسية المصرية والفلبينية خاصة لمن هم دون سن...
في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال
كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر

وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لم يكن يريد المجيء
فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منه حاولوا الأمهات
والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ...
أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لم تنفع معه ...
بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل على الدار ويبكي مطالبا
باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدم التوفيق ....
طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أن كان حديث الولادة حيث كان الأب
متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفال فتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم
الذي سحبت فيه الحضانة منه وكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ...
والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلة توفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة
من الأب بحجة عدم استيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضر للدار
رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعه الاجتماعي أقل من متوسط
وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضع مالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار
من يقيمون في أسر غير مستوفية للشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك
الشروط بينما هذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانة الطفل
حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكي الطفل معه ...
كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقل للسكن مع أخي المتزوج
كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لو يوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن
منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظ بالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل
رغم أن الجو السري هو الأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى
للأسرة البديلة كاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ...
مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلم وذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل
ثم انقطع فترة عن الزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام
بقدوم أخيه للدار يخبرهم أن والد الطفل في المستشفى
وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابن لوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره
بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ...
كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطع نسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا
للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب من موقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك
مشاعر الأبوة التي لن يعوضوها الدار له ...
مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدار لحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب
الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أن السبب وفاة الزوجة ...
اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه
فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدار تسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي
رغم أن بعضهم يريد أن يتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناء الذين
يكفلونهم ......
فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذه الحياة مهضوم حقه .....





يتبع
shu shu
shu shu
في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر وجدته ضيف جديد وعلمت أنه جاء من أسرة بديلة لكنه لم يكن يريد المجيء فكان يبكي ويبكي بصوت عال ورفض الأكل ولايجعل أحديقترب منه حاولوا الأمهات والمراقبات أن يسكتوه ويحضنوه لكنه كان يرفض جميع المحاولات ... أحضروا له الألعاب والحلوى وبقية الأطفال في عمره لكن كل تلك المحاولات لم تنفع معه ... بل ظل طوال اليوم يبكي ويرفض الأكل وبالمقابل كان والده يتصل على الدار ويبكي مطالبا باسترداده وكان يدعو على من تسبب بفراق ابنه عنه بعدم التوفيق .... طبعا لم يكن والده الحقيقي بل كان والده الذي رباه وتبناه منذ أن كان حديث الولادة حيث كان الأب متزوج من سنوات طويلة لكنه لم يرزق بالأطفال فتوجه للدار وتبنى طفل حديث الولادة ورباه حتى اليوم الذي سحبت فيه الحضانة منه وكان عمر الطفل آنذاك عشر سنوات ... والسبب في سحب الحضانة أن الأم البديلة توفيت وانتقلت لرحمة الله مما جعل الدار يسحبون الحضانة من الأب بحجة عدم استيفائه للشروط ولأنه لن يكون قادرا على تربيته وأن الطفل بحاجة لأم فأحضر للدار رغما عن الأب والطفل مع أن الأب لم يكن مقصرا معه ولكن أيضا كان وضعه الاجتماعي أقل من متوسط وهنا الدار تحب السيطرة ولو كان الأب ذا منصب أو وضع مالي ممتاز لاختلف الأمر لأن هناك من أبناء الدار من يقيمون في أسر غير مستوفية للشروط ولكن نظرا لوضعها أومركزها الاجتماعي يتم التغاضي عن تلك الشروط بينما هذا الأب المسكين الذي كان يحب الطفل ويعامله بكل طيبة لم يسمح له بحضانة الطفل حاول كثيرا أن يسترد حضانته ولكن دون جدوى كان يكلمه بالهاتف فيبكي ويبكي الطفل معه ... كان وضعهم مأساوي جدا ويدمي القلب قال الأب إذن سأذهب وأنتقل للسكن مع أخي المتزوج كي تقوم زوجة أخي برعاية الطفل وتحل محل أمه لكن الدار لو يوافقوا على تلك الفكرة باعتبار أن منزل أخيه غير ملائم ومزدحم بالأطفال ولن يحظ بالرعاية الجيدة هناك زعما منهم أن الدار رعايتها أفضل رغم أن الجو السري هو الأهم فلن يموت من الجوع لأنه على الأقل مصروفه الشهري الذي يعطى للأسرة البديلة كاف للغذاء وهو مبلغ 2000 أو 1500 ... مرت الأيام وبعد مدة بدأ الابن بالتأقلم وذلك بعد أن أخضع لتهيئة نفسية وأصبحت زيارات الأب أقل من قبل ثم انقطع فترة عن الزيارة دون أن نعرف السبب وفوجئوا الدار بفي أحد الأيام بقدوم أخيه للدار يخبرهم أن والد الطفل في المستشفى وأنه يريد أن يرى ابنه فعلا تمت زيارة الابن لوالده في المستشفى ومرت شهور وهو يزوره بعدها توفاه الله وأسأل الله ان يرحمه ويسكنه فسيح جناته ... كنت أشفق كثيرا على ذلك الأب وحتى يومنا هذا لم أستطع نسيانه مازلت أذكره كان يمثل نموذجا رائعا للأب وحتى يومنا هذا مازلت أتعجب من موقف الدار منه كنت أرى أنه يستحق الحضانة بجدارة لأنه يملك مشاعر الأبوة التي لن يعوضوها الدار له ... مازلت أسألأ العديد من الأمهات عن سبب منع الدار لحضانته ظننت أن هنالك سببا أقوى يستدعي سحب الحضانة منه لكن الجميع أكد لي أن السبب وفاة الزوجة ... اكتشفت أن الإنسان الضعيف والفقير في هذه الحياة لايستطيع أن يدافع عن نفسه ولا حتى عن أبسط حقوقه فهناك أسر لا تستوفي الشروط ولكن الدار تسمح لها بالحضانة إما بسبب الواسطة أوالمركز الاجتماعي رغم أن بعضهم يريد أن يتبنى فقط من أجل أن يكبر في عيون الآخرين بل بعضهم يهملون الأبناء الذين يكفلونهم ...... فعلا هناك أشياء تبدو غريبة والإنسان الضعيف في هذه الحياة مهضوم حقه ..... يتبع
في ذلك اليوم استيقظنا على صراخ أحد الأطفال كان يصرخ بصوت عالٍ وعندما ذهبت لاستطلع الأمر وجدته ضيف...
قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب
ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبة الطفل حسب لائحة الأنظمة ...
لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقب أطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن
أن يكن لهن صلاحية في عقاب الأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم
لم تعاقب أطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهم كعقابهم لأبنائهم
وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناء فسيربينهن كتربيتهن لنا .....
وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشى منهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا
ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسب الخطأ الذي اقترفناه ...
كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومع ذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ
عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصل فكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ...
كانت هنالك أما تعاملنا وكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكل بانتظام
والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لا تريدنا أن نضحك بصوت عال
ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمام التلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر
انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عند بقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها
أن نتفرج على التليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذب نحن
تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نار جهنم ...
ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟
مرات كثيرة كنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب على المراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ...
تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهات وأيضا اختلافهن واختلاف
طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرى تمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة
وهكذا .....
في إحدى المرات وفي المدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورة كلمات
إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورة وكتبت الكلمات التي
طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضرب إحدى الأمهات على ظاهر كفي
بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتها قالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك
" فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحين عدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة
لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبها فهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف
وفعلا لم أكن أعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يدي والآية
وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعا كعادتهم حين يخطيء
أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي :
ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكين ومظلومين
كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتم فيكم ونوكل ونشرب ونلبس
ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم على طول تروحون تعملون ,,
تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد من القتل .....
رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بس مجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم
ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنه محد يقدر يسوي لكم شي .......الخ
واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالته حافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها
لكن مو راضية تصدقني سكت وخليتها تكمل تهزيئها ...

.......................
الأمهات أيضا بعضهن كن مظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد
أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون من شيء ولا يهمهم أي شيء
كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ...
كنا نحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء
فكل الأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن
حتى وإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا ....
عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكل واحدة منهن
تحمل هما بداخلها ....
هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق على أبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها
وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعد وفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى
وكن يجدن من وظيفتهن مايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء
فوظيفة حاضنة لاتتطلب واسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون
أما في الدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ...
واكتشفت أن أغلب الأمهات خاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة
فلولا حاجتهن لتلك الرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن
ويسألن الله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير من الإهانة ...
في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرها لأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال
كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملن الكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ...
