رسالة لكل زوجة ..أقرب طريق لقلب الرجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي في الله أقدم إليكن هذا المنقول المفيد راجيةً من الله عز وجل أن ينفع به.
قلت في زاوية سابقة أن النساء ملت النساء من كثرة الحديث عن 'حقوق الزوج' وضجت بالصياح : أليس للزوجة حقوق؟ ولماذا كل حديثكم عن حقوق الزوج ؟ وأين حقوق الزوجة؟ أو ليست القيادة في يد الزوج ؟ فلماذا تعفون القائد من وصاياكم إلا لماماً وتهلكون الراكب؟ أوليس على الأزواج واجبات ومسئوليات؟ أولستم تعترفون أن أكثر المشكلات الاجتماعية بسبب الأولياء؟ وأن الأسرة الصالحة المتحابة يمدح بذلك وليها , وعكسها يلام عليها وليها ؟!
فنقول كل هذا صحيح ولكن أولاً : هل كل الأزواج في مستوى من الدين والعقل يجعله ينصاع للحق ويلزم نفسه به ولا يجد عليها في ذلك غضاضة ؟ الحق المر أن أكثرهم أبعد شئ عن هذا المستوى وأحياناً المتزوجات أعلم بذلك .
وثانياً : هل تريد المرأة مناظرات كلامية أو محاكمات قضائية حول علاقتها بزوجها ؟ أم تريد بعد قبولها به أن تحافظ عليه غاية وسعها ؟!
لذلك أرجو أن تسمح لي أخواتي الكريمات بهذا الحديث 'والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض' وآمل أن يتلقين ما أقول هنا .. لا باعتباره حديث رجل عن حقوق الزوج وواجبات الزوجة .. كلا والله ثم كلا .. ولكن باعتباره نصيحة مسلم لأخت مسلمة . يعلم أن أخته المسلمة المتزوجة قد صمت أذنيها من الأحاديث عن واجباتها وتقصيرها والوصايا بحقوق زوجها .. ويعرف ويعترف أن لها حقوقاً كبيرة على زوجها إن لم تأخذها منه في الدنيا لعجزها أو خوفها فلتأخذها في الآخرة وهي أشد حاجة إليها منها في الدنيا يوم يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء .
ويعرف ويعترف أيضاً أن أخته المسلمة مسكينة مستهدفة ومظلومة منسية وفي ذكر المظلوم تخفيف عنه ولكن نسيانه في ظلمه لا يقل ألماً وخطراً عن الظلم نفسه . وأنها تصبح وتمسى بين أعداء يسومونها سوء الخطط لإهلاكها وتحطيمها وصدها عن سبيل الله إذ آمنت به وجرها إلى مستنقعاتهم الآسنة المنتنة وإن زينوها بمعسول الكلام وخبيث الغناء فقد جعلوها لهم غرضاً يرمونه بآلاف السهام من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وإن الغرض خليق ألا يثبت على كثرة السهام ،هذه الروم وأذنابها :
وسوى الروم خلف ظهرك روم .. فعلى أي جانبيك تميل:
فسوى هؤلاء الأعداء زوج يأوي إليها .. لا يفهم من معاني الزوجية أو لا يريد أن يفهم إلى حقوق الزوج وواجبات الزوجة وأنه أعظم نعم الله عليها بعد الإسلام وهي أعظم المصائب في حياته , إذ حالت بينه وبين من يشتهي من النساء – كما يخيل إليه – ولا يرى لها رأياً فضلاً عن أن يعرف لها حقاً .. فقد تحبه جداً كأشد ما تحب النساء الرجال أو تتعلق به لفقر أو يتم أشد التعلق ثم يطلقها وهو يعلم !! وقد تكرهه جداً وتصارحه أن أحب شئ إليها فراقه وأكره شئ إلى قلبها قربه فيجبرها على نفسه وهو يعلم فيسقيها الموت البطئ بدعوى أنه يحب مصلحتها – وإنما يحب مصلحة نفسه – وهل يفعل هذا المحب مع محبوبته؟ 'قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين' وقد ترضى الزوجة من زوجها بالقليل لو بذله ولكنه لا يبذله لها مع أنه يبذل لغيرها من أصدقائه أكثر منه من الصبر والمجاملة وحسن المعاملة وأنواع أخرى من الأزواج يجعلون الرجل يحمد الله أن ليس امرأة عند واحد منهم , أعان الله عليهم أخياتنا وصبرهن وما صبرهن إلا بالله .
