التصوير وما أدارك ما التصوير؟؟!!
هل الرسوم المتحركة (التعليمية) تبيحه؟؟!!
هل عرائس البنات تشمله !!؟؟
أطهر بيت تمتنع الملائكة من دخوله فكيف ببيوتنا؟!
...................................................بسم الله الرحمن الرحيم
عن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً ؛ فتعذبه في النار ) رواه البخاري ومسلم ** عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ) رواه البخاري ومسلم ؛
رغم هذا الوعيد الشديد !! إلا أن هناك تهاون لدى البعض بسبب شبه في علل التصوير:
*فمن قـــائل أن العلة هي لأنها تؤدي إلى العبادة والتعظيم و أنها محصورة بالصور المنحوتة ..فإذا انتفت العلة انتفى المعلول وهو حرمة التصوير...,
*ومن قـــائل أنه التصوير الضوئي ليس فيه مضاهاة ..
*إلى قـــائل أن العرائس أنما هي لتعليم الأمومة للبنات وهي مهانة ...
*ومن قـــائل أن الرسوم المتحركة للتعليم والتربية غير التي لا هدف منها....
**حتى لا يـــكـــاد يبقى للتصوير نوع إلا وُضع له حجة وبحث له عن شبهة!!حتى في ملابس الأطفال!!... فُاستمرأ التصوير ، وتعطلت أحاديث الصور على شدة الوعيد عليها(وأصبحت أمراً عادياً لا يُنكر بل البيت الخالي منها يُستنكر!!) ؛ فـــإلى الله المشتكى.
لنعرض هذه المسألة على العلماء الراسخين ليتبين الحكم للـــجميع
فالله تعالى يقول : { هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}( آل عمران / 7).
*قـــالت اللجنة الدائمة لهيئة كبار العلماء بعد أن ذكرت تحريم التصوير بجميع أنواعه-:وليس التصوير الشمسي مجرد انطباع بل هو عمل بآله ينشأ عنه الانطباع فهو مضاهاة لخلق الله بهذه الصناعة الآلية.ثم النهي عن التصوير عام ؛لما فيه من مضاهاة خلق الله والخطر
على العقيدة والأخلاق دون نظر إلى الآلة والطريقة التي يكون بها.
* التصوير.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء/ عبد الله بن قعود ، وعبدالله بن غديان ،وعبدالرزاق عفيفي،عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى. وقد ذكرت اللجنة تحريم التصوير (بالكاميرا ) وأنه من الكبائر فيشمله الوعيد الشديد ؛ انظر الفتوى رقم(16259) – (19933) بتاريخ 9/ 11/1418هـ - وفي فتوى رقم (5807) : ذكرت أن التصويربـــ(الفيديو) داخلاً في التصوير المحرم.
ولما سئلت اللجنة عن الرسوم المتحركة سواء مشاهدة أو مقرؤة قالت اللجنة: بأن لا يجوز (بيع ) و(شراء) ولا (استعمال ) أفلام الكرتون ؛ لما تشتمل عليه من الصور المحرمة ؛ وتربية الأطفال تكون بالطرق الشرعية من التعليم والتأدب والأمر بالصلاة والرعاية الكريمة ؛ وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح .وصلى الله على نبينا محمد،وأله وصحبه وسلم .فتاوى اللجنة الدائمة
و العلمية والإفتاء فتوى رقم ( 5807). ش / بكر أبو زيد. ش/ صالح الفوزان ورئيسها : عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ./ فتاوى في حكم التصوير (لكبار العلماء) ص10جمع وترتيب / عبد العزيز الخضير .
