alfrasha
alfrasha
الفراشة:) وهاانا اعود من جديد س/ماأثر العقيده في عملية التطبيع الاجتماعي ؟ بس
الفراشة:) وهاانا اعود من جديد س/ماأثر العقيده في عملية التطبيع الاجتماعي ؟ بس
النجاوي اهلا بك مجددا
تخيلي كنت ناسية هالسؤال بس مالقيت الا هذا
ارجو ان يفيد

وتوفرت في سبط الرسول (ص) وريحانته الامام الحسين (ع) ، جميع العناصر التربوية الفذة التي لم يظفر بها غيره ، فأخذ بجوهرها ولبابها وقد أعدته لقيادة الامة ، وتحمل رسالة الاسلام بجميع أبعادها ومكوناتها ، كما أمدته بقوى روحية لا حد لها من الايمان العميق بالله ، والخلود إلى الصبر على ما انتابه من المحن والخطوب التي لا يطيقها أي كائن حي من بني الانسان .

أما الطاقات التربوية التي ظفر بها ، وعملت على تقويمه وتزويده بأضخم الثروات الفكرية والاصلاحية فهي:


الوراثة :

حددث الوراثة بانها مشابهة الفرع لاصله ، ولا تقتصر على المشابهة في المظاهر الشكلية وإنما تشمل الخواص الذاتية ، والمقومات الطبيعية ، كما نص على ذلك علماء الوراثة وقالوا :


أن ذلك أمر بين في جميع الكائنات الحية فبذور القطن تخرج القطن ، وبذور الزهرة تخرج الزهرة ، وهكذا غيرها ، فالفرع يحاكي أصله ويساويه في خواصه ، وأدق صفاته ، يقول (مندل):

"ان كثيرا من الصفات الوراثية تنتقل بدون تجزئة أو تغير من أحد الاصلين أو منهما إلى الفرع...".

وأكد هذه الظاهرة " هكسلي " بقوله :

" إنه ما أثر أو خاصة لكائن عضوي إلا ويرجع إلى الوراثة أو إلى البيئة فالتكوين الوراثي يضع الحدود لما هو محتمل ، والبيئة تقرر أن هذا الاحتمال سيتحقق ، فالتكوين الوراثي اذن ليس إلا القدرة على التفاعل مع أية بيئة بطريق خاص.. ".

ومعنى ذلك أن جميع الآثار والخواص التي تبدو في الاجهزة الحساسة من جسم الانسان ترجع إلى العوامل الوراثية وقوانينها ، والبيئة تقرر وقوع تلك المميزات وظهورها في الخارج ، فاذن ليست البيئة إلا عاملا مساعدا للوراثة ، حسب البحوث التجربية التي قام بها الاختصاصيون في بحوث الوراثة .

وعلى أي حال فقد أكد علماء الوراثة بدون تردد أن الابناء والاحفاد يرثون معظم صفات آبائهم وأجدادهم النفسية والجمسية ، وهي تنتقل اليهم بغير ارادة ولا اختيار ، وقد جاء هذا المعنى صريحا فيما كتبه الدكتور " الكسيس كارل " عن الوراثة بقوله :


" يمتد الزمن مثلما يمتد في الفرع إلى ما وراء حدوده الجسمية..

وحدوده الزمنية ليست اكثر دقة ولا ثباتا من حدوده الاتساعية ، فهو مرتبط بالماضي والمستقبل ، على الرغم من أن ذاته لا تمتد خارج الحاضر...

وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحويمن في البويضة .

ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذهه اللحظة ومبعثرة في أنسجة أبوينا وأجدادنا وأسلافنا البعيدين جدا لانا مصنوعون من مواد آبائنا وأمهاتنا الخلوية .

وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل ...

وتحمل في انفسنا قطعا ضئيلة لاعداد من أجسام أسلافنا ، وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم ..."(1).

وقد اكتشف الاسلام - قبل غيره - هذه الظاهرة ، ودلل على فعاليتها ، في التكوين النفسي والتربوي للفرد ، وقد حث باصرار بالغ على أن تقوم الرابطة الزوجية على أساس وثيق من الاختيار والفحص عن سلوك الزوجين ، وسلامتهما النفسية والخلقية من العيوب والنقص ، ففي الحديث " تخيروا لنطفتكم فان العرق دساس " وأشار القرآن الكريم إلى ما تنقله الوراثة من أدق الصفات قال تعالى حكاية عن نبيه نوح :


(رب لا تذر على الارض من الكافرين دياراً إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)(2). فالآية دلت بوضوح على انتقال الكفر والالحاد بالوراثة من الآباء إلى الابناء ، وقد حفلت موسوعات الحديث بكوكبة كبيرة من الاخبار التي أثرت عن أئمة أهل البيت (ع) وهي تدلل على واقع الوراثة وقوانينها وما لها من الاهمية البالغة في سلوك الانسان ، وتقويم كيانه .

