للأطفال المولودين قبل الأوان تقنية (الكنغر) أفضل من الحاضنة

من الحيوان يتعلم الأطباء دروساً في الصحة والوقاية، فقد كشفت بعض الدراسات الجديدة، أن ابعاد الطفل المولود قبل أوانه، عن جهاز الحاضنة لأطول فترة ممكنة، ووضعه في وضع مشابه لوضع وليد حيوان الكنغر، يساعد على حمايته من المضاعفات المرافقة للولادة السابقة للأوان، مثل انخفاض حرارة الجسم ومشاكل التنفس وضعف مقاومة الجراثيم، بل ان الدراسات بينت أيضا ان مستوى ذكاء الطفل يرتفع ايضا بفعل هذه الطريقة، وانها ساعدت على تقليل نسبة الوفيات بين الأطفال الخدج قليلي الوزن.

بدأ استخدام هذه الطـريقة، وتسمى Kangaroo Mother Care، في كولومبيا من قبل الدكتور ادغار راي. وان العديد الآن من ردهات الأطفال الخدج في المستشفيات البريطانية، بدأت تمارسها بعد ان بينت الدراسات فوائدها لنمو الطفل، ومن تلك المستشفيات المستشفى التابع لجامعة جيمس كوك في ميدلسبره.


الدراسات

أجريت أول دراسة على هذه الطريقة في معهد (الأم والطفل)، في بوغوتا، عاصمة كولومبيا بأميركا اللاتينية. وتبعتها دراسات أخرى في المعهد نفسه، أكدت على أنها تساعد على تحقيق نمو أفضل للطفل، ومستوى ذكاء أعلى ، واستقرار نفسي، بالاضافة إلى كونها قليلة التكاليف، وهذا أمر مهم في مستشفيات البلدان النامية.

وفي كندا، أجريت ايضا دراسة اخرى في جامعة لافال على 430 طفلا خديجا، وقليل الوزن، وتم تقسيم هذا العدد إلى مجموعتين إحداهما عولجت بطريقة الكنغر KMC، والأخرى بجهاز الحاضنة. وتم قياس مستوى الذكاء IQ، لدى الأطفال بعد 12 شهرا، ليجد العلماء ان الذين عولجوا بطريقة الكنغر كانوا أعلى ذكاء كما وجدوا أيضاً أنه كلما كان الطفل مبكر الولادة أكثر، كلما كانت النتائج أفضل.

من جهة أخرى، نشرت صحيفة «اللانسيت» الطبية البريطانية المرموقة The Lancet، نتائج بحث أجري حول هذه الطريقة في معهد كارولينسكا في السويد، بقيادة الدكتور كايليك كريستينسون، ووجد فريق البحث أنه بعد أربع ساعات من حضن الأمهات لأطفالهن بطريقة الكنغر، جلد على جلد وبصورة عمودية، فإن %90 منهم استعادوا حرارة الجسم الطبيعية، وهذا مقابل %60 للذين وضعوا في جهاز الحاضنة، كما وجد الفريق انه في حالة ارتفاع حرارة الطفل عن 37 درجة مئوية، فإن الفائض يعود الى جسم الأم، ليتجنب الطفل بذلك التسخين الزائد.

وسجل فريق البحث أيضاً الفوائد التالية:

ـ المحافظة على معدل ثابت لضربات القلب.
ـ تنظيم التنفس.
ـ الإقلال من الحركات غير الضرورية.
ـ تحسين سلوك الطفل.
ـ تقوية الرباط العاطفي بين الأم والطفل.
لماذا يرتفع الذكاء؟

إحدى النظريات التي تفسر هذه النتيجة المرتبطة باستعمال طريقة الكنغر KMC، تقول إن خروج الطفل المبكر من الرحم يؤدي إلى إرباك نمو الدماغ، وان الدماغ غير المكتمل يحتاج إلى الكثير من التحفيز الحسي للتعويض عن الفترة القصيرة التي قضاها في الرحم، وان طريقة الكنغر توفر هذا التحفيز من خلال حرارة جسم الأم وصوتها ومنظرها ورائحتها ودقات قلبها. فرحم الأم يستبدل بحضن الأم الذي يصبح بديلاً لجهاز الحاضنة، كما ان هذا الحضن يحمي الدماغ غير المكتمل من المؤثرات البيئية الضارة والتحفيز الزائد عن اللزوم.


الحاضنة

يعتمد بقاء الطفل السابق للأوان على قيد الحياة على العديد من العوامل، اهمها حالة الرئة ومدى اكتمال نموها لأن هذا العامل يؤثر بشدة في تنفس الطفل، وكذلك وجود أي مرض أو عاهة في الطفل.

وتعمل الحاضنة على تعويض الطفل عن الفترة التي يفترض أن يقضيها في الرحم. وتحتوي من الأعلى على غطاء يمكن رفعه لكي تستطيع الممرضة الوصول إلى الطفل ورعايته. ويوجد تحت جسم الطفل نظام كهربائي يساعد على توفير هواء بدرجة حرارة 33 مئوية، كما يتم ضخ المزيد من الأوكسجين إلى هواء الحاضنة. وهذه هي الطريقة التقليدية للعناية بالأطفال الخدج.
أما طريقة الكنغر KMC، التي أصبحت تطبق الآن في بلدان عديدة، فهي تتطلب نزع الثياب عن كل من الأم والطفل، بحيث يصبح جلداهما متلاصقين، ويحدث التواصل الحراري والحسي والعاطفي اللازم لإكمال نمو الطفل الخديج جسدياً ونفسياً وذهنياً، وهو ما لا توفره الحاضنة الاصطناعية.