لكي لا نكون ممن هجروا كتاب الله أو اكتفوابقراءته وتصفحه؟ إليكم فوائد قرآنية

ملتقى الأحبة المغتربات



بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا ننكر ان غربتنا قد أخذت من وقتنا الكثير..وحالتنا النفسية ومشاغلنا قد أبعدتنا عن التعمق في كثير من أمورنا الهامة..بعدنا عن مجالس العلم والدين والمشرفات عليها قد جعل نمط عبادتنا وقراءتنا وحفظنا دون متابعة أو تنظيم..نماطل في الحفظ والمراجعة ..لا روح للمنافسة ولاشيء يشجعنا..أتكلم عن نفسي على الأقل..لقد انحسرت ثقافتي الدينية انحسارا ملحوظا -مقارنة مع نشاطي السابق- رغم أن طاقات الانترنت الهائلة في الغربة قد وفرت لي ما لم أكن أحلم به من مراجع وكتب...ولكنه الفتور والإهمال..أكثر ما يزعجني هو وحدتي وبعدي عن مجالس الدين والفقه والتفسير التي التزمت بها في بلدي..كنت ومازلت أعوض هذا ببعض المقالات على الانترنت أو متابعة بعض البرامج الدينية ولكن الحقيقة أن هذا كله لا يغني عما ما هو موجود في بطون الكتب؟؟وسعيي الان لا يقارن بسعيي ونشاطي في السابق
عشت هذه المعاناة وتأنيب الضمير طوال فترة من الزمن..وبالأمس سألني زوجي بعض الأسئلة عن آيات قرآنية..شرح وتفسير وإعراب وأسباب نزول..فلم أعرف الجواب..ليس عيبا..فالعلم خزائن مفاتيحها السؤال..ولكنني خجلت من تقصيري في حق كتاب الله وقلت في نفسي لوتابعت ما كنت قد بدأت به في دمشق لاستدركت هذه الفجوة الثقافية العميقة..إنه القرآن الكتاب الحق..اقتصرت علاقتي به على قراءة يومية لسورة البقرة أو ختمة كل شهر أو استماع --ولاننكر ثواب هذا كله عند رب العالمين-- ولكن؟؟..وماتبقى؟؟..فهم وتفسير وشرح ؟؟قصرت فيه كثيرا مذ تركت مجالس الدين في بلدي..إلا بعض القراءات الخفيفة هنا وهناك ..فما سيكون موقفي عندما أحاسب على تقصيري في حفظه وفهمه و تدبر معانيه يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟؟:( هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون؟؟ لا والله؟؟ هل نستطيع أن نقارن أنفسنا بأولئك الدعاة الذين قضوا جل حياتهم في فهم كل كبيرة وصغيرة من آيات كتاب الله.؟؟.اللهم وفقهم وبلغنا مابلغوا وافتح علينا وعليهم من لدنك يا أرحم الراحمين..
خجلت من نفسي كثيرا :44:وأنا من أظن أنني أحمل رسالة علم لغة ودين ودعوة في الغربة..وصممت أن أطالع كل يوم مايثري العلم القرآني:26: فهو -باعتقادي- أهم من كل ما تعلمته وسأتعلمه
أحببت أخواتي أن أشارككن في تعميق ثقافتي القرآنية وقد عاهدت نفسي أن يكون موضوعي هذا أول ما أبدأ به يومي وآخر ما أختم به يومي أملا في فتح من الله ورضى ونصر قريب
بانتظار مشاركاتكن لإثراء هذا الموضوع
ألتمس الدعاء بالتوفيق والتيسير :)
37
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شاي ومزاج
شاي ومزاج
الفائدة الأولى
أسماء السور
سورة النبأ
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911 هـ): ( (عَمَّ) يُقَالُ لَهَا النَّبَأُ والتَّسَاؤلُ والـمُعْصِرَاتُ).
قالَ مَحْمُود الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وتُسمَّى سورةَ عمَّ، وعمَّ يَتساءلونَ، والتَّسَاؤُلِ، والْمُعصِرَاتِ).
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت:1307هـ): (سورةُ عَمَّ كَذَا في الخازنِ وَالخَطِيبِ وَتُسَمَّى سورةَ التَّسَاؤُلِ وَسورةَ النَّبَأِ)
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (سُمِّيَتْ هذه السُّورةُ في أكْثَرِ الْمَصاحِفِ وكُتُبِ التفسيرِ وكُتُبِ السُّنَّةِ: (سُورةَ النَّبَأِ)؛ لِوقوعِ كلِمَةِ (النَّبَأِ) في أَوَّلِها.
وسُمِّيَتْ في بعْضِ الْمَصاحِفِ، وفي (صَحيحِ البُخارِيِّ)، وفي (تَفسيرِ ابنِ عَطِيَّةَ)، و(الْكَشَّافِ): (سُورةَ عَمَّ يَتساءلونَ).
وفي (تَفسيرِ القُرْطُبِيِّ) سَمَّاها: (سُورةَ عَمَّ)، أيْ: بدونِ زِيادةِ {يَتَسَاءَلُونَ}؛ تَسميةً لها بأَوَّلِ جُملةٍ فيها.
وتُسَمَّى (سُورةُ التَّساؤلِ)؛ لوُقوعِ {يَتَسَاءَلُونَ} في أوَّلِها.
وتُسمَّى (سُورةَ الْمُعْصِراتِ)؛ لقَولِه تعالى فيها: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}.
فهذه خَمسةُ أَسماءٍ، واقتَصَرَ (الإِتقانُ) على أربعةِ أسماءٍ: عَمَّ، والنبأِ، والتَّساؤُلِ، والْمُعْصِراتِ).
شاي ومزاج
شاي ومزاج
الفائدة الثانية
هل لعدد كلمات القرآن من فائدة ؟
الجواب : نعم .