على ضوء هذه الظاهرة التي لا تشذ في عطائها نجزم بأن سبط الرسول صلى الله عليه وآله قد ورث من جده الرسول (ص) صفاته الخلقية والنفسية ، ومكوناته الروحية التي امتاز بها على سائر النبيين ، وقد حدد كثير من الروايات مدى ما ورثه هو وأخوه الامام الحسن من الصفات الجسمية من جدهما النبي (ص) فقد جاء عن علي (ع) أنه قال :


" من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (ص) ما بين عنقه وشعره فلينظر إلى الحسن ، ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله (ص) ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين "(3) وفي رواية أنه كان أشبه النبي ما بين سرته إلى قدمه(4) وكما ورث هذه الظاهرة من جده فقد ورث منه مثله وسائر نزعاته وصفاته .


الاسرة :

الاسرة(5) من العوامل المهمة في ايجاد عملية التطبيع الاجتماعي ، وتشكيل شخصية الطفل ، واكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طوال حياته ، فهي البذرة الاولى في تكوين النمو الفردي ، والسلوك الاجتماعي ، وهي أكثر فعالية في ايجاد التوازن في سلوك الشخص من سائر العوامل التربوية الاخرى ، فمنها يتعلم الطفل اللغة ، ويكتسب القيم والتقاليد الاجتماعية .

والاسرة إنما تنشأ أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان والبعد عن الشذوذ والانحراف فيما اذا شاع في البيت الاستقرار والمودة والطمأنينة وابتعد عن ألوان العنف والكراهية ، واذا لم ترع ذلك فإن أطفالها تصاب بعقد نفسية خطيرة تسبب لهم كثيرا من المشاكل والمصاعب ، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة ، وأكثرها تمهيدا للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه (6).

كما أن من أهم وظائف الاسرة الاشراف على تربية الاطفال فانها مسؤوله عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة وقواعدها في صورة تؤهله في مستقبل حياته من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع .

وأهم وظائف الاسرة عند علماء التربية هي ما يلي :


أ - اعداد الاطفال بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية .

ب - اعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع والتعرف على قيمة وعاداته .

ج - توفير الاستقرار والامن والحماية لهم .

د - امدادهم بالوسائل التي تهئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع (7).

هـ - تربيتهم بالتربية الاخلاقية والوجدانية والدينية (8).

وعلى ضوء هذه البحوث التربوية الحديثة عن الاسرة ومدى أهميتها في تكوين الطفل ، وتقويم سلوكه بجزم بأن الامام الحسين (ع) كان وحيدا في خصائصه ومقوماته التي استمدها من اسرته فقد نشأ في أسرة تنتهي اليها كل مكرمة وفضيلة في الاسلام ، فما أظلت قبة السماء أسرة أسمى ولا أزكى من أسرة آل الرسول (ص)...

لقد نشأ الامام الحسين (ع) في ظل هذ الاسرة وتغذى بطباعها وأخلاقها ، ونعرض - بايجاز - لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذة التي ظفر بها الحسين (ع) في ظل الاسرة النبوية .

التربية النبوية :


وقام الرسول الاعظم (ص) بدوره بتربية سبطه وريحانته فأفاض عليه بمكرماته ومثله وغذاه بقيمه ومكوناته ليكون صورة عنه ، ويقول الرواة :

إنه كان كثير الاهتمام والاعتناء بشأنه ، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه وطيبه ، ويرسم له محاسن أفعاله ، ومكارم أخلاقه ، وقد علمه وهو في غضون الصبا سورة التوحيد(9)، ووردت إليه من تمر الصدقة فتناول منها الحسين تمرة وجعلها في فيه ، فنزعها منه الرسول (ص) وقال له :

لا تحل لنا الصدقة(10) ، وقد عوده وهو في سنه المبكر بذلك على الاباء ، وعدم تناول ما لا يحل له ، ومن الطبيعي أن ابعاد الطفل عن تناول الاغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل وتنمية مداركه حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة ، فان تناول الطفل للاغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية ، ويغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة ، والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير ، وقد راعى الاسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم(11) وكان ابعاد النبي (ص) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة التي لا تحل لاهل البيت (ع) تطبيقا لهذا المنهج التربوي الفذ ...