** وسئل الشيخ محمدالعثيمين _رحمه الله تعالى_ عن العرائس للأطفال؛ فأجاب:
كل صنع يضاهي خلق الله فهو داخل في الحديث وهو: لعن النبي صلى الله عليه وسلم المصورين وقوله (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون ). لكن :إذا لم تكن الصورة واضحة أي ليس فيها عين أو أنف ولا فم ولا أصابع ؛ فهذه ليست صورة و لا مضاهاة لخلق الله عز وجل ./ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ 3/ 156.** وأجاب رحمه الله عن الإشكال في لعب عائشة رضي الله عنها : بأنها ليست على هذا الوصف!
/ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ 3/ 155.-
أي ليست عرائس لها حركة وصوت وإنما كانت من خرق له يد وأرجل ليس فيها عين ولا أصابع ولا أنف ولا فم!.
بعد أن استعرضنا أقوال أهل العلم بأدلتها نجيب عن بعض الإشـــكالات :كما سبق تحريم الصور بجميع أنواعه ؛ فإن انتفت العبادة والتعظيم أو علة واحدة فلا تنتفي العلل الأخرى؛ و قد أتت هذه العلل من عدة أدلـــة :
_أولاً: امتناع جبريل عن دخول بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال : (إنا لا ندخل بيتاً
فيه صورة )رواه البخاري .
_ثانياً:قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها وقد تغير
وجهه لما رأى الوسادة التي فيها تصاوير قال:عليه الصلاة والسلام إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة ) رواه البخاري ؛ فلم تكن منحوته ولا معبودة .
.
_ثالثاً: في تأمل علل التحريم – التي ستأتي بمشيئة الله - ما يبين ذلك أشد البيان .
* وهناك إشكال ثاني يقال فيه:بأن التصوير الضوئي (الفوتوغرافي) هو حبس ظل فكيف يكون داخلاً في التصوير؟!! ؛
فيجاب عنه بما يلي :جاء في كتاب( أحكام التصوير في الفقه الإسلامي صـ39) :والتصوير الفوتوغرافي هو ما يعرف الآن بالتصوير عن طريق آله " الكاميرا " التي تلتقط الصورة من خلال تصويبها نحو الهدف،ثم من خلال نقل الأضواء والضلال الواقعة على الشيء المراد تصويره ؛ فينتج صورة جامدة ، تسجل لحظة واحدة ،لمشهد أو مكان أو شخص ،وتبقى الصورة على الوضع الذي التقطت عليه .أ.هـ
فالتصوير إذاً : نقل صورة الإنسان الحقيقية المتحركة إلى شيء آخر هذا هو معناه في القديم والحديث سواء بآلة أوغيرها !!..
وما دام النهي عام فأين التأدب مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ؟! عندما قال : (المصورون ) فهنا لفظ التصوير عام ؛ فيعم كل أنواع التصوير ؛ ف(أل) تفيد العموم كما هو متقرر عند الفقهاء في قواعد الفقه .
نقل صاحب كتاب فتاوى التصوير كلاماً لأحد العلماء قوله: وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ العام المستغرق لجميع الأفراد ؛ بحيث يسمى تصويراً لغةً أو عرفاً أو شرعاً فإن الوعيد يشمله .
وعن التصوير (الفوتوغرافي) قوله: فيه عمل للإنسان بضغط الزر الذي يصور أو بتحميضه أو وسائل أخرى فيها عمل للإنسان.
إلى أن قال :ومن هذا الصور الموجودة عبر الجولات والكمبيوترات فهذه أيضاً صور محرمة لأنها من عمل الإنسان وارتكاب لصريح النهي ؛
وهي في نفس الوقت سبب لوقوع الشرك في الأمة والتعلق بالمخلوقين ؛
وتؤدي إلى الرقة في الدين والاستهانة بشأن الصور : وكما قيل إذا كثر الإمساس قل الإحساس !!! / صـ113.وكما سبق ما جاء في فتوى اللجنة الدائمة -: وليس التصوير الشمسي مجرد انطباع بل هو عمل بآله ينشأ عنه الانطباع فهو مضاهاة لخلق الله بهذه الصناعة الآلية ثم النهي عن التصوير عام ....إلخ /
فتاوى في حكم التصوير
( لكبار العلماء) ص10.
