
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العليم الخبير ، ذو الحكمة في الخلق والتدبير ، يخلق مايشاء ويفعل مايريد ، له الحمد على ما قدر وحكم ، وله الشكر على ما قضى وأبرم ، الحمدلله الذي وسعت رحمته الوجود ، وعم فضله كل موجود ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ؛محمد بن عبدالله الرسول النبي الأمين ،وعلى آله وأصحابه الصادقين الصابرين معه في كل الميادين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
بلغت خديجة رضي الله عنها 40 سنة ثم تزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ترملت أم سلمة وظنت أنها لن تجد خير من زوجها فعوضها الله بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم..
وإن في هذا لعبرة لقوم يعقلون..!
يتأخر زواج الفتاة أو تتطلق ثم تبحث عن بصيص أمل يبثه في نفسها الخلق رغم أن ديننا رصد لنا قصص فيها عبر وليست بأي عبر
وتجعل نفسها أسيرة لهواجس محطمة وأحزان تجعلها تذبل في أجمل سنين عمرها وقبل أوانها في الوقت الذي كان يجب أن تعيشه
بصفاء ونقاء بعيد عن وسوسة إبليس وتحطيم أعوانه وكانت النتيجة أن ترسبت أفكار للمجتمع كانت الفتاة سبب فيها من حيث تعلم أو لا تعلم
ثم أصبحت تشتكي نظراتهم وتتضايق من همساتهم.
بكسب أيدينا جعلنا الموضوع هاجس وكابوس يطل بوجه بشع يؤرق ليل الفتاة وأهلها حتى أصبحوا يرون الزواج معجزة والرجل
في كوكب يستحيل الوصول إليه وكانت النتيجة أن اغتر الشباب فأصبح الواحد منهم يدخل البيوت ليتفرج على بنات الخلق ويخرج
وفي قراراة نفسه يشعر بأنه نادر الوجود وأن الفتيات ملأن الأرض وكل فتاة تقول : هلم إلي ..!
تحقر الفتاة نفسها وتتشكى ثم تطلب من المجتمع أن يراعي مشاعرها ..!
فهل من فرصة لإعادة تركيب نفسيتك عزيزتي الفتاة..؟
وهل نكون يد واحدة لنصنع فتاة عزيزة بربها , قوية لا يستهان بها , معتزة بذاتها , مؤمنة بالقضاء الذي أقره خالقها..!
وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فيدي بيدك لنجعل همنا في نيل رضى الله ولنعلق أملنا به لا بخلقه ..
يتبع
█ ❤للإيجابيات❤ حـمـلـة لا للإحـبـاط من تـأخـر الــزواج ❤للمتميزات❤ █
- درس مختصر في الإيمان بالقضاء والقدر :
كثير من الفتيات أو أهل الكربات عامة يصححون مسلكهم ويهجرون المعاصي ويلجأون للطاعات لكن ينسون تصحيح عقيدتهم والتي هي أولى وأهم ففي الإيمان راحة القلب
وجاء عن نبينا الكريم أنه قال في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإيمان قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره )
وقال صلى الله عليه وسلم : (لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله ، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه )
لا يكتمل إيمان العبد إلا بالإيمان بالقضاء خيره وشره ولن نفوز برضى الله إلا بالإيمان بالقضاء والقدر , ولن نفوز بالسعادة إلا حينما نؤمن بشر القضاء كما نؤمن بخيره
ومن آمنت بما قدر الله وقضى ستعيش أمنة مطمئنة ثابتة لا تهزها الهموم ولا تحزنها المحن , حامدة لله على أن ابتلاها لتقترب منه وتنكسر بين يديه وتتذلل لعظمته
شاكرة له على كل حال لأنها تعلم بأنه أرحم بها من نفسها وأنه دبر أمرها على الخير , ومن آمنت بالله ستعيش في نعيم لا يشبهه شيء ولا تعوضه أي حاجة من حوائج الدنيا
نعيم لا يخالطه كدر ولا يفسده سخط وسعادته دائمة مضمونة قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: ( ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان)
لذا زيدي من مخزون إيمانك وبجانب دعائك بالزوج الصالح اسألي الله أن ينعم عليك بنعمة الإيمان ويرزقك القناعة والرضا وصدق التوكل عليه والإخلاص في القول العمل
وألا يجعل الدنيا أكبر همك ولا مبلغ علمك .
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=2772608
--------------------------------------
- كل الناس في مصائب :
لا أظن فتاة قرأت قول الله تعالى ( خلق الإنسان في كبد ) تجهل هذه الحقيقة فكل إنسان لديه هموم تظهر أو تخفى وكل مصيبة لا تصيب ديننا تهون
والدنيا ليست سوى طريق عابر قد تتخلله العواقب والإبتلاءات نحو حياة أبدية وسعادة أبدية ربما يكون سببها صبرنا على عواقب ذاك الطريق
ومن ذا الذي سلم من مصائب الدنيا فلم يسلم منها لا نبي ولا ملك ولا أمير ولا وزير ولا فقير كلنا لحقتنا همومها وأرقتنا غمومها حتى أدركنا حقيقة
الكبد الذي خلقنا به .