كنت ومازلت أنظر لهم نظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون
وعندما كبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقية الموظفات الأعلى
شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهن بمايستطعن ومالايستطعن ...
مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليس تحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن
الكثير ساعات عمل طويلة ومهمام لاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى
الاسترخاء ربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدون الإثقال عليهم
لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن ....
أحيانا ينعكس سلبا علينا كل ذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية
التي تعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ...
أمهات كثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتها وهي
تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ...
وكم أم أخذت تذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أن يذلوها
وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت ....
لقد أدركت أن المساكين والفقراء في هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس
تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجل توفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء
ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوق طاقتهم ...
.....................
كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففي ظهيرة أحد الأيام
جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة
شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت
أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية
أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها
وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها
كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء
المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها
إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت
تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة
بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها
وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما ....
لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟
لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت
إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا
عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها
كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة
وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب
زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة
وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة
ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها
قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ...
وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات
معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ...
ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها
ممن يمارسون العنف على الأطفال ...
سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة
من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور
سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق
شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات
بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم
الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها ....
لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى
ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى ....
..................
كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه
ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار
ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة
لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا
وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها
كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر
مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما
وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد
ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة
ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون
أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها
ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر
التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى
في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري
وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف
على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها
" يتبع "
...........................
shu shu
shu shu
قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب ودورها أن تبلغ الأخصائية والأخصائية بدورها تقوم بمعاقبة الطفل حسب لائحة الأنظمة ... لكن مع ذلك لا أحد يتقيد بالنظام وكل أم تعاقب أطفالها وكن يتذمرن كثيرا من تلك الأنظمة ويردن أن يكن لهن صلاحية في عقاب الأطفال ويعترن ذلك نوع من التربية والتأديب ولا أعتقد أن هناك أي أم لم تعاقب أطفالها في الدار بعضهن كن يقولن أنهن يعاملن أبناء الدار كأبنائهن ويعاقبونهم كعقابهم لأبنائهم وبعضهن لم يكن لديهن أبناء ومع ذلك يقولن لو كان لديهن أبناء فسيربينهن كتربيتهن لنا ..... وكل أم لها طريقة معينة في العقاب بعضهن كنا نخشى منهن كثير وعقابهم كان قاسٍ جدا ضرب وحبس وحرمان من كل مانحب ويزداد العقاب حسب الخطأ الذي اقترفناه ... كنا أحيانا نشعر أننا لم نخطيء ولا نستحق العقاب ومع ذلك نعاقب وفي نفس الوقت نخشى أن نبلغ عن تلك الأمهات ونخشى أيضا عليهن من الفصل فكم أم فصلت بسبب علم الإدارة عن عقابها للأطفال ... كانت هنالك أما تعاملنا وكأننا في مدرسة ولسنا في بيوتنا تريد منا الجلوس بانتظام والأكل بانتظام والاستئذان عند الذهاب لأي غرفة لاتريدنا أن نلعب ولانصدر أي إزعاج لا تريدنا أن نضحك بصوت عال ولا نتحرك كثيرا تطلب منا الجلوس بصفوف منتظمة أمام التلفاز وحين تدخل المراقبة وتسألها عن سر انتظامنا وهدوئنا غير المعتاد عند بقية الأمهات تجيبها بأننا لعبنا حتى شبعنا وتعبنا ثم طلبنا منها أن نتفرج على التليفزيون كانت تكذب أمامنا ونسمع كذبتها على المراقبات ونصمت ولكن حين نكذب نحن تعاقبنا وتقول لنا : حسبي الله عليكم يا الكذابين تبغون ربي يحطكم في نار جهنم ... ماتدرون إن الكذب حرام ؟؟؟؟ وإن الكذاب يروح النار ؟؟؟ مرات كثيرة كنت أتمنى أن أخبرها باننا تعلمنا الكذب منها ...وددت لو أسألها لم تكذب على المراقبات خافت من الإدارة ولم تخف من عقاب الله ولا النار وتطلب منا أن نخاف ... تلك هي المشكلة الأزلية التي كنا ومازلنا نعاني منها وهي تناقض الأمهات وأيضا اختلافهن واختلاف طريقة تربيتهن لنا فإحداهن تعطينا قدر من الحرية والأخرى تمارس الكبت علينا وأخرى قاسية وأخرى حنونة وهكذا ..... في إحدى المرات وفي المدرسة في حصة القراءة كانت المعلمة تطلب منا أن نكتب على السبورة كلمات إملائية ومن تخطيء منها نصحح لها خطأها وحين جاء دوري وخرجت على السبورة وكتبت الكلمات التي طلبتها مني انتبهت المعلمة إلى علامة على أصابعي بسبب ضرب إحدى الأمهات على ظاهر كفي بملعقة الطعام فنادتني وسألتني عن السبب وحين أخبرتها قالت قولي لتلك الأم المعلمة تقول لك " فاما اليتيم فلا تقهر " فحفظت الآية وحين عدت للدار ذهبت لأمي وأخبرتها بماقالته لي المعلمة لم اكن أعلم أن ذلك سيغضبها فهنا ثارت علي وجن جنونها وأخبرتني عن السبب فأخبرتها أني لا أعرف وفعلا لم أكن أعرف لمَ طلبت مني ذلك خصوصا أنني كنت في الصف الأول ولم أربط بين حادثة يدي والآية وبعد عدة استجوابات علمت أني أخبرت المعلمة أنها ضربتني وغضبت جدا وطبعا كعادتهم حين يخطيء أحدنا يخاطبوننا بصيغة الجمع وربما لأن الشر يعم فقالت لي : ياناكرين المعروف ياعيال الدار هذا إنتم بس تحبون تتشكون وتسوون أنفسكم مساكين ومظلومين كباركم وصغاركم مثل بعض , الجميل والمعروف تنسونه هذا إحنا كل يوم نهتم فيكم ونوكل ونشرب ونلبس ونروش ونمشط وندلع وماتروحون وتعلمون بس يوم نطقكم على طول تروحون تعملون ,, تحبون الفتنة والمشاكل كم مرة أقول لكم الفتنة أشد من القتل ..... رايحة وفاضحتنا عند الأبلة ومعلمة علي عشان ضربتك الحين تحسبنا بس مجمعينكم بغرفة ونضرب فيكم ليل ونهار على بالها إنكم مظلومين ومعذبين ماتدري إنه محد يقدر يسوي لكم شي .......