لعل السخاوي - في حدود علمي - هو اول من ذهب إلى القول بأنه لا فائدة لعدد الكلمات ، وقوله هو " لا أعلم لعدد الكلمات من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يحتمل الزيادة والنقصان والقرآن لا يحتمل ذلك " ..

ويبدو أن رأي السخاوي هذا هو السائد .. وفي رأيي إنه اجتهاد غير صحيح ..

ذلك أن القرآن معجز في عدد كلمات سوره وآياته وترتيبها ..
ولدي ما يكفي من الأدلة على إثبات هذا الرأي ..

ما أود قوله هنا : عدد كلمات القرآن بما في ذلك البسملة 77436 كلمة حسب إحصاء عبدالله جلغوم ، وقد صنفت في ذلك كتابا اسميته المعجم الإحصائي وهو منشور في موقع الأرقام وفي موقع الهيئة المغربية للإعجاز في القرآ ن والسنة ...
أما مجموع أرقام آيات القرآن البالغة 6236 آية فهو : 333667 ولهذا العدد أهمية خاصة في إعجاز الترتيب القرآني .

ومما أوردته في هذا المعجم فهرسا بعدد الآيات المتماثلة في عدد كلماتها ، الآيات المؤلفة من كلمة ، من كلمتين ، من ثلاث ، ... إلى ان ننتهي إلى اطول آية في القرآن المؤلفة من 128 كلمة ...

ولو أخذنا الآيات المؤلفة كل منها من 19 كلمة وبحثنا في مواقع ترتيبها والسور التي وردت فيها فسنجد أنها جاءت وفق نظام رياضي مذهل زاخر بالمفاجآت .. والمعنى أن كل آية في القرآن جاءت في موقع لا تكون إلا فيه ... كما أن كل سورة جاءت في موقع لا تكون إلا فيه ، ومن عدد من الآيات لا تكون إلا منه ...
القرآن معجز في ترتيب سوره وآياته وكلماته . لا شيء في القرآن دون فائدة .. وأتمنى أن يدرك البعض هذه الحقيقة ..
إعجاز الترتيب القرآني هو دليل العصر على أن القرآن هو كتاب الله الكريم وليس من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم أعداء القرآن ، وهو دليل رقمي باللغة التي يفهمها الجميع بغض النظر عن لغاتهم ومعتقداتهم ...
منقول للفائدة
على الهامش
هذه هو السؤال الذي سألني إياه زوجي
عدد آيات القرآن وعدد حروف الآيات.:09:..شايفين هالأسئلة الصعبة رجال آخر زمن:mad::icon28:
شاي ومزاج
شاي ومزاج
الفائدة الثالثة
القرآن الكريم يشتمل على قواعد وسنن كونية ثابتة لا تتبدل
ووجدت أن من المفيد أن نستعرض هذه القواعد والكليات الكونية ،فإن الداعية وطالب العلم ـ خاصة ـ وعموم المسلمين يحتاجون لها ، فهي من أعظم المثبتتات للقلب ،وزيادة اليقين في قلب المؤمن ،ومن هذه القواعد :

1 ـ (ولا يفلح الساحر حيث أتى) = (ولا يفلح الساحرون).

2 ـ (وقد خاب من افترى).

3 ـ (ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ).

4 ـ ( وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ).

وذكر الله ـ العليم الخبير ـ بعض القواعد المتعلقة بعلاقتنا مع أهل الكتاب ،ومن ذلك :

ـ (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ).

