جُمان

جُمان @gman_1

عضوة نشيطة

للشباب فقط في رمضان ..

ملتقى الإيمان

أخي الشاب ..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. و بعد :

فقبيل أيام استقبلنا و إياك شهر رمضان المبارك هذا الشهر أخي الفاضل يعني لدينا و لديك الكثير .. و أنت شأنك شأن سائر المسلمين قد استبشرت بهذا الشهر الكريم و لا شك ..

و يسرني أخي الفاضل في هذا الشهر الكريم أن أتوجه لك بأغلى ما أملك ، و أعز ما أقدم سالكاً سبيل المصارحة ، و الحديث تحت ضوء الشمس ..

إن المصارحة أخي الفاضل قد تكون مرة الطعم ، لكن نتائجها محمودة .. و قد ذقنا جميعاً مرارة التستر على العيوب ، و لمسنا شؤم دفن الأخطاء باسم المجاملة . .


فآمل أن يتسع صدرك لسماع ما أقول ..




.. **ورع و لكن ** ..

أخي الشاب ..

موقف نشاهده جميعاً في شهر الصيام : أن تجد شاباً معرضاً ، غارقاً في وحل الشهوات ، يتجرأ على الكبائر و المعاصي ، و يتهاون في الطاعات الظاهرة ، تجد هذا الشاب يتساءل عن قضايا دقيقة في الصيام ..

كأن يتوضأ فتنزل من أنفه قطرات من الدم دون قصد : فهل يؤثر هذا على الصيام أم لا ؟؟ ..

مر في الشارع فدخل جوفه غبار فما الحكم ؟؟

وهو يسأل جاداً ، و لديه استعداد تام لتحمل تبعة السؤال من قضاء أو حتى كفارة ..

السؤال أخي الكريم عما يشكل على المرء في عبادته مبدأ لا حق لأحد أن يرفضه ، و إن وقوع المرء في معصية ليس مبرراً لعدم عنايته بالطاعة ، و السؤال عنها ..

ولكن : ألا توافقني أن مثل هذا الشاب يعيش تناقضاً يصعب أن تجد له تفسيراً له ؟؟ فلماذا يتورع هنا و يسأل و يحتاط عن أمر اشتبه عليه ، بينما يرتكب عن عمد و سبق اصرار ما يعلم أنه حرام بل كبيرة من الكبائر ؟! ..




.. **الانضباط العجيب** ..

أخي الشاب ..
يحتاج البعض من الشباب حين تنهاه عن معصية أو تأمره بطاعة أنه مقتنع تمام الاقتناع ، لكن شهوته تغلبه ، و هو لا يستطيع ضبط نفسه ، وقد يبدو العذر منطقياً لدى البعض لأول وهلة ..

ولكن حين ترى حال مثل هذا الشاب مع الصيام ترى منطقاً آخر ..

فما إن يحين أذان الفجر حتى يمسك مباشرة عن الطعام ولو كان ما بيده هي أول لقمة لأنه استيقظ متأخرا .. و يبقى عند مائدة الإفطار و لا يتجرأ على مد يده قبل أن يسمع الأذان ..

وهو أثناء النهار مهما بلغ به العطش و الجهد لا يفكر في خرق سياج الصوم ، واستباحة حماه ، ألا ترى أن هذا السلوك – وهو سلوك محمود ولا شك – يدل على أنه يملك القدرة على ضبط نفسه و الانتصار على شهوته ؟ إن الصيام أخي الشاب يعطينا درساً أننا قادرون بمشيئة الله على ضبط أنفسنا و الانتصار على شهواتنا .


.. **هل رأيت هؤلاء** ..

هل تفضلت أخي الشاب .. أن تأتي إلى مسجد من المساجد ممن رزق الله إمامه الصوت الحسن المؤثر فرأيت ذاك الجمع من الشباب الأخيار ؟ و قد عقدوا العزم على الوقوف بين يدي الله في تلك الصلاة و لو امتدت إلى السحر ، في حين ترك غيرهم صلاة الجماعة أصلا ؟؟ ولو أتيت في العشر الأواخر لم تجد إلا القليل . فلقد توجهوا صوب البيت العتيق يبتغون مضاعفة الأجر ، و حط الوزر .. في حين ترى غيرهم يقضي ليالي رمضان فيما لا يخفى عليك .. ماذا لو وجه ذلك الشاب الذي يجوب الأسواق هذا السؤال إلى نفسه :

ألا أستطيع أن أكون واحداً من هؤلاء ؟ كيف نجحوا ؟ وهم يعيشون في المجتمع نفسه و لهم شهوات ، و أمامهم عوائق كما أن لي شهوات و أمامي عوائق ..



ألا تطيق ما أطاقوا ؟؟


أخي الكريم ..