وسنذكر المزيد من ألوان تربيته له عند عرض ما أثر عنه (ص) في حقه (ع) .

تربية الامام له :

أما الامام علي (ع) فهو المربى الاول الذي وضع أصول التربية ، ومناهج السلوك ، وقواعد الآداب ، وقد ربى ولده الامام الحسين (ع) بتربيته المشرقة فغذاه بالحكمة ، وغذاه بالعفة والنزاهة ، ورسم له مكارم الاخلاق والآداب ، وغرس في نفسه معنوياته المتدفقة فجعله يتطلع إلى الفضائل حتى جعل اتجاهه السليم نحو الخير والحق ، وقد زوده بعدة وصايا حافلة بالقيم الكريمة والمثل الانسانية ومنها هذه الوصية القيمة الحافلة بالمواعظ والآداب الاجتماعية وما يحتاج اليه الناس في سلوكهم ، وهي من أروع ما جاء في الاسلام من الاسس التربوية التي تبعث على التوازن ، والاستقامة في السلوك قال عليه السلام :

" يا بني أوصيك بتقوى الله عزوجل في الغيب والشهادة ، وكلمة الحق في الرضا(12) والقصد في الغنى والفقر ، والعدل في الصديق والعدو والعمل في النشاط والكسل ، والرضا عن الله تعالى في الشدة والرخاء .

يا بني ما شر بعده الجنة بشر ، ولا خير بعد النار بخير ، وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية ..

اعلم يا بني أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره ، ومن رضى بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته ، ومن سل سيف البغي قتل به ، ومن حفر بئرا وقع فيها ، ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته ، ومن نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ، ومن كابد الامور عطب ، ومن اقتحم البحر غرق ، ومن أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبر على الناس ذل ، ومن سفه عليهم شتم ، ومن دخل مداخل السوء اتهم ، ومن خالط الانذال حقر ، ومن جالس العلماء وقر ، ومن مزح استخف به ، ومن اعتزل سلم ، ومن ترك الشهوات كان حرا ، ومن ترك الحسد كان له المحبة من الناس .

يا بني عز المؤمن غناه عن الناس ، والقناعة مال لا ينفذ ومن اكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير ، ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه ، العجب ممن خاف العقاب ورجا الثواب فلم يعمل ، الذكر نور والغفلة ظلمة ، والجهالة ضلالة ، والسعيد من وعظ بغيره ، والادب خير ميراث ، وحسن الخلق خير قرين .

يا بني ليس من قطيعة الرحم نماء ، ولا مع الفجور غنى ...

يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله ، وواحد في ترك مجالسة السفهاء ، ومن تزين بمعاصي الله عزوجل في المجالس ورثه ذلا من طلب العلم علم .

يا بني رأس العلم الرفق وآفتة الخرق ، ومن كنوز الايمان الصبر على المصائب ، العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى ، ومن أكثر من شئ عرف به ، ومن كثر كلامه كثر خطأوه ، ومن كثر خطأوه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، ومن مات قلبه دخل النار .

يا بني لا تؤيسن مذنبا فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير ، ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار من تحرى القصد خفت عليه الامور .

يا بني كثرة الزيارة تورث الملالة ، يا بني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم ، اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله .

يا بني كم من نظرة جلبت حسرة ، وكم من كلمة جلبت نعمة ، لا شرف أعلى من الاسلام ولا كرم أعلى من التقوى ، ولا معقل أحرز من الورع ، ولا شفيع أنجح من التوبة ، ولا لباس أجمل من العافية ، ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت ، ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة ، وتبوأ حفظ الدعة ، الحرص مفتاح التعب ، ومطية النصب وداع إلى التقحم في الذنوب ، والشر جامع لمساوئ العيوب ، وكفى أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك ، لاخيك مثل الذي عليك(13) لك ، ومن تورط في الامور من غير نظر في الصواب فقد تعرض لمفاجأة النوائب ، التدبير قبل العمل يؤمنك الندم ، من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطأ ، الصبر جنة من الفاقة ، في خلاف النفس رشدها ، الساعات تنقص الاعمار ، ربك للباغين من أحكم الحاكمين ، وعالم بضمير المضمرين بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد ، في كل جرعة شرق ، وفي كل أكلة غصص ، لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى ، ما أقرب الراحة من التعب ، والبؤس من النعيم ، والموت من الحياة ، فطوبى لمن أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته ، وبخ بخ لعالم علم فكف ، وعمل فجد وخاف التباب(14) فأعد واستعد ، إن سئل أفصح ، وان ترك سكت ، كلامه صواب ، وصمته من غير عي عن الجواب ، والويل كل الويل لمن بلى بحرمان وخذلان وعصيان ، واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره ، من لانت كلمته وجبت محبته ، من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة ، لا تتم مرؤة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ، ولا أي طعاميه أكل "(15).

