بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الحكم العدل اللطيف الخبير ، بين للناس طرق هداه ، ثم حثهم عليه بالترغيب والترهيب ، والوعد والوعيد فوعد المحسن بالمكافأة و المسئ بالعقاب ، وقد وصف الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بصفات المربى الحكيم ، فقال (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ))
ولذلك فإن المربى الرحيم الحكيم يضع فى حسبانه أن أبناءنا فلذات أكبادنا لا ينقصهم فى تعاملهم مع الحياة إلا الخبرات ، وبالتعلم والتدريب ومع الأيام تزداد هذه الخبرات وتنمو المهارات ، ولكن هذا لا يكون إلا بالتربية الحانية التى تتقبلهم أولا ، ثم تنمى فيهم التقدير العالى للذات ، ثم تدربهم بكل صبر و سعة صدر و دون يأس أو ملل ذلك أن تلك التربية تربى الأبناء ليتعاملوا مع الحياة وحدهم لا أن يبقوا معتمدين على الآخرين فى اتخاذ القرار وإنجاز المهام
ولكن ما نراه كثيرا من حولنا يشهد بقلة وجود هذا المربى الناصح فإننا نجد الوالدين والمعلمين يربون الأطفال ليكونوا مطيعين وهادئين صامتين ، دون أى نظر الى أنهم بشر أولا ، وأنهم ناقصوالخبرات ثانيا ، وأنهم متفاوتو القدرات ولذلك فإنهم بتجاهل كل ذلك يتوقعون من الأبناء نموذجا مثاليا يفوق ما تلقوه من تعليم وتدريب ، وربما يلوى أحدهم قدرات ابنه ليحصل منه على ما فشل هو فى تحقيقه أو يجعله نسخة عنه وهذا هو عين الخطأ
فالله سبحانه وتعالى خلق كل واحد منا خلقا يستحيل أن يتطابق مع أحد كبصمة الأصابع تماما
ولذلك فإن الحيلة تعيى هؤلء المربين فى ايجاد الأبناء المطيعيين ، وفى الاستنساخ ، وفى تفصيل الأبناء كما يحبون فلا يجدون حلا أمامهم سوى انزال العقوبات بالابن البرئ ليضغطوا عليه لتحقيق كل ما يرونه مهما
والنتيجة أن هذا الابن لن يكون بحال من الأحوال وبهذهالأساليب متحملا لمسؤلية نفسه أو متمتعا بقدر كاف من الاستقلال أو بالقدر الكافى من تقدير ذاته أو الثقة بنفسه أو الطموح أو حتى الاستمتاع بالطفولة
وهذا الخطأ الذى وقع فيه التعليم فى أكثر الدول العربية ، وهو تخريج النسخ المتشابهة من الأفراد بدلا من دعم الجوانب الايجابية فى كل متعلم ، فالتعليم العلمى هو الأفضل رغم أنف ذوى المواهب الأدبية ، والكليات العلمية هى كليات القمة مهما كان ! والطفل الناجح هو الذى يحفظ الكم الهائل من المعلومات مع إغفال التدريب على المهارات والاستفادة بالإدراك من المعلومات
وقد حكى بعضهم فى إحدى الدورات التربوية عن أم عربية تريد أن تتميز عن الأمهات بالنجاح الباهر ، فدفعت طفلها ذا الثمانية أعوام ليتعلم العديد من المهارات الصعبة فى ىن واحد متناسية تماما كونه طفلا
فهذا المسكين يذهب الى المدرسة ذات اللغة الفرنسية ثم يذهب ليتعلم الألمانية وبعدها يخرج الى النادى ليتعلم الرياضة ثم يأتيه الشيخ ليعلمه القرآن
ولكن هل سألت الأم نفسها إن كان الطفل قد عاش فعلا فى كنف الأسرة ؟ وهل استمتع بأبسط حقوق الطفل و هو اللعب وممارسة الهوايات المسلية ؟ وهل من جدارة المربى فعلا حشر الأبرياء فى كل ما يحلم به هو ؟
ولكن حين نتذكر أننا نربى لنقى أهلينا نارا ، ولنربى بصبر أفرادا صالحين متمتعين بما خصهم الله من مهارات على اختلاف بينهم ، تقل أهمية العقاب فى نظرنا ، لمل يترتب عليه من مخاطر ولما ثبت بالعلم والتجربة من ضعف فاعليته وقلة دوامها ولأنه يطفئ فى الأبناء الضمير الذاتى ، بل يجعل ما يحكم تصرفاتهم وجود العقاب أو عدمه
هذه أخواتى مقدمة حبيت أفتتح بها معكم سلسلة من الموضوعات تحت عنوان الموضوع لنتعلم بدائل كثيرة لتغيير سلوك الأبناء واسباب إساءة سلوكهم وسبل الوقاية منها وتوضيح أصول استعمال الثواب والعقاب فى تربية ابنائنا
اذا وجدت منكم تفاعل وارجو من المشرفين على القسم تثبيت الموضوع للإستفاده وجزاكم الله خيرا
اسأل الله أنا يوفقنا ويهدينا الى ما يحب ويرضى
ام الرسام @am_alrsam
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام الرسام
•
سبحان الله يا بنات حتى كلمة جزاك الله خير بخلتوا بها الله يسامحكم مشكورين على التفاعل الرائع
الله يسعدكم بنات ان شاء الله بكمل الموضوع بكرة وما بتندموا على المشاركة مشكورين لتواجدكم وشرفتم موضوعى
تربية آلآطفال بالثوآب والعقاب مطلوبة ولكن بشروط بـ ىآنه لايؤلم نفسياً وجسدياً .. ويكون ايجابياته صحيحة ..
جزاك الله خير وننتظر البقية ..
جزاك الله خير وننتظر البقية ..
الصفحة الأخيرة