للأسف ليست قصة خيالية ولكنها قصة تفجع القلب وتبكي الحجر.قصة صديقتي سندس

انا فلسطينية وانودلت بالامارات وفلسطين ما ازورها الا كل 4 سنين مرة

كنا نسمع الاخبار عن الانتفاضات والقتل والتذبيح صحيح نتأثر بس ننسى بسرعة وما يخطر عبالنا كيف حال امرأة بعدما استشهد زوجها او ام بعدما سجن ابنها او اطفال تيتموا او عائلة كيف وضعها بعدما تشردت

ومرت السنين حتى شاء الله ان ادرس في احدى جامعات فلسطين
قابلت فتاة معي بنفس التخصص اسمها سندس ألاحظ عليها الغرور والكبر وماكنت احب اختلط معها اخاف تجرحني(انتبهوا لكلامي لاحظت ولم أتأكد)
فاخبرت صديقتي الاخرى عنها وانني لا احب مصادقتها
فقالت الا تعرفين من هذه؟ قلت وما ادراني؟
قالت هي من عائلة اسمها ****؟
اجبت:طيب والمعنى؟ فانا لا اعرف عائلات فلسطين
فردت ألم تسمعي بالمجزرة التي ارتكبها اليهود بحق هذه العائلة؟
قلت لها اخبريني عنها
قالت انه في احدى الايام شاء الله ان ام سندس تذهب بسيارتها لتأخذ اطفالها من المدرسة بدل عن اب سندس(طبعا السيارة لأبو سندس)
واب سندس كان مطلوب لقوات الاحتلال فتوقعوا ان بداخل السيارة والدها المطلوب
وللاسف بالطريق ام سندس ومعها اطفالها ال3 قاموا الاحتلال بقصف سيارتهم فتناثرت دماء الاطفال فوق صفحات كتبهم الممزقة
وأشلائهم تطايرت وكأنها قطع غيار!!

حينها اقشعر بدني ودمعت عيناي
فقالت صديقتي :غريييبة كيف لم تسمعي بقصتها؟
خجلت من نفسي وانا فلسطينية ولا اعرف ماذا يحصل بها
فسألتها هل بقي معها اخوة؟
قالت نعم اخ واحد صغير(كان عدد اخوانها كلهم 4)
ووالدها؟
قالت للاسف تم سجنه بعد اشهر من هذه الواقعة
فسالتها ومع من تعيش؟
اجابتني تتنقل بين زوجة وابيها وخالها
وكيف زوجة ابيها معها؟
ردت انها رائعة بالتعامل ولكن سندس لا تتقبلها ابدا


وانتهى حديثنا ومن وقتها حاولت التقرب من سندس وفعلا اكتشفت ان بداخلها قلب كبير وابيض مثل الثلج ولكن بنفس الوقت هي قوية لا تسكت لاحد عندها نظرات مدمرة ولا تحب الشفقة من احد

مرت اعوام دراستي بسرعة البرق عرفت حياة جديدة جربت ماهي الحواجز الاسرائيلية بين مدينة واخرى؟
جربت ماهو الذل حتى ندخل الاقصى !! يتنقلون بنا من باص لباص حتى نصل بالنهاية لحبيبتي القدس
نحتاج لساعات طويلة لنصل لها وهي لا تبعد الا سويعات من مدينتنا والان لا يسمحون بدخولها الا كبار السن
عرفت معنى القهر عندما والدي لم يحضر عرسي بفلسطين لانه ليس معه لم شمل لدخولها وبنفس الوقت ارى اندونسيين (بهائيين) يدخلون فلسطين بدون وثائق ولا تفتيش ويعاملون معاملة مدللة ونحن مثل الكلاب ننتظر يوم كامل حتى ينتهون من تفتيشنا!!


اعذروني ان خرجت من اطار قصة سندس ولكن عقلي مليء بالاحداث التي لا تنسى

المهم بعد سنوات وانا كنت قد رجعت لموطن الامن والامان الامارات عاد التواصل بيني وبين احدى رفيقات دربي في الجامعة فبدأت أسألها عن احوال البنات اللواتي كانو معنا فقالت سندس تزوجت مقعد! يعني مشلول!
لان تخصصنا نتعامل فيه مع المشلولين بكافة انواعه وكمايبدو انها تزوجت من احد مرضاها
حسب رواية صديقتي
حزنت عليها..كانت فتاة جميلة كان باستطاعتها ان تتزوج من افضل الشباب لان الكل يتمنى مصاهرة هذه العائلة المناضلة
ليس انتقاصا من قدر المقعد لا والله..ولكن الا يكفيها حزنا ؟ ألم يأن الاوان ان تعوض مافاتها بشاب يستطيع تحقيق جميع رغباتها؟
بدات افكر في نفسي ما الذي جعلها توافق عليه؟ بماذا تفكر؟ لماذا تحب ان تحشر نفسها بدائرة الاحزان!

لا ادري
ولا ادري ما الذي ذكرني بها؟
ولا ادري لماذا كتبت لكم قصتها؟
من الممكن حتى تشعروا بنعم الله عليكم
تشعروا بنعمة الاب والام
هل تصدقون انه حينما خرجت والدتها طلبت سندس من امها ان تاتي معها؟
الام رفضت وقالت اهتمي باخيك الصغير وسبحان الله هذا قدرها وهذي مشيئة الله
مع انها كانت تتمنى لو استشهدت معهم