كل هذه المذكورة وغيرها عوامل مؤثرة وشديدة التأثير ولا يمكن تجاهلها ولكن الحديث هنا عن نقطة محددة جداً ولها أثر كبير في استمرار العلاقة وبقاء الأسرة متماسكة ونجاح الزوجة إذا كانت في حال الرخاء واليسر تريد زوجها أو ترضاه على الأقل أما إن كانت خلاف ذلك فلكل حادث حديث .
نقول بداية : إن أختنا المتزوجة حين قبلت من تقدم إليها لم تكن تريده زوجاً مؤقتاً يكشف سترها ثم يرميها مطلقة في بيت أهلها, وليست مستعدة أن تخسره لأدنى سبب .. ولم ترد بالعيش معه امتحان حلمه وصبره حتى تفاجئه بما يحتمل وما لا يحتمل من المواقف أو الكلام أو الصمت أحياناً , ولم تكن تريد الدخول معه في مسابقة تحقيق الكرامة وإظهار أيهما أعز وأكرم؟ ولم تكن تريد أن ترهقه بتحقيق أحلامها الوهمية كما يدندن الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً بوصفه 'فتى الأحلام' ولم ترد أن تغلق عليه دنياه بأقفالها كما يدندنون بوصف الزواج 'بالقفص الذهبي' .. ولم ترد أن يكون العسل شهراً واحداً وبعده المر كما يدندنون وتفصيل ذلك يطول – لكنها باختصار لم ترد أي مراد يفضى إلى الفراق أبداً .. أبداً فأكره شئ عند المرأة الطلاق إلا إن كانت في وضع أبأس منه .
وإنما أرادت حين قبلت ذلك الرجل زوجاً لها أن يأخذ بيدها ليحفظها قدر استطاعته وهي على أتم الاستعداد أن تحافظ عليه بأقصى استطاعتها مهما حصل منه إلى ما لا يمكن الصبر عليه وأجرها على الله .
ومحافظتها عليه بأقصى استطاعتها تعنى أشياء كثيرة جداً ومهمة جداً ,بعضها تفعله بمحبة وبعضها تفعله برضى وبعضها تفعله وهي كارهة وليست تلك المحافظة تعني عدم إثقاله بالطلبات والملاحظات فقط , ولكنها تعنى بكلمة جامعة 'حسن التبعل له' كما وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وهذا لا يتعارض أبداً .. أبداً مع كرامة المرأة وعظم حقها لأنها تقدمه عن طيب نفس وتمام عقل وإدراك لأحب الناس إليها وأقربهم منها وأنفعهم لها وليس فيه أبداً .. أبداً مدخل لشياطين الإنس الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به ويبغونها عوجاً ويعينون أولياءهم شياطين الجن على التفريق بين الزوجين المسلمين ويتظاهرون عليهم بالإثم والعدوان لأن تفريقهم يسعد به شيطانهم الأكبر كل سعادة ولا يشكر أحداً منهم كما يشكره على ذلك كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولايقف حسن تبعل المرأة لزوجها عند كونه لا يعارض كرامته فقط , بل إنه يحقق لها سعادة الدارين الدنيا والآخرة وذلك ما تريده كل امرأة وتحلم به وتتمناه . وهذه مفاتيحه بيديها .. أما سعادة الدنيا فإنها بحسن التبعل غاية وسعها تملك قلب زوجها ملكاً حتى لا يستطيع فراقها ولو فارقها قسراً في سفر له أو مرض لها لأحس بفراغ روحي وظمأ وجداني لا يملؤه ولا يرويه إلا وجودها أمامه وبين يديه وإلى جنبه , فقد استطاعت هذه الزوجة المسلمة أن تبلغ درجة 'لتسكنوا إليها' فأصبحت هي سكناً له واستطاعت أن تجعله يشعر بذلك أبداً فليس يجد سكنه في الغرف الفخمة ولا المراقد الليلية ولا البرامج المسلية وإنما يجد سكنه فيها هي وفي قربها لأنها تسعده ولا تزعجه وتفرحه ولا تحزنه وأول المستفيدين من ذلك أول مكرر وهما 'الزوجان' هي وهو .
