(الحياه ألم وأمل)
* * * * *
ذات صباح ساحر جميل اطلت بوجهها الشاحب الذي اظناه تعب السنين وغدر الايام تنظر بعين قد سقط شعر حاجبها عليها تنظر مع نافذة غرفتها تتدلى على كتفيها ظفيرتيها الذهبيتين شاهدتاعلى قساوة الزمان وهي تنظر إلى تسلل أشعة الشمس بخيوطها الذهبيه وتطرب أذانها بشقشقة العصافير وتستنشق هواء عليلا يداعب شعرها الذي غطى معظمه الشيب أخذ شريط حياتها يدور في ذاكرتها تذكرت سنوات مرت عليها مابين حلوها ومرها بعد زوجها فقد تزوجت بشخص اسمه أحمد وكان عمرها خمسة عشر سنه ارتبطت بذلك الرجل الطيب الخلوق الحبوب الذي عرف الله حق المعرفه عوضها اليتم الذي فأجاها الزمن به في وقت مبكر من عمرها فقدت أبويها في حادث سير وهي في المرحله الابتدائيه كان أحمد كالأب والأخ والزوج المثالي لهااحتواها بقلبه قبل يديه انتقلت ساره إلى بيت زوجها عاشاحياة هادئه هانئه حالمه أمنه مطمئنه كانت له نعم الزوجه كانا يحلمان بطفل يلعبان معه يداعبانه يشتريان له أفخم الملابس وأجمل الالعاب كانا يتمنيان سماع صوته ضاحكا كان أوباكيا مر على زوجها سنه ولم ترزق بحمل تكلم الناس حولها عنها بأنها عقيم لاتنجب عرضت عليه أمه الزواج لكي يرزق بولد يحمل أسمه لاكنه رفض بحجه إنهم مازال الوقت مبكرقال مازحا ومداعبا امه (لسى بدري باقي عرسان بدري ع الحمل) نعم إبى الا يشرك مع ساره في حياته أحد لم تعد تناقشه في موضوع الزواج بعد ان رات جديته وعدم تفكيره في الزواج نهايئا مر على زواجها سنتين لم يتحقق الحمل ذهب بها للمستشفى وبعد التحاليل تبين وجود عقم عند ساره
الممرضه:أحمد الارزاق بيد الله اليس كذالك
أحمد :نعم كل شي بيد الله
الممرضه:عليك ان تتقبل الخبر بنفس راضيه زوجتك ياأحمد لاتنجب زوجتك عقيم
نزل الخبر على أحمد كالصاعقه أحمد:هل انتي متأكده ياسستر
الممرضه :نعم هذه نتائج التحاليل
أحمد:الحمد لله عسى في ذلك خير قالها وهو متجها إلى ساره ليخبرها
الممرضه:قد يكون الله آراد لك خير
دخل أحمد على ساره وهو يفكر كيف يبدائها وكيف يخبرها
أحمد:ساره هيا إنتهينا
ساره :حمود والتحاليل مانتيجتها
تجاهل أحمد سؤال ساره أحست ساره بأن النتائج ليست على مايرام بعد ان لمحت
دمعه تسقط من عين أحمد حاول أحمد أخفائها عنها تجاهلت ساره هذه الدمعه
ركب أحمد السياره وركبت ساره
ساره:أحمد لماذا لم ترد على سؤالي هذه ليست عادتك
تنهد أحمد قليلا تم قال:آآآه ساره لا أعتراض ع قضاء الله الامر كله لله
ساره:وش فيك يا أحمد وش صار في التحليل
أحمد :التحاليل يا ساره تقول إنك ماتنجبي والحمد لله ع قضاء الله
ساره:لا انجب لا انجب ماذا لن ارزق بطفل
أحمد:ساره لا اعتراض الامر كله لله وقع الخبر ع ساره كالصاعقه أخذت تبكي بحرقه كانت تتمنى أن تنادى ماما وأن تحمل بين كفيها طفل تلاعبه وتضاحكه استمرت تبكي لم يحتمل أحمد منظر زوجته أخذت دموعه تنسكب ع خديه أحمد:ساره كل شي بيد الله وعسى أن تكرهوا شي وهو خير لكم ساره لم كل هذا البكاء الم ترضي بما قدر الله لك الم تؤمني بقضاءه قولي الحمد لله ع كل حال لم تجبه ساره وصلوا البيت اتجهت ساره إلى غرفتها واخذت تبكي حاول زوجها تهدئتها وتخفيف مصيبتها ولاكن لا فائده حزن أحمد لحالها عم الصمت المكان فجاءه عادت ساره تبكي
أحمد:ساره أذكري الله تحلي بالصبر أرضي بما قسم الله لكي لا تيأسي من رحمة الله قاطعته ساره:لاكن يا أحمد أنا خايفه خايفه يا أحمد تخ...ثم أجهشت بالبكاء
أحمد:ساره قولي وش خايفه منه أنا زوجك وأنا سندك وأنا لك كل شي قولي ساره
ساره:يا أحمد أنا أعرف أن كل شي بيد الله الله يقول(ويجعل من يشاء عقيما )أنا لا أعترض على قضاء الله أنا راضيه بس آآآمانه يا أحمد لاتخليني آآآمانه ياأحمد لاتخليني أنا مالي الا أنت بعد الله أنا وحيده لا أم لا أب لا أخ ياأحمد كنت أنت العوض لي بحياتي بعد وفاه أهلي أنا أعرف أن أمك تحبني وأنا بعد أحبها بس تعرف يا أحمد هي ممكن تقولك تأخذ وحده غيري أنا واثقه فيك إنك ماتبغى تأخذ غيري بس راح تنجبر تسمع كلام أمك نظرت ساره إلى أحمد فإذا بدموعه قد غطت خديه لم يتمالك أحمد نفسه صاح باعلى صوته والله ياساره ماراح أخليك والله ياساره ماراح أخليك تأكدي يازوجتي الغاليه أنك الوحيده بحياتي الوحيد لأخر لحظه بحياتي صدقيني أمي تحبك وماراح تفكريوم تجبرني أخذ وحده غيرك هي كانت تتمنى تشوف عيالي لإني وحيدها كانت تبي تضم أحفادها قبل ياخذهاالموت كان مجرد أمنيه والاهي ماترضى عليك قاطعه صوت الباب