الخ واستمرت في تهزيئي ونص الكلام اللي قالته حافظينه من كثر مانسمعه حاولت أفهمها إني مافتنت عليها لكن مو راضية تصدقني سكت وخليتها تكمل تهزيئها ... ....................... الأمهات أيضا بعضهن كن مظلومات عندما كنت صغيرة كنت أعتقد أن كل الأمهات قويات ومتسلطات ولايخافون من شيء ولا يهمهم أي شيء كنت أرسم صورة لهن وأعتقد أنهن أقوى من كل شيء ... كنا نحبهم ولا أعتقد أن أحدنا يكره أي أم ربتنا حتى ولو كانت قاسية بعض الشيء فكل الأمهات التي عرفتهن رغم تعددهن واختلافهن إلا أنني أحببتهن فكل واحدة منهن حتى وإن كانت قاسية نجد في قلبها حنان وفي بعض المواقف يتضح لنا أنهن فعلا يحببننا .... عندما كبرت أدركت أن أغلب تلك الأمهات كن مظلومات ومسكينات بل ضعيفات وكل واحدة منهن تحمل هما بداخلها .... هناك منهن من تعمل لأجل أن تنفق على أبنائها الذين تخلى عنهم والدهم بعد طلاقها وأخرى تنفق على أمها وإخوتها بعد وفاة والدهم , فكل واحدة منهن كان لها قصة مع الكفاح والأسى وكن يجدن من وظيفتهن مايسد رمقهن , كلهن كن يحرصن على الوظيفة أكثر من كل شيء فوظيفة حاضنة لاتتطلب واسطة ولا شهادة ولا أي شيء كبقية الوظائف وأي واحدة بإمكانها أن تكون أما في الدار حتى وإن كانت أمية لاتجيد القراءة والكتابة ... واكتشفت أن أغلب الأمهات خاصة اللاتي لايمكلن شهادات كن يتحملن الكثير من أجل الحاجة فلولا حاجتهن لتلك الرواتب الزهيدة لما بقين في الدار كثيرات منهن كنت أسمعهن يندبن حظهن ويسألن الله أن يرزقهم بوظائف تغنيهم عن رواتب الدار الزهيدة والتي يصاحبها الكثير من الإهانة ... في صغري كنت أعتقد أن الأم شيء مبجل وأنه يجب احترامها وتقديرها لأنها تربي وتعلم وتنشيء أجيال كنت أراهن أمهات حتى وإن قسون على الأقل تحملن الكثير منا وقمن بتربيتنا بعد أن تخلوا أمهاتنا عنا ... كنت ومازلت أنظر لهم نظرة احترام أتغاضى عن توافه أخطائهن فهن في النهاية بشر يصيبون ويخطئون وعندما كبرت أدركت أن تلك الأمهات لايجدن التقدير الذي كنت أنه لهن بل الإدارة وبقية الموظفات الأعلى شأنا منهن والمعلمات والأخصائيات يعاملهن بكل ازدراء ويكلفنهن بمايستطعن ومالايستطعن ... مرات كثيرة كنت اقف في صفهن ومازلت أقف معن كثيرا ليس تحيزا لهن ولكن لأنني فعلا أرى كم هن يتكبدن الكثير ساعات عمل طويلة ومهمام لاتنهتي وأي تقصي رتعاقب عليه لايسمح لها بالراحة ولا النوم ولاحتى الاسترخاء ربما يعتقدون أنهن آلة أو ربما لأنهم يعلمون مدى حاجة تلك الأمهات للرواتب فيتعدون الإثقال عليهم لأنهم متأكدين أنهن لن يرحلن .... أحيانا ينعكس سلبا علينا كل ذلك الإزدراء والإساءة التي تلقاها تلك الأم من الإدارة والضغوط الأسرية التي تعاني منها وضغوط العمل التي لاتنتهي تجعل بعضهن ينفعلن عند أدنى سبب ... أمهات كثر تم فصلهن ربما بعضهن يستحقون الفصل ولكن بعضهن الآخر كن مظلومات كم أم رأيتها وهي تبكي ولاتعرف ماذا تفعل ومن أين وكيف ستنفق على أسرتها ... وكم أم أخذت تذل نفسها للإدارة وتتوسل إليهم ان يعيدوها للعمل فيعيدوها بشروطهم هم وبعد أن يذلوها وكم أم ظُلمت وعانت وبكت وتألمت .... لقد أدركت أن المساكين والفقراء في هذه الحياة مظلومين جدا وأن هناك أناس تجبرهم ظروفهم على تحمل الذل من أجل توفير لقمة العيش وهناك أناس يستغلون ضعف وفقر هؤلاء ليستغلوهم ويكلفوهم بمايفوق طاقتهم ... ..................... كالعادة ضيفة جديدة نستقبلها في الدار ففي ظهيرة أحد الأيام جاءت طفلة للدار لا يتجاوز عمرها ثمان سنوات وكانت بزي المدرسة شعرها قصير جدا لايتجاوز أذنيها ومريولها قديم وحالتها رثة جدا وكالعادة أدركت أنها ضحية جديدة لكنها هذه المرة لم تكن ضحية أسرة بديلة أهملت في تربيتها بل كانت ضحية عنف أسري توفيت والدتها وهي رضيعة تولت رعايتها زوجة والدها كانت أمورها على مايرام طبعا والدتها كانت الزوجة الثانية وزوجة أبيها هي الأولى ولديها عدد من الأبناء المهم أن شذى كانت تعيش في كنف والدها وزوجته وقبل سنة من حضورها إلينا توفي والدها في حادث سير هنا تبدلت معاملة زوجة الأب التي أصبحت تصب جام غضبها على هذه الطفلة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها يتيمة بلا أب وبلا أم فالموت انتزعهما منها لتتيتم في طفولتها وتفقدهما وهي في عمر كانت فيه في أمس الحاجة لهما .... لا أدري إن كان لها خالات وقريبات وأين هم عنها ؟؟؟ لم أعرف الكثير عنها لأنها لم تمكث لدينا سوى ثلاثة أيام ثم انتقلت إلى دار أخرى أتذكر أنها كانت تحدثنا عن قسوة زوجة أبيها كانت تحرمها من اللبس فمريولها وحقيبتها وجزمتها كلها كانت من والدها اشتراها له حين كان على قيد الحياة وحين كانت هي بالصف الأول في الإجازة توفي والدها وبدأ مسلسل تعذيب زوجة أبيها لها وفي نهاية السنة الدراسية لاحظت المعلمات تغييرات على الطالبة وحتى مستواها الدراسي تأثر وشرود ذهني وعند استفسارهم من الطفلة ومعرفة ظروفها رأوا بعض آثار التعذيب على جسدها قدموا بلاغ واتصلوا بالدار التي استلمت الفتاة وفتحت ملف لها ... وكانت زوجة أبيها تحرمها من مصروف المدرسة ومن تناول الوجبات معهم على نفس المائدة ومن الجلوس واللعب مع إخوتها ... ولا أعتقد أن تلك الزوجة نالت عقوبتها بل تركت كما ترك الكثير غيرها ممن يمارسون العنف على الأطفال ... سجلت على أنها قضية عنف أسري وكالعادة سحبت الحضانة من زوجة الأب وأودعت الفتاة في الدار وانتقلت لدار أخرى رأيتها بعد مرور سنة في أحد احتفالات الدور كانت مختلفة عن السابق شعرها مرتب ولبسها أيضا منسق أصبحت من المتفوقات بدأت حياة أخرى من الدار ربما سيأتي اليوم الذي تعود فيه لأسرتها وأشقائها .... لم تكن شذى آخر ضحايا العنف الأسري بل بعدها بفترة قصيرة جاءتنا ضحية أخرى ولكنها كانت مختلفة تماما عن شذى .... .................. كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها " يتبع " ...........................
قوانين الدار تمنع الأمهات من معاقبة الأطفال حتى وإن أخطأوا الم ليس لها صلاحية العقاب ودورها أن...
أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس
العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق

من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها
حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية
إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى
من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع
البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها
تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها
بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها
سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد
الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم
وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا .....
حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له
اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن
يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له
كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى
كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار
لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا
يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار
وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد
الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل
موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها
وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار
إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى
السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل
ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟
ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة
بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر
عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها
أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها ....
كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على
طفلتها بالموت البطيء ......
مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات
كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له
وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت
تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات
ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع
أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة
لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث
معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم
لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت
سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها
تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب
وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما .....
يتبع..
................................................
زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار
كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره
ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا
أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة .
غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول
وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة
بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل
وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح
والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه
فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير
حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره
بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها
لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها
فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك
مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة
فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت
بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع
في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد
وأن لاينبشانه ....
.............................

اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه



يتبع
shu shu
shu shu
أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس العنف عليها فكانت تجعلها تنام في الفناء على غطاء خزان الماء مما جعل وجهها يحترق من شدة حرارة الشمس وقت الظهيرة وكانت تضربها وتحرقها بالنار في يديها ورأسها حتى أذنها كانت محترقة , والغريب أن سلوى وحدها من كانت تتعرض للعنف من بين بقية إخوتها فكانت هي الكبرى بينهم ويليها أربعة من الأبناء لم يتعرضوا للعنف فلتت والدة سلوى من العقاب كغيرها والكل كان يتساءل عن السبب الذي دفعها لتعذيب ابنتها فكنت أسمع البعض يتهمها بالمرض النفسي والبعض الآخر يعلل ذلك بأن ابنتها تذكرها بغلطتها مماجعلها تكرهها وتقسو عليها وتعذبها وبعضهم اتهمها بأنها كانت تريد قتلها كي ترتاح منها لأنها تعتبرها بصمة عار على جبينها , والجميع كان يدلي بدلوه ولم نكن نعرف السبب الحقيقي لتصرفها سحبت الحضانة منها وأذكر أنها بعد سحب الحضانة منها بايام جاءت مطالبة باسترداد الحضانة وقامت الأخصائية بتوبيخها وطردها أمامنا قائلة لها : إنتي ماتستاهلين إنك تكونين أم وبأي وجه جاية بعد اللي سويتيه والحضانة مستحيل ترجع لك واطلعي برا ..... حتى سلوى لم تكن تعرف سبب تعذيبها على يد والدتها إلا أنها كانت تصرح أن والدها لم يكن له اي دور في تعذيبها ولكنه كان يقف موقفا سلبيا كموقف المتفرج وربما المشجع تقول إنه لم يكن يضربها ولا حتى يوبخها ربما لأن أمها كانت تقوم بدرها ودروه على أكمل وجه فلم تحن الفرصة له كي يمارس دوره هو الآخر وربما لم يكن راضيا ولكنه كان ضعيف الشخصية وربما كان محرضا لكن سلوى كانت تبرئه دوما وتقول إنه لم يضربها قط ولكن كان يعلم بكل ماتتعرض له , بقيت سلوى حديث الدار لأسابيع وربما لشهور والكل نصب نفسه محللا نفسيا لما تعرضت له والكل أدلى بدلوه حتى إنهم بدأوا يستعيدون قصة قديمة مشابهة لها وهي قصة أم أيضا حملت سفاحا وبعد أن أنجبت فتاة وضعتها في الدار وكانوا يقولون إن ابنتها كانت على قدر من الجمال وكانت محبوبة من جميع الحاضنات وفوجئوا في أحد الأيام بقدوم والدتها بعد أن تزوجت قادمة لتطلب حضانة ابنتها لم تمانع الدار ورحبوا بذلك خاصة في ظل موافقة الطرفين وقدومهما بأنفسهما وفعلا اصطحبا الطفلة وكانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات فاصطحباها وسط دموع إخوتها وحاضنات وموظفات الدار على فراقها مع أمنياتهم لها بحياة سعيدة خارج الدار إلا أنهم فوجئوا وبعد ثلاثة ايام فقط من رحيلها بنبأ وفاتها وبعد التحقيق اتضح أن الأم ألقت بها من أعلى السلم في المنزلمن الدور الثاني لتسقط على الأرض وتلقى حينها والكل بكى عليها وتساءل لم تفعل ذلك أمها هل كانت تود أن تخفي للأبد آثار فضيحة شعرت أنها ستلاحقها طوال حياتها ؟؟؟ ايسهل عليها قتل إنسان بلا ذنب ؟؟؟؟ هل زوجها هو من كان يحرضها ؟؟؟ هل وهل وهل كلها أسئلة بلا أجوبة ماتت ومات معها السر وأكملت والدتها حياتها حتى وإن نالت العقاب الدنيوي بقي لها عقاب آخر عقاب رباني لم يحكم عليها بالقصاص لأنها غيرت أقوالها مرات عديدة ولم توجه لها تهمة القتل العمد لأنها أم ولا أدري بم حكم عليها ولا أذكرها لكني فقط سمعت بها ومازلت أسمع عنها .... كانوا يشبهونها بوالدة سلوى إلا أن تلك حكمت على طفلتها بالموت السريع بينما والدة سلوى حكمت على طفلتها بالموت البطيء ...... مرت أيام عديدة وسلوى كانت تزداد عنفا تضرب هذا وذاك حتى الرضع لم يسلموا من عنفها والأخصائيات كن يفسرن عنفها على الأطفال سببا للعنف الذي تعرضت له وقالوا سيتلاشى مع الوقت والعلاج إلا أنها كانت تزداد عنفا وكانت تخضع لعلاح نفسي عند طبيبة وأيضا تخضع لجلسات أخرى عند الأخصائيات ومع كل ذلك لم نكن نرى اي تحسن حتى إنها أصبحت مكروهة من جميع أبناء وبنات الدار وحتى من الحاضنات لم تجد من يحتويها ولم تعط أحدا فرصة لإحتوائها وبعد مدة ازداد عنفها حتى إنها بدأت بتكسير الأبواب والأثاث معللة ذلك بأنها تريد أمها وأبيها وإخوتها وفعلا تم السماح لها بزيارتهم لعل سلوكها يتحسن وأصبحت تزورهم ويزورونها في الدار ومرت الأيام وكبرت سلوى ومازالت هي نفسها سلوى المليئة بالعنف والعقد تكره كل من حولها تعيش بعزلة لا تثق بأحد تسب وتشتم وتصرخ على كل أتفه الأسباب وأصبح الكل يتحاشاهها حتى انطوت على نفسها تماما ..... يتبع.. ................................................ زوجان انفصلا عن بعضهما وفاجأنا ذات صباح بإحضار أبنائهم للدار كانوا أربعة أبناء أصغرهم لا يتجاوز السنة وأكبرهم في السابعة من عمره ثلاث بنات وولد ضحى بهم أبويهم بل لم يكتفيا بالانفصال وإنما أيضا قرروا أن يضعوا أبنائهم في الدار ليعيشوا أيتام وأبويهم على قيد الحياة . غريبون اولئك الآباء والأمهات الذين حين ينفصلون يسارعون بأبنائهم ليلقوا بهم في عالم مجهول وكأنهم كانوا ينتظرون تلك الفرصة كي يتخلصوا من مسؤولية تربيتهم ,أيعقل أن تموت مشاعر الأبوة والأمومة بهذه السهولة , مرت أيام والأبناء لم يتأقلموا بعد مع وضعهم الجديد في الدار بكاء متواصل وشبه إضراب عن الطعام واللعب والكلام وكنت أرى الأمهات وهن يتحدثن عن الشبه الكبير في الملامح والشكل واللون بين الابن الأكبر وبين رائد أحد أبناء الدار مجهولي الهوية فالجمييع كان يلاحظ ذلك الشبه فعلا كنا نردد يخلق من الشبه أربعين وهذا هو الدليل أمامنا طفلين لا يربط بينهما شيء سوى الشبه الكبير حتى إن رائد لاحظ ذلك الشبه وكان يقول لنا إن أحمد يشبهني كثيرا فرائد كان في التاسعة من عمره بينما أحمد في السابعة من عمره , وفي يوم من الأيام جاءت والدة أحمد لتزوره وفي طريقها لزيارة ابنها أحمد رأت رائد واقتربت منه وسألته عن اسمه وعمره وأخذت تتأمله طويلا وهنا لم تتمالك نفسها فضمته إلى صدرها وقالت أنت ابني , أنت ابني وأخذت تبكي بصوت عال وهي تضمه وتجعنا حولها ونحن لاندرك مايحدث حتى جاءت إحدى الأخصائيات واصطحبت والدة أحمد معها لمعرفة الأمر منها وهنا كانت الأعجوبة فوالدة أحمد هي نفسها والدة رائد لقد اعترفت أنها كانت على علاقة بوالد أبنائها قبل الزواج وبعد أن حملت بابنها رائد قررت التخلص منه كي لا يتسبب لها بالفضيحة بموافقة وتأييد من والده وفعلا تخلصا منه وأودع في الدار بينما بدأت والدته ووالده حياتهما الجديدة بعد أن دفنا الماضي الذي قررا أن يظل مدفونا للأبد وأن لاينبشانه .... ............................. اعترفت والدة أحمد أن رائد ابنهاصدقها البعض بينما البعض الآخر كذبها ولكنها أخبرتهم عن يوم مولده وتفاصيل تخليها عنه , وحين تمت مراجعة ملفه وجدوا أن جميع ماذكرته صحيحا وقاموا بفتح ملفه من جديد وللتأكد تم إجراء فحص الدي إن أي وظهرت النتيجة التي تفيد بأن رائد فعلا ابنها , سنوات طويلة قضاها رائد في الدار وهو يعدنا إخوته ويعتقد كما كنا نعتقد أن والديه في السماء ولكن فجأة وجد له أما وأبا وإخوة , الأم أخبرت طليقها عن ابنها رائد وأنها وجدته في الدار فجاء في اليوم التالي ليزوره , والأخصائية بدأت تمهد الموضوع لرائد وتخبره بأن له أسرة كلنا ذهلنا بل غبطناه كثيرا وكنا كلما نرى زائرة قادمة نعتقد أنها ستكون أما حقيقية لأحدنا كأم رائد التي كانت تزور أبناءها فاكتشفت أن رائد ابنها الذي تخلت عنه قبل تسع سنوات وأصبحت تزوره باستمرار ووالده أيضا يزوره وبعد مدة عادت والدته إلى والده وقدما للدار ليصطحبا أبناءهما عدا رائد تركاه في الدار حينها تألم رائد كثيرا لفراق إخوته ولأنهم سيذهبون مع والديهم بينما سيبقى هو في الدار كان يتساءل عن السبب الذي دفعهما للتخلي عنه في باديء الأمر والسبب الذي يدفعهما للتخلي عنه الآن , لم نكن نملك الإجابة فكنا مثله لانعرف السبب , تغير رائد كثيرا فبعد تفوقه الدراسي تدهور مستواه مما استدعى المدرسة أن تتصل بالدار وتسأل عن سبب تراجعه الدراسي وكذلك سلوكه تغير جدا فأصبح متمردا , وعدوانيا يضرب بلا سبب ويشتم بلا سبب ويبكي بلا سبب , ظهور والديه في حياته أثر عليه كثيرا وللأسف تأثيرا سلبيا وكعادة الدار الحل الذي يلجأون إليه في مثل هذه الحالات هو العلاج النفسي , أصبح يتناول علاجا ويخضع لجلسات ومع ذاك لم تتحسن حالته بل ازدادت سوءا في الفترة الأخيرة كثرت مشاكله والأمهات عجزن عن السيطرة عليه ووالديه اختفيا فجأة كما ظهرا فجأة ومنذ أن عادا لبعضهما وأخذا أبناءهما من الدار لم يعودا لزيارة رائد ليتهما لم يعترفا به وليته عاش دون أن يعرفهما كان سعيدا قبل أن يتعرف عليهما وأصبح تعيسا بعد معرفته بهما لا أدري لم فعلا كل ذلك به , وبعد مدة انتقل رائد لدار البنين وانقطعت أخباره عنا ولم نعد نعرف شيئا عنه يتبع
أكمل لكم قصة سلوى حيث وجدوا فيها عدة حروق وآثار تعذيب وكانت والدتها هي من تمارس العنف عليها فكانت...