وحفلت هذه الوصية بآداب السلوك وتهذيب الاخلاق ، والدعوة إلى تقوى الله التي هي القاعدة الاولى في وقاية النفس من الانحراف والآثام وتوجيهها الوجه الصالحة التي تتسم بالهدى والرشاد.

تربية فاطمة له :

وعنت سيدة النساء (ع) بتربية وليدها الحسين ، فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الاستقلالية ، والشعور بذاتياته ، كما غذته بالآداب الاسلامية ، وعودته على الاستقامة ، والاتجاه المطلق نحو الخير يقول العلائلي :


" والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين أن أمه عنيت ببث المثل الاسلامية الاعتقادية لتشيع في نفسه فكرة الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها ، ولابدع فان النبي (ص) أشرف على توجيهه أيضا في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالاستقلال.

فالسيدة فاطمة أنمت في نفسه فكرة الخير ، والحب المطلق والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه أفكار الفضائل العليا بأن وجهت المبادئ الادبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع.

وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المبادئ الادبية على شخص والدته ، وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن ، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حين جعلت فكرة الله نقطة الارتكاز ، ثم أدارت المبادئ الادبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة ، وتأخذه بالمثل الاعلى للخير والجمال ...(16).

لقد نشأ الامام الحسين (ع) في جو تلك الاسرة العظيمة التي ما عرف التاريخ الانساني لها نظير في إيمانها وهديها ، وقد صار (ع) بحكم نشأته فيها من أفذاذ الفكر الانساني ومن أبرز أئمة المسلمين.

البيئة :

وأجمع المعنيون في البحوث التربوية والنفسية على أن البيئة من أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية في تشكيل شخصية الطفل واكسابه الغرائز والعادات ، وهي مسؤولة عن أي انحطاط أو تأخر للقيم التربوية ، كما أن استقرارها ، وعدم اضطراب الاسرة لهما كبير في استقامة سلوك النشئ ووداعته ، وقد بحثت مؤسسة اليونسكو في هيئة الامم المتحدة عن المؤثرات الخارجة عن الطبيعة في نفس الطفل ، وبعد دراسته مستفيضة قام بها الاختصاصيون قدموا هذا التقرير :


" مما لا شك فيه أن البيئة المستقرة سيكولوجيا ، والاسرة الموحدة التي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تكيف الطفل من الناحية العاطفية ، وعلى هذا الاساس يستند الطفل فيما بعد في تركيز علاقاته الاجتماعية بصورة مرضية ، أما اذا شوهت شخصية الطفل بسوء معاملة الوالدين فقد يعجز عن الاندماج في المجتمع ..."( 17).

ان استقرار البيئة وعدم اضطرابها من أهم الاسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل وازدهار حياته ، ومناعته من القلق ، وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة وما تحويه من تعقيدات ، وما تشتمل عليه من أنواع الحرمان كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه يعيش في عالم متناقض ملئ بالغش والخداع والخيانة والحسد وأنه مخلوق ضعيف لا حول له ، ولا قوة تجاه هذا العالم العنيف(18)...

وقد عنى الاسلام بصورة ايجابية في شؤون البيئة فأرصد لاصلاحها وتطورها جميع أجهزته وطاقاته ، وكان يهدف قبل كل شئ أن تسود فيها القيم العليا من الحق والعدل والمساواة ، وأن تتلاشى فيها عوامل الانحطاط والتأخر من الجور والظلم والغبن ، وأن تكون آمنة مستقرة خالية من الفتن والاضطراب حتى تمد الامة بخيرة الرجال وأكثرهم كفاءة ، وانطلاقا في ميادين البر والخير والاصلاح .

وقد انتخب البيئة الاسلامية العظماء والافذاذ والعباقرة المصلحين الذين هم من خيرة ما أنتجته الانسانية في جميع مراحل تاريخها كسيدنا الامام أمير المؤمنين (ع) وعمار بن ياسر ، وأبي ذر وأمثالهم من بناة العدل الاجتماعي في الاسلام .

لقد نشأ الامام الحسين (ع) في جو تلك البيئة الاسلامية الواعية التي فجرت النور وصنعت حضارة الانسان ، وقادت شعوب الارض لتحقيق قضاياها المصيرية ، وأبادت القوى التي تعمل على تأخير الانسان ، وانحطاطه تلك البيئة العظيمة التي هبت إلى ينابيع العدل تعب منها فتروي وتروي الاجيال الظامئة .