طق طق طق
أحمد أحمد حبيبي أفتح انا أمك
أحمد:حاضر حاضر ابشري انا جاي حيا الله أمي يا الله ياساره قومي توضي وتعوذي بالله من الشيطان أمي لاتشوفك كذه يتكدر خاطرها
ساره :خلاص يا أحمد بس قوم أفتح الباب
فتح أحمد الباب
أحمد:هلآ وغلآ بأمي الغاليه أخذ يقبل راسها ويدها هلآ بالغلا كله حياااك الله
ام أحمد:تسلم حبيبي الله يسلمك
أحمد :تفضلي يمه تفضلي
ام أحمدوهي داخله وش فيك متغير وين ساره متعوده عليها تستقبلني معاك عسى خير
أحمد: لا لا أبد مافي شي وساره في دورات المياه بتجي الحين سارونه سارونه أمي جات وتسأل عنك
ساره:هلاااهلااا جاي الحين
اتجه أحمد لتحضير التمر والقهوه لأمه
ساره:هلآ وغلآ حياك الله
تقبل ساره كعادتها راسها ويدها ام أحمد: الله يسلم عمرك كيف يابنتي وكيف صحتك وش فيك متغيره لاحظت ام أحمد تورم عياناها وأحمرارها من شدة البكاء
حاولت ساره أخفاء دمعتها ولاكن خنقتها العبر لم تتمالك نفسها أجهشت بالبكاء
ام أحمد:ساره وش فيك وش صار
سمع أحمد صوت ساره خرج مسرعا ياالله رحمآك بساره يآآآرب الطف بها
أحمد:ساره ساره وينك
ام أحمد:تعال أحمد تعال هنا دخل أحمد على ساره مخفيه وجهها بين يديها وأمه واضعه يدها على كتفيها تهدئها
أحمد:ياالله رحمتك ساره كفايه كفايه ساره
ام أحمد:أحمد وش في ساره لايكون انت سببها وش سويت فيها يا أحمد وش سويت في الامانه اللي عندك قالتها الأم بعصبيه لانها تعلم انها أمااانه في أعناقهم فهي يتيمه الابوين
أحمد:محاولا تهدئه ساره لايمه انا ماسويت لها شي ساره تعبانه شوي وتبي راحه
اسندت ساره راسها على الجدار وبدات تبكي بشده
ام أحمد:ساره قولي لي وش عندك تكفين قطعتي قلبي عليك
أحمد: هامسا لأمه انا بقولك يمه بس أبيك تهديها رحنا المستشفى وسوا لها تحليل وطلعت ماتنجب الحمد لله ماهي الاوله والاخير يشير احمد بيده لامه يقصد هوني الموضوع
ام احمد:الحمدلله ياساره ع كل حال الدنيا ماتسوى الله آراد لك خير ماراح ينفعك البكاء حرام تعذبي نفسك عليك بالاستغفار يابنتي الزمي سجادتك ومصحفك هوني عليك عسى ان يكون في ذلك خير لامست كلماتها قلب ساره المكلومه احست ساره براحه نفسيه ترددت صدى كلمة أم احمد في اذانها كثيرا عسى ان يكون في ذلك خير
قررت ام أحمد العيش مع ابنها وزوجته بعد وفاة زوجها عاشت على الرحب والسعه وسط عنايه احمد وساره وحبهما لها وبعد مضي عدة سنوات على عيش ام أحمد معهم وفي وقت متأخر من الليل احست ام احمد بدوران شديد نادت ابنها احمد حملها هو وزوجته للمستشفى كان عندها ارتفاع في ضغط الدم ساءت حالتها ادخلت الانعاش ازدادت حالتها سوء ثم مالبثت ان لفضت انفاسها الاخير كل هذا في يومين لم يصدق احمد ماجرى اسلم امره لله ابيضت عيناه من الحزن اسودت الدنيا في عينه حزن على فراق ذالك القلب الحاني انطوى احمد عن العالم احس بالغربه بعد فراق امه وفي يوم العيد أراد احمد ان يلبس ملابس العيد فتذكر من كانت تختار له ملابسه حتى قبل وفاتها كان يحب ان تشاركه في كل شي حتى في اختيار سيارته ملابسه اثاثه تذكر الام الحنون تذكر اليد الحانيه تذكرالقلب الواسع والحظن الدافي بكى احمد بكاءمرا
ساره:احمد عليك بالصبر لست بإقل منك حزنا فقد فقدت امي وابي في آن واحد هذا مصير كل مخلوق
أصبح احمد كالاسير لم يعد يخرج من البيت الا لحاجته
كني أسير وغربتي كنها الجيش ..والقيد همي آه ياقيد همي..بأحاول اتكيف مع الوضع وأعيش..بس المصيبه فرقة عيون أمي..يمه جناحك يفتقد دفوة الريش..صارت حروفي ترتعش وسط فمي..شوكة غيابك بين وخز المناقيش..تجرح كفوف الشوق وتبيح دمي..تأخذني الذكرى على مركب الطيش..ايام ماكنتي تزررين كمي..أيام مايدك تلقمني العيش..وتعلميني قبلها كيف اسمي..
