لكل باحث وباحثة عن السعادة

((نهاية السعادة))


هاهو يوم جديد يشرق بمصافحه أشعة الشمس الدافئة لأرض الكون الباردة 00ونبضت الحياة بتغريد العصافير00وارتعشت بحفيف الأشجار 00وتعطرت بأريج الياسمين والريحان00وتعانقت نسمات الفلق بروح الحياة من بعد فراق أهلّــــه حلول الظلام الدامس00وارتسمت على وجه السماء ابتسامة السحاب من بين قمم الجبال00 سلاما منها لكل متطلع إلى جمال الدنيا لتشعره بالأنس والفرح 00يالروعة الحياة عندما تمتزج بصورتها الجمالية ألوان الأمن والأمان 00والراحة والأطمئنان00ويالجمالها عندما تنتفي من قوانينها نظم الكدر والضنك 00والهم والقلق00فرحه تليها فرحه من بين أعماق الأحداث السعيدة00وضحكه تليها ضحكه في غمرة اللقاءات الجميلة00
أتطلع من نافذة الفكر لأتخلل ذلك الجمال البديع لرؤية ما وراءه وما بين طياته00وقد أمسكت بيدي القلم لأدون مشاعر خالجت نفسي فراودني سؤال في تلك اللحظه00هل تستحق الدنيا أن نلهث وراءها أو نسعى من أجلها ؟ّّّّّّّّّّّّّّ؟00 توقفت قليلا عن الكتابة 00ونظرت إلى القلم الذي تجمد عندما وصله صدى السؤال00حينها عرضت السؤال عليه لعله يجيب وتركت له مهله لعله يجد جوابا للضمير المتساءل يبرر له أفعال اللاهثون وراء السراب 00العابثون بأسس الفطرة00الضاربون بنظام الكون عرض الحائط00أرادو السعادة بكل وجوهها فلم ينالوها بأي وجه00
ظل القلم صامتا يبحث عن صورة السعادة عند هؤلاء فاخذ ينتقل يمنه ويسره 00يغطي وجهه ساعة ويكشفه ساعة 00يدق على كل ما بجواره وكأنه يستعجل نفسه لقرب موعد انتهاء المهلة 00وفي الأخير لا جدوى00لا جواب00فأشفقت عليه ووعدته بالتوضيح فقلت له: ما شعورنا عندما تصافح سحابة يومنا قوس السعادة بعد لحظات أمطرت فيه سماء دقائقنا برذاذ لقاء صديق ؟ أو كلمات محب؟00او إنجاز عمل؟00 أو زيادة رصيد؟00او نيل شهوة؟00أو تحقيق أمنيه ؟00او تحصيل مبتغى؟00
بالطبع ستنبت أرض أيامنا بزهور البسمة وأشجار الفرحة00وتجري فيها سيول البهجة00هذا لا شك فيه فهذه صور من صور السعادة ولكن السؤال الحازم هنا والذي يبين حقيقة تلك الصور هو
هل لهذه الصور نهاية؟؟؟00هل ستدوم إلى الأبد؟؟؟00
هنا ينكشف الغطاء عن حقيقة لا أقول أنها تخفى علينا ولكننا لا نشعر بها إلا في لحظة حدوثها00
فذلك الحبيب يلوح بيديه لوداع حبيبه00وذلك الصديق يخون صديقه من أجل عرض من الدنيا00وذلك الصاحب يعانق أخاه وهو يلفظ آخر أنفاسه00 وتلك الشهوة استحالت إلى حسرة00وتلك الكلمات العذبة خالطت مياه الكلمات الكدرة00وتلك الأمنية تلقتها أماني أثقلت كاهل حالمها00وتلك الزيادة أذاقت المنهك في تحصيلها مرارة00وذلك المبتغى ذهب وانتهى00فماذا بعد هذا كله أنتعلق بهذه الدنيا الفانية00ّّّكفانا إن لم يكن هذا كله كفانا ما يخالط بشاشة ذلك الموقف00واللحظه السعيدة من خوف على فوات النعمة00 فتكون أول السعادة الخوف من فواتها00
وأوسطها الطمع في نيل المزيد00
وآخرها الحزن على نهايتها00
يقف القلم قليلا ثم يعاود الكتابة ولكن هذه المرة بدراية وتفاؤل بعدما رآني أنظر إلى الحياة بوجه واحد فكتب : السعادة الحقيقية تجدينها في قلوب العارفين المحبين لله فلا نهاية لها 00فهناك موطنها فيموتون ولا تموت ليتجدد اللقاء في أرض البرزخ00فما أخطأت السعادة طريق تقي0