. لكل من يحمل ضميرا حياً بين جنبيه!! :
مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية، مشروع إنساني نبيل، يهدف إلى درء الضرر عن
الطفل القادم إلى هذه الحياة، هذا الطفل الآتي في زمن التطور العلمي،
وزمن عرفت فيه أسباب كبيرة وطرق عديدة من الإمكان الاستفادة منها لحمايته.
ولكن مازال هذا الطفل يولد وهو يواجه اخطر أمراض الدم الوراثية المنجلية، دون وضع الحماية له ووقايته قبل ولادته.
وأخطر أمراض الدم الوراثية هي:
1- الانيميا المنجلية والتي تؤدي إلي تكسر الدم وبالتالي فقر الدم الحاد والضعف والهزال والألم الشديد في جميع أنحاء الجسد والعظام و يعتمد المريض على تناول المهدئات وأحيانا نقل الدم وعادة ما ينوم المريض بالمستشفى اكثر من ثلاث مرات في الشهر.
2- الثلاسيميا: فهو اشد خطورة حيث يعجز نخاع العظام عن إنتاج دم لذا فالمريض يعتمد اعتمادا كليا على دماء الآخرين مدى الحياة لكي يتمكن من البقاء حيا ، وهو مضطر شهريا لنقل دم بصورة متكررة مما يؤدي لتجمع الحديد بنسبه كبيرة في جسم المريض الذي قد يترسب على أعضاءه فيتسبب في فشلها ومن ثم الوفاة لاسمح الله.
قد يحمل الطفل الواحد هذين المرضين مجتمعين ، وقد انتشر هذان المرضان بصورة واضحة في الوطن العربي والسبب هو ارتباط حاملي الصفة ببعضهم وهم الأشخاص الأصحاء واللذين لا تبدو عليهم أية أعراض للمرض ولكن عند ارتباطهم بأشخاص حامليين لصفة المرض مثلهم تظهر الإصابة على الأطفال أما عند ارتباطهم بأشخاص سليمين تتم وقاية الأطفال حيث انه طرف سليم واحد يكفي لحماية الأطفال حتى لو كان الطرف الآخر مصاب.
والأساس الضابط الوحيد لوقف إصابة الأطفال المواليد الجدد هو إلزام مأذوني الأنكحة:
بطلب استمارة الفحص من الطرفين قبل عقد القران، مع ترك حرية الزواج للطرفين ولكن بعد أن يكونوا قد علموا بما قد يترتب عليه زواجهما، وفي حالة احتمال عدم توافق دمائهم يعني ذلك احتمال إصابة أطفالهم بشرور هذه الأمراض.
في هذه الحالة يطلعون على الحلول الوقائية المطروحة ليتفقا عليها قبل عقد القران، وهي إما:
1- عدم عقد القران.
أو:
2- عقد القران مع اختيار الطريقة الوقائية، إما أن يتم فحص الجنين خلال الأسبوعين الأولين من بداية الحمل، أي قبل نفخ الروح بإذن الله ، أو أن يتم اختيار البويضة السليمة قبل حدوث الحمل.
و يجب أن يعلم الزوجان عن هذا الأمر ليتفقا على الحل قبل عقد القران
، وبهذا فقط يمكن إنقاذ الأطفال.
حيث أن حاملي الجينات الملوثة للمرض، لا تبدو عليهم الأعراض ولا يمكن تمييزهم إلا بالفحص الطبي.
وبزواج الحاملين لنفس المورثة، هو السبب في إصابة الأطفال، لذا نحن نطالب بتطبيق هذا الأمر لحماية الأطفال.
وهذا الأمر والإجراء لا بد أن يتخذه كل من يحمل ضميرا حياً بين جنبيه!!