ـ (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ).
والملاحظ أن هاتين القاعدتين في سورة واحدة .

ومن القواعد المحكمة في كتاب ربنا جل جلاله :

ـ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ
ومن القواعد المحكمة :

ـ ( إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ).

ـ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ .

ـ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ .

ومن القواعد :

ـ ( كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) ).

ـ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ).

ـ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) ).

ـ (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ).

ـ (وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) ).

ـ ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ).

ومن القواعد القرآنية :


ـ ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ).

ـ (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) ).

ـ ( خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ) مع (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ).

ومن القواعد المتقررة الثابتة أن الإخلاص لله في الأعمال عزيز ونادر, ولا يـُلـقـَّاه إلا ذو حظ عظيم, بدليل أن الله خاطب أكرم خلقه عليه بعد نبي هذه الأمة وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة)

ومن القواعد الثابتة أن الإذعان للحق والاعتراف بالخطإ وتقبل النصيحة والموعظة صعبٌ على نفس البشر ويحتاج إلى ترويض النفس وتأديبها لتتحمل وتزكو ,وإلا فإنها ستخاصم وتماري ولو بالباطل حتى لا تنظر لعيوبها, لقول الله (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)
ومن القواعد :

ـ (وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ) مع : (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ).

ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ).

ـ ( أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ) حينما يلّبسُ الإنسان هروبه من أداء الواجب بالخوف من الفتنة ، تقال له هذه القاعدة القرآنية
ومن القواعد :

ـ (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) ) ومثلها : (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19) ).


ـ (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102) ).
ومن الآيات

كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) سورة البقرة

وهذه القاعدة(إن صح تسميتها) تكررت في القرآن بأساليب كثيرة متشابهة تقرر أن الدار الآخرة هي الخير
وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (32 الأنعام

وَالدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (169 الأعراف

وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109 يوسف

ومن القواعد وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103يوسف
ومن القواعد المتفق عليها :

ـ (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) ) مع : (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) ) مع : (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ).


ـ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ).

ـ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)

ومن القواعد التي نحن بحاجة إلى اليقين بها واستشعارها وتعليمها لناشئتنا, سيما من يتهافت منهم ويجري خلف الأهواء الشهوانية الغربية والشرقية التي يخطط لها أعداء الإسلام:

(ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم)

وأيضاً

(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءاً)

وأيضاً

(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم)

ومن القواعد المشهورة

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

يؤكدها قوله تعالى

بلدة طيبة و رب غفور..فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم..وبدلناهم جنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل و شيء من سدر قليل

ومن القواعد التي ينبغي العض عليها بالنواجد قواعد نفيسة ..وهي

قوله تعالى في الشيطان

إن الشيطان لكم عدو....إن الشيطان للانسان عدو مبين

وقوله تعالى في الكفار

إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا

وقوله تعالى في اليهود و المشركين

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا

وقوله في المنافقين

هم العدو
منقول للفائدة جزى الله كاتبه كل خير
شاي ومزاج
شاي ومزاج
الفائدة الرابعة
رَفْعُ الكِسَاءِ عَنْ مَغْزَى سُوْرَةِ النِّسَاءِ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه كلمات عن مقصود سورة النساء أو ما يسمى بالمعنى العام الذي تدور عليه السورة .أرجو من المشايخ الفضلاء
والأخوة النبلاء ، أن يقيموها علميا وأن يصلحوا ما فيها من خطل .