في طفولتنا كنا نتمنى أن ندخل المطبخ ونطبخ ونرى الطباخات كيف يعدون الطعام ولطالما تمنينا أن يسمح لنا بدخوله وكان المكان المفضل لنا هو الوقوف أمام باب المطبخ وطبعا لا يسمح لنا بدخول المطبخ ففي الدار مطبخ واحد كبير المساحة مليء بالأفران وبه عدد من الطباخات وكانوا يمنعون دخلونا للمطبخ خوفا علينا من الأخطار سواء الأدوات الحادة أو حتى نيران الأفران وكنا أحيانا نذهب خلسة للمطبخ دون علم الأمهات كي نتفرج عليه فكل شيء فيه كان يبدو لنا جميلا حتى القدور والصحون والأباريق كلها نراها جميلة في المطبخ رغم أنها هي نفسها التي يحضرون لنا الطعام فيها إلى أسرنا
أذكر أنه في إحدى المرات ذهب أحد إخوتي للمطبخ وكان يعاني من تأخر عقلي بسيط وفي المطبخ حين رأته إحدى الطباخات طلبت منه الخروج من المطبخ إلا أنه كان عنيدا جدا فرفض الخروج حينها قامت الطباخة بالاتصال على الأم من نفس تلفون المطبخ اتصلت على أسرة الأم وحين رآها تحادث أمه وتخبرها بأنه يعبث في المطبخ قام بالهروب مباشرة وخرجت الأم من أسرتها بحثا عنه ووجدته في أحد الممرات وقامت بتوبيخه وبتفتيشه فلم تجد معه اي شيء وأحضرته للأسرة بعدها بمدة اتصلت الفلبينية على الأم تخبرها أنها قد فقدت سكينة من المطبخ وأنها تخشى أن تكون مع الابن وأخبرتها الأم أنها قامت بتفتيشه ولم تجد معه شيئا ولكنها ستسأله وتتأكد وسألته فأنكر أنه رآها أو أخذها وانتهى الأمر ونسيت الأم الموضوع ولم تسأل
الطباخة عن السكين مرة أخرى وبعد مرور عدة أيام جاء أحد الأبناء يبكي ويده مقطوعة والدم يسيل منها وحين سألته الأم عمن تسبب في ذلك أخبرها بأنه هو نفس الابن الذي كان في المطبخ هنا تأكدت الأم أنه قد سرق السكين من المطبخ

الأم حين رأت يد أحد إخوتي مقطوعة وحين أخبرها أن سعد هو من قطع يده بالسكين تأكدت أن السكين مع سعد وحين تحققت من الأمر اكتشفت أن سعد أخذ السكين من المطبخ في نفس ذلك اليوم ولكنه لم يحضرها معه للأسرة بل خبأها في مكان وبعد مدة أخرجها ليقطع بها يد أحد الإخوة حين اختلف معه على لعبة عوقب سعد وعوقبت الأم وعوقبت الطباخات وكل من كان
له دور وتسبب في الإهمال ناله نصيبه من العقاب ....كان المطبخ مكانا محظورا يمنع دخوله سواء للبنات أو الأولاد
وأيضا يمنع احتفاظنا بأي أدوات حادة كالمقصات والمشارط وغيرها ....مرت الأيام وكبرنا وفي فترة من الفترات قرروا تعليم الفتيات الطبخ وإدخالهن للمطبخ وتحقيق أمنيتنا التي تمنيناها في الطفولة ولكن حين أتيحت لنا فرصة دخول المطبخ لم تكن لدينا تلك الرغبة ولا الحماسربما حين كان يمنع دخولنا له كنا نرغب به فكل ممنوع مرغوب ...فعلا بدأنا الدخول للمطبخ في تلك الفترة وبدأنا نتعلم بعض الأشياء البسيطة فكنا نجهل كل شيء حول المطبخ ولا نعرف حتى أساسيات الطبخ وبدأنا نتعلم بعض الأساسيات وبعض الطبخات والأكلات ...مواقف كثيرة صادفتنا البعض منا كن متحمسات جدا والبعض الآخر اتضح أنهن يملكن موهبة الطبخ وتنسيق السفرة ولكن لم تتح لهن الفرصة وحين أتيحيت لهن أبدعن في إعداد الأطعمة ....

في يوم من الأيام جاء أب للدار ومعه ابنيه وقال خذوا هؤلاء فهم ليسوا أبنائي الأبناء كانوا مسجلين باسم الأب وزوجته وليس هناك مايدعو للتشكيك فيهم ...كان الأب لتوه قد خرج من السجن وله سوابق وقضايا وقال إنه يتهم زوجته ويشكك
في أبنائه لأنه حين خرج من السجن وجد زوجته حاملا رغم أنه لم يحصل بينهما أي لقاء منذ سجنه قبل سنتين مما يدل على أن الابن الذي حملت به ليس ابنه وبالتأكيد أن هؤلاء أيضا ليسوا أبنائه وأنه لا يريدهم ....
استقبلت الدار الابنين أحدهما عمره سنتين ونصف والآخر خمس سنوات وأودعت الأم في المؤسسة لأنها كانت أقل من ثلاثين سنة ....لا أدري إن كانت الأم ضحية أو زوجها هو الضحية لكن حتما الأبناء هم من كانوا الضحية بعد تلك الفترة جيء بطفلة عمرها خمس سنوات كانت الهيئة قد قبضت على والدتها في حفلة مختلطة ووكر فساد خمور ورقص وحفلة ماجنة , طفلة جميلة جدا تربت ونشأت في حفلات الفساد لا أدري ما الذي كان يدعوها لاصطحاب طفلتها معها لأماكن الرذيلة والفساد حين أحضروا لنا الطفلة كانت تبكي وتقول إنها تريد أمها تلك الأم التي تجردت من الأمومةوالتي تفتقد إلى التربية فكيف بها ستربي طفلتها بعد عدة أيام أردنا الذهاب لحفلة وكانت الطفلة تسأل أين سنذهب وهل سنذهب لنرقص ؟؟؟
كانت هوايتها الرقص وكل مكان نذهب إليه تعتقد أنه للرقص والحفلات مرت الأيام وبعد شهرين خرجت الأم واصطحبت ابنتها معها ولا أدري إن كانت تابت أم لا ....