وهل تظن زوجاً وجد مثل هذه يستطيع أن يقابل إحسانها العظيم بالإساءة!! أم هل تراه مستعداً للتخلى عنها لنقص في جمالها أو لمشكلة عندها أم هل تراه يقدر على ذلك !
أنا أجزم جزماً أن كل رجل يتمنى مثل هذه المرأة .. لكن أين هي ؟ وهنا يأتي دور المرأة المسلمة وحديثنا إليها ! وأجزم أيضاً لو أن رجلاً وجد هذه المرأة لعض عليها بالنواجذ لأنها أصبحت جزءاً من كيانه وتركيبه النفسي لا يستطيع أن يعيش دونه , لأن المسلم يعلم أن دنياه متاع وأن هذه المرأة خير متاعها كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم 'الدنيا متاع وخير متاعها زوجة صالحة' انظر قوله 'صالحة' كما في الآية 'وأصلحنا له زوجه' . الصلاح والإصلاح وليس الجمال فقط ولذا بين صفتها ومعشرها وصلاحها بقوله : 'إن نظر إليها سرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ' .
وهي أول المستفيدين من ذلك حتى قبل زوجها نفسه , وهكذا كل معروف وإحسان أول مستفيد منه باذله ولئن كانت له كما وصفنا فسيكون لها كذلك كما قال أسماء بن خارجة لبنته :'كوني له أمة يكن لك عبداً ولا تقتربي منه فيملك ولا تباعدي عنه فيجفوك' .
وأجزم أن كل امرأة تتمنى مثل هذا الزوج ولكن أين هو ؟ والجواب أنها حظيت به من تحسن التبعل لزوجها ولا تطالبه إلا من طريق إغراقه بالجميل وإخجاله بالإحسان حتى يصبح وهو يخجل من صبرها وإحسانها كما يخجل من عاقل قومه .
فهذه ساعدة الدنيا لها , أما سعادة الآخرة فإنها بذلك الفعل تعدل كل ما فضلت به الرجال النساء من الصلاة جماعة والجهاد والحج وشهود الجنائز وغير ذلك كما ثبت من حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها .
من هذه الإرادة عند المرأة وهذا المنطلق نحدث أخياتنا المتزوجات حديث أخ مشفق ينكسر قلبه إذا قيل طلقت فلانة أو زوجها يفكر في الطلاق ويهش ويبش إذا قيل استرجعها زوجها فنقول : يا أخياتنا المسلمات تعالين إلى كلمة سواء.
أما من كانت إرادتها غير ما حددنا حين قبلت الزواج فليس حديثنا إليها 'ولكل وجهة هو موليها' . وأما من كانت إرادتها المحافظة على زوجها وبيتها غاية وسعها وقد استطاعتها فلتسمع وتطع ولتبشر بخير الدنيا والآخرة , ولتبذل وسعها حقاً في المحافظة على زوجها ابتداء منها هي دون طلب منه حتى تكون على استعداد أن تسجد له لو كان مباحاً وهنا تفهم قول أبر الخلق وأعلمهم وأنصحهم صلى الله عليه وسلم :'لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ' .
إن كبار المنافقين أو صغارهم قد يرون في هذا الحديث ومثله ظلماً للمرأة وتمييزاً للرجل – نعوذ بالله – وذلك لأنهم ينظرون إلى المرأة والرجل من خلال الأشعار والأقلام والأفلام والأوهام ومن خلال القبل والدبر والخارج من السبيلين فقط – أكرمكم الله ولا أكرمهم – ولكن من نظر إلى مصلحة المرأة أولاً حتى لا يتقاذفها الرجال بين أحضانهم ومراقدهم ومصلحة الأطفال والأسر والمجتمعات علم أن هذا الحديث في مصلحة المرأة وهي أول مستفيد منه على المدى القريب والبعيد 'ولكن المنافقين لا يعلمون' , وذلك أن الرجل في حقيقة الأمر لا يريد من النساء صديقاً ولا شريكاً كما يدندن المفسدون في الأرض الذين يغلفون مطامعهم الشهوانية بتحرير المرأة وصداقة المرأة ومساواتها ومشاركتها وإنما يريد الرجل من النساء واحدة من اثنتين إما زوجة موافقة أو بغياً فاجرة – نعوذ بالله - .