وقد شاهد الامام الحسين وهو في غضون الصبا ما حققته البيئة الاسلامية من الاتنصارات الرائعة في اقامة دولة الاسلام ، وتركيز أسسها ، وأهدافها وبث مبادئها الهادفة إلى نشر المودة والدعة والامن بين الناس .

هذه بعض المكونات التربوية التي توفرت للامام الحسين (ع) وقد أعدته ليكون الممثل الاعلى لجده الرسول (ص) في الدعوة إلى الحق ، والصلابة في العدل.
**العـزيـزه**
**العـزيـزه**
اختي الله يعطيك العافيه

بس فتحت على الموضوع اللي قلتي وطلعلي تنبيه اداري

ياليت تقوليلي طريقه ثانيه واسفه على الازعاج ياحياااتي

تحيااااتي
**العـزيـزه**
**العـزيـزه**
اختي الفراشه

اسفه اذا كلفت عليك بس ابي موضوع ثاني ايضا عن تقرير زياره مثل فيه بنات عبروا عن زيارة دار العجزه وذكروا فيه كل شي شافوه من مميزات خدمات عنايه وراحه
ابي مثلا تقرير عن زيارة دار المعاقين وذكر كل شي فيه وكل شي عنه او اي مكان ثاني وابيه بعد يوم السبت

واسفه مره ثانيه والف شكر لك على خدمتك لنا والله يعطيك العافيه والله يجزاك خير عنااا

تحيااااتي
**النجاوي**
**النجاوي**
الفراشة:)
اولا جزاك المولى كل خير على سرعه تجاوبك ماشاء الله والحمد لله استفدت من اللي طرحتيه
ثانيا
اسمحيلي ان اجاوب على **العـزيـزه**
طبعا مانستغني عن اضافاتك
**العـزيـزه**
انا ممن قدر لي زياره دار المعاقين ودار العجزه ودار الايتام
بالنسبه لدار المعاقين
اول شئ نبهت علينا المسؤوله اننا مانلبس الوان صارخه لان بعض المعاقين بصريا يتعبوا من هذا الشئ
ثانيا نبهتنا بعد لبس الاكسسوارات الطويله لان بعضهم ممكن يهجموا عليك بدافع الفضول للمسها ويتسسب في ضررك
اخذنا معنا بعض الهدايا طبعا كانت زيارتنا لقسم البنات
عند دخولنا كانت المشرفه باستقبالنا والله يجزاها خير كانت قمه في التواضع والادب والاخلاق
بدايه دخلنا الى المكان المخصص لنا وقمنا بطرح الاسئله عليها وقاموا بواجب الضيافه وكان المكان جدا منظم ومرتب ونظيف
بعد ذلك قمنا بجوله على الدار
وكان عباره عن غرف يوجد بها المعاقين طبعا حسب الحالات ومكتوب على الجدار نوعيه الطعام لكل شخص حيث ان بعضهم ياكل الطعام المخلوط في الخلاط وبعضهم ممنوع من نوع معين من الطعام وهكذا
من ابرز الحالات وحده من عائله معروفه ليس بها الا نوع خفيف من الاعاقه لكن اهلها اصروا على ادخالها الدارلانها وبدون شعور تخرج من البيت مما ادى لبعض ضعاف النفوس من التحرش بها واستخدامها لاغراض سيئه فكان من الاسلم بقاءها عندهم
ايضا بعض الحالات دخلنا وخرجنا ولم يحسوا بنا لاعاقتهم التامه
من الحالات واحده تصرخ باعلى صوتها ولا تسكت الا عند اعطائها كيس لتلعب به وتسمع صوته
واخرى كانت شعله من النشاط قامت بالقاء بعض الاناشيد والسور القرانيه
بعضهم عملوا صداقه لمده ساعه مع بقيه اللي كانوا معانا
بالمجمل خرجنا وهم سعداء لاننا عملنا برنامج فيه بعض المسابقات والالعاب للذين يعوا طبعا
لكن تخرجي من عندهم وتحمدي الله على النعم التي عندك واهمها نعمه العقل
لان بعضهم كبيرات تصل اعمارهم الى الـ 30 فما فوق
فالحمد لله على نعمه
واسفه على التدخل والاطاله
وهذا مالدي والعذر والسموحه منك
alfrasha
alfrasha
النجاوي
هلا واللة فيك
تعليقك جدا امتعني وفية معلومات واللة اول مرة اعرفها اللة يعطيك العافية يا عيوني