مضى على وفاة ام أحمد عشر سنوات أصبح عمر ساره ٣٣عام ذات يوم احست ساره بدوار شديد
ساره:أحمد.أحمد احس بدوار لا استطيع الوقوف ثم تهاوت على الارض قفز احمد اليها ساره ساره وش فيك ساره وش فيك ساره ردي اتصل احمد بسيارة الاسعاف حملت للمستشفى اعطيت الاسعافات الاوليه افاقت من غيبوبتها واذا باحمد واقف عند راسها
احمد:ساره كيفك كيف صحتك الحمد لله ع سلامتك
ساره:الحمد لله انابخير مجرد دوار فقط
احمد:بماذا تحسين الان
ساره:دوار بسيط ورعشه في جسدي قطع كلامها دخول الممرضه
الممرضه:هاه ماما انت كويسه الحين
ساره:الحمد لله
احمد:الحمد لله
الممرضه:ابقى تحليل حمل
أحمد وساره بصوت واحد :ماذا تحليل حمل
الممرضه:نعم ليه مستغربين متى اخر حمل
احمد:مافي حمل أول
الممرضه:كم سنه زواج
احمد:١٨ سنه
الممرضه:***** الله يكون حمل
خرجت الممرضه تبعها احمد ليرى النتيجه دب الامل في قلب ساره احست بفرحه تسري في جسدها احست لو ان حلمها تحقق تخيلت نفسها أم بعد عقم دام ١٨ سنه كل هذا قبل نتائج التحليل
فجأه دخلت الممرضه وأحمد رأت ساره الفرحه على وجوهم أحمد : ساااره ابشرك ساره باذن الله سنرزق بمولد انت حامل
ساره:ماذا حامل لا اصدق متاكده ياسستر تلعثمت كلاماتهالم تدري ماتقول
الممرضه:ايوه ماما وهذه نتيحة التحليل
احمد :ودموع الفرحه ع خديه الحمد لله الحمد لله فرحتي لاتوصف
اصرت ساره على التأكد مره اخرى اعادت الممرضه التحليل والنتيجه حمل سجدت ساره سجدة شكر لله اللهم لك الحمد انت اهل الثناء والمجد
خرجا احمدوساره من المستشفى والفرحه تغمرهما
مرت سبعه اشهر ع حملها احست ساره باالام شديد وثقل وتورم في قدميها لم تنم ليلتها في الصباح ذهبت للمستشفى لمتابعه الحمل اخبرتها الممرضه ان لديها تؤام فرحت ساره اخبرت احمد طار احمد فرحا بداء يتأهبا لقدوم هذين الطفلين أخذت ساره تفكر ياترى هل هم ولدين ام بنتين ام ولد وبنت متى لحظه خروجهما لدنيا افكار كثيره تدور في خلدها
بعد شهرين استيقظ احمد على بكاء ساره فأتجه نحوها راى وجهها مصفرا وجسدها يرتعش اخبرته انها لم تنم وان الالام لا تفارقها اسرع بها الى المستشفى وهناك تمت ولادتها رزقت بطفلين جميلين شبيهين ببعضهماولدوبنت دخل احمد حاملا باقه ورد جميله اهداها لزوجته حمل أحمد ابنائه وقبلهما و حمد الله ان رزقه بعد تلك السنوات التي حرم فيها من الابناء تذكر معاناته هو وساره عندمايشاهدا ملابس والعاب الاطفال واليوم اصبح يحملهما ويقبلهما حمدت ساره الله ان عوضها الله بتؤام بعد عقم دام طويلا اختارا للولد اسم(متعب)وللبنت اسم (العنود) (ولكل من اسمه نصيب )
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تابع جزء2
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شكرا للك اختي على هذه القصه ومثل مافيه ابناء عاقين يوجد ابناء بارين 00بس مادري ايش الاسباب اللي تخليهم عاقين رغم ان الوالدين ماقصرو عليهم بشي 000
جزاك الله خيرا وسمحك الله يا غالية انا اتجنب اقرا مثل هذه القصص يتملكني الهم والحزن حتى انساها
والله ابكتني كثيرا
بارك الله فيك
والله ابكتني كثيرا
بارك الله فيك
الصفحة الأخيرة
(الحياه أمل وألم )
* * * * * *
رفرفة السعاده بجناحيها في منزل ساره وأحمد وبلغت الفرحه مبلغها بعد أن رزقا بهذين الطفلين عاشا متعب والعنود وسط حب ورعايه واهتمام وتدليلهما لايرفضان لهما طلبا ولا يمنعانهما من شي يريدانه فقد تحقق لهما الحلم أصبحا يشتريان لهما أجمل الملابس واحلى الالعاب مرت عدة شهور بداء أول خطواتهما فرحت ساره بذلك كم تمنت ان تعلم طفل لها أول خطواته وهاهي اليوم تعلم طفلين توائمين جميلين مرت السنوات وازداد حب ساره وأحمد وتعلقهما بهما كبر الطفلين صارت اعمارهما 6 سنوات
