بسم الله الرحمن الرحيم
قصص من واقع الدعوة- بقلم الشيخ نمر سلفيتي - فلسطين 48
حلقة في جدار البيت
خلال أحد البرامج الدعويه ، حيث استغرق الى ساعه متأخره من الليل ومعي أحد الأخوه المشاركين وقد كان حديث عهد بالدعوه فقلت له :
إن شئت فارجع الى بيتك لعل زوجتك تتضايق من تأخرك الى هذه الساعه من الليل ومن طول غيابك عن البيت ، قال : لقد تعودت على ذلك ، فقد كنت وانا في جاهليتي وعصياني أعود الى البيت في السادسه صباحا ، فقد اصبح لديها مناعه وهي لا تكترث في أي ساعة ارجع ، وهي أسعد ما تكون لما تعلم إني أتأخر معكم من أجل الدين والدعوه بينما كنت أتأخر من أجل المعصية والدنيا .
ضرب هذا الشاب مثلا مشرفا للدعاه ، واعطاهم درسا عمليا ، مع انه لا يزال حديث عهد بالدعوه ، غير بعيد عن جاهليته التي كان فيها هائم ، علمنا أنه بالامكان أن تعد الزوجه اعدادا يجعلها تحتمل تغيب زوجها عن البيت ، فقد تعودت زوجة صاحبنا على تغيبه بسب المعصيه والدنيا ، وان زوجة صاحبنا لأهي اسعد ما تكون لما تعلم ان زوجها الان بين اخوانه في نشاط دعوي بينما كان سابقا بين الشياطين عاصيا لله وللرسول صلى الله عليه وسلم ، فالزوجة تكون عونا لزوجها إن غاب عنها وعن البيت والاولاد ، او تأخر عن برنامج زياراتها ، او ضيوفها ، او موعد خروجها للتسوق ،او غيره، فإنها تتفهم غيابه ، بل لا تثقل كاهله بالسؤال ، ولا تلح عليه بتذكيره بكثرة الأشغال الخاصه بها ، فتنجز هي ما استطاعت انجازه بنفسها ، لا تشعره بالتذمر ولا التضجر في أداء رسالته ، ولا لكثرة تأخره ، فإن غيره قد لا يعود الا بعد الفجر من عصيانه ، وهو يعود حين يعود من واجبه .
أما أن تعلق الزوجه في جدار بيتها حلقة،تربط حبلا من طرفه فيها ، ومن طرفه الآخر تربطه في زمام زوجها ، وتطيل الحبل له إن شغلت عنه ، وتقصره له إن بدا لها ، ووفق مزاجها .
فإن صاحب هذه الحلقه سوف يبقى دائما وابدا وفي كل لقاء دعوي او برنامج ينظر الى ساعة يده ، كل حركة عقرب تدق مع نبضة قلق في قلبه ،لأنه تأخر،ولأن الحلقه تشده ، وتذكره باقتراب ساعة الصفر ، فيختصر اللقاء، ويتسلل من البرامج الدعويه ، فعقارب زوجته لاترحم أحد .
رحم الله والد مالك بن انس ، خرج للدعوة الى الله ، وللجهاد في سبيله ، ونسي المسكين أن ينظر الى ساعة يده ، ولم تدرك زوجته أن تربط الحبل بين زمامه وحلقة البيت ، فلم يلتفت الى ساعة يده الا بعد عشرين عاما ، عاد الى بيته فوجد ابنه الذي كان جنينا في رحم امه ، وجده مفتيا لأهل المدينة ، وجده عالما يصارع الرجال والعلماء ، وما كان ذلك الا ببركة نسيانه للنظر الى ساعة يده وببركة نسيان زوجته لربط زمامه بحلقة جدار البيت.
islam @islam
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله كل خير "إسلام" .. القصة مؤثرة ومعبرة ..
وأهلا بك ومرحبا في المنتدى ..