هذه السورة جاءت لبيان العدل بجميع أنواعه ومع جميع أصناف الناس ، وذكرت أصناف أهل الظلم وصفاتهم ، فالتقوى التي أمر بها في أولها هي أساس العدل وأهم شيء فيه ، ومن لم يحقق التقوى فقد ظلم نفسه ، وجاء ختم أول آية باسم الله الرقيب مناسبا لهذا المعنى ، فاستشعار مراقبة الله للعبد سبب لعدم ظلمه لنفسه ولغيره .
ثم ذكر الله تعالى التعامل مع أصناف متعددة من الناس في هذه السورة ، ولا بد من أن يكون التعامل معهم قائما بالعدل ، ومن ذلك اليتامى ، فنهى عن ظلمهم ، وأكل أموالهم بالباطل ، وفي أواخر السورة أمر بالعدل فقال : (( وأن تقوموا لليتامى بالقسط )) ، وكذلك اليتيمة كما قال تعالى : (( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ... )) الآية ، ومعناها كما جاء عن عائشة في صحيح البخاري ومسلم : أنها اليتيمة تكون في حِجْر وليها فيرغب في جمالها ومالها ، يريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها ، فنهوا عن نكاحها إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق .
ثم ذكر الله عز وجل العدل مع الزوجات لمن عنده أكثر من واحدة ، وقال بعدها : (( ذلك أدنى ألا تعولوا )) وقول أكثر المفسرين واختاره ابن كثير رحمه الله أن المراد بـ ألا تعولوا : أي ألا تجوروا ، من عال في الحكم إذا ظلم .
وذكر الله عز وجل آيات المواريث وأنصبة كل من الورثة ، وقسمة الله تعالى هي العدل والحق القائم ، ولذلك ختم الآية بقوله : (( إن الله كان عليما حكيما )) فالعليم الحكيم لا يظلم في القسمة وهو سبحانه أدرى بمصالح العباد من أنفسهم ، لذلك قال تعالى : (( آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا )) .
ثم إن من عدله سبحانه أن فتح باب التوبة لعباده ، ما لم تغرغر الروح ، أو تطلع الشمس من مغربها ، فحينئذ لا تنفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل .
ومن عادات الجاهلية أن المرأة إذا مات بعلها ، وجاء ابنُه من غيرها أو أحد عصبته ، فألقى ثوبه عليها يصير أحق بها من نفسها ومن غيرها ، فيرثها من الميت ، ثم إن شاء تزوجها من غير صداق ، أو زوجها لغيره و أخذ الصداق ، أو عضلها عن الأزواج ، فنهى الله تعالى عن هذا الظلم : (( يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ... )) الآية.

ونهى الله عن أكل أموال الناس بالباطل وعن قتل النفس بغير حق ، وهذا من الظلم العظيم ، فيقول الله تعالى : (( يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )) الآية ، والباطل يشمل كل أنواع الربا ، والقمار ، والغصب ، والسرقة ، والخيانة ، وغيرها ، وأما قوله : (( ولا تقتلوا أنفسكم )) فيشمل قتل المسلم لأخيه المسلم ، وفي القرآن يأتي التعبير بـ " أنفسكم " ويراد به المسلمين ، كما قال الله تعالى (( فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )) فقد اختار ابن جرير رجمه الله أن المعنى : إذا دخلتم بيوتا من بيوت المسلمين فليسلم بعضكم على بعض .
ثم إن من عدل الله وحكمته أن فرض على كلٍ من الجنسين الذكر والأنثى ، ما يناسب طاقته وقدرته ، ففرض على الرجال الغزو و الجهاد ، وليس على النساء جهاد ، لضعفهن وعدم قدرتهن ، فقال الله تعالى : (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض )) الآية ، وقد ذكر في سبب نزولها أن أم سلمة لما قالت : يا رسول الله إن الرجال يغزون ولا نغزو ... إلخ .

ثم قال الله تعالى : (( إن الله لا يظلم مثقال ذرة )) ، ونفي الظلم عن الله تعالى لكمال عدله ، وإلا فمجرد نفي الظلم ليس بكمال ، وإنما الكمال إثبات كمال ضد الصفة المنفية .
ثم تأتي الآيات التي تذكر أهل الظلم بأنواعهم ، فذكر الله اليهود ، وهم أعظم الناس ظلما وبغيا ، وذكر صفاتهم ، فقال : (( ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ... )) الآية ، وفي قوله : (( أتوا نصيبا من الكتاب )) فائدة وهي : أنه مع كونهم عندهم حظاً من العلم وحظاً من الرسالة ، إلا أن ذلك لم يكن عاصماً لهم من إتباع سبيل الضلالة ، والله تعالى ذكر أوصافهم ولم يذكر أعيانهم ، لأن الوصف أنفع لعباد الله ، فكل من اتصف بهذا الوصف فهو مذموم وإن لم يكن من أهل الكتاب .

ومن أعظم الظلم الشرك بالله تعالى ، وقد نهى الله عنه في هذه السورة مرتين ، وفي الموضع الأول لما ذكر اليهود ، وأنهم أهل افتراء وكذب ، ختم الآية بـ (( فقد افترى إثما عظيما )) ، ولما ذكر في الموضع الثاني مشاقة الرسول ومخالفته ، ناسب ختم الآية بـ (( فقد ضل ضلالا بعيدا )) ، وقد ذكر نحو ذلك ابن جماعة الكناني رحمه الله في كشف المعاني ص 147 .
وقال تعالى : (( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل يزكي من يشاء و لا يظلمون فتيلا )) وفي موضع آخر في السورة كذلك (( ولا تظلمون فتيلا )) ، وفي أواخر السورة ((و لا يظلمون نقيرا )) ، والفتيل : المفتول ، وسمي ما يكون في شق النواة فتيلاً لكونه على هيئة فتيل الحبل ، وهذا يضرب به المثل في الشيء الحقير ، والنقير: نقطة في ظهر النواة ويضرب بها المثل في الشيء الطفيف ، مفردات الراغب رحمه الله ص 821 .