وذات يوم نادتهما ساره:متعب عنود تعالوا حبايبي ابقولكم شي اتجها اليها قبلتهم وقالت ابوكم يبيكم عنده مفاجأه
انطلقوا باتجاه ابوهما يقبلانه ويتعلاقان به
احمد:حياتي انتم ربي لايحرمنا منكم عندي مفاجأه انا والماما بدكم تعرفوها
صرخوا بصوت واحد:بابا قول ايه بدنا نعرفها
أحمد:لا خلاص مابقول ماما تقول
العنود:بابا قول والا
احمد:والا ايش
العنود والا بزعل
متعب: ايه بابا قول بسرعه والا ماما تقول
أحمد:عنود يابعد قلب بابا انتي لا بدون زعل لا عاش من زعل متعب وعنود انابقول لكم احنا ***** الله رايحين رحله للبحر وبنجلس يومين والا ثلاث قبل الدراسه الدراسه قربت نبي نستمتع قبل تجي مابقي الا ثلاثة اسابيع روحواجهزوا انفسكم وبعد مانرجع من الرحله ننزل السوق ونشتري اغراض المدرسه
متعب وعنود :هي هي هي بابا بابا والله احنابنحبكم انت والماما
ساره:كلنا بنحبكم يا حبايبنا انتم
انطلقوا في فرحة غامره يجهزوا انفسهم واخذوا كل مايحتاجانه
أحمد :هاه جاهزين
متعب :بابا أنا جاهز أنا خلصت قبلهم
أحمد يضحك ويقبل أحمد ويحمله الى الاعلى متعب بطل صار جاهز سمع أحمد صوت العنود من خلفه بابا بابا حتى أنا جاهزه
أحمد:عنود ياقلب بابا انتي يحملها الى الاعلى ثم يقبلهم ويلاعبهم
انتهت ساره من جمع الاغراض ركبوا السياره انطلقوا إلى البحر نصبوا خيمتهم لبس أحمد ملابس السباحه ونادى متعب البس ملابسك وتعال أمسك أحمد بيد متعب وأخذ يعلمه السباحه (علموا ابناءكم السباحه وركوب الخيل)أما ساره فقد أمسكت بيد العنود واخذت تلعب معها ع الشاطى وتستمتعان بالامواج وتلتقطان الصور نظرت ساره الى البحر وكأنها أول مرة تراه نعم فقد كانت تأتي اليه لتبثه همومها اما اليوم فاتت اليه لتريه تؤاميها
حان مو عد العشاء رجعوا الى خيمتهم تناول الجميع العشاء قضوا ليلة ممتعه تحدث اليهم احمد طويلا حدثهم عن قرب الدراسه قائلا متعب والعنود الدراسه قربت ابغاكم تشدون حيلكم ابغاكم تكونوا من المتفوقين ترفعوا رؤوس والديكم ابغى افتخر فيكم بين الناس ابغى لماتصيروا كبار تتوظفوا وظايف عاليه وقبل كل شي ابيكم تكونوا مطيعين لامكم ومعلميكم وتسمعون كلام أمكم وتبرون بها وتنفذون طلبها
ساره:***** الله يا أحمد يرفعون رووسنا ونفخر فيهم وكمان بابا تسمعون كلامه وتبرونه
متعب والعنود:أكيد مامابابا ***** الله نصير متفوقين ونأخذ الاول
ساره :***** الله تشوف إلي يفرحك فيهم ياأحمد
أحمد:***** الله
متعب: أنا لما أكبر بصير طيار وركبكم في الطياره واسوي لكم بيت جديد حلو
العنود:وأنا أذا اكبر اصير ممرضه اذا انتم تعبانين وصرتم كبار امرضكم
ساره:ياعيون ماما انتم يارب اشوفكم كبار
أحمد:***** الله بس انتبهوا لانفسكم حبايبي ياالله ناموا والصباح نصحي بدري ونروح نستأجر قارب واركبكم فيه ياالله ياحلوين يالله استودعتكم الله
ساره:استودعتكم الله لاتنسوا الاذكار ياالله كلنا ننام
الجميع:بسم الله
استسلم الجميع لنوم ماعدا أحمد ظل يتقلب فكر أحمد في كلماته يعلم انهم مازالوا صغار ع بعض الكلمات ولاكن نطق بها قلبه قبل لسانه ظل يتقلب احس بشي ما في قلبه ولاكن تعوذ بالله من الشيطان ثم استسلم هو لنوم في الصباح استيقظوا وتناولوا وجبة الافطار ثم اتجهوا الى القارب ركبوا فيه استمتعوا كثيرا
في رحله جميله على سطح البحر انتهت جولتهم وغفلا عائدين إلى خيمتهم في وقت متأخر من الليل وفي صباح اليوم الثالث لعبوا كثيرا وجمعوا القواقع والاصداف والتقطت لهم ساره صور جميله لهم مع ابوهم انتهت رحلتهم ركبوا السياره عائدين وفي الطريق أخذ احمد يداعب اطفاله يمازحهم ويسمع منهم قصص طفوليه ثم أخذ يقدم النصائح لهم
أحمد:عنود ومتعب عليكم بالصلاه في وقتها وقراءة القران وحفظه تدرون أن حافظ القران يلبس ابوه وامه تاج يوم القيامه وتجنبوا سب الناس والكلام فيهم ماينفع هذا يغضب ربي و الله الله ببر أمكم وغير ذلك من النصائح لم يترك شي حسن الا ذكرهم وحثهم عليه ولاشي قبيح الا حذرهم ونهاهم عنه وبينما هم مستمعين لكلمات ابوهم اذا انحرفت بهم السياره يسارا فارتطمت بعمود اناره على أحد الارصفه