كثير هم الشباب الذين كانوا على جادة الانحراف ، و في طريق الغفلة ، يمارسون من الشهوات ما يمارسه غيرهم ، ثم منّ الله عليهم بالهداية فتبدلت أحوالهم و تغيرت وساروا في ركاب الصالحين ومع الطائعين المخبتين . و ربما كان بعضهم زميلاً لك . فكيف ينجح هؤلاء في اجتياز العقبة و يفشل غيرهم ؟ ولماذا استطاعوا التوبة ولم يستطع غيرهم ؟ .. إن العوائق عند الكثير من الشباب عند التوبة و الالتزام ليس عدم الاقتناع ، بل هو الشعور بعدم القدرة على التغيير ..

أفلا يعتبر هذا النموذج مثلاً صالحاً له ، و دليلا على أن عدم القدرة لا يعدو أن يكون وهماً يصطنعه ..



.. **قبل أن تذبل الزهرة ** ..

لقدر أبصرت عيناك أخي الكريم ذاك الذي احدودب ظهره ، و صارت العصا رجلا ثالثة له و تركت السنون الطويلة آثارها على وجهه ..

أتراه وُلد كذلك ؟؟ أم أنه كان يوماً من الأيام يمتلئ قوة و نشاطاً ؟؟ ..

ألا تعلم أني و إياك سنصير مثله إن لم تختطفنا المنية – وهذا أشد – و تزول تلك النضارة و تخبو الحيوية ..

فماذا أخي الكريم لو حرصنا على استثمار وقت الشباب قبل أن تفقده فتتمناه و هيهات ..



.. **وعن شبابه فيما أبلاه ** ..

أخي الكريم ..

أخي الكريم : لاشك أنك تحفظ جيداً قوله صلى الله عليه و سلم (( لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه و عن شبابه فيما أبلاه ، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه )) ..

أخي الكريم : لنفكر ملياً في واقعنا الآن فهل سنجد الإجابة المقنعة ، المنجية أمام من لا تخفى عليه خافية عن هذه الفقرة ( شبابه فيما أبلاه ) وهل حالنا الآن مع عمر الشباب توهل لاجتياز هذا الامتحان ..

ألا ترى أن أمامنا فرصة في اغتنام الشباب و الاعداد للامتحان ؟

.. **سابع سبعة ** ..

أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أنه في يوم القيامة : (( يوم تدنو الشمس من الخلائق فتكون على قدر ميل ، و يبلغ منهم الجهد و العرق كل مبلغ )) ..

أنه قي ذلك اليوم هناك من ينعم بظل الله و تكريمه ، ومنهم شاب نشأ في طاعة الله عز وجل .. فماذا يمنع أن تكون أنت واحداً من هؤلاء ؟؟ ..

وما الذي يحول بينك و بين ذلك .. فأعد الحسابات ، و صحح الطريق . و اجعل من الشهر الكريم فرصة للوصول إلى هذه المنزلة ..

ما أعظم ما تقدمه في هذا الشهر الكريم ؟؟

لاشك أنك رأيت الناس و قد تبدلت أحوالهم في هذا الشهر .. فالمساجد قد امتلأت بالمصلين ، و التالين لكتاب الله .. و الأماكن المقدسة ازدحمت بالطائفين و العاكفين .. و الأموال تتدفق في مجالات الخير .. فهذا يصلي و هذا يتلو و الآخر ينفق ، و الرابع يدعو ..

فأين موقعك بين هؤلاءجميعا ؟؟! ..

ألم تبحث لك عن موقع داخل هذه الخارطة .. أليس أفضل عمل تقدمه .. و خير انجاز تحققه التوبة النصوح و إعلان السير مع قافلة الأخيار .. قبل أن يفاجئك هادم اللذات فتودع الدنيا إلى غير رجعة ..
فهل جعلت هذا الهدف نصب عينيك في رمضان و أنت قادر على ذلك بمشيئة الله ؟؟


.. **التوبة و الموعد الموهوم ** ..

كثير من الشباب يقتنع من خطأ طريقه و يتمنى التغيير لكنه ينتظر المناسبة ..

ألا وهي أن يموت له قريب أو يصاب هو بحادث فيتعظ .. و يهزه الموقف فيدعوه إلى التوبة ..

و لكن ماذا لو كان هو الميت فاتعظ به غيره ؟؟ و كان هذا الحادث الذي ينتظره فعلا لكن صارت فيه نهايته ؟؟ ليس أخي الشاب للإنسان في الدنيا إلا فرصة واحدة فالأمر لا يحتمل المخاطرة ..

فهلا قررنا التوبة اللحظة و سلوك طريق الاستقامة الآن ؟؟..

إن القرار قد يكون صعباً على النفس و ثقيلاً ، و يتطلب تبعات و تضحيات لكن العُقبى حميدة و الثمرة يانعة بمشيئة الله ..



بقلم فضيلة الشيخ .. محمد الدويش .. حفظه الله و نفع بعلمه و قلمه ..





و أعتذر عن الإطالة ..


جُمان ..
0
624

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️