لكل مشكلة حل ............

الأمومة والطفل

لكل مشكلة حل



الطفل الإنطوائي ، الطائش ، العنيف ، الحساس ، كلها نماذج متعبة ترهق الأم وتقلقها بشدة ، لأنهم يرفضون تناول الطعام أو يصرخون لأقل سبب ولا يطيعون أحداً ، باختصار لا يعرفون معنى الالتزام ، ولكن د. ستانلي جرينسيان عالم النفس الأمريكي له رأي آخر ، فقد قام بدراسة هؤلاء الأطفال ( المعقدين ) كما يقال عنهم وكان رأيه فيهم إيجابياً جداً .

ويقدم د. ستانلي بعض هذه النماذج وطريقة التعامل معها حتى تصبح حياتك معهم أكثر سهولة ..

العنيد :

إنه الطفل الذي يتحول أي نشاط لديه إلى اختبار قوة ، فهو يرفض أن يقوم بأي شيء وتتجلى روحه المعارضة دائماً في تصلب رأيه ومكابرته . إنه يرفض اللعب والطعام والهدهدة ، وهو طفل متسلط جداً ، يعتقد أن لديه الحق دائماً ، ويريد أن يعمل كل شيء بطريقة مثالية .

ولكن خلف هذه المظاهر تختفي أحاسيس أخرى شديدة التعقيد ، فهؤلاء الأطفال يشتركون في أشياء كثيرة مع الأطفال شديدي الحساسية ، فهم يشعرون بالتهديد من العالم الخارجي والحرمان ، وبدلاً من أن يتركوا انفسهم للعصبية أو انتقاد أنفسهم كما يفعل الطفل الحساس ، يواجه الطفل العنيد الموقف بالتحكم في عالمه الضيق على قدر المستطاع ، ويستغل قدراته للسيطرة على محيطه وعالمه ، ولكي تصبح حياتك معه سهلة يجب ان تستفيدي من معرفتك لشعوره بعدم الأمان وقابليته للانجراح العاطفي ، لذلك كوني مهدئة له قدر الإمكان ، تقبلي عنفه وروحه المعارضة بحب ورقة متذكرة ان في كل مرة يأمر ويعارض ، فذلك لكي يشعر بأنه سيد الموقف . ضعيه في حالة ثقة وطمأنينة وامان وضعي له حدوداً شديدة ، وساعديه عندما يكبر على أن يعي مشاعره وأن ينمي الرحمة داخله .

الحساس :





هذا الطفل يكون احياناً شديد الالتصاق بأهله ، كثير النواح ، متسلطاً ومغالياً في طلباته ، وهو قادر على إثارة نوبات غضب شديدة للأشياء التافهة جداً ، وينفجر بالصراخ إذا تركته مع أحد ما حتى لو كان يعرفه جيداً . وهو أناني يهتم بالتفاصيل ، عصبي المزاج ، كل موقف جديد يسبب له عصبية . وفي حوالي السنة الثالثة من عمره قد يصبح جباناً ويلتصق بثياب أمه .

وهؤلاء الطفال خلال الأعوام الولى يكون لديهم صعوبة في السيطرة على اندفاعهم الغريزي ، وتغمرهم مشاعرهم الخاصة حتى تجعل ردود أفعالهم مبالغاً فيها ، ويصبح كل شيء بالنسبة لهم إما أبيض او أسود ولا وجود للون الرمادي .

ولكي تصبح الحياة معه سهلة ، يجب ان تبتعدي عن تدليله وحمايته بصورة زائدة بدافع حبك له .. على العكس ، شجعي مبادرته دائماً حتى يضطر ألى مواجهة العالم وحده ، وساعديه على ان يكتشف مصادر القوة داخله مبكراً جداً لكي يتصدى للعالم من حوله . وأفضل ما يمكن أن تقدميه له هو توفير مناخ أسري مشبع بالتفاهم ، ولكن ذلك لا يعني إطلاقاً التساهل ، فصغيرك يحتاج على نظام يضع له إطاراً وحدوداً .

