واشوقي لربي

واشوقي لربي @oashoky_lrby

محررة برونزية

لكل من ابتليت في دعوتها الى الله اليك ما يصبرك

الأسرة والمجتمع

طريق الدعوة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: احفظ الله يحفظك


الدعاة إلى الله اليوم هم أحوج ما يكونون إلى أن يتعرفوا إلى الله تبارك وتعالى في الرخاء؛ لأن الدعوة إلى الله لا تقوم إلا على الشدة والابتلاء والامتحان والمشقات.

إن واقعنا نحن شباب الصحوة وشباب الدعوة عجيب؛ فأكثرنا يرى العمل ببعض الواجبات الظاهرة، أو التمسك بالسنن -وهذه نعمة- ويرى أنه في نعمة وفي عافية، ما أراد أن يحضره من المحاضرات حضره، وما أراد أن يسمعه من الندوات سمعه، وما أراد أن يشتريه من الأشرطة اشتراه، والذي لا يناسبه من هذه الأمور فإنه يتركه، وهو في وظيفته وفي عمله مرتاح، وله إخوة في الله يزورونه ويزورهم، فيجد فيهم العوض عن أهل الشر.

ولا شك أن هذا خير وأن هذا من بركة الهداية وأنه قبل ذلك لعله كان في رفقة السوء، وكان في بلية وفي ضيق وضنك.

لكن ألهذا الحد نقف؟! وهل هذا هو المطلوب منا فقط؟! أيقوم الدين ويقوى عوده، ويدحر الله تبارك وتعالى أعداءه وأعداء دينه بهذا فقط؟! أم أن هناك واجبات ومهمات ومشقات؟!

إن طريق الدعوة شاق؛ فكيف نقوى عليها؟!

فأحياناً عند أول ابتلاء يمس الوظيفة، أو يمس السمعة، أو بمجرد أن يتكلم فيه الناس والأقارب والأرحام والأصدقاء ترى الداعية بدأ يهتز، ولو جاءت محنة أشد قليلاً، فإنك تراه يكاد يطير، ولو جاء سجن أو شيء آخر، فيمكن والعياذ بالله أن يذهب دينه كله!

وهذا لأننا قد نتكلم عن طريق الدعوة، لكن لا نتكلم عن الزاد، ولا نحمل همَّ الزاد، ولا نتزود من هذا الزاد -زاد التقوى واليقين- الذي يعينك فتمضي في هذا الطريق.

سنة الابتلاء
ولهذا قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه } وفي إحدى رواياته قال: {الأنبياء ثم العلماء ثم الصالحون }، فالعلماء لأنهم ورثة الأنبياء يقومون مقام الأنبياء.

وانظروا كيف كان صبر الإمام أحمد ، وشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية ، وابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وغيرهم من الدعاة والعلماء قبلهم وبعدهم.

فكل من دعا إلى الله من العلماء بحق وحقيقة وقال كلمة الحق، ولم يخش في الله لومة لائم، فلابد أن يُؤذى وأن يبُتلى، وأن يُمتحن، وهذه علامة على أنه على الطريق، فلا تقنط، واحمد الله أنك على الطريق، واسأل الله السداد، واصبر على ذلك.

ولذلك نقول: هذا الحديث عجيبٌ جداً، وكل عبارة آخذة بعنق ما بعدها، فلذلك قال: { واعلم أن النصر مع الصبر } فإذا أردت أن تنتصر فاصبر.

اصبر أولاً على نفسك، هذه الدابة الحرون التي تجمح بك يميناً ويساراً، لو أطعتها ألقتك في النار، فاصبر على ترك ما تريده من رغبات ومن شهوات، وأقل شيء تريده منك أن تنام وتؤخر صلاة الفجر، وهذا الذي قد يحدث لكل واحد منا، وتريدك أن تتغدى وتنام وتؤخر صلاة العصر.

وإذا جئت تذكر الله أو تقرأ القرآن جاءك التعب وجاء التثاؤب، وإذا جئت تحمل نفسك على الذهاب إلى الدرس أو إلى حلقة من حلقات العلم والذكر تثاقلت، وجاءتك الهموم والمشاكل والارتباطات، فانتصر على النفس التي هي العدو الذي بين جنبيك، ثم على الشيطان ثم على أعدائك، وما أكثرهم!