أحمد:لا اله الا الله ساره ساره إمسكي متعب والعنود امسكي متعب العنود استطاع أحمد أن يمسكهما بايديهم ويضمهما اليه
ساره:أحمد متعب العنود ثم تصرخ بأعلى صوتها وينقطع صوتها تحولت السياره في دقايق إلى كومه حديد وبعد مده قصيره خرج متعب والعنود من السياره وقد افلتا من بين أحضان ابوهم من قوه الارتطام خرجا ينظران الى امهم بين الحديد والدم قد غطى وجهها لم يستطيعا مشاهدة أبوهم فقد أخفته أكوام الحديد أخذا يجريان في كل الاتجاهات لايدريان اين يتجها أخذا يناديان ماما بابا ثم جلسا أمام أمهم يحاولان اخراجها ولم يستطيعا بكيا كثيرا واخذا يمسحان عن بعض الدم من اجسامهما ووجوههما حضرة فرق الانقاذ تم تحرير الام والاب من الحديد نقلوهم للمستشفى تم أسعاف الام والابناء اما الاب فقد فارق الحياه نعم رحل وترك طفليه المفجوعين وأمهم المكلومه مغلوبة على أمرها أفاقت من غيبوبتها وقد اصيبت بجرح في رأسها أما العنود ومتعب فأصيبا بجروح متوسطه عندما افاقت وجدت العنود ومتعب يبكيان عندها نظرت اليهما فاذا بلصقات الجروح على وجوههما وايديهما صاحت بكل ما اوتيت من قوه متعب العنود وش فيكم وش صارلنا وين أحنا وين أبوكم حاولت الوقوف لاكن منعتها الممرضه وقالت لها:انتظري المغدي في يدك لا تتحركي هوني عليك انت بخير وابنائك بخير جروح بسيطه هاهم أمامك لم تستطيع اخبارها عن وفاة زوجها تناولت ساره لهم ورفعتهم اليها اخذت تقلبهم وتقبلهم وتسألهم عن ابوهم وتبكي وهم يبكون وترتعش اجسادهم الصغيره خوفا وهلعا مما حدث هدئت من روعهم متعب يبكي ويقول ببراءه الطفوله وجسمه يرتعش ماما بابا مات أنا شفته ماما الدم مغطي وجهه انا ناديته ماسمع كلامي ثم يبكي
ساره:متعب لالا أبوك حي ***** الله أبوك مامات
العنود:ماما أنا خايفه قلبي يوجعني ماما اناسمعت الدكتور يقول خلاص راح ماما وش يقصد يعني مات يعني راح وخلانا تضع العنود يدها على قلبها وتجلس تبكي ماما انا خايفه
نهضت ساره من كرسيها أمسكت بطفليها أخذت تدور في كل الغرف وتسأل عنه ولا من مجيب أمسكت احد المرضات عند خروجها من أحد الغرف وسألتها رقت لحالها ولم تجد حل الا اخبارهاقالت لها: الحمد لله على كل حال لله ما اخذ وله ما اعطي عظم الله اجركم بكت ساره اخذت تنادي أحمد أحمد مالنا غيرك بعد الله يا أحمد لاتخلينا يا أحمد انا لله وانا اليه راجعون لا حول ولاقوة الا بالله بكى متعب والعنود عندما علموا انا ابوهم وحبيبهم قد غاب عنهم ورحل الى غير رجعه طلبت ساره من الممرضه أن تدخلها لتوديع زوجها رفضت في البدايه خوفا عليها ولاكنها اصرت سمحت لها دخلت عليه راته مسجى مغطى كشفت الغطاء عن وجهه منظر مؤثر الدم قد غطى وجهه وملابسه جرح غائر في رأسه وآخر في يده كسر في قدمه ارتمت ساره عليه تقبله وتودعه الوداع الاخير نعم رحل عنها حبيبها وونيسها رحل عنها من كان لها كل شي بحياته بل كان الحياة لها بكت ساره وهي تراه امام ناظريها جثة هامده لاحراك اين من كان قبل قليل يضاحكناويمازحنا ماذا اقول لمتعب والعنود اذا خرجت اليهم كيف اخبرهم لاحول ولا قوة الا بالله استودعتك الله سكبت دموع غزيره بللت وجهه آدري يا أحمد الموت مكتوب على كل أنسان لاكن ما كنت اتوقع أنا راح نفقدك في دقايق اللهم ارحم أحمد اللهم تغمده بواسع رحمتك اللهم ابدله دار خير من داره اللهم اعني على تربية ابناءه ودعته الوداع الاخير بعد عشرة دامت٢٥ سنه سحبوها بالقوه وكأنهم قطعوا شي منها خرجت من الغرفه واذا بطفليها يبكون اصروا عليهاان يروا ابوهم اشفقت عليهم ادخلتهم اليه ارتموا على صدره يقبلونه يحركونه وينادونه بابا بابا لاتخلينا بابا لاتموت بابا خذنا معاك ماعندنا أب غيرك بابا احنا بنحبك لاتموت لم تتحمل ساره الموقف سقطت على الأرض حملت خارج الغرفه أخرج ابناءها افاقت عليهم وهم ينادونها ماما لا تموتي وتخلينا ماما اصحي