العنيف :

هذا الطفل دائماً على حافة بركان ، فهو غاضب متهور وعنيف ودائماً غير راض ، وفي بعض الأحيان لا يستطيع أن يأخذ في اعتباره رغبات الآخرين ومشاعرهم ، وهو يحتاج إلى كثير من الضوضاء والاستمالات بكل الأنواع ، ويعشق الصخب والشجار .. باختصار إنه عاصفة .

وخلف هذه الظواهر قلب رقيق يسهل جداً جرحه ، ولكنه يخفي ذلك بعصبيته ، لأنه يخشى الحب الذي تعطيه له .

وحتى تصبح حياتك اكثر سهولة معه ضعي له حدوداً يجب ان يتجاوزها ، وأظهري له تصرفاتك واتجاهاتك وحبك له ، فهو يحتاج إلى الحماية والرقة والعطف ومناخ عاطفي ملتهب ، وعلميه كيف ينزع فتيل الغضب تدريجياً . وعندما يكبر علميه التفرقة بين انفعالاته والوعي بها ، وكيفية التعبير عنها بصورة لائقة ومقبولة .

الانطوائي :

إنه طفل سهل ، سيدهش المحيطين بك ، لأنه هادئ جداً ومختلف عن الأولاد الآخرين الذين لا يتوقفون عن الشقاوة وإرهاق آبائهم .. إذن أين المشكلة ؟ إنها تكمن في أن هذا الصغير يحيا في عالمه الخاص ، ولا يهتم بما يدور حوله وينطوي كثيراً حول نفسه . وبعيداً عن كل ذلك نجده طفلاً ذكياً يلعب بمفرده كثيراً ، لأنه يفضل إثراء خياله أكثر من مواجهة الواقع وهو يحتاج إلى استمالات قوية ومتكررة لكي يتحرك ، تماماً كما نحاول إيقاظ شخص لا يريد الاستيقاظ .

ولكي تصبح حياتك معه سهلة اصنعي ضوضاء وصخباً حوله لجذب انتباهه ، وحاولي ان تلقي إليه بالنكات الضاحكة والصور الباسمة ، وهنا ستجدين طفلك يأخذ وقتاً حتى يستجيب ، فهو يحتاج إلى 15 دقيقة لكي يضحك ، بينما يضحك الآخرون في 15 ثانية . ادفعيه برقة وهدوء إلى عالمك ، وشجعي مبادرته دون إلحاح عليه .

الطائش :


هذا الطفل رأسه في الهواء ، ويبدو معلقاً في الحياة ، فهو لا يستطيع أن يركز في شيء ، لديه صعوبة في تركيز انتباهه وتثبيته نحو شيء ، والعلامات الخاصة بالرؤية والسمع والكلمات التي يتلقاها غير واضحة له وغير ذات معنى لجذب انتباهه .

ولكن خلف ذلك نجد طفلاً شديد الانتباه و التركيز ولكن في أشياء معينة ، فمثلاً في المدرسة قد لايفهم الحساب ولكن في المقابل تستهويه القراءة والرسم .

ولكي تصبح الحياة سهلة معه حاولي دفعه إلى التفكير في سلوكه ، ساعديه على السيطرة على انفعالاته ، وأن يصبح متفوقاً في المجالات التي يحبها ويعد موهوباً فيها بدلاً من إضاعة الوقت في تصحيح الأخطاء ، يجب أن ينتبه الآباء لنقاط قوة الصغير لدعمها في الوقت نفسه الذي يمكن أن يلعب فيه التركيز دوراً مهماً جداً في زيادة مهارات الطفل ، ودفعه إلى التركيز المطلوب بدون جهد يذكر
أختكم::- رمش العيون 88
:33: :24:
0
480

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️