
حيثما يكون الحب يكون القلب ..
وحينما يخلو القلب من الحب ..
نقول : ها قد مات القلب ..!
الحب والقلب جوهرتان في واحدة
تتآلق في كينونة الإنسان .
الحب قنديل القلب المضيء ، ولولاه لغدا القلب مطفأً..
💕💕
في معتزل الذكرى حين يطرق باب قلوبنا حنين ..
للذين ادلهم عليهم سكون الأبد ..
للراحلين الذين مازالوا يتشاطرون قلوبنا ..
يستدعي الشوق أطيافهم ويفترش ذكراهم ..
نلتقي بهم معاً .. ! أو فرادى ..
في حديقة الأرواح في منأى عن الزمان والمكان
نثرثر حديث الأمس الذي اختزنه الباطن في غفلة الشعور ..
نستعيده بدقائقه..
بلحظات أفراحه وأنسه معهم ..
ونسترجعه كذلك بهفواته وأخطائه !
مجتمعاً كله في حواسّ الكائن الروحي المتغلغل فينا..
يلتقط القلب من صوت الماضي كبوات جواده وسقطاته..
ولحظات آلامه ... ثم يقف عندها ..!
يسلط عليها مجهره ..
فتكبر الرؤيا وتطغي ..
وتتكسر نوتات القلب شظايا تجرح أحاسيس الحاضر
وتقطع عروق الذكريات السعيدة .
يقف القلب عندها على باب الملامة ..
يتمنى لو يعود الزمان ليلغي أخطاءه الماضية معهم ..
ليكون أسخى في العطاء لهم ..
وأوثق في الوصل ، وأقل تقصيراً ..
تبرز الأخطاء كنقاط سوداء على صفحة الضمير
نعجز عن محوها .. فنتحسر ونندم .. على ماكان منا ..!
من المحال أن نملك التغيير ..!
فالرحلة معهم قد انتهت ..
ولا سبيل إلى العودة ورتق الأخطاء.
وهنا ينبري من غور الجوى صوتٌ مشفقٌ متسائلاً :
لماذا ياترى يعبر القلب قنطرة الفرح مسرعاً
ليستريح عند ناصية الشجون ؟!
لماذا يحرك رياح الأسى واللوم في غيهب الوجدان
لتقتلع رياحين السلام ؟!
💕💕
وعندما نصحو من غفوة الماضي
وننفض عنا شرود الوعي .. ونهرب من شبح أفكارنا ...
وننتزع ذكرياتنا التي نادمها الأسى والحسرة ..
ونفلت خيوط الوصل بيننا وبين الأطياف .. ..
تبتعد عنا .. ! ترحل .. وتتلاشى...!
ولا يبقى في المكان غير نحن ..
وعطش مستبدٌ بأوردة الروح ..!.
💕💕
رغم الرحيل والبرزخ الضارب بيننا أطناب الغيب
لازال هناك وصل يرتق تمزقات الماضي في قلوبنا شيئاً ..
ويهديهم الثواب الجميل ..
ويبعث لقلوبنا الراحة ويعتقها من ملامة التقصير ..
ونوبات الضمير ..
لنواصلهم بالدعاء بالرحمة والمغفرة ..
ونتحفهم بروعة هدايا الصدقة
ونذكرهم بالخير كلما دار حديث طاف فيه ذكراهم
ونصل من واصلوهم في حياتهم ..
ونذكرهم بالأحياء من أحبائهم وذوي قرباهم ..
بذلك تستحيل الذكريات برداً وسلاماً..
كلما دق على باب القلب اشتياق.
غاليتي فيض ربطت الماضي بالحاضر بحب وحنان ....
وفي كل مرة تثير كلماتك المشاعر بصدق معانيها ....
حفظك الله ودام عطاء روحك الخصب لهذا المكان ....
♥♥♥