الأستاذة: هدى المنصور
مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية

ديباج الجنان @dybag_algnan
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
كاد قلبه يخرج من صدره من شدة النبض عندما سمع رنين الهاتف، فهو ينتظر ان يكلمه الطبيب ليخبره عن النتيجة النهائية لفحص ابنته التي لم يجاوز عمرها ثلاث ليال. دارت الخواطر وهو يتجه لإجابة الهاتف، فما الذي ستحمله كلمات الطبيب؟
اهي البشرى بأن صغيرته ليست مصابة بالمرض الوراثي الذي اصاب اختها الكبرى فأضعف جسدها وعقلها وانهك قواها، ام ان قصة المعاناة ستتكرر مرة اخرى؟
ازداد نبضه بشدة وهو يرفع سماعة الهاتف، شرق بريقه وانعقد لسانه وهو يسمع صوت الطبيب.
لكن ماهي الا ان بشره الطبيب بسلامة ابنته من المرض حتى تهلل وجهه سروراً ودمعت عينه فرحاً وانحل لسانه حمداً وشكراً، وتداخلت كلماته وتكررت وتعددت في الثناء على الله على منه وفضله وفي شكر الطبيب والدعاء له بأن يبشر بالجنة.
هذا الإحساس بالخوف والالم ليس مقصوراً على هذه الاسرة فحسب بل هو حال آلاف الأسر التي تعاني من امراض وراثية في مجتمعنا،
ويظل هذا الإحساس يراود الأبوين عند مجرد التفكير في انجاب طفل اخر ليزداد حدة اثناء فترة الحمل وليبلغ مداه في لحظات الترقب التي تلي الولادة في انتظار معرفة ما إذا كان المولود الجديد مصاباً ام لا. ومما يزيد الأمر صعوبة على الوالدين انه على الرغم من التقدم الطبي المتسارع فإن العلاج لكثير من الامراض الوراثية مايزال بعيداً عن الوصول الى الشفاء التام، وتبقى الخيارات المتاحة لحل هذا المعضل محدودة لكنها في نظر هذه الاسر مصيرية.
كلنا يعرف الحكمة ذائعة الصيت التي تقول: درهم وقاية خير من قنطار علاج، لكننا نتفاوت في الاخذ بها. فعلى نطاق الصحة العامة يظهر التزامنا بوسائل الوقاية من عدمه في امثلة واضحة تبدأ من الكوليسترول على موائدنا ومدى انتشار التدخين بين شبابنا ونسبة اللاتي يقمن بفحص دوري للثدي ومسحة عنق الرحم بين نسائنا.
اما وراثياً فمن دراهم الوقاية التي هي خير واغلى من الاف القناطير:
1- الوعي الصحي الذي يبدأ اولاً بالاعتراف بوجود المشكلة وان لدينا امراضاً وراثية وان انتشار بعضها قد يكون الاعلى على مستوى العالم.
2- ادراك ان هذه الامراض الوراثية المنتشرة لدينا ترتبط ارتباطا واضحاً بزواج الاقارب وان نسبتها تزداد في اي مجتمع كلما ارتفعت نسبة الزواج بين الأقارب.
3- الفحص الوراثي قبل الزواج:
وهو في وقتنا الحاضر متيسر لعدد محدود من الأمراض الوراثية من اهمها فقر الدم المنجلي ومرض الثلاسيميا اللذان تكثر الإصابة بهما في بعض مناطق المملكة. وسنفرد إن شاء الله لاحقاً مقالة خاصة لهذا الموضوع.
4- عند وجود مرض وراثي في أسرة فإنه يحسن بأي فرد منها قبل الاقدام على الزواج ان يستشير الطبيب لإسداء النصح له تفادياً لتكرار المرض في الجيل القادم.
5- فحص المواليد: وذلك بفحص عينة دم من كل مولود بغض النظر عن وجود مرض وراثي في اسرته وذلك قبل خروجه من المستشفى للتأكد من سلامته من الإصابة ببعض الامراض الوراثية التي يمكن- عند اكتشافها مبكراً ومن ثم علاجها- منع حدوث مضاعفات المرض او الحد منها.
هي دعوة للأخذ بالاسباب والالتزام بمبادئ الوقاية والإفادة من التقدم الطبي التقني حتى تنعم اجيالنا القادمة بإذن الله بالصحة والسلامة.
د. زهير بن ناصر الحضان
استشاري الاطفال والطب الوراثي
مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث
:alsafha@yahoo.comهي دع
جريدة الرياض