المهم أن الطفلين بقيا معنا في الدار بل طال بقاؤهما ......وبعد التحقيق مع الأم اتضح أن ابنها الذي تحمله في أحشائها
ليس بشرعي وفعلا ليس ابن الزوج وقد حملت به أثناء ماكان زوجها في السجن وكان ادعاء الزوج
صادقا لكنها أصرت على أن الابنين الآخرين الأكبر سنا هما من زوجها ولكن الزوج شكك فيهما وقال أخشى أن لا
يكونا ابني وكان فحص الدي إن أي هوالحاسم حيث اتضح فعلا أن الابنين هما للزوج ولكن الزوج حتى بعدما تأكد
أن الابنين له لم يأت ويصطحبهما معه وتركهما في الدار وبعد عدة اشهر ولدت الأم بمولودها الأخير وهو غير شرعي وأحضر للدار عندنا وأعتقد أنها سجلت تنازلا عنه ألكني لست متاكدة من ذلك خاصة أنها مازالت تقضي عقوبتها وربما بعد غنهاء العقوبة تأخذه معها ....وكان يأتي والدهما فقط لزيارت ابنيه ويحضر معه أحيانا والدته وكانا يذهبان هما
كل أربعاء لزيارة والدتهما في المؤسسة وكان قد حكم على الأم بالسجن لأكثر من عشر سنوات و كان الابن الأكبر يسأل كل يوم عن يوم الأربعاء ومتى سيأتي الأربعاء وكم بقي يوما من أجل الذهاب لوالداته في المؤسسة وبعد عدة أشهر أصبح لا يسأل عن أمه ولا عن وقت زيارتها وبعد مدة أصبح يرفض زيارتها ولا يذهب إلا بعد عدة محاولات بينما كان الأصغر سنا لا يعرف شيئا ولا يقل اي شيء ولا يعترض على اي شيء بعد مدة أخبرت الجدة الأخصائيات بأنها ترغب في حضانة الطفلين وتريد أن تخرجهما من الدار وأن تحضرهما للعيش معها ورحبن الأخصائيات بهذه المبادرة خاصة أنه لا جدوى من بقائهما في الدار وأنه ليس لهما ذنب فيما فعلته والدتهما فوالدهما بتركه لهما في الدار كأنه يعاقبهما على ذنب لك يرتكباه ...بعد مدة أصبحت الجدة تتهرب وتتأخر عن زيارتهما كذلك الوالد أصبح يقلل من زيارته لهما والطفلان انسجما في الدار ولم يعودا يسألا لا عن والدتهما ولا والدهما ولا حتى جدتهما مرت الأيام وكبر الابنين الأول دخل التمهيدي ونجح بتفوق وبعدها دخل المدرسة والثاني أيضا كبر ومرت الأيام وانتقلا لدار أخرى وام أعد أعرف الكثير عنهما لكن إلى وقت قريب مازالا في الدار ولم يأت الأب لاصطحابهما ولا الجدة ولم تنه الأم عقوبتها ومازال ابنها غير الشرعي موجودا فكان الأخوين الشرعيين يدركان
أنهما أخوين ويدافعان عن بعضهما ويقيما في نفس الأسرة ويناما في نفس الغرفة بينما الابن غير الشرعي يقيم في أسرةأخرى .....اقترب العيد ولم يتبق سوى القليل يمكنني التنبؤ مبكرا لما سيحدث في العيد حقيقة لا أعلم إن كان العيد في الدار مثل العيد خارج الدار لكن المؤكد أن عيد الدار لهذه السنة هو نفسه عيد الدار قبل عشرين سنة لا شيء جديد سوى اختلاف بعض التفاصيل ربما يستبدل عصير البرتقال بالمانجو وشوكولاتة باتشي بشكولاتة أوبرا ربما تضاف بعض أصناف الطاعم وتختفي بعض الأصناف الأخرى ...لكن الدار ستكون هي نفس الدار مع استبدال حلتها بحلة جديدة
فستزين جدارنها ببعض الزينات وسترص الكراسي والطاولات الخاصة بالبوفيه ...قد تأتي بعض الأميرات لزيارتنا صباح العيد وأيضا بعض موظفات الإشراف ككل سنة وينصرفون لزيارة دار أخرى ...من تنام في آخر الليل ستستيقظ مبكرا من فجر العيد ومن لا تنام ستظل نهار العيد ولا نوم وستذهب مجموعة لأداء صلاة العيد خاصة من تستحق الذهاب ومن لا يوجد
عليها أي ملاحظة أو شكوى من الموظفات وبالنسبة لي قد أذهب وقد لا أذهب ....بعد الصلاة سنبدأ بالتجهيزات واللبس و.....الخ وبعد الانتهاء سنجتمع في الصالة الكبيرة أو في قاعة الحفلات , سيكون معنا بعض الموظفات والمراقبات والأخصائيات حتى وقت الإجازة الرسيمة الدار لا تخلو من الموظفات فغدا أول يوم في الإجازة
وستستمع بعض الموظفات بإجازتهن بينما بعضهن الأخريات سيأتين للدوام سواء راضيات أو مجبرات ....من تكون مناوبتهن في أول يوم من أيام العيد يأتين للدار عابسات والبعض الآخر محبطات وبعضهن لا يرتدين ملابس العيد لأنهن يدخرنها لعيدهن خارج الدار وبعضهن مجاملة لنا يدعين أنهن مسرورات ويشاركننا فرحة العيد لكنني لا أعتقد أن العيد معنا
أفضل منه مع أسرهن ....سنجتمع في الصالة وسنجلس نستقبل الزائرات وهن نفسهن اللاتي يزرننا كل سنة اعتدنا على وجودهن معنا وحين تتغيب إحداهن عن الحضور نفتقدها كثيرا ...بعد حضورهن وانصرافهن السريع ينتهي النظام الذي كان يقيدنا في طريقة جلوسنا وأكلنا وكلامنا وحتى ضحكنا ونعود لطبيعتنا ونفعل مايحلو لنا وهواة الرقص حتما سيشغلون الاستريو ويرقصن والبعض سيكتفي بالمشاهدة فقط ...في طفولتي كنت أعشق العيد ربما لأنه لم يكن هنالك شيئا ممنوعا وربما كانت تغريني الحلويات والألعاب والهدايا وضوضاء العيد ...لكن حاليا لم تعد تلك الأشياء تغريني ولم يعد للعيد ذلك المذاق الذي كنت أتذوقه في طفولتي ....

في الدار وفي الجانب المظلم من الدار تتضح صورة أخرى وهي صورة بشعة لمجتمعنا ربما هي حالات فردية ونادرة
لكنها للأسف موجودة , فهناك ابن غير شرعي اتضح فيما بعد أن والده هو هو عمه شقيق والده فأقام علاقة مع زوجة أخيه
الذي أستأمنه على بيته وعرضه لينجب منها ويستغفل أخاه ويخونه ويخون قبل ذلك كله ربه ونفسه والزوجة أيضا لا تستحق
أن تكون أما أو زوجة ....ابن غير شرعي ووالده هو خاله شقيق والدته , يعاني هو وشقيقته من تخلف عقلي , عانت والدتهم كثيرا من تربيتهم ورعايتهم ولهم أيضا شقيق آخر متخلف عقليا وبعد مدة اكتشفت أن ابنتها المتخلفة حامل وهي لا تتجاوز الأربعة عشر عاما من عمرها وأنها حامل من شقيقها المتخلف أدركت أنه ابتلاء من الله بحثوا عن الستر فاعل خير تطوع بالزواج من ابنتهم وبعد أن أنجبت أحضروا ابنها للدار ....ابن غير شرعي والوالد هو والد الفتاة ومازالت قضيتهم معلقة في المحاكم حتى هذه اللحظة الوالد يرفض أنه اعتدى على ابنته ويتهمها بانهامكيدة منها ومن والدتها غير السعودية التي طلقها وتريد الانتقام منه , البنت تصر على أن والدطفلها الذي تحمله في أحشائها هو والدها , وكعادة محاكمنا تمر الشهور دون صدور حكم ولكن تحليل الآي إن دي سيثبت الحقيقة ومازال الأب خلف القضبان والفتاة في المؤسسة , الكل يشهد لوالدها بالصلاح وبأنه يحافظ على الصلاة جماعة في المسجد وكل جماعة المسجد شهدوا له بالصلاح لم يكن له اي سوابق جنائية لا يسكر ولا حتى يدخن يعمل بوظيفة محترمة يحبه الجيران ويحترمه الآخرون , وفجأة ترفع عليه ابنته قضية وتتهمه فيها
بأنه اعتدى عليها وبأنه هو والد الطفل الذي تحمله في أحشائها لا أحد يستطيع توقع شيء والتحاليل هي وحدها من ستكشف الحقيقة ...في كلتي الحالتين فالحقيقة مرة وإن كانت الفتاة كاذبة فأين ستفر من عقاب الله وكيف تتهم والدها ظلما ؟؟ وكيف تجرؤ على إدخال والدها السجن ؟؟ وتفضحه بين الخلق ؟؟ وإن كان الوالد مذنبا فلا حول ولا قوة إلا بالله ....
هذه فقط نبذة عن قصص أخرى تبدو أكثر ألما ....