وأسعد النساء بقلوب الرجال وطول العيش معهم ليست أجملهن كما يفكر العزاب والشهوانيون وقليلو التجارب , وليست أغناهم كما يتخيل الفقراء والجشعون وإنما أسعدهن بمحبة الرجال وطول البقاء معهم من تمثلت ذلك الحديث طاعة لله ورسوله وإدراكاً لما يضمن مصلحتها وسلامة عشها ورغد عيشها وهو قول صلى الله عليه وسلم 'لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد .. إلخ' الحديث وأسعدهن بمحبة الرجال وطول العيش معهم من علمت يقيناً أن الزوجات مع أزواجهن مثل ندماء الملوك وجلسائهم سواء بسواء فلتنظر كيف يتعامل هؤلاء مع هؤلاء من الإجلال والرهبة والطاعة في كل حال في المنشط والمكره والخوف والمحبة معاً .
إن زوجها أعظم في قلبها وهو أحق الناس بها وأنفعهم لها وأقربهم إليها وأقدرهم على ما شاء منها لو كانت تعلم ولعلك لو نظرت إلى هذه الأمور تعلم الأسرار العظيمة في قول الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم 'لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها' وإنها لتبذل له من نفسها وجسدها وكرامتها بكل رضى وسرور ما لا تبذلك شيئاً منه لغيره فكيف تستكثر عليه ما دون ذلك بكثير !!
كم جميلة جميلة .. خسرت بيتها وزوجها وهي تحبه ويحبها لأنها لم تحسن التبعل ولم تشعره بذلك بلطف وشفافية دون إثقال ولا إملال .. وكم قليلة جمال أو عديمة جمال استطاعت أن تزرع في قلب زوجها حبها وتسقيه أفضل السقى حتى صارت من أحب الناس إليه وحتى أصبح لا يمكنه أن يستغنىعنها , وهذا هو النجاح الحقيقي للمرأة وللزوجة وهو ما تستطيع أن تتصرف فيه وتحتال له خلاف ما خلقت عليه من البياض أو عدمه وغير ذلك من الصفات الخلقية.
وهذا هو الميدان الرحب الذي سبقت فيه الخيول الأصيلة من النساء وهو ما يدندن حوله بعضهم بما يسمونه 'جمال الروح' ولو نظر الرجل إلى ما يجذبه إلى أصدقائه من الرجال لوجده هذا دون ذاك , ولو نظرت المرأة إلى ما يجذبها إلى صديقاتها من النساء لوجدته هذا دون ذاك , فالجميل الوجه يعجبك النظر إليه وبعض حديثه ولكن جماله لا يكفي لتجعله صديقاً فضلاً عن أن تجعله محبوباً لوقت طويل . ولحسن العشرة سوف تزداد محبتك له وثقتك به ولو لم يكن جميلاً وجهه , بل تصبح وجماله لا يهمك في شئ .. وتفصيل ذلك يطول جداً ولا حصر له .