ساره:متعب العنود انا بخير الحمد لله عظم الله اجركم في ابوكم قولوا آمين
متعب والعنود:آمين يارب آرحم بابا وادخله الجنه
عادت ساره وطفليها إلى البيت اما أحمد فحمل إلى المقبره وصلي عليه ووري جثمانه الثرى وسط جموع غفيره حضرت لتشيع جنازته شاهدة له على اخلاقه الرفيعه وحبه لناس امتلى منزل ساره بالمعزين كانت تجلس وسط النساء وبجانبها متعب والعنود ينظرون ببراءه الطفوله إلى الداخلين والخارجين ويحكون لهم ماجرى لهم بكلمات بريئه تقطع قلب من يسمعها
انتهى ايام العزاء تفرق الكل وبقيت ساره وطفليها يعانون ألم الفراق والوحده أخبرتهم ساره انه مصير كل انسان سيأتي يوم نموت جميعا عليكم الدعاء له وتنفيذ ماطلبه منكم والاينسوا آخر كلماته لهم ووصاياه لهم تذكرت ساره كلمات زوجها الاخيره وحرصه على اشياء كثيره لم تكن تدري أنها كلمات مودع وأنها أخر كلمات يوجهها لابناءه وأنها أخر رحله لهم معه تألمت كثيرا وهي تفكر في مستقبل ابناءهاقالت في نفسها سأحاول جاهدة أن احقق لهم كل مايريدونه من اجل ان لايشعروا باليتم وان اعوضهم عن ابوهم ولو بقليل
مر اسبوعان باقي اسبوع فقط على الدراسه
ساره:متعب والعنود لم يبقى على الدراسه سوى اسبوع واحد وانا لاتسطيع الخروج معكم لان الله أمرني ان لا اخرج من البيت لاكن ستخرجون مع جارنا ابو سلطان وزوجته انت يامتعب راح تدرس مع سلطان وانتي يا عنود مع سلمى خدوا اغراضكم و بسرعه ابو سلطان ينتظركم
ودعتهم ساره نزلوا السوق مع الجيران عادوا بجميع متطلباتهم شكرت ساره جيرانهاورفعت يديها ودعت لهم بطول العمر وان يجزيهم الله خير الجزاء
استعدوا للعام الجديد بداءت الدراسه مرت السنه الاولى والام مهتمه بهم حصلت العنود على المركز الاول والطالبه المثاليه وكذلك متعب فرحت ساره كثيرا اقامت لهم حفلة نجاح اهدتهم هدايا بلمناسبه وتمنت لو كان أحمد حيا ليرى أبنائه وقد حققوا امنيته وتفوقوا على غيرهم
مرت السنوات وصلوا المرحله المتوسطه وكلما كبروا كبرت أمنياتهم معهم ارادت ساره أن تحتفظ بصوره جميله لهم لبست العنود ملابس التمريض ولبس متعب ملابس الطيار التقطت لهم صوره وضعتها على لوحه جميله كتبت في الخلفيه امنياتهم آرادت أن تعلقها على جدار غرفتها فجأه سقطت اللوحه وتحطمت ...لم تكن تدري أن تحطمها لغز تخبيه الايام لها سترى جوابه يوما من الايام فقد تبخرت هذه الاحلام والأمنيات وذهبت ادراج الرياح
عانت الام مع ابنيها اشد المعاناه لاتستطيع رد طلب لهم ولا منعهم من شي تستسلم لهم في اسرع وقت وترضخ لطلباتهم كلما ارادت ان تمنعهم من شي يضرهم تذكرت سنوات العقم وتذكرت انهم ايتام فتتراجع رغم عنادهم لها وعدم مراعاتهم لمشاعرها
تدني مستواهم في المرحله الثانويه عاتبتهما الام اشد العتاب تحججا بصعوبه المناهج وكثرتها حاولت جاهده أن تساعدهما وتوفر لهم مايحتاجانه لكي يحققا أمنية والدهما لاكن لاحياة لمن تنادي زاد اهمالهما وقساوتهما لها حاولت التجاهل وهي ترى الجفاء بعينها وتبرر ذالك او تقنع نفسها بانه سن مراهقه ومع ذالك فهي تحبهما وتزداد تعلقا وحبالهما كلما كبرا رغم ماتلاقيه منهما وكأنها مجرد عامله فقط
بعد تخرجهما من الثانويه تقدم شابين لطلب يد العنود استخارت الام ايهما خير لابنتها لاكن العنود رفضت وبعد شهر تقدم اليها شاب عن طريق متعب اخبر متعب العنود بانهاشاب جميل ووسيم ولن تلاقي له مثيل اقتنعت العنود دون تردد بعد ذا لك أخبر امه رفضت الام لانها لاتعرف عنه شي ولاكن متعب رفض قائلا:أنا ما ازوج العنود الا رجل كفوا وثقه
