لكل داء دواء

انطلق من هذا الحديث من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه }
-هذا التعب الذي نعيشه و الضياع الذي أصابنا و الشر الذي انتشر حولنا والبدع ، هز ثقتنا بالله عز وجل ثم ثقتنا بأنفسنا وذلك بجهلنا بغيب ما يخفيه من أمور وخوفنا من المستقبل فقَل تثبيت الله عز وجل لنا وقد أميتت كثير من السنن بكثرة الشر والبدع من حولنا وكلما أردنا أن نطفئ هذا الشر وهذه البدع ضاعت هذه الجهود لحل الشر ومشكلاته فتثبط النفس وتتهم بالتقصير ولكن غفلنا أن إحيائنا لسُنة فأن الله متكفل بإماتت هذا الشر وهذه البدع .
2) مثل هذا الدرس مثل الداء والدواء حين يشتكي الإنسان من مرض فأنه يذهب مسرعا للطبيب ولكن حين يصف له الدواء يضع هذا الإنسان الدواء أمامه ولا يريد أن يتناوله بكسل منه أو تهاون فيه فيصبر ويتحمل هذا الألم الشديد وكلما زاد الألم بحث عن الدواء وحينما يجده يتكاسل ويؤجل ويسوف .
3) يا أخيه أسمعي مني :-
يجب أن ينظر المؤمن إلى أعماله كنظرة التاجر إلى تجارته فرأس ماله الفرائض وأرباحه السنن ولا يحب أبدا أن يصيب هذه التجارة خسارة والخسارة هي الذنوب و المعاصي والسيئات ، من منا لا يريد أن يربح وعلى قدر الجهد على هذه التجارة على قدر ما تأتي الأرباح وعلى قدر التكاسل والتراخي والتمني تقل هذه الأرباح ، من منا يحب الربح القليل لا نريده في الدنيا فكيف بالآخرة نرضى بالقليل
قال تعالى ( إن المتقين في جنات وعيون – أخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون – وبالأسحار هم يستغفرون )
قال الرسول  كان إذا ذهب ثلث الليل قام فقال { يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة من خاف أدبج ومن أدبج بلغ المنزل ألا أن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه } حسنه الألباني
عن عبد الله بن عمر بن العاصي رضي الله عنهما : أن النبي  قال { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة كُتب من القانتين ومن قام بألف آية كُتب من المقنطرين } أي له قنطار من الأجر والثواب .
وعن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي  قال { من قرأ عشر آيات في ليلة كُتب له قنطار والقنطار خير من الدنيا وما فيها فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : اقرأ وارق بكل أية درجة حتى ينتهي إلى آخر أية معه يقول الله عز وجل للعبد : أقبض !! فيقول العبد بيده يارب أنت أعلم فيقول الله بهذه الخلد وبهذه النعيم } حسنه الألباني
4) كل منا أخذ الفنون والفنون في طرق كسب القلوب من زوج وأولاد وأهل وأصدقاء وأقرباء فأخذ منا الكثير وهذه علاقة ثانوية وقد أُحسن لهم ويسيئون لي بقصد أو غير قصد فاتكلت على نفسي في التربية للأبناء وعلى الحب والطرق الحديثة للزوج فاستغنيت عن الله عز وجل ولكن بانشغالي بحب هؤلاء الناس والبحث عن طرق راحتهم والسعادة معهم غفلت عن أقوى وأفضل العلاقات وأساسها وهي علاقتي مع الله عز وجل لأن كلما سعى الإنسان في تقوية هذه العلاقة وفتح الخط المباشر إلى الله سبحانه وتعالى كلما أنزل لنا القبول والرضى والراحة والسعادة والمحبة في الأرض . حديث { يا جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل فينادي في أهل السماء يأهل السماء أن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء فينزل له القبول في الأرض } تقولين نأخذ بالأسباب فأقول نعم نأخذ بالأسباب ونسينا مسبب الأسباب الذي يعلم ما في نفسي وما يريحها ويعلم ما في نفوس من حولي ، نحن المحتاجين له ولكن هو في غنى عنا ،أعطينا كل شخص في حياتنا حقوقه وأكثر من حقوقه حتى أخذ من حقوقنا فنقص حق نفسي في الراحة والسكينة فذهبت قوتها فراحتها مع ربها وسكينتها بذكره وقوتنا يمدها من قوته وتثبيته .
قام الحسن البصري ذات ليلة يصلي ويردد قوله تعالى { وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} فجعل يرددها حتى أصبح فسُئِل عن ذلك فقال إن فيها معتبر ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمه وما لا نعلمه من نعم الله كثير }
فنذكر الله في الرخاء يذكرنا في الشدة }
عبـاد أعـرضـوا عنــا بـلا جرمـا ولا معنـا
أسأنـا ظنهــم فينــا فهل أحسنوا الظنا
فـإن خانـوا فمـا خنـا وإن عادوا فقد عدنا
فإن كانوا قد استغنوا فـإنــا عنهــم أغنــا
أثره على النفس الزوج الأولاد استفتاح الصلاة اللهم اهدني لأحسن الأخلاق
شعور الإنسان أن كل من حوله نائم وهو قائم ، أرسل الله لك من يوقظك حتى يثبت فؤادك وحين تشعرين بوحشة الليل يرسل الله لك الحمام و العصافير بالقرب منك ، جربي بأن تصلي في فناء البيت أو سطح البيت وخاصة هذه الأيام الباردة والجو الجميل تجدين أثره على الرزق الذي يأتيك حب الناس إليك ، دعائك كيف الله يستجيبه ليثبت قلبك وحتى تستزيدي من العبادة شكر لله على هذه النعمة ، أما إذا رآكِ الأبناء وسألوك عن ذلك فأخبريهم إنك تريدين أن تنقذي نفسك من نار جهنم وتريدين الجنة وكذلك أدعو لكم حتى يصلحكم الله ويهديكم ويجعلكم أعلام هذا الدين ، ويا حبذا لو اتفقتي مع أبنتك أو ولدك في يوم الإجازة على قيام الليل ولو نصف ساعة قبل الفجر حتى يعتاد قلبه ويدخل شعور اللذة في قلوبهم . وعلميه يدعو لنفسه ولإخوانه
و ادعي (اللهم حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره في قلوبهم الكفر والفسوق والعصيان ).
أما الزوج حين تدعين { اللهم أجمع قلبي وقلبه واستر عليّ عيبه واستر عنه عيبي وأرني محاسنه وأره محاسني ورده إلي ردا جميلا }، وصدقيني مهما يكن بينك وبينه من مشكلة إلا أن يكرمك به منذ الصباح الباكر .البيت ( اللهم طهر بيتي من الذنوب والمعاصي) حتى لا يخلفك المعاصي والذنوب وتلحقك في قبرك بسيئاتها وذنوبها .
جزا الله من القت علينا الدرس كل خير


------------------
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك