قال الشاعر:
إحفظ لسانك أيها الإنسان***لا يلدنك إنه ثعبان.
كم في المقابر من قتيل لسانه***كانت تهاب لقاءه الشجعان

حيااااكم الله اخواتي
أن بعض المناقشات قد تخرج عن هدفها الأسمى و تَجُرُّ أصحابها إلى الوقوع بأنفسهم في محاذير شرعية من
حب الانتصار للنفس و المكابرة في عدم الرجوع إلى الحق و إظهار التشفِّي من الطرف الآخر عند رؤيته متراجعا
عن قوله . . إلى غير ذلك مما لا يليق بالمسلم العاقل...
فالكلام الكثير يؤدي الى أن يتورط الإنسان في أخطاء كثيرة،فاللسان له آفات ،بلغها الإمام الغزالي عشرين آفة من
الكذب ،والغيبة والنميمة واليمين الغموس وشهادة الزور والخوض في أعراض الناس والكلام فيما لا يعنيه والإستهزاء
بالآخرين والسخرية منهم،وغير ذلك.
وليس معنى هذا أن يطبق الإنسان شفتيه ،ولا يرد ولا يتكلم بالحق...ولا...إنما ليحرص على أن لا يتكلم إلا
بالخير وبما يرضى الله عز وجل.
ومن هنا قال الناس من قديم : إذا كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب.
حتى في الدنيا وليس في الآخرة فقط،يجد الإنسان نتيجة أخطاء اللسان ،فيؤذي ويصاب بالأضرار الجسيمة بسبب
لسانه.
فلتات اللسات هذة يجب الحذر منها.
قالوا: أنت مالك الكلمة ،فإذا قلتها ملكتك.
ولهذا لا ينبغي ان يكون الإنسان ثرثاراً ...
قال تعال:"ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب اليه من حبل الوريد إذا يتلقى المتلقيان عن
اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".(ق/16_18)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )) أخرجه البخاري ومسلم

احبتي فيه ..
إن الردود لها مقصد وسبب وثمرة وأدب من التزم بهذه الركائز كان التوفيق صاحبه وجاء رده كالبلسم الشافي
والمنبع الصافي ومن أخل بشيء من تلك الركائز منع الوصول، وحرم القبول
ولايخفى عليكم أن الخلاف في في وجهات النظر وارد بسبب اختلاف الموارد التي ينهل منها الأشخاص
والمقصد من الردود تبيين الحق، وليس القصد من الرد التعالي على الآخرين أو التشفي منهم أو كشف العورات
وتتبع العثرات ...
ولذلك ينبغي لمن أراد كتابة رد أن يراجع نيته وينظر في طويّته لأن الأعمال بالنيات والأمور بمقاصدها ...
نسأل الله حسن النية ....
و يجب علينا ايضا مراعاة مشاعر الطرف الآخر و الابتعاد عن الهمز واللمز والسخرية والكلمات الجارحة
ولكي نقلل من سيئات لساننا وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه سهلة فقال ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت )
وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه )
إن الأعضاء تقول للسان كل غداة:
( اتق الله فينا فان انصلحت انصلحنا وان اعوججت اعوججنا )
وقال احد التابعين ( من حسب كلامه من عمله قل كلامه )
وقال ابن القيم (القلوب قدور والألسنة مغارفها )

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ورحم الله عبداً تكلم فغنم أو سكت فسلم.
وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب فهنيئاً لمن كف لسانه إلا من خير، فإنك بذلك تغلب
الشيطان، ومن كثر كلامه كثر سقطة، ومن كثر سقطة كثرت ذنوبه
{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
*ومن حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه
والكلمة الطيبة صدقة،

نفعنا الله ويإاكم بما ننقله ونسأله سبحانه الجنة وما قرب اليها من قول وعمل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ومحمد وعلى آله وصحبه أجمعين .