العنود:ليه ترفضين انتي ماتبين سعادتي خلاص كفايه متعب يثق فيه خلاص انا راضيه فيه
وافقت الام على مضض طلب منها متعب أن تخطب له أخت صديقه حسام عشان تفرحي فينا انا وعنود ويكون حفلتنا ليله وحده
ساره:ونعم بحسام وأخته بس يا متعب عروستك عندي ما ابغالك الا سلمى اخت سلطان
متعب:مين سلمى والله لو اعيش حياتي عزوبي ما اتزوج بنتهم
ساره: ليه يامتعب نسيت يامتعب ايام الطفوله نسيت من كان له الفضل بعد الله في مواصلة دراستكم نسيت قاطعها متعب:بدون نسيت بدون تذكرت ما ابي الا رهف اخت حسام يعني ما ابي الا رهف ولازم توافقين أذا تبين مصلحتي
ساره:يامتعب الا يهديك أنا ما اعرفهم ولا اعرف عنهم شي وهذا سلمى بنت جيرانا طيبه
متعب:كفايه كلام اذا ماتعرفيهم أنا اعرفك عليهم
استسلمت الام رغماعنها وتمت الخطوبه
باعت الام كل ماتملك من مصوغاتها الذهبيه من اجل تزويج ابنها حدد موعد زواجهما في يوم واحد
تم الزواج بعد اسبوع من تخرجهما من الجامعه
بقيت ساره وحيده جدران بيتها احست بالوحده والغربه اشتاقت لفلذات كبدها حنت لذكرياتهما فقد انفرد كل ببيت وتركاها وحيده كل يوم تتصل عليهما وتسألهما متى يأتون اليها كانت زيارتهما محدوده على يوم واحد في الاسبوع ثم يوم في الاسبوعين ثم انشغلا عنها فصارا لا يأتيانها الا في الاعياد والمناسبات
كانت رهف تتذمر وتشتكي لمتعب من امه وتتصنع المشاكل وتبكي امامه والام بريئه عاتب متعب أمه واقسم ان اشتكت رهف مرة اخرى لن يأتي بها اليها مدى الحياه حاولت الام ان تدافع عن نفسها وانها بريئه وانها تعتذر ان اساءت لهم دون قصد زادت قساوة وجفاوة متعب ورهف وقطعاهامن الزياره نهائيا وسافرا الى منطقة اخرى لكي يتخلصا منها تركاها وحيده بعد ان رق عظمها ووهن جسمها واشتعل منها الراس شيبا بعد ان اصبحت بحاجه الى وقوفه جانبها ومساندتها اصبح مصدر رزقها صدقات المحسنين وزكواتهم اخبر متعب العنود بانه سافر الى منطقه آخرى وتحجج بعمله وبزيادة المشاكل بين زوجته وامه اخبرته العنود بان زوجها رامي لايرتاح لامها ودائما يشتكي الي منها لاكن ساعرض عليها السكن في بيت بجواري لان رامي لايحتمل وجودها في البيت
عرضت العنود على أمها ذلك فرفضت تركتها العنود ومضت أصبحت لاتزورها الا في الاعياد فقط انتقل رامي للعمل في منطقه آخرى عرضت العنود على رامي اخذ امهامعها خوفا من كلام الناس لاكن رامي عارض اشد المعارضه واقترح عليها ان ناخذها ونوصلها لدار العجزه هناك تستطيع التقلب على احزانها والتعرف على نساء في سنها اذا اخذناها فلن ترتاح العيش معنا لانها لاتطيق العيش معنا وان تركناها في البيت تكلم الناس عنك انت ومتعب لاكن ان اوصلناها لدار فهم يعتقدون انها معنا الامر لك فانظري ماذا تامرين رحبت العنود بفكرته دون تردد عرضت الموضوع على أمها لاكنها رفضت وفضلت البقاء في البيت اصرت العنود ووعدتها بانها سوف تزورها هناك وتاخذها وترجعها الى البيت لاكنها الان مظطره لانها ستسافر مع زوجها حملت الام ملابسها قبلت جدران بيتها ودعته الوداع الاخير لانها تعلم انها لن تعود وهناك امام باب الدار قبلت الام ابنتهاالعنود وعانقتها عناقا حارا مازلت احبك انت ومتعب سامحوني بلغي سلامي لمتعب قولي له اني احبه ومسامحته وبكت لم تبالي العنود ببكائها لانها معتادة عليها دائما تبكي عند وداعها وعند لقائها وعدتها العنود بزيارة اخرى دخلت الدار بثيابها الرثه وحالتها المحزنه وهي تبكي وتقول:آآه يا أحمد ليتك تشوفني الحين ويني ليتك تشوف عيالك وش سوا فيني لاكن يا احمد والله مازلت احبهما هي تعلم انهم لن يعودا وانهم لايحبونها ولاكنه قلب الام رات في الدار نساء كبيرات في السن رموهم ابناءهم كما رموها ابناءها اخذت تدعوا لهما بالهدايه وتذكرهما بالخير وتتصل عليهما بين فتره وأخرى لكي لا ينزعجا