اصبر، فالنصر على العدو أياً كان إنما هو بالصبر.

فهذا عمر رضي الله تعالى عنه وهو الحكيم الذي أعطاه الله تعالى الحكمة، جاء إليه وفد من بني عبس، من قوم عنترة ، فقال لهم: بم كنتم تغلبون العدو؟ قالوا: بالصبر.

وهو يريد أن يُعلِّم، أما هو فيعلَم ذلك، فمعنى قولهم: إننا نألم كما يألمون لكن نصبر.

وعنترة بن شداد هذا الفارس المشهور في الجاهلية ما جالد رجلاً إلا غلبه، إما أن يقتله أو يفر، فبعض الناس يظن أن عنترة لا يخاف من شيء أبداً، فسألوه: كيف تغلب أعداءك؟ فقال عنترة " بالصبر! كلما أردت أن أفر أقول: أصبر قليلاً لعله يفر هو، فيفر فأدركه فأقتله، أو يهرب فأنتصر عليه" فكل الناس عندهم نوازع الخوف، وما يميز بينهم إلا الصبر.

والعمر هو هذه الأيام والليالي فقط، قد تموت الليلة، وقد تموت غداً، وقد تموت قريباً، وقد تتأخر فاصبر، كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ] فتحمل هذا اليوم وغداً وبعد غد، وإذا بك تحمد صبرك، كما يقال في المثل: ' عند الصباح يحمد القوم السرى ' أي": أنهم يتعبون في مشيهم بالليل، فإذا جاء الصباح نظروا، فرأوا أنهم قد قطعوا مسافة كبيرة بالليل ففرحوا بسراهم بالليل عندما جاء الصباح، وآخرون ناموا بالليل، فإذا هم في الصباح متخلفون عن أولئك، فتراهم في حزن يقولون: هؤلاء قد وصلوا ونحن منقطعون.

فاصبر واعلم أن النصر مع الصبر، لا ينفك أحدهما عن الآخر ويوضح ذلك قوله بعد ذلك: {وأن الفرج مع الكرب }.

ورحم الله من قال:

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرجُ


فغالباً ما يأتي الفرج بعد الضيق والشدة والكرب، ويأتي النصر بعد أن تعاني ما تعاني، وما أكثر الأمثلة على ذلك! ولو بقينا في الأمثلة لاحتجنا إلى لقاءات طويلة في ذكرها.


نماذج من صبر الأنبياء
أول الرسل نوح عليه السلام:

عانى الكرب! ولهذا يقول الله تعالى: وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ قضَّى ألف سنة إلا خمسين عاماً كلها دعوة، ثم أمره الله عز وجل بعد يأسه من قومه, أن يصنع الفلك وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ .

وتلك مرارة عظيمة أشد من الرجم أحياناً، وكانوا يقولون: كان نوح رسولاً، والآن أصبح نجاراً، يقطع الخشب ويأتي بالألواح والدسر، ماذا تريد يا نوح؟! وهذا يسخر، وهذا يضحك.. قد أحاط به الكرب، وبعد ذلك نجَّاه اللهُ من هذا الكرب.

إبراهيم عليه السلام:

جُمع له الحطب الكثير، وأوقدت فيه النار العظيمة، وجيء بالمنجنيق ووضع الخليل فيه، وقذف به، فلما ألقي فيها: قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ .

وصبر إبراهيم عليه السلام على كل ما نزل به، ولم يأتِ الفرج إلا بعد الكرب والشدة، عندما انتهى الأمل في نصر البشر، قال تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا .

أي: أن النصر يتنزل على الرسل في أحلك الظروف، وذلك إذا استيئسوا وظنوا أنهم قد كذبوا، وانتهت كل الأسباب المادية، فإبراهيم قد ارتفع في الهواء، وما بقي إلا أن يقع فتحرقه النار، وإذا بها برد وسلام.