وقال الله تعالى (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ... )) الآية ، وهذه الآية ظاهرة في المعنى المقصود .

ثم ذكر الله المنافقين ، وأنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ، وكلما خالف حكم الله تعالى فهو باطل ، وهو ظلم وليس بعدل ، و أهل النفاق أهل ظلم وباطل ، والله تعالى ذكر صفاتهم لكي يجتنبها المسلم ، في عدة آيات من قوله : (( ألم تر إلى يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... )) الآيات .

و ذكر الله تعالى قتل المؤمن وعقاب ذلك و وعيده ، والقتل معلوم أنه منتهى الظلم للآخر .
ثم لما حدثت قصة طُعمة بن أبيرق من بني ظفر بن الحارث ، لما سرق درعاً من جار له ، ثم خبأها عند يهودي ، ثم حلف أنه ما أخذها ، وقال اليهودي : أنه دفعها إليه ، فجاء قوم طعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم .... إلى آخر القصة ، فنزلت آيات عظيمة في الحكم بين الناس بالحق وبما علم الإنسان ، وألا يكون لأهل الخيانة معينا ومدافعا عنهم ، إلى آخر الآيات .

ثم ذكر الله الشرك وأنه لا يغفره والشرك ظلم عظيم كما في آية لقمان (( إن الشرك لظلم عظيم )) ،
وقال الله تعالى (( إن يدعون من دونه إلا إناثا )) أي ما يدعون من دون الله إلا إناثا ، واختلف المفسرون في هذه الآية على أقوال يرجع بعضها إلى بعض ، محصلها :
1ـ أن المعنى : إن يدعون من دون الله إلا اللات والعزى ، فسماها الله إناثا لأنهم كانوا يسمونها كذلك .
2ـ أن المراد بالإناث هنا : الموات وما لا روح فيه ، لأنه يؤنث ، فتقول : الدراهم تنفعني ، والأحجار تعجبني ، ونحو ذلك .
3ـ أن المراد بالإناث هنا : الملائكة .
والقول الأول الثاني متقاربان ، فهم كانوا يدعون آلهتهم التي سموها تسمية الإناث ، وهي لا روح فيها وما لا روح فيه يؤنث ، ولكن القول الثالث مختلف عن القولين الأولين ، وابن جرير رحمه الله رجح القول الأول وقال : هو أولى التأويلات في هذا ، والله تعالى أعلم .

وذكر الله تعالى قَسَم الشيطان على إغواء بني آدم ، وإبليس لما ظلم نفسه بالاستكبار عن السجود لآدم ، أقسم على أن يضل بنيه ، بأنواع الظلم من ظلم العبد لنفسه ، وظلمه لغيره .

وقال الله تعالى : (( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ))
وهذا من عدل الله تعالى ، فإنه سبحانه ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب ، بل جميع الخلق يدخل تحت هذه القاعدة العامة ، من يعمل سوءا يجز به ، كما قال ابن عباس وغيره : هذه الآية عامة في حق كل عامل .
فليست الأمور بالتمني ، بل بالعمل الصالح ، وإتباع الملة الحنيفية الصحيحة .

ثم ذكر الله تعالى العدل بين النساء ، وأن العدل في الحب القلبي وميل القلب ، لا يقدر عليه أحد ، وإنما الواجب العدل بينهن في النفقة والقسم ، لذلك قال الله تعالى : (( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كل المعلقة )) الآية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) أخرجه أصحاب السنن .
وأمر بالعدل مع الوالدين والأقربين ومع النفس ، في الشهادة والإقرار ، (( يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ... )) الآية .
وذكر من أصناف أهل الظلم ، المنافقين وقد سبق ذكر شيء من أوصافهم ثم ذكر الله عقابهم وثوابهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار .
وذكر الله ما يجوز لمن ظُلِم أن يخبر به عن ظلم من ظلمه ، أو من نزل على قوم فلم يحسنوا ضيافته ، أن يخبر عن ذلك ، وقد ذُكِر هذين المعنيين عن السلف .
وذكر الله اليهود وهم أهل الظلم والطغيان ، وذكر أنواع الظلم التي اجتمعت فيهم ، من عبادة العجل ، والإشراك بالله تعالى ، وقتل الأنبياء ، ونقض المواثيق ، وتعديهم في قصة السبت ، وقولهم على مريم بهتانا عظيما ، لعنهم الله ، وظنهم أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، وما قتلوه ، فلما ذكر الله هذا كله عنهم قال : (( فبظلم من هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا )) الآيات
ومن عدله سبحانه لم يجعل اليهود كلهم أهل ظلم بل هناك منهم من تاب وأسلم واتبع النبي الأمي محمداً صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن سلام .

