
لكل من تعاني من ذم الناس وتجد الخذلان من الله ! تعالي قليلا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
غاليتي ..
يامن تكالبت عليك الهموم ..
وخذلك القريب والبعيد ..
وشعرتِ أن الله غاضب عليك .. فلا توفيق ولا سعادة ..
لكل من يذمها الناس .. أو تشعر قبح أوصافها ..
كنت قبل قليل اقرأ في سورة الإسراء فاطلعت على تفسير قول الله تعالى والذي تكرر مرتين في السورة :
{ 22 } { لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا }
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره :
( أي: لا تعتقد أن أحدا من المخلوقين يستحق شيئا من العبادة ولا تشرك بالله أحدا منهم فإن ذلك داع للذم والخذلان، فالله وملائكته ورسله قد نهوا عن الشرك وذموا من عمله أشد الذم ورتبوا عليه من الأسماء المذمومة، والأوصاف المقبوحة ما كان به متعاطيه، أشنع الخلق وصفا وأقبحهم نعتا.
وله من الخذلان في أمر دينه ودنياه بحسب ما تركه من التعلق بربه، فمن تعلق بغيره فهو مخذول قد وكل إلى من تعلق به ولا أحد من الخلق ينفع أحدا إلا بإذن الله، كما أن من جعل مع الله إلها آخر له الذم والخذلان، فمن وحده وأخلص دينه لله وتعلق به دون غيره فإنه محمود معان في جميع أحواله. )
الموضع الآخر ، قال تعالى :
{ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } } ( آية 29 )
أي: خالدا مخلدا فإنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
{ مَلُومًا مَدْحُورًا } أي: قد لحقتك اللائمة واللعنة والذم من الله وملائكته والناس أجمعين.
---
أخواتي : يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ أنَّ التحذير من الشرك والحديث عنه لا يناسب في منتدى عضواته الظاهر من أحوالهن أنهن موحدات، وهذا ظنٌّ خاطِئٌ؛ لأن القرآن كله والشريعة كلَّها إنما جاءت لتُقَرِّرَ لُزومَ إفراد الله - تعالى - وتحذر من سبيل المشركين ومآلهم .
فلو كان نصف حديث الناس أو أكثره عن التحذير من هذا الذنب العظيم - الذي هو أعظم الذنوب - لما كان ذلك مستكثرًا عند مَن يَفْهَمُ الشريعة فهمًا صحيحًا.
فالقرآن العظيم جاء يحذر المشركين من شركهم؛ ليأخذ بأيديهم إلى التوحيد والهداية والنجاة ..
{فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} .
ولم يقتصر التحذير من الشرك على الكفار فقط؛ بل حذر الله المؤمنين منه، وأمرهم بالإيمان مع إيمانهم !!!!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
وقال جل وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ}
فلاحظوا ناداهم بالإيمان وطالبهم بالإيمان !!!
بل يحذر الله الأنبياء والمرسلين من الوقوع في الشرك - وهم معصومون منه - {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} وبعد أن ذكر الله - تعالى - جملة من الأنبياء في كتابه قال: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
قال العلماء: "فإذا كان ينهى عن الشرك من لا يمكن أن يقع فيه فكيف بغيره " !!!
وإذا كان الشرك بهذه الخطورة العظيمة فإنه يجب علينا ألا نأمنه على أنفسنا ولا سيما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خاف على صحابته الوقوع في الشرك الأصغر، روى أبو سعيد رضي الله عنه مرفوعًا: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: "بلى يارسول الله"! قال: ((الشرك الخفي؛ يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته؛ لما يرى من نظر الرجل"
ربما تتسال واحدة : ماهي مظاهر الشرك ؟
غالياتي ..
سأذكر صور الشرك القبيحة: وليس بالضرورة أن يكون العبد واقعا فيها مجتمعة ..
1- الطواف بالقبور والأضرحة، والذبحُ عندها، والصلاةُ لها أو إليها، ودعاءُ الأموات مما هو منتشر في كثير من البلاد الإسلامية بسبب الجهل وتمكن البدعة.
2- كذلك من مظاهر الشرك: الحكمُ بغير ما أنزل الله - تعالى - وفصلُ الدين عن الدولة، ورفضُ بعضِ أحكام الشرع، والمناداةُ بالتحرير من تعاليم الإسلام بحجة أنه لا يواكب العصر مما يصيح به المنافقون. وكل ذلك انتقاص لرب العالمين الذي شرع الدين وأوجبه.
3- كذلك من مظاهر الشرك: الاستهزاء بشيء من تعاليم الشريعة مهما دق، والاعتراضُ على ما قدّر الله - تعالى - وسبُّ الدهر والريح، والحلفُ بغير الله - تعالى - والرياءُ، وإرادةُ الإنسان بعمله الدنيا، وغيرُ ذلك كثير مما يجب الحذرُ والتحذير منه.
ولا يكون المسلم حذِرا منه إلا إذا تعلم التوحيد وفهمه وخاف من الشرك ؛ حتى لا يقع في شيء يخل بإيمانه وهو لا يعلم .
والله تعالى أعلم ..
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها .. أنت وليها ومولاها ..
موضوع مهم اوصيكم به :
كنت أعاني في قضية الإخلاص وبعد هذا الذكر عند النوم ومع أذكار الصباح والمساء أحمد الله على التوفيق ..
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=4347140