يتبع
shu shu
shu shu
في طفولتنا كنا نتمنى أن ندخل المطبخ ونطبخ ونرى الطباخات كيف يعدون الطعام ولطالما تمنينا أن يسمح لنا بدخوله وكان المكان المفضل لنا هو الوقوف أمام باب المطبخ وطبعا لا يسمح لنا بدخول المطبخ ففي الدار مطبخ واحد كبير المساحة مليء بالأفران وبه عدد من الطباخات وكانوا يمنعون دخلونا للمطبخ خوفا علينا من الأخطار سواء الأدوات الحادة أو حتى نيران الأفران وكنا أحيانا نذهب خلسة للمطبخ دون علم الأمهات كي نتفرج عليه فكل شيء فيه كان يبدو لنا جميلا حتى القدور والصحون والأباريق كلها نراها جميلة في المطبخ رغم أنها هي نفسها التي يحضرون لنا الطعام فيها إلى أسرنا أذكر أنه في إحدى المرات ذهب أحد إخوتي للمطبخ وكان يعاني من تأخر عقلي بسيط وفي المطبخ حين رأته إحدى الطباخات طلبت منه الخروج من المطبخ إلا أنه كان عنيدا جدا فرفض الخروج حينها قامت الطباخة بالاتصال على الأم من نفس تلفون المطبخ اتصلت على أسرة الأم وحين رآها تحادث أمه وتخبرها بأنه يعبث في المطبخ قام بالهروب مباشرة وخرجت الأم من أسرتها بحثا عنه ووجدته في أحد الممرات وقامت بتوبيخه وبتفتيشه فلم تجد معه اي شيء وأحضرته للأسرة بعدها بمدة اتصلت الفلبينية على الأم تخبرها أنها قد فقدت سكينة من المطبخ وأنها تخشى أن تكون مع الابن وأخبرتها الأم أنها قامت بتفتيشه ولم تجد معه شيئا ولكنها ستسأله وتتأكد وسألته فأنكر أنه رآها أو أخذها وانتهى الأمر ونسيت الأم الموضوع ولم تسأل الطباخة عن السكين مرة أخرى وبعد مرور عدة أيام جاء أحد الأبناء يبكي ويده مقطوعة والدم يسيل منها وحين سألته الأم عمن تسبب في ذلك أخبرها بأنه هو نفس الابن الذي كان في المطبخ هنا تأكدت الأم أنه قد سرق السكين من المطبخ الأم حين رأت يد أحد إخوتي مقطوعة وحين أخبرها أن سعد هو من قطع يده بالسكين تأكدت أن السكين مع سعد وحين تحققت من الأمر اكتشفت أن سعد أخذ السكين من المطبخ في نفس ذلك اليوم ولكنه لم يحضرها معه للأسرة بل خبأها في مكان وبعد مدة أخرجها ليقطع بها يد أحد الإخوة حين اختلف معه على لعبة عوقب سعد وعوقبت الأم وعوقبت الطباخات وكل من كان له دور وتسبب في الإهمال ناله نصيبه من العقاب ....كان المطبخ مكانا محظورا يمنع دخوله سواء للبنات أو الأولاد وأيضا يمنع احتفاظنا بأي أدوات حادة كالمقصات والمشارط وغيرها ....مرت الأيام وكبرنا وفي فترة من الفترات قرروا تعليم الفتيات الطبخ وإدخالهن للمطبخ وتحقيق أمنيتنا التي تمنيناها في الطفولة ولكن حين أتيحت لنا فرصة دخول المطبخ لم تكن لدينا تلك الرغبة ولا الحماسربما حين كان يمنع دخولنا له كنا نرغب به فكل ممنوع مرغوب ...فعلا بدأنا الدخول للمطبخ في تلك الفترة وبدأنا نتعلم بعض الأشياء البسيطة فكنا نجهل كل شيء حول المطبخ ولا نعرف حتى أساسيات الطبخ وبدأنا نتعلم بعض الأساسيات وبعض الطبخات والأكلات ...مواقف كثيرة صادفتنا البعض منا كن متحمسات جدا والبعض الآخر اتضح أنهن يملكن موهبة الطبخ وتنسيق السفرة ولكن لم تتح لهن الفرصة وحين أتيحيت لهن أبدعن في إعداد الأطعمة .... في يوم من الأيام جاء أب للدار ومعه ابنيه وقال خذوا هؤلاء فهم ليسوا أبنائي الأبناء كانوا مسجلين باسم الأب وزوجته وليس هناك مايدعو للتشكيك فيهم ...كان الأب لتوه قد خرج من السجن وله سوابق وقضايا وقال إنه يتهم زوجته ويشكك في أبنائه لأنه حين خرج من السجن وجد زوجته حاملا رغم أنه لم يحصل بينهما أي لقاء منذ سجنه قبل سنتين مما يدل على أن الابن الذي حملت به ليس ابنه وبالتأكيد أن هؤلاء أيضا ليسوا أبنائه وأنه لا يريدهم .... استقبلت الدار الابنين أحدهما عمره سنتين ونصف والآخر خمس سنوات وأودعت الأم في المؤسسة لأنها كانت أقل من ثلاثين سنة ....لا أدري إن كانت الأم ضحية أو زوجها هو الضحية لكن حتما الأبناء هم من كانوا الضحية بعد تلك الفترة جيء بطفلة عمرها خمس سنوات كانت الهيئة قد قبضت على والدتها في حفلة مختلطة ووكر فساد خمور ورقص وحفلة ماجنة , طفلة جميلة جدا تربت ونشأت في حفلات الفساد لا أدري ما الذي كان يدعوها لاصطحاب طفلتها معها لأماكن الرذيلة والفساد حين أحضروا لنا الطفلة كانت تبكي وتقول إنها تريد أمها تلك الأم التي تجردت من الأمومةوالتي تفتقد إلى التربية فكيف بها ستربي طفلتها بعد عدة أيام أردنا الذهاب لحفلة وكانت الطفلة تسأل أين سنذهب وهل سنذهب لنرقص ؟؟؟ كانت هوايتها الرقص وكل مكان نذهب إليه تعتقد أنه للرقص والحفلات مرت الأيام وبعد شهرين خرجت الأم واصطحبت ابنتها معها ولا أدري إن كانت تابت أم لا .... المهم أن الطفلين بقيا معنا في الدار بل طال بقاؤهما ......وبعد التحقيق مع الأم اتضح أن ابنها الذي تحمله في أحشائها ليس بشرعي وفعلا ليس ابن الزوج وقد حملت به أثناء ماكان زوجها في السجن وكان ادعاء الزوج صادقا لكنها أصرت على أن الابنين الآخرين الأكبر سنا هما من زوجها ولكن الزوج شكك فيهما وقال أخشى أن لا يكونا ابني وكان فحص الدي إن أي هوالحاسم حيث اتضح فعلا أن الابنين هما للزوج ولكن الزوج حتى بعدما تأكد أن الابنين له لم يأت ويصطحبهما معه وتركهما في الدار وبعد عدة اشهر ولدت الأم بمولودها الأخير وهو غير شرعي وأحضر للدار عندنا وأعتقد أنها سجلت تنازلا عنه ألكني لست متاكدة من ذلك خاصة أنها مازالت تقضي عقوبتها وربما بعد غنهاء العقوبة تأخذه معها ....وكان يأتي والدهما فقط لزيارت ابنيه ويحضر معه أحيانا والدته وكانا يذهبان هما كل أربعاء لزيارة والدتهما في المؤسسة وكان قد حكم على الأم بالسجن لأكثر من عشر سنوات و كان الابن الأكبر يسأل كل يوم عن يوم الأربعاء ومتى سيأتي الأربعاء وكم بقي يوما من أجل الذهاب لوالداته في المؤسسة وبعد عدة أشهر أصبح لا يسأل عن أمه ولا عن وقت زيارتها وبعد مدة أصبح يرفض زيارتها ولا يذهب إلا بعد عدة محاولات بينما كان الأصغر سنا لا يعرف شيئا ولا يقل اي شيء ولا يعترض على اي شيء بعد مدة أخبرت الجدة الأخصائيات بأنها ترغب في حضانة الطفلين وتريد أن تخرجهما من الدار وأن تحضرهما للعيش معها ورحبن الأخصائيات بهذه المبادرة خاصة أنه لا جدوى من بقائهما في الدار وأنه ليس لهما ذنب فيما فعلته والدتهما فوالدهما بتركه لهما في الدار كأنه يعاقبهما على ذنب لك يرتكباه ...