لكل وحدة .. خمسة أثواب .. اجبارية !!!!!! 

الملتقى العام





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباحٌ / مساءٌ
تعلوه رحماتٍ ربانية
وهباتٍ جزلى كالغيث العميم
تنتثر بركاتها على قلوبكن الندية



 غالياتي الحوائيات



 خمسة أثواب التي سنرتديها .. 

وستكسو أجسادنا .. فلا يظهر منها شيء ..
ستغطي أجسادنا الندية .. التي لطالما كنا نسعى جاهداتٍ على الأعتناء بها ..
فلن يخرج منا قيد انملة .. 



ثم .. 



سنحمل بعدها على الأكتاف .. 

ونزّفُ الى آخر منزل لنا .. 


كل ابن أنثى وان طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمــول


وما ان نصل الى بوابة المنزل الأخير .. إلا .. وينزلنا احبابنا من المحارم .. 

لكن ..

بدل التغاريد والألحان .. 
سيسود الألم والحزن الجميع ..
 وستبلل ذرات التراب المنثور علينا .. دموع الأحبة .. 

ثم .. ماذا بعد ..

ثم .. ماذا بعد ..


سنسمع قرع النِعال .. ينخفض صوتها شيئاً فشيئا ..


ثم هدووووووء ..


فقد رحل عنا الأهل والأحباب ..
وبقيت معنا ذكريات الدنيا .. 
بحلوها ومرها ..
بحسناتها وذنوبها .. 
بطيبها وسوئها ..


النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ... أنّ السعادة فيها تركُ ما فيها
لا دار للمرءِ بعد الموت يسكُنُها. ... إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخيرٍ طاب مسكنه. ... وإن بناها بشرٍ خاب بانيها




خمسة أثواب
.. إجبارية .. وليست إختيارية ..
خمسة أثواب .. ستلبسناها مُغسِلة الأموات .. فهي مكلفةٌ بذلك ..
إزار وخمار وقميص ولفافتان نلف فيهما .. 


سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : كيف يكفن الرجل وكيف تكفن المرأة ؟ 
فأجاب : " الأفضل أن يكفن الرجل في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولا عمامة , هذا هو الأفضل , والمرأة تكفن في خمس قطع : إزار وقميص وخمار ولفافتين , وإن كفن الميت في لفافة واحدة ساترة جاز سواء كان رجلاً أو امرأة , والأمر في ذلك واسع " . 
"مجموع فتاوى ابن باز" (13/127) .
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة ( 3/363) : " والمرأة يبدأ تكفينها بالإزار على العورة وما حولها , ثم قميص على الجسد , ثم القناع على الرأس وما حوله , ثم تلف بلفافتين " انتهى . 
الشيخ : عبد العزيز بن باز , الشيخ : عبد الرازق عفيفي , الشيخ : عبد الله غديان , الشيخ : عبد الله بن قعود
.
 


فأجسادنا التي كانت ترتع في الدنيا متباهيةٍ بجمالها .. ونعومتها .. وتناسقها ..
باتت تشتكي من عظيم الوزر ..
فلم نوفها حقها في حياتنا ..
فأظهرنا منها ما وجب علينا ستره .. وكانت فيه الأحكام الشرعية واضحةً جلية ..
وتسابقنا الى اتباع الموضة .. وتركنا ماكان علينا من الواجبات المفروضة .. 


فلم ننظر الى توافقها مع شريعتنا .. ولا حتى مع عاداتنا وتقاليدنا ..
وقد لبسناها باختيارنا .. وبمحض ارادتنا .. بل .. واتباعاً لشهوات أنفسنا ..
كي نحاكي الأخريات .. فلسن هنّ اعلى منا شأناً .. ولا أحلى منا أجساداً..


حتى جاءت المُغَسِلة .. فجردتنا منها .. اجبارياً .. !!!!!


توّد أحدنا .. أن تعود ..
فتمزِّق كل تلك القطع البالية .. التي ابلت حسناتها .. وضاعفت سيئاتها ..
وتحرق كل ما جلب لها لهيب جهنم .. في قبرها ..
فقد كانت كاسية لجزءٍ يسير من جسدها .. معرِّيةً لأغلبه ..
فاتنةً للنساء قبل الرجال .. 
مظهرةً ماوجب عليها ستره .. وكاشفةً ما نُهِيَ عن اظهاره ..



توّد أحدنا .. أن تعود ..
فتستبدل حذاءها ذا الكعب العالي .. الذي يُسمع صوته على بعد عشرات الأمتار .. 
بحذاءٍ لايوردها الى نظراتٍ  مُلِئت بالأوزار القاسية ..
فقد سلبت عقول الرجال .. بتغنجها وتمايلها ..
فما ان تمر على احدهم ..  لاتفارقها نظراته .. حتى تتوارى عن الأنظار ..
والمصيبة العظمى .. ان كانت متقصدةً لهذه الفتنة ..
 والأعظم منها .. ان كانت في مكان يعج بالرجال ..
كالأسواق والمستشفيات .. 