ومفاتيح ذلك في طلاقة الوجه ولين الكلام كما قال الأول :
بني إن البر شئ هين .. وجه طليق وكلام لين
فطلاقة الوجه ولين الكلام في الرضا والغضب هو أقرب طريق لقلب الرجل , كما أن أقرب طريق لغضب الرجل وإفساد قلبه عبوس الوجه وشدة الكلام ولو لم يحدث ذلك إلا مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر أو في حال دون حال , فذلك ممل مفسد ولذلك لما قيل لمعاوية رضي الله عنه إن الرموح تملأ القدر , قال : نعم وترمح الحالب وتكفأ الحليب . وأكثر ما تبرز الحاجة لذلك حينما تعرض بوادر الخلاف بين الزوجين فيجب على الزوجة الذكية الناجحة أن تحاذر غضب زوجها ومخالفته ولا تصب الزيت على النار ولا على غير النار وإنما تصب على قلب زوجها وسمعه التودد والكلام اللين بطلاقة وجه وطيب نفس , ولتعلم أن زوجها ليس بذلك العاقل الحصيف فتراعي منه ذلك حتى تجعله يخجل منها تماماً وتكون كما قال أسماء بن خارجة لبنته :'كوني له أمة يكن لك عبداً' . ولا تزعجه بكثرة مخالفاتها فهو أهم عندها من قضية الخلاف مهما كانت , والخلاف شر وينبت البغضاء في القلب كما قال المثقب العبدي :
فإني لو تخالفني شمالي .. خلافك ما وصلت بها يميني
وكما قال ابن الرومي متشكياً متضجراً مالاً منها :
مشغوفة بخلافي لو أقول لها .. يوم الغدير لقالت ليلة الغار
هذا بإذن الله هو أقرب طريق لقلب الرجل وفقده أو التهاون فيه يضيع على الزوجة قلب زوجها , بل يقلبه عليها كرهاً بعد العشق وبغضاً بعد الحب وليس كما زعموا أن أقرب طريق إلى قلبه معدته ولكن طباع النساء غالبة عليهن إلا من رحم الله , كما قال المتنبي :
وكل يرى طرق الشجاعة والندى .. ولكن طبع النفس للنفس قائد
وأرجوا ألا يكون في هذا إغضاب لمن ملت من زوجها ومن الحديث عن حقوق الزوج وواجبات الزوجة , فالمقصود حفظ البيت والأسر والسير بتلك السفن الصغيرة إلى بر الآمان عبر أمواج عاتية متلاطمة ومع ربان لا يحسن القيادة في الرخاء فضلاً عن الشدة , ولتكن المبادرة من الزوجات الكريمات وسوف يجنين ثمرات ذلك في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى .
والواجب الشرعي أن تكون المبادرة من خيرهما ديناً وعقلاً أو من أقدرهما في الغضب والرضا كما قال أبو الدرداء لأم الدرداء رضي الله عنهما 'إذا غضبت فاسترضيني وإذا غضبت أسترضيك وإلا لم نجتمع' ، ولكن أيتها الأخت المسلمة هل زوجك مثل أبي الدرداء في دينه وعلمه وعقله؟!! وهل قلت يوم العقد لا أقبلك إلا بشرط أن تكون كما قال أبي الدرداء رضي الله عنه فقبل ؟! الجواب معلوم .. ولذلك نقول لك تكرمي وتفضلي واصبري واحتملي وجزاك الله خير ما جزي عباده الصالحين , ولتكن المبادرة منك إن وافقت حال رضا أو حال غضب كما لو كان يريد البشاشة وأنت غير مستعدة نفسياً أو حتى لو أخطأ خطأ واضحاً لا عذر معه أو غضب غضبة وأنت المحقة فلا تنتظري أن يبادر بالمصالحة ولا تتأبي عليه وتطالبي بالعدل الدقيق ولكن بادرى بالخير 'وخير الأصحاب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه' كما في الصحيح , بل في هذا نص وصية الناصح الآمين صلى الله عليه وسلم حين أرشد المرأة إذا غضب زوجها أن تبدأ هي فتأخذ بيده وتقول : 'هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى' هل هناك معالجة لمشاكل الأسر وطبائع الأزواج أفضل من هذا صلى الله عليك يا علم الهدى , وعسى الله أن يوفق أخياتنا للمحافظة على أزواجهن وبيوتهن وأن يجعل لهن في ذلك نية صالحة ترفع درجاتهن في جنات النعيم .
من مفكرة الإسلام
um Abdul-Aziz @um_abdul_aziz
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الاصيل
•
جزاك الله خير ام عبدالعزيز وبارك الله فيكِ..
موضوع رائع الله يجعل من الزوجات الصالحات ااااااامين....
موضوع رائع الله يجعل من الزوجات الصالحات ااااااامين....
ام باسل*
•
جزاك الله خيرا ام عبد العزيز00وبالفعل اختى لا يقابل الزوج احسان زوجته وطاعتها له بالاساءه وعندى مثلا عربيا فيه الشفاء لكل داء اسرى وراحه وهناء طيلة العمر وهو ((((((( كونى له امه يكن لك عبدا))))))) 00اللهم ارزق اختى ام عبد العزيز لنصحها لنا الفردوس الاعلى من الجنه ااااااااااااااااااامين0
الصفحة الأخيرة
لو سمحتوا إقرأوووووووووووووووووه فهو يستحق القراءة.