ورد في الأثار أن أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً، فعلم أنه مرض الموت وأشفق على نفسه
فكتب لأمه معزياً في ذكاء قائلاً: يا أماه ، إذا جاءك كتابي فاصنعي طعاماً واجمعي من قدرت من الناس ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة وتسألي
هل وجدت لشيء قراراً , إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعاماً عظيماً وجمعت الناس وقالت:
لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة. فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني
فتعزيت فعليك السلام حياً وميتاً.
-------------------------------------
- أنت عزيزة بالله :
أن تكوني عزيزة بالله هو أن تعلقي أملك به , أن تشكي همومك له دون سواه , أن تطلبي حاجتك منه لا من أحد من خلقه
وما أراه أن الكثير من الفتيات إلا من رحم الله علقت أملها بالخلق فأصبحت تستعطفهم ليدعو لها وتسألهم أن يذكروا لها قصصاً
ترفع من معنوياتها وكأن في فرج الله شك وتكثر من الشكوى لهم حتى تأصلت في دواخلهم أن الفتاة المتأخرة بالزواج كسيرة حسيرة بائسة
تستحق الرحمة وحتى أصبحوا يلاحقون كل فتاة تأخرت بالزواج بنظرات الشفقة , ثم تعود الفتاة مرة أخرى لتشتكي من نظرات الناس لها
وربما شماتتهم ولو فكرنا بعقل لوجدنا بأن الفتيات تسببن بهذا وأصلن هذه النظرة لهن من المجتمع فأنت حين تشتكين للخلق تنشرين
ثقافة أنك تستحقين الشفقة وتنفرين المجتمع وخاصة الرجال من الفتيات المتأخرات فلا تلوميهم من بعد هذا على نظرتهم فأنت من أصلتيها
ومن كثرة الحديث بالمشكلة أصبحت كابوس أرق حتى ليل الصغيرات في العمر وأصبحت تتزوج وهي غير مهيأة لمجرد الهروب من شبح
تأخر الزواج فلا تكوني من الساخطات المرجفات وكوني من الصابرات المتفائلات وشتان بين من ترى نور الصباح ومن ترى ظلمة الليل
وشتان بين من تبث الأمل ومن تبث اليأس.
والحل :
أنتي عزيزة بالله قوية به لا تضعفين عن خلقه فمادام الله معك فسيكفيك وبيد كل فتاة تغيير نظرة المجتمع بأن تمسك لسانها وتعيد ترميم ثقتها وتطور من ذاتها فالإنتظار ووضع اليد على الخد بإنتظار فارس الإحلام يدمرك ويجعل الناس يوجهون سهامهم إليك , وأنت صابرة وحالك لن يتغير إلا بأمر الله فلا تخدشي صبرك بالشكوى والسخط فالصبر لا يتحقق إلا بثلاثة أمور : حبس النفس عن الجزع والسخط,, وحبس اللسان عن الشكوى للخلق , وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر , والخوف كل الخوف أن تعملين وتتعبدين وتستجلبين رزقك ثم تفسدين على نفسك بالشكوى , ألست تدعين الله , ألست تتوكلين عليه , إذن أمسكي عليك لسانك ولا تجعلين لإبليس سبيل إليه يفسد في أعمالك ويورثك شفقة الخلق , وعليك بالصبر الجميل الذي
أمر الله به في كتابه العزيز وهو الصبر دون شكوى وسيوفى الصابرين أجورهم .
------------------------------------
- لا تهتمي للناس ولا يجرحك أذاهم :
رأيت الكثير من الفتيات يعتزلن الناس بحجة أذاهم وإحراجهم لها والإعتزال خطأ يبعث على تصورات سلبية عنك في أذهان الناس ففضلاً على أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم فظهورك وأنت واثقة شامخة خير من انعزالك وهروبك من واقعك فالمصالح المترتبة أعظم فخالطيهم وكوني أفضل منهم وتميزي عنهم بما يفتقدونه هم وواجهي واقعك وواجهي كلامهم بشموخ الجبال وإن أحرجوك بالأسئلة الغبية فأحرجيهم بالإجابات المسكتة المقنعة من كلام ربنا فإن واجهت سؤال لماذا لم تتزوجي ؟ فردي بكل ثقة وفصاحة بـ الله سبحانه أعلم و ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) , فدللي نفسك أمامهم بالمظهر والمخبر وأظهري دائماً أنك راضية قوية معتزة بذاتك سعيدة بحياتك فالناس لا يستقوون سوى على إنسانة هشة يظهر عليها الإنكسار فقابلي أذاهم بمنطق القوة والثقة مستندة على (حسبي الله ونعم الوكيل) .
يتبع