{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

توّد أحدنا .. أن تعود ..
فتترك حجابها الفاتن .. الجالب لكل خطيئة ..
بحجابٍ يكسوها .. من رأسها .. لأخمص قدميها .. 
فقد فتنت زركشته .. وضيقه .. عيون رجال ابرياء .. 
وشتت شمل أسر كانت تعيش عيشةً رغيدة ..



 ندمت على مافات .. ولكن .. لات ساعة مندم ..


لو كانت أجسادنا تتكلم .. لصرخت فينا .. استرينا ..
لو كانت أجسادنا تنطق .. لأمرت ذلك العقل المتشبث بالعري .. بالعفاف ..
لو كانت أجسادنا تبوح .. لباحت الى مشاعرنا بإيقاظ الحياء النائم ..
لو كنّا تركنا الخيار لأجسادنا .. لاختارت مواراتها عن الأنظار .. وحجبها عن العيون ..


لكن .. ومع الأسف ..
أجسادنا وجوارحنا ستشهد علينا .. بأننا لم نحسن معاملتها .. 
وان كنّا .. نجملها .. ونسعى في نعومتها .. 
وقد نصرف الغالي والنفيس .. في سبيل بقائها جميلة ..
لكن ليس لنا او لها .. بل للآخرين والأخريات ..!!!!!!


لأننا .. طالما كنّا نبحث عن اعجاب الناس .. وعن مديحهم ..


لم تكن الآخرة هي اهتمامنا .. ولم تكن الجنة هي غايتنا ..


تجاهلنا 


ان الجنة حفّت بالمكاره .. والنار حفّت بالشهوات ..

فكان هناك صوتٌ واحدٌ فقط .. يقرع مسامعنا ..

وهو صوت شهوات النفس المدعّمة من قوات الشيطان ..

يوسوس لنا :

مازلت صغيرة .. وتحملين جلّ صفات الجمال .. فلماذا تخفين ساقيك الجميلتين .. وذراعيك الوضائتين ..
ولماذا لاتظهرين النحر والصدر .. وان اظهرت الظهر فسيعجب الناس بك .. ولن يملّوا النظر إليك ..!!!!
وستكونين حديث المجلس .. فذوقك سيبهرهم .. وانتقائك سيذهلهم .. 
وستكونين سيدة الأزياء .. وملكة الجمال ..
وليس عليك جناح .. مادمت بين النساء .. 
حتى وان رآك بعض الرجال .. فهم محارمك .. !!!!!!!!!



ونحن 
نتقبل بكل رحابة صدر .. 
ونشرع فوراً في التنفيذ .. لكيلا نتراجع ..
ونصمُّ أذاننا عن صوت ضمائرنا الموهنة بجراح التعري .. 
ونسدد طعناتٍ أخيرة لماتبقى من الحياء الموجود في دواخلنا منذ الولادة ..  



وليتها على هذا فحسب .. !!


عباءاتنا باتت تشتكي من ثقل جر الأوزار .. فلم تعد تتحمل أكثر ..
وودت ان تستقيل من هذا المنصب المخزي .. الذي جردها من أصولها .. 
فهي أُوجدت للستر .. فقلبت النفس موازينها .. وداست على كرامتها ..
 وزينتها .. وصيرتها للفتنة ..

فما ان نلبسها نحن  سابقات الذكر 
الا ونجد سيلاً من السيئات يجري إلينا .. وكأننا مغناطيس ..
فالساقان الناعمتان .. خرجتا من تحت هذه العباءة .. للتنفيس .. فقد ضاقتا ذرعاً من الظلمة ..
واليدان الجميلتان .. اختير لهما اجمل الطلاء .. فاصبحتا ملفتتان للانتباه .. لدى جميع المارين والمارات ..
والعينان وما أدراكن مالعينان .. !!!!
يكادان ان يفرغا علبة الكحل .. عند كل خروج ..
فكلما كثر الكحل كبر اتساع العين ..
وكلما كبر اتساع العين  كلما اشتد وقع الفرائس .. في شباكنا .. 
وان كان الجفن قد لون فذلك افضل واجلب الى سلب ماتبقى من القلوب الحائرة .. 
ولا ننسى ان العدسات الملونة في هذه الحالة .. ستقصم العقول  .. والألباب ..!!!!!!


ونسينا أننا سنسأل عن كل نظرة وخطرة وابتسامة ؟!


هل علمتن الأن لما باتت الأوزار ثقيلة على عباءاتنا ..  اللهم ارحم ضعفها ..



 قال صلى الله عليه وسلم : "إذا المرأة أقبلت أقبلت في صورة شيطان"
 وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه النطق، والرِّجل تزني وزناها الخطى، واليد تزني وزناها البطش، والقلب يهوى ويتمنى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"


والأدهى والأمر


ان كنّا سنحمل ما ارتديناه سابقاً معنا الى مغسلة الأموات ..!!!!!!!!
 

فعندها .. وعندها فقط ..