** أما جواب الإشكال الثالث الذي فيه: أن العرائس لتعليم الأمومة للبنات وهي مهانة ؛ فقد سبق جواب الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى على الفتوى فيها ؛ أما كونها مهانة وكذا من يقول بجواز الصور في الفُرش والسجاد : فالجواب عليه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم : عن عائشة رضي الله تعالى عنها : أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فَعَرفت في وجهه الكراهة...قالت: فقلت أتوب إلى الله ماذا أذنبت ؟! قال : ( ما هذه النمرقة ؟ ) قلت : لتجلس عليها وتوسدها فقال :النبي صلى الله عليه وسلم(إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صور ) رواه البخاري في كتاب اللباس/ باب القعود على الصور .
و في الحديث الآخر: قدم صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام( والقرام خرقة فيها نقوش) لي على سهوة
( مكان صغير في جانب الحجرة يجعل فيه متاع ) فيها تماثيل ؛ فلما رآها رسول صلى الله عليه وسلم هتكه وقال :
( أشد الناس عذاباً الذين يضاهون بخلق الله ) قالت :فجعلته
وسادة أوسادتين .رواه البخاري في كتاب اللباس/ باب ماوطيء من التصاوير .
قال ابن حجر في الفتح : لما هتك الستر تفرقت أجزاء الصورة فلم تبقَ كاملة ./ فتح الباري صـ 390ج10.
ويؤيده ما في الحديث الأول حيث غضب عليه الصلاة والسلام مع أنها أتت به ليجلس عليها (هي إذن مهانة ) ومع ذلك لم يدخل؛ وقال:( إن أصحاب هذه الصور يعذبون....) .
***ونورد الآن بعض العلل الأخرى لتحريم التصوير ليتبين للقاريء شدة النهي فيه
( وهذه العلل كان الجهل بها سبب لتهاون الكثير بأنواع التصوير!1):
- التصوير من خصائص الرب جل وعلا ؛ وقد سمى نفسه سبحانه بالمصور ؛ كما قال تعالى :{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى} الحشر 24 ؛ فالمصور اسم من أسماء الله تعالى يختص به لا يشرك معه أحد ؛ فمن صور فقد نازع الله في أسمائه وربوبيته ؛ ولذلك جاء وعيد المصورين ما لم يأتِ من الوعيد في كثير من أهل الكبائر. / انظرفتاوى في حكم التصوير(لكبار العلماء) عبدالعزيزالخضير صـ 112
- وجاء من العلل أنه أذية لله عز وجل ، قال الله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} الأحزاب75 ،
قال عكرمة وغيره من المفسرين : إن هذه الآية نزلت في المصورين . انظر تفسيرابن كثير.
- ومن العلل( مهم جداً) : أن -المصور والمصور له- مرتكب لصريح النهي فإذا زالت العلة بقي احترام النهي ؛ فيجب احترام النهي. / انظر فتاوى في حكم التصوير ( لكبار العلماء) صـ113.
وأخيراً لنتأمل : قوله تعالى:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } فعلينا أن نخشى من المخالفة غاية الخشية خوفاً من الزيغ..فقد يُصاب من وقع في هذه المخالفة بفتنة وهو لا يشعر بها ! ؛كما قال سبحانه:{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.ولو لم يأتِ في التصوير شناعة إلا أنه أذية لربنا جل وعلا ؛
فهل يرضى مسلم أو مسلمة بما يؤذي الله تعالى وهو يرجوه ليل نهار؟؟!! وهل نضع في جولاتنا ما يؤذيه سبحانه..بل هل نربي أولادنا على ما فيه مضاهاة لاسمه (المصور) مع كونها أذية له جل جلاله ثم نقول تعليم وتربية؟! هذا مع ما فيها من الوعيد؟!..ألا من معتبر؟!!
*********