بعد مدة أصبحت الجدة تتهرب وتتأخر عن زيارتهما كذلك الوالد أصبح يقلل من زيارته لهما والطفلان انسجما في الدار ولم يعودا يسألا لا عن والدتهما ولا والدهما ولا حتى جدتهما مرت الأيام وكبر الابنين الأول دخل التمهيدي ونجح بتفوق وبعدها دخل المدرسة والثاني أيضا كبر ومرت الأيام وانتقلا لدار أخرى وام أعد أعرف الكثير عنهما لكن إلى وقت قريب مازالا في الدار ولم يأت الأب لاصطحابهما ولا الجدة ولم تنه الأم عقوبتها ومازال ابنها غير الشرعي موجودا فكان الأخوين الشرعيين يدركان أنهما أخوين ويدافعان عن بعضهما ويقيما في نفس الأسرة ويناما في نفس الغرفة بينما الابن غير الشرعي يقيم في أسرةأخرى .....اقترب العيد ولم يتبق سوى القليل يمكنني التنبؤ مبكرا لما سيحدث في العيد حقيقة لا أعلم إن كان العيد في الدار مثل العيد خارج الدار لكن المؤكد أن عيد الدار لهذه السنة هو نفسه عيد الدار قبل عشرين سنة لا شيء جديد سوى اختلاف بعض التفاصيل ربما يستبدل عصير البرتقال بالمانجو وشوكولاتة باتشي بشكولاتة أوبرا ربما تضاف بعض أصناف الطاعم وتختفي بعض الأصناف الأخرى ...لكن الدار ستكون هي نفس الدار مع استبدال حلتها بحلة جديدة فستزين جدارنها ببعض الزينات وسترص الكراسي والطاولات الخاصة بالبوفيه ...قد تأتي بعض الأميرات لزيارتنا صباح العيد وأيضا بعض موظفات الإشراف ككل سنة وينصرفون لزيارة دار أخرى ...من تنام في آخر الليل ستستيقظ مبكرا من فجر العيد ومن لا تنام ستظل نهار العيد ولا نوم وستذهب مجموعة لأداء صلاة العيد خاصة من تستحق الذهاب ومن لا يوجد عليها أي ملاحظة أو شكوى من الموظفات وبالنسبة لي قد أذهب وقد لا أذهب ....بعد الصلاة سنبدأ بالتجهيزات واللبس و.....الخ وبعد الانتهاء سنجتمع في الصالة الكبيرة أو في قاعة الحفلات , سيكون معنا بعض الموظفات والمراقبات والأخصائيات حتى وقت الإجازة الرسيمة الدار لا تخلو من الموظفات فغدا أول يوم في الإجازة وستستمع بعض الموظفات بإجازتهن بينما بعضهن الأخريات سيأتين للدوام سواء راضيات أو مجبرات ....من تكون مناوبتهن في أول يوم من أيام العيد يأتين للدار عابسات والبعض الآخر محبطات وبعضهن لا يرتدين ملابس العيد لأنهن يدخرنها لعيدهن خارج الدار وبعضهن مجاملة لنا يدعين أنهن مسرورات ويشاركننا فرحة العيد لكنني لا أعتقد أن العيد معنا أفضل منه مع أسرهن ....سنجتمع في الصالة وسنجلس نستقبل الزائرات وهن نفسهن اللاتي يزرننا كل سنة اعتدنا على وجودهن معنا وحين تتغيب إحداهن عن الحضور نفتقدها كثيرا ...بعد حضورهن وانصرافهن السريع ينتهي النظام الذي كان يقيدنا في طريقة جلوسنا وأكلنا وكلامنا وحتى ضحكنا ونعود لطبيعتنا ونفعل مايحلو لنا وهواة الرقص حتما سيشغلون الاستريو ويرقصن والبعض سيكتفي بالمشاهدة فقط ...في طفولتي كنت أعشق العيد ربما لأنه لم يكن هنالك شيئا ممنوعا وربما كانت تغريني الحلويات والألعاب والهدايا وضوضاء العيد ...لكن حاليا لم تعد تلك الأشياء تغريني ولم يعد للعيد ذلك المذاق الذي كنت أتذوقه في طفولتي .... في الدار وفي الجانب المظلم من الدار تتضح صورة أخرى وهي صورة بشعة لمجتمعنا ربما هي حالات فردية ونادرة لكنها للأسف موجودة , فهناك ابن غير شرعي اتضح فيما بعد أن والده هو هو عمه شقيق والده فأقام علاقة مع زوجة أخيه الذي أستأمنه على بيته وعرضه لينجب منها ويستغفل أخاه ويخونه ويخون قبل ذلك كله ربه ونفسه والزوجة أيضا لا تستحق أن تكون أما أو زوجة ....ابن غير شرعي ووالده هو خاله شقيق والدته , يعاني هو وشقيقته من تخلف عقلي , عانت والدتهم كثيرا من تربيتهم ورعايتهم ولهم أيضا شقيق آخر متخلف عقليا وبعد مدة اكتشفت أن ابنتها المتخلفة حامل وهي لا تتجاوز الأربعة عشر عاما من عمرها وأنها حامل من شقيقها المتخلف أدركت أنه ابتلاء من الله بحثوا عن الستر فاعل خير تطوع بالزواج من ابنتهم وبعد أن أنجبت أحضروا ابنها للدار ....ابن غير شرعي والوالد هو والد الفتاة ومازالت قضيتهم معلقة في المحاكم حتى هذه اللحظة الوالد يرفض أنه اعتدى على ابنته ويتهمها بانهامكيدة منها ومن والدتها غير السعودية التي طلقها وتريد الانتقام منه , البنت تصر على أن والدطفلها الذي تحمله في أحشائها هو والدها , وكعادة محاكمنا تمر الشهور دون صدور حكم ولكن تحليل الآي إن دي سيثبت الحقيقة ومازال الأب خلف القضبان والفتاة في المؤسسة , الكل يشهد لوالدها بالصلاح وبأنه يحافظ على الصلاة جماعة في المسجد وكل جماعة المسجد شهدوا له بالصلاح لم يكن له اي سوابق جنائية لا يسكر ولا حتى يدخن يعمل بوظيفة محترمة يحبه الجيران ويحترمه الآخرون , وفجأة ترفع عليه ابنته قضية وتتهمه فيها بأنه اعتدى عليها وبأنه هو والد الطفل الذي تحمله في أحشائها لا أحد يستطيع توقع شيء والتحاليل هي وحدها من ستكشف الحقيقة ...في كلتي الحالتين فالحقيقة مرة وإن كانت الفتاة كاذبة فأين ستفر من عقاب الله وكيف تتهم والدها ظلما ؟؟ وكيف تجرؤ على إدخال والدها السجن ؟؟ وتفضحه بين الخلق ؟؟ وإن كان الوالد مذنبا فلا حول ولا قوة إلا بالله .... هذه فقط نبذة عن قصص أخرى تبدو أكثر ألما .... يتبع
في طفولتنا كنا نتمنى أن ندخل المطبخ ونطبخ ونرى الطباخات كيف يعدون الطعام ولطالما تمنينا أن يسمح...
المهم أنني فكرت بطرح قصتي ولن أقول مشكلتي
لأنها ليست مشكلة ربما هي قضية ولكنها أيضا
ليست قضيتي وحدي بل قضية كل مجهولي الهوية
الذين كان من الممكن أن يكونوا بهوية وجزء فعال في المجتمع لولا المجتمع
والظروف ولكن للأسف جزء بسيط من تلك الفئة وقلة أقل ممانطمح إليه
استطاعت أن تنجح وتثبت وجودها في المجتمع بينما البعض مازال يتخبط والبعض
الآخر مازال يتنقل من فشل لفشل آخر وجزء متوسط منهم فشل في تكوين أسرة ...
مفقود الهوية لا يعني أنه بلا أهل فهو له أهل حاله كحال غيره لكن ظروف مولده
جعلت منه بلا هوية في مجتمع لا يعترف بوجوده , فكل مفقود هوية كان له أب وأم
ربما ينتميان لقبيلة أو عائلة معروفة لكنهما تخليا عنه لأنه لم يكن شرعيا أو لأي
سبب آخر كان ....
إلى هنا وسأتوقف وسأكتفي بماذكرت لكم لأسباب شخصية
ليس لأن قصص الدار انتهت فهي لا تنتهي إلا بنهاية مفقودي الهوية
وفي صباح كل يوم تشرق الشمس لتعلن قدوم مولود جديد
وكل مولود له قصة تولد معه لتموت أيضا معه ...
أشكركم جميعا على متابعتكم وإصغائكم وأسأل الله أن يوفقكم
لكل الخير وأن يحقق لكم كل ماتتمنونه ...
أشكر كل من كان متابعا وكل من كان له مشاركات و مداخلات وكل من سأل عني
وكل من هنأني وكل من دعا لي وكل من قرأ قصتي فشكرا شكرا

شكرا لكم جميعا ....



إنتهت القصة