ستقتلنا الحسرة على مافات .. وستضربنا سياط السيئات ..

وهيهات هيهات ان تشفع قليل الحسنات .. الا من رحم ربي ..

فنحن لم نكن مكرهات على هذا الفعل .. ولا مجبورات ..
بل سلكنا طريق التعري بكل قناعة وبكل قبول .. مع سبق الإصرار والترصد ..
وتغافلنا صوت الحق الذي ينادي به الضمير .. وتنادي به كل انثى عاقلة .. وينادي به كل غيور ..


وفي هذه اللحظة 


سنلبَّس خمسة أثواب بدل من واحد ساتر ..
ولو اننا نحس بما يجري لنا .. لطلبنا المزيد .. المزيد .. 
فلعل هذه الأثواب الخمسة وان زادت .. تشفع لنا عند خالقنا .. 
ولو ان من سبقننا الى حياة البرزخ .. ومشين في نفس هذا الطريق ..
يعدنّ .. لأخبرننا عما يعانينه هناك ..
من جراء هذه الأفعال .. التي فتحت لهن ابواباً من النار .. تلهب وجوههن واجسادهن ..
ويصرخن .. بملء جوارحهن .. رب لاتقم الساعة .. رب لا تقم الساعة ..
الا من رحمها ربي .. 

ولعلنا نكون ممن شملتهن الرحمة في الدنيا بالستر والعفاف .. قبل الآخرة ..
 

غالياتي

فلنتذكر عند لبسنا الثياب الضيقة .. ضيق القبر وضمته ..
ولنتذكر عند لبسنا للملابس القصيرة .. قصر أعمارنا .. فلاندري على اي حال ولا في اي ارض نموت ..



فبالرغم أن من تُغسلنا بعد موتنا تطيبنا وتطيب اجسادنا مع الماء والسدر والكافور..
إلا أن ذلك ليس بمغنٍ عنا شيئاً إذا كانت أعضاؤنا وحواسنا ملطخة بعصيان الله تعالى ومساخطه ..



فلنستر انفسنا في حياتنا ستراً شرعيا  .. كي يسترنا الله يوم العرض الأكبر..
ولنحتشم في حجابنا حجاباً كاملاً .. كي يحجب عنا الله لهيب جهنم ..
ولنبتعد عن مواطن الفتن .. من الخلخال .. والكعب العالي .. والتعطر عند الخروج .. 
فيعطرنا الله برياحين الجنة ويرفعنا في اعاليها ..



ولعلي اختم بهذه العبرة من فاطمة الزهراء رضي الله عنها 


لما كانت جالسة رضي الله عنها مع أسماء بنت عميس رضي الله عنها
وكانت أسماء مسترسلة في حديثها للسيدة فاطمة

وتقول :
كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا وبينما هي كذلك إذ نظرت 
إلى الزهراء رضي الله عنها

سارحة الذهن شاردة البال 

فسألتها قائلة:
يافاطمة مالي أحدثك فلا تسمعي إليّ ؟؟
فإذا بالغالية ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا من اختصه الله 
بنفس تلك المشاعر
قالت :
عذراً يا أسماء لكني كنتُ أفكر قالت :
يا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت !!

والله إنّي لأستحي أن أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس عليّ إلا الكفن!!

سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب 
ماالذي سيظهر منها ؟؟ ومن الذين سيحملونها ؟؟
وهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟؟
فهي ليست في سوق أو حديقة أو منتزه !! 
بل في موقف حزن فقالت لها أسماء:
ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة ..

نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة
فلا يبين أي شيء

فردت السيدة فاطمة قائلة : اللهم استرها كما سترتني..

لله درُّها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون ؟؟؟


فماذا لو تزورنا السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .. في وقتنا الحالي ..!!!!!



اللهم اضف علينا وعلى اخواتنا جناح سترك 
واجرنا من مضلات الفتن ماظهر منها وما بطن
ولا تجعلنا فتنةً للذين آمنوا
وتوفنا اليك مستوراتٍ محتشماتٍ طاهراتٍ عفيفات



اختكن في الله


اطياف سدير







.
49
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نا هنا وهناك
نا هنا وهناك
بارك المولى فيك ونفع بك , وثبتنا وايآك على فعل الخيرات وترك المنكرآت

وتعظيم شعآئر الله وحدودهـ
ام ياسر العزي
ام ياسر العزي
جزاك الله خير
مدام شانتيل
مدام شانتيل
الله يحسن خاتمتنا ويسترنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
جزاك الله خير الجزاء
سبحان الله وبحمده
سكــررره مـــالحـه
اللم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض

كلامك درر ما شاء الله ..

~~ بارك الله فيك و جزاك الجنه يارب ~~
ركايز
ركايز
لااله الا الله
يعطيك العافيه على النصيحه التي بالفعل يحتاجها الكثير في هذا الزمان
وجعل قلمك شاهداً لك لاعليك
واسأل الله الهدايه والثبات لنا ولكم ولبنات المسلمين اااااجمعين