وإسماعيل عليه السلام:

كذلك أنجى الله إسماعيل من الذبح، قال تعالى: : فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فقد تله للجبين، وأمرَّ السكين، وبلغ الكرب غايته بالأب والابن، فالأب قد استسلم لما أمره به ربه، وإسماعيل لما عرض عليه أبوه الأمر فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَر ُ فلما صبرا كان لهما هذا الجزاء من الله تبارك وتعالى، مع شدة الكرب فجاء الفرج من الله، وفداه بذبح عظيم.

فلا تكره شدة الكرب أيها الداعية؛ لأن الفرج مع الكرب، بل إذا كنت ما زلت في أول الطريق فاحمد الله واصبر، فإذا اشتدت وجاء الكرب، فسوف يأتي الفرج بإذن الله.

وموسى عليه السلام:

بغى فرعون وطغى، وأفسد في الأرض، كما أخبرنا الله تبارك وتعالى عنه في سورة القصص وفي الفجر وفي الأعراف وغيرها، وفعل الأفاعيل العظيمة المنكرة بهذه الطائفة الذين هم بنو إسرائيل، وسلَّط الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على فرعون وقومه الجراد والقمل والضفادع والدم لعلهم يتوبون ويؤمنون، ولكنهم ظلوا في عنادهم وكبرهم.

ثم قال موسى لقومه: إن الله قد أمرنا أن نخرج، فخرجوا ولحقهم فرعون وجنوده، فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ وكأنهم يقولون: "يا موسى! ليس لنا الآن حيلة، قد أدركَنا جيشُ فرعون الذي أو لم يقهر، ولا حيلة ولا مهرب؛ فالبحر أمامنا وهذا فرعون وجنوده خلفنا! وانتهى كل شيء.

فيأتي الفرج من الله عز وجل مع هذا الكرب الشديد، ومع استحكامه..!

وعيسى عليه السلام:

لما مكر به اليهود وأحاطوا به، وما بقي إلا أن يقتلوه ويعلقوه على الصليب، رفعه الله تبارك وتعالى إليه، وألقى الشبه على الذي نمَّ ودل عليه، فوضع مكانه وصلب..!


نماذج من السيرة النبوية
أما رسولنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما أكثر ما مر عليه من الكروب صلوات ربي وسلامه عليه، وهذه سيرته بين أيدينا.

في يوم الغار يقول أبو بكر رضي الله تعالى عنه: {يا رسول الله! لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدمه لرآنا } ولا حيلة لهما، فهما اثنان، وصناديد قريش بعدتهم حول الغار، وقد أغروا من يأتيهم بمحمد أو بـأبي بكر حيين أو ميتين بمائة ناقة، وهي أعز وأعظم مال عند العرب كرب شديد، إذا دخلوا عليهم الغار، فأين المهرب؟!

فيقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لـأبي بكر : {ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟! ويقول له أيضاً: لا تحزن إن الله معنا! } سبحان الله! فعند شدة الكرب يأتي الفرج من الله، وانصرفوا عنهم، بل قيَّض الله لهم من يصرف الناس عنهم بعد أن كان طامعاً في قتلهم، فكان سراقة يقول لهم: {أما هذا الجانب فقد كفيتموه } اطمئنوا فليسوا هنا أبداً، ابحثوا في مكان آخر، فلقد أراد الله أن يصرف عنه السوء حتى يصل إلى المدينة .

واشتد عليه الكرب صلوات ربي وسلامه عليه يوم أحد كما تعلمون، ثم جاءه الفرج من عند الله، ونزلت ستون آية عظيمة من سورة آل عمران تُبَيِّنُ الحِكَمَ العجيبة والنعم الباطنة الخفية ضمن هذه الحادثة المؤلمة.

ويوم الأحزاب تألبوا واجتمعوا عليه حتى قال المنافقون: "يعدكم محمد بملك كسرى وقيصر، ولا يستطيع أحدكم أن يقضي حاجته!!".

والمنافقون هذا شأنهم في كل زمان ومكان! فهم الآن يقولون لنا: أنتم تزعمون أن الله ينصر الإسلام ويعز الدين، فهاهم المسلمون في كل مكان يقتلون ويهانون! وهذا كلام المنافقين؛ لأنهم رأوا الجولة الأولى، والشوط الأول فقط! فنقول لهم: انتظروا! ما زالت المعركة طويلة لم تنته بعد، فلا تتعجلوا..!