ومن عدله سبحانه أن أرسل الرسل لتقوم الحجة على العباد ، كما قال تعالى : (( لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل ))
فهو سبحانه لا يعذب أحدا من خلقه قبل بعثة الرسل .
وذكر الله في ختام السورة أهل الكتاب ونهاهم عن الغلو وهو مجاوزة الحد ، ونهاهم عن الشرك الذي هو الظلم العظيم والافتراء المبين .



هذا والحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة ، ولم أتعرض لجميع الآي ، إلا لما كان ظاهرا في المعنى العام ، و ما لم يكن كذلك ، فلم أتكلف استخراج هذا المعنى منه ، و أعوذ بالله أن أقول في القرآن برأي ، والله تعالى أعلم ، ونسبة العلم إليه أسلم .
منقول للفائدة
nicesmell
nicesmell
الفائدة الرابعة رَفْعُ الكِسَاءِ عَنْ مَغْزَى سُوْرَةِ النِّسَاءِ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فهذه كلمات عن مقصود سورة النساء أو ما يسمى بالمعنى العام الذي تدور عليه السورة .أرجو من المشايخ الفضلاء والأخوة النبلاء ، أن يقيموها علميا وأن يصلحوا ما فيها من خطل . هذه السورة جاءت لبيان العدل بجميع أنواعه ومع جميع أصناف الناس ، وذكرت أصناف أهل الظلم وصفاتهم ، فالتقوى التي أمر بها في أولها هي أساس العدل وأهم شيء فيه ، ومن لم يحقق التقوى فقد ظلم نفسه ، وجاء ختم أول آية باسم الله الرقيب مناسبا لهذا المعنى ، فاستشعار مراقبة الله للعبد سبب لعدم ظلمه لنفسه ولغيره . ثم ذكر الله تعالى التعامل مع أصناف متعددة من الناس في هذه السورة ، ولا بد من أن يكون التعامل معهم قائما بالعدل ، ومن ذلك اليتامى ، فنهى عن ظلمهم ، وأكل أموالهم بالباطل ، وفي أواخر السورة أمر بالعدل فقال : (( وأن تقوموا لليتامى بالقسط )) ، وكذلك اليتيمة كما قال تعالى : (( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ... )) الآية ، ومعناها كما جاء عن عائشة في صحيح البخاري ومسلم : أنها اليتيمة تكون في حِجْر وليها فيرغب في جمالها ومالها ، يريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها ، فنهوا عن نكاحها إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق . ثم ذكر الله عز وجل العدل مع الزوجات لمن عنده أكثر من واحدة ، وقال بعدها : (( ذلك أدنى ألا تعولوا )) وقول أكثر المفسرين واختاره ابن كثير رحمه الله أن المراد بـ ألا تعولوا : أي ألا تجوروا ، من عال في الحكم إذا ظلم . وذكر الله عز وجل آيات المواريث وأنصبة كل من الورثة ، وقسمة الله تعالى هي العدل والحق القائم ، ولذلك ختم الآية بقوله : (( إن الله كان عليما حكيما )) فالعليم الحكيم لا يظلم في القسمة وهو سبحانه أدرى بمصالح العباد من أنفسهم ، لذلك قال تعالى : (( آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا )) . ثم إن من عدله سبحانه أن فتح باب التوبة لعباده ، ما لم تغرغر الروح ، أو تطلع الشمس من مغربها ، فحينئذ لا تنفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل . ومن عادات الجاهلية أن المرأة إذا مات بعلها ، وجاء ابنُه من غيرها أو أحد عصبته ، فألقى ثوبه عليها يصير أحق بها من نفسها ومن غيرها ، فيرثها من الميت ، ثم إن شاء تزوجها من غير صداق ، أو زوجها لغيره و أخذ الصداق ، أو عضلها عن الأزواج ، فنهى الله تعالى عن هذا الظلم : (( يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ... )) الآية. ونهى الله عن أكل أموال الناس بالباطل وعن قتل النفس بغير حق ، وهذا من الظلم العظيم ، فيقول الله تعالى : (( يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )) الآية ، والباطل يشمل كل أنواع الربا ، والقمار ، والغصب ، والسرقة ، والخيانة ، وغيرها ، وأما قوله : (( ولا تقتلوا أنفسكم )) فيشمل قتل المسلم لأخيه المسلم ، وفي القرآن يأتي التعبير بـ " أنفسكم " ويراد به المسلمين ، كما قال الله تعالى (( فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة )) فقد اختار ابن جرير رجمه الله أن المعنى : إذا دخلتم بيوتا من بيوت المسلمين فليسلم بعضكم على بعض . ثم إن من عدل الله وحكمته أن فرض على كلٍ من الجنسين الذكر والأنثى ، ما يناسب طاقته وقدرته ، ففرض على الرجال الغزو و الجهاد ، وليس على النساء جهاد ، لضعفهن وعدم قدرتهن ، فقال الله تعالى : (( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض )) الآية ، وقد ذكر في سبب نزولها أن أم سلمة لما قالت : يا رسول الله إن الرجال يغزون ولا نغزو ... إلخ . ثم قال الله تعالى : (( إن الله لا يظلم مثقال ذرة )) ، ونفي الظلم عن الله تعالى لكمال عدله ، وإلا فمجرد نفي الظلم ليس بكمال ، وإنما الكمال إثبات كمال ضد الصفة المنفية . ثم تأتي الآيات التي تذكر أهل الظلم بأنواعهم ، فذكر الله اليهود ، وهم أعظم الناس ظلما وبغيا ، وذكر صفاتهم ، فقال : (( ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ... )) الآية ، وفي قوله : (( أتوا نصيبا من الكتاب )) فائدة وهي : أنه مع كونهم عندهم حظاً من العلم وحظاً من الرسالة ، إلا أن ذلك لم يكن عاصماً لهم من إتباع سبيل الضلالة ، والله تعالى ذكر أوصافهم ولم يذكر أعيانهم ، لأن الوصف أنفع لعباد الله ، فكل من اتصف بهذا الوصف فهو مذموم وإن لم يكن من أهل الكتاب . ومن أعظم الظلم الشرك بالله تعالى ، وقد نهى الله عنه في هذه السورة مرتين ، وفي الموضع الأول لما ذكر اليهود ، وأنهم أهل افتراء وكذب ، ختم الآية بـ (( فقد افترى إثما عظيما )) ، ولما ذكر في الموضع الثاني مشاقة الرسول ومخالفته ، ناسب ختم الآية بـ (( فقد ضل ضلالا بعيدا )) ، وقد ذكر نحو ذلك ابن جماعة الكناني رحمه الله في كشف المعاني ص 147 . وقال تعالى : (( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل يزكي من يشاء و لا يظلمون فتيلا )) وفي موضع آخر في السورة كذلك (( ولا تظلمون فتيلا )) ، وفي أواخر السورة ((و لا يظلمون نقيرا )) ، والفتيل : المفتول ، وسمي ما يكون في شق النواة فتيلاً لكونه على هيئة فتيل الحبل ، وهذا يضرب به المثل في الشيء الحقير ، والنقير: نقطة في ظهر النواة ويضرب بها المثل في الشيء الطفيف ، مفردات الراغب رحمه الله ص 821 . وقال الله تعالى (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ... )) الآية ، وهذه الآية ظاهرة في المعنى المقصود . ثم ذكر الله المنافقين ، وأنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ، وكلما خالف حكم الله تعالى فهو باطل ، وهو ظلم وليس بعدل ، و أهل النفاق أهل ظلم وباطل ، والله تعالى ذكر صفاتهم لكي يجتنبها المسلم ، في عدة آيات من قوله : (( ألم تر إلى يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... )) الآيات . و ذكر الله تعالى قتل المؤمن وعقاب ذلك و وعيده ، والقتل معلوم أنه منتهى الظلم للآخر . ثم لما حدثت قصة طُعمة بن أبيرق من بني ظفر بن الحارث ، لما سرق درعاً من جار له ، ثم خبأها عند يهودي ، ثم حلف أنه ما أخذها ، وقال اليهودي : أنه دفعها إليه ، فجاء قوم طعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم .... إلى آخر القصة ، فنزلت آيات عظيمة في الحكم بين الناس بالحق وبما علم الإنسان ، وألا يكون لأهل الخيانة معينا ومدافعا عنهم ، إلى آخر الآيات . ثم ذكر الله الشرك وأنه لا يغفره والشرك ظلم عظيم كما في آية لقمان (( إن الشرك لظلم عظيم )) ، وقال الله تعالى (( إن يدعون من دونه إلا إناثا )) أي ما يدعون من دون الله إلا إناثا ، واختلف المفسرون في هذه الآية على أقوال يرجع بعضها إلى بعض ، محصلها : 1ـ أن المعنى : إن يدعون من دون الله إلا اللات والعزى ، فسماها الله إناثا لأنهم كانوا يسمونها كذلك . 2ـ أن المراد بالإناث هنا : الموات وما لا روح فيه ، لأنه يؤنث ، فتقول : الدراهم تنفعني ، والأحجار تعجبني ، ونحو ذلك . 