من اتصالها بعد فتره من دخولها الدار لم يعدا يردا على اتصالاتها قلقت كثيرا عرفت انهما لم يعدا يطيقا سماع صوتها بكت كثيرا تذكرت ايام عقمها عندما كانت تتمنى سماع صوتهم وهم ينادون ماما والان لايطيقان سماع صوتها ثم تذكرت اخر كلمات احمد عندما كان يوصيهما في امهم وتذكرت وعودهما لها بتعويضها عن تعبها اذا كبرت وتمريضها اذا مرضت وبناء بيت جديد لها آه آه يادنيا اهو هذا البيت الذي بنيته لي يامتعب اهذا الدار هو البيت الذي بنيته لي اهذا العنايه والتمريض الذي وعدتيني اياهايا عنود هذا نهاية ماوعدتما ابوكم الهذا الحد بلغا بكما الصد والجفا والعقوق مازلت اذكر كلمات خالتي ام ابوكم عندما علمت باني لا انجب قالت لي ( عسى في ذلك خير) ثم صرخت فجاءه صرخت سمعها من حولها لا لا مازلت احبكم مازال قلبي ينبض بحبكم مهما عملتم لن اكرهكم فانتم ابناءني بل انتم قطعة من جسدي
وفي وقت متأخر ذات ليله خرجت احد عاملات الدار لتطمئن على نوم الجميع وجدت ساره الوحيده التى لم تنم سالتها لماذاياامي لم تنامي
ساره:افكر في ابنائي هل هم مرتاحين وام تعبانين وافكر الان وينهم هدائتها العامله وعدتها بانهاسوف تبحث عن ارقامهما وتتصل عليهما غدا
تنهدت الام قليلا وقالت: آآه يازمن آه عزي لمن مثلي جفا النوم عينه يسهر وهمه بين الاضلاع يجتاح
اصبحت انا للهم لعبه بيدينه
حضي بعد فرقاك يااحمد مات
جففت الام دموعها ثم طلبت منها ان تحضر لها ورقه وقلم استغربت ماذا تريد اعطتها قالت في نفسها اكيد انها تريد ان نوصل لها رساله عتاب لابناءها ام ماذا عساها تريد تركتها وخرجت
امسكت ساره القلم وبدات تكتب كلمات سطرها قلبها قبل يدها معاتبة لهما ومعبرة عن عظيم حبها لهم وانها مازالت تحبهما وتحتفظ بصورهما وانها دايما تفكر فيهم
كتبت في نهاية رسالتها
{أحبابي الراحلون متعب،العنود}
أحببتكم بكل الجوارح ..فاصبحت بحبكم كالنسر الجارح ..عشقتكم لانهكم قصة حب ..فسكنتم بتلك المرتبه بالقلب..أصبح حبكم امننا مستتنا..اهديتكم ما استطيع من الهدايا ..وانا والله لا امن بالعطايا..عشت معكم الحب بالوانه..لان الصدق والوفا عنوانه..
لاكن الآن آردد آه وآه أين من اسميتهم نور حياتي..أين أولئك الابناء ..أما كانوا لنا أحباء ..اما عاهدونا على الوفاء..وقالوا نحن الاوفياء..أين ذلك الكلام المزخرف.. اهو طائرا فرفرف..هل قابلوا الوفاء بالجفاء..والوعد بالصد..هل يعني صدهم أنهم ذاهبون؟!وعن ذاكرتي وقلبي راحلون ؟؟هل هذا حقا مايريدون؟!لكن لن أنساهم لاني كنت بحبهم غارقه بل سيكونوا في دفتر حياتي الصفحة السابقه..
عندما تصمت الكلمات~لينطق قلبي بأسمكم~وعندما يضئ لنا القمر ~يبتسم لجمال وجوهكم
عندها أصرخ وأردد مهما فعلتم فانتم ابنائي وأحبابي ~وقتها ارحل والحق بالركب وارحل كمارحل ابوكم وافارقكم استودعتكم الله الذي لاتضيع ودائعه اعلموا ان قلبي مازال ينبض بحبكم حتى آخر لحظة بحياتي انتبهوا لانفسكم اتمني لكم حياه سعيده في ظل اسرتكم
أمكم:ساره
انتهت ساره من كتابة هذه الكلمات ثم اغلقت الورقه وضعتها تحت الوساده ثم وضعت جسدها النحيل المتهالك ثم استسلمت لنوم عميق رجعت العامله فوجدتها نائمه
ارتفع أذان الفجر استيقظ الجميع ماعدا ساره اتت العامله لتوقظها فلم تستيقظ لها تذكرت انها لم تنم البارحه حاولت ايقاظها حركتها قلبتها فاذا هي جثة هامده صرخت باعلى صوتها اتى الجميع حملوها للمستشفى وعندما حملوها سقطت تلك الورقه التقطتها تلك العامله وفتحتها وقراتها تاثروا جميعا وبكوا عليها رحلت وبقيت رسالتها اقسمت العامله ان توصلها لابناءها مهما كلفها ذالك الامر ¤
رساله لكل زوجه عقيم تتمنى الحمل قد يكون عقمك خير لك من عقوق وقساوة بعض الابناء¤ (مسموح النشر)
تمت بحمد الله.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