ثم استحكمت حلقاتها بنقض بني قريظة للعهد، والمدينة محاصرة، وجميع قبائل العرب ضدهم، وإذا ببني قريظة -وهم من أهل العهد والذمة، وهم بداخل المدينة - ينضمون إلى الكفر وإلى العدو المحاصِر، فماذا بقي؟!

ويأتي الله عز وجل بالنصر، ويأتي بالفرج من عنده، ويرسل عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها ويذهب كيدهم ومكرهم، ويهزم الله الأحزاب وحده سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فله الحمد وحده، فهو الذي نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وكم من أحداثٍ عظيمة في السيرة النبوية!



بشائر الفرج لأهل الابتلاء
كلما استحكمت حلقات الضائقة، وكلما اشتدت الكروب، وكلما رأيت أن لا مخرجَ ولا حيلةَ، فاعلم أن الفرجَ قريب.

وفي الحديث الذي تقدم معنا في أحاديث الصفات، يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يضحك ربنا عز وجل من قنوط عباده وقرب غيره } إذا امحلو حطوا وأجدبوا.

وترى الناس كما قال تعالى: وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ تراهم مبلسين يائسين، قانطين جزعين؛ فلا ماء، والدواب قد هلكت، والأرض قد يبست، والرياح تعصف بأراضيهم الغبار، ففي هذه الحالة يضحك الله تعالى لما يرى من قنوطهم وجزعهم وإبلاسهم، وقرب غيره، إنه قريب، ولكنهم لا يدرون إنما هي أيام أو أسابيع، وإذا بالغيث والنعمة المنشورة والرحمة تأتي من كل مكان! وإذا بالخضرة! وإذا بالورود والأزهار والطيور والخيرات والبركات!

ثم تأتي إلى هؤلاء فتقول لهم: أتذكرون تلك الأيام، فيقولون: يا شيخ! لا تذكرنا بتلك الأيام، فقد مضت.

لا يريدون أن يتذكروا تلك الأيام، وكأن هذا هو كل شيء!!

يضحك الله عز وجل من قنوط البشر مع أن رحمته قريبة تبارك وتعالى.

ولذلك قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { وأن مع العسر يسراً } وهذا كما في كتاب الله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً .

ومن أعظم نعم الله عز وجل -وقد عبَّر عنها جماعة من السلف، كلٌ منهم بأسلوبه: الصبر واليسر والرضا.

من أعظم نعم الله عز وجل على الإنسان أن يذيقه حلاوة الصبر، باستشعاره أن مع العسر يسراً، فمهما نزل به من كرب، ومهما ألمت به من مصيبة، ومهما يرى أنه قد أحيط به، فإنه يعلم أن مع العسر يسراً، فيبرد ذلك قلبه، ويخفف لوعته، ويطفئ مصيبته، ويستيقن أن الله عز وجل لن يضيعه.

فالنصر مع الصبر مقترنان لا يفترقان، والفرج مع الكرب مقترنان لا يفترقان، فبإذن الله لا يقع هذا إلا مع هذا، ولو جاء النصر من غير صبر لما كان له طعم.

فلو ذهبتم لتقاتلوا عدواً، فلما أشرفتم عليه هرب، وأخذتم الغنائم ورجعتم، لما كان لذلك طعم، كما إذا قاتلتم أياماً وليالٍ مثل أيام وليالي القادسية ، والتي كانت شديدة على الصحابة رضي الله تعالى عنهم، ثم جاء نصر الله عز وجل؛ فالنصر بعد التعب له لذة وحلاوة.

وكذلك الفرج لا يأتي إلا بعد الكرب، فليتحمل الإنسان ذلك، وكذلك اليسر أو اليسران، فهما يسران يأتيان بعد العسر ومعه، فإذا تضرع الإنسان واستعان بالصبر، نال النصر، والفرج، واليسر بإذن الله، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ أي: كافية من كل شيء تبارك وتعالى.
0
396

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️