3ـ أن المراد بالإناث هنا : الملائكة . والقول الأول الثاني متقاربان ، فهم كانوا يدعون آلهتهم التي سموها تسمية الإناث ، وهي لا روح فيها وما لا روح فيه يؤنث ، ولكن القول الثالث مختلف عن القولين الأولين ، وابن جرير رحمه الله رجح القول الأول وقال : هو أولى التأويلات في هذا ، والله تعالى أعلم . وذكر الله تعالى قَسَم الشيطان على إغواء بني آدم ، وإبليس لما ظلم نفسه بالاستكبار عن السجود لآدم ، أقسم على أن يضل بنيه ، بأنواع الظلم من ظلم العبد لنفسه ، وظلمه لغيره . وقال الله تعالى : (( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا )) وهذا من عدل الله تعالى ، فإنه سبحانه ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب ، بل جميع الخلق يدخل تحت هذه القاعدة العامة ، من يعمل سوءا يجز به ، كما قال ابن عباس وغيره : هذه الآية عامة في حق كل عامل . فليست الأمور بالتمني ، بل بالعمل الصالح ، وإتباع الملة الحنيفية الصحيحة . ثم ذكر الله تعالى العدل بين النساء ، وأن العدل في الحب القلبي وميل القلب ، لا يقدر عليه أحد ، وإنما الواجب العدل بينهن في النفقة والقسم ، لذلك قال الله تعالى : (( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كل المعلقة )) الآية ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )) أخرجه أصحاب السنن . وأمر بالعدل مع الوالدين والأقربين ومع النفس ، في الشهادة والإقرار ، (( يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ... )) الآية . وذكر من أصناف أهل الظلم ، المنافقين وقد سبق ذكر شيء من أوصافهم ثم ذكر الله عقابهم وثوابهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار . وذكر الله ما يجوز لمن ظُلِم أن يخبر به عن ظلم من ظلمه ، أو من نزل على قوم فلم يحسنوا ضيافته ، أن يخبر عن ذلك ، وقد ذُكِر هذين المعنيين عن السلف . وذكر الله اليهود وهم أهل الظلم والطغيان ، وذكر أنواع الظلم التي اجتمعت فيهم ، من عبادة العجل ، والإشراك بالله تعالى ، وقتل الأنبياء ، ونقض المواثيق ، وتعديهم في قصة السبت ، وقولهم على مريم بهتانا عظيما ، لعنهم الله ، وظنهم أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ، وما قتلوه ، فلما ذكر الله هذا كله عنهم قال : (( فبظلم من هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا )) الآيات ومن عدله سبحانه لم يجعل اليهود كلهم أهل ظلم بل هناك منهم من تاب وأسلم واتبع النبي الأمي محمداً صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن سلام . ومن عدله سبحانه أن أرسل الرسل لتقوم الحجة على العباد ، كما قال تعالى : (( لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل )) فهو سبحانه لا يعذب أحدا من خلقه قبل بعثة الرسل . وذكر الله في ختام السورة أهل الكتاب ونهاهم عن الغلو وهو مجاوزة الحد ، ونهاهم عن الشرك الذي هو الظلم العظيم والافتراء المبين . هذا والحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة ، ولم أتعرض لجميع الآي ، إلا لما كان ظاهرا في المعنى العام ، و ما لم يكن كذلك ، فلم أتكلف استخراج هذا المعنى منه ، و أعوذ بالله أن أقول في القرآن برأي ، والله تعالى أعلم ، ونسبة العلم إليه أسلم . منقول للفائدة
الفائدة الرابعة رَفْعُ الكِسَاءِ عَنْ مَغْزَى سُوْرَةِ النِّسَاءِ بسم الله الرحمن...
جزاك الله خيرا شاي على الموضوع ...و فعلا قصرنا كثير بحق ديننا و كتاب ربنا الكريم حتى صرنا نقرأه على عجل و سرعان ما ننسى ما قرأنا
أعجبتني الفائدة الرابعة
رَفْعُ الكِسَاءِ عَنْ مَغْزَى سُوْرَةِ النِّسَاءِ
بإذن الله تعالى سأعود إلى قراءتها كاملة غدا لأتبعها بقراءة السورة نفسها لعل معانيها تترسخ في ذهني
و حبذا لو تدليني على مواقع أستطيع التزود منها بمثل هذه الفوائد و أكون شاكرة لك

جزاك الله خير ا مرة ثانية و جعله في ميزان حسناتك