mm2230

mm2230 @mm2230

عضوة جديدة

لكل شكاكه وحريصه على هدم بيتها بنفسها

الأسرة والمجتمع

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا) متفق عليه.
إن شك الزوجة في زوجها صورة من صور الظلم والإيذاء للمسلم. والشك يصدر غالبا من إنسان لديه ضعف في الإيمان وقد يكون ناشئا عن تردد في النفس وضعف في جانب منها وعدم استقرار نفسي وكذلك هو سلوك يعكس عدم الشعور بالأمان والاطمئنان وهذا السبب له روافد وخلفيات كثيرة منها ثقافة هذا الشخص ومنها الوسط المحيط به ومنها مواقف تعرض لها في الصغر ومنها الاطلاع على القصص في الرويات والافلام وغير ذلك من العوامل المؤثرة في تكوين الشك لدى هذه الشخصية ومن أخطرها المسلسلات الخبيثة التي تروج خيانة الأزواج والزوجات في المجتمع المسلم.
إن الشك بين الزوجين من أشد صور الشك وله آثار ونتائج سيئة تؤرق الزوجين وتجعل حياتهم في جحيم لا يطاق وتوقعهم في إساءة الظن واتهام الطرف الثاني بالخيانة والفاحشة والعياذ بالله وتدخل الشكاك في دوامة وبحر من الهموم والظنون لا تهنأ له حياة ولا يسعد بنعيم فهو يعيش في عذاب دائم وشبح مخيف يطارده ليلا نهارا ويزداد هذا الشعور يوما بعد يوم حتى يحمله على الفرار من هذا العار المتوهم بالطلاق والفراق.
إن إظهار الشك أمام الأولاد له أثر سيئ على نفسيتهم ويجعلهم يعيشون صراعا مرا في إساءة الظن بأحد والديهم ويبقى هذا الأثر طويلا في نفوسهم مما يصيبهم بعقد نفسية في الكبر وبالتالي ينعكس هذا على سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين في حياتهم الإجتماعية.
إن المرأة الشكاكة في زوجها تعيش في عذاب مع ضميرها الظالم وهي تهدم بيتها بنفسها وبسلوكها وقد تحمل الرجل على ارتكاب الخيانة وهي أداة سهلة لشائعات النساء المغرضة التي هدفها التفريق بين الأزواج. وإن الرجل الشكاك في عرض زوجته من غير بينة ولا شبهة قوية ظالم في نظرته إليها وإلى أبنائه ساع إلى ضياع أسرته والعياذ بالله متعرض لسخط الله وعذابه.
إن أهم عنصر للسعادة بين الزوجين هو الرضا بينهما والثقة المعقولة والأمان مما يجعل كلا الزوجين يزاول حياته الوظيفية والعادية بثقة واطمئنان دون شك ولا ظنون سيئة فتخرج المرأة من بيتها متحشمة عفيفة وزوجها واثق بها ويغيب الرجل عن بيته وهي واثقة به حافظة عهد الله في عرضها وماله وولده.
إن الواجب على الزوجين كليهما التقوى والورع عن إطلاق الظن الكاذب والشك في الطرف الثاني وإحسان الظن به والتماس العذر له وحمل المواقف على محامل حسنة وعدم الالتفات إلى كلام الآخرين وشائعاتهم وينبغي أن يكذب الانسان نفسه حتى يرى أمرا ظاهرا بعينه لا يمكن دفعه فحينئذ يتخذ الطريق الشرعي لمعالجة المشكلة.
إن المرأة ليس لها ولاية على الرجل تتجسس عليه وتطارده وتتحكم بسلوكه وتراقبه فالرجل الأبي له عزة وكرامة يأبى أن تسيطر عليه إمرأة وتقرر مصيره وتجعله في قلق وخوف يخفى عنها تصرفاته المباحة. فيتبغي على المرأة العاقلة الصالحة أن تحسن الظن بزوجها وتكل أمره إلى الله وتتغافل ولا تتدخل فيما لا يعنيها إلا إذا قصر الزوج بحقوقها أو أدخل عليها ضررا في دينها أو معيشتها.

يامن تشكين في زوجك أين تذهبي يوم القيامة حين يكون الله خصمك ويحاجك ويسألك بأي دليل رميمتي مسلما واتهمتم فياله من موقف عظيم حالته الندم وهيئته الحسرة ووضعه الرهبة والهلع والعياذ بالله.
أما علاج الشك الذي يقع بين الزوجين:
أولا: تخويف الشكاك بالله وتذكيره بعظم الموقف والمسائلة في الآخرة قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا).
ثانيا: بيان حكم الشك وأنه محرم لا يجوز للمسلم أن يفعله بلا موجب شرعي. قال تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).
.
رابعا: بيان أن الشك مظهر سلبي نفسي وأنه ناشئ عن خلل وضعف في الشخصية النفسية ومحاولة التأهيل والإصلاح والتخلص من الشك عن طريق القراءة والحوار والإقناع.
خامسا: إقناع الشكاك بخطر الشك وكثرة مفاسده وأنه لا فائدة منه ولا يغير شيئا في الواقع بل يجعل العلاقة متوترة بين الزوجين وتنتهي بالانفصال غالبا وشتات الأسرة.
سادسا: يقال للشكاك تصور وتأمل أن الشك واقع عليك وأنك خائن وأنت بريء من هذه التهمة فما هو موقفك وما هي حالك مع نفسك ونظرة الآخرين إليك.
سابعا: قراءة حديث الإفك في الفتنة العظيمة وشرح القصة وتحليلها واستنباط الفوائد والعبر منها وبيان الألم النفسي الكبير الذي وقع على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من جراء الشك والظن الباطل في اتهامها شرفها الله وبيان موقف الشرع في المنع من الظن بالمسلم وتحريم الشك وتعظيم حرمة عرض المسلم وصيانته وعدم اتهامه وقذفه إلا ببينة صريحة.
والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
3
508

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مدام الباشا
مدام الباشا
جزاك الله خير:26::26:
شيوخها
شيوخها
جزاك الله خير
mm2230
mm2230
للرفع