خلال الكشف عن تأسيس شركة (اعمار الشرق الأوسط)أداء (بورصة الإمارات).. وتوقعات الأسبوع المقبل ..(2 ديسمبر)
تجاوزت أسواق الأسهم في الإمارات خلال تعاملات الأسبوع الماضي الضغوط النفسية بكل جدارة واستحقاق، إذ واصلت نشاطها المتميز للأسبوع الثاني على التوالي بعد إجازة عيد الفطر وبصلابة، وقوة، وتميّز، ووسط تفوق واضح وكاسح لحجم طلبات الشراء على عروض البيع على العديد من الأسهم المدرجة، وهي حالة لم تشهدها الأسواق منذ عدة سنوات.. وأدّى ذلك بطبيعة الحال إلى بلوغ أسعار بعض الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة لم تكن متوقعة .. وعكست الأوضاع الثقة التامة التي أصبحت تحظى بها أسواق الأسهم في الإمارات بشكل عام، ممّا أدّى إلى جذب المزيد من السيولة المحلية والخارجية، واشتدّت المنافسة بين المحافظ الاستثمارية الخليجية والمحلية، وكبار المستثمرين للفوز بأكبر حصة من الأسهم خصوصاً مع اقتراب نهاية العام وبدء ظهور نتائج أعمال الشركات والمصارف والتي بدت الملامح الأولى لها بأنّها مبشرة بكل خير.. وكان الأسبوع الماضي أسبوع ((إعمار)) بلا منازع حيث كان له صولات وجولات في ساحات التداول أبهرت كل متابعيْ السوق.. وكما كان متوقعاً فقد اخترق سعر إعمار حاجز الـ 10 دراهم بثقة تامة، وتابع مسيرته متجاوزاً حواجز العروض الضخمة الناجمة عن عمليات البيع لجني مكاسب سريعة، ونتيجة لقوة الطلب استطاع أن يتماسك ولم نشعر بتأثير (جني الأرباح) على السعر إلاّ بشكل بسيط ولا يُذكر، وقد أسهمت المفاجآت السارة في دعم مسيرة السهم حيث أعلنت الشركة عن ميلاد تحالف استراتيجي من خلال اتفاقية تاريخية وقعتها إعمار مع شركة ((الأولى)) السعودية لتأسيس شركة (اعمار الشرق الأوسط)، والتي ستكون باكورة إنتاجها الأول إنشاء مشروع كبير يتألف من 12 ألف وحدة سكنية في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، إضافةً إلى دراسة الشركة في الدخول في استثمارات ضخمة جديدة في البحرين خلال الفترة المقبلة، وكذلك كشفت إعمار عن طرح وحدات ''الزعفران'' السكنية، في منطقة ''المدينة القديمة'' في مشروع ''برج دبي''.. وبناءً على هذه المستجدات تم تداول كميات تاريخية من السهم على مدار الأسبوع وبمعدل يومي لم يقل عن نحو 50 مليون سهم في اليوم، كما شهدت أسهم أخرى اختراق حواجز سعرية جديدة، ففي قطاع الخدمات لامس سهم اتصالات حاجز الـ 217 درهماً لأول مرة في وسط الأسبوع ليستقر عند 211 درهماً في نهاية الأسبوع، كما واصل سهم سوداتل خطواته نحو الصعود ليصل في ختام الأسبوع إلى نحو 70.75 درهماً، كما سطع نجم سهم أسمنت الخليج بقوة خصوصاً في النصف الثاني من الأسبوع حيث لوحظ ارتفاع حجم الطلب على السهم بشكل كبير ليحقق قفزة جديدة عندما احتضن سعر الـ 8.3 درهم في نهاية الأسبوع، وسط تفوق واضح لحجم الطلب على عروض البيع على هذا السهم، وواصل سهم الواحة زحفه نحو الصعود ليصل إلى 16.7 درهم في ختام الأسبوع، كما حقق سهم الجرافات البحرية سقفاً سعرياً جديداً لم يبلغه السهم منذ تأسيس الشركة عندما اقترب من حاجز الـ 140 درهماً لأول مرة، وبالنسبة لسهم أملاك فقد لوحظ استقرار السعر نسبياً، وكانت الشركة قد كشفت النقاب في نهاية الأسبوع عن أبرامها اتفاقاً مع شركة (استثمار العقارية) المالكة لمشروع (جميرا بيتش ريزيدانس) يوفر مجموعة من خيارات التمويل العقاري المتفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية للراغبين في شراء عقارات سكنية في هذا المشروع، ولكن نظراً لصدور البيان بعد إقفال التداول في اليوم الختامي من الأسبوع فلم يكن له تأثير على السهم، واستقر سعر السهم عند 3.03 درهم. أمّا في قطاع المصارف فقد اتضح جلياً تأثير الارتفاع المذهل في حجم الاكتتاب في أسهم الدار العقارية على أسهم المصارف والبنوك التي أدارت الاكتتاب وقامت بتمويل المكتتبين في الشركة الجديدة، حيث تجاوز حجم الاكتتاب سقف الـ 370 مليار درهم، ممّا يعني ارتفاع مذهل في حجم الرسوم والفوائد التي ستجنيها المصارف الممولة للاكتتاب، وقد حقق سعر سهم مصرف ابوظبي الإسلامي ارتفاعاً ملحوظاً ولامس حاجز الـ 36 درهماً في اليوم الختامي من الأسبوع، كما لامس سهم بنك الخليج الأول حاجز الـ 13 درهماً، وسهم بنك دبي الإسلامي الذي وصل إلى 90 درهماً في وسط الأسبوع ليعود ويستقر عند 84 درهماً في نهاية الأسبوع. كما شهد قطاع التأمين نشاطاً مميزاً وبرز خلال الأسبوع سهم الاتحاد للتأمين الذي تجاوز حاجز الـ 40 درهماً، وسهم الإمارات للتأمين الذي بلغ 190 درهماً. وبصورة عامة فقد بلغ إجمالي قيمة التداول في سوق الاسهم المحلية خلال الاسبوع الماضي نحو 4،21 مليار درهم، متجاوزاً حاجز الـ 4 مليارات درهم للاسبوع الثاني على التوالي بعدما بلغت التداولات في الاسبوع السابق 4،35 مليار درهم. وتوزعت التداولات بواقع 3،56 مليار درهم في سوق دبي المالي و648 مليون درهم في سوق ابوظبي للاوراق المالية، وتصدر سهم إعمار السوق من حيث قيمة التداولات التي بلغت نحو 2،56 مليار درهم.
كان ذلك أبرز ملامح التداولات خلال تعاملات الأسبوع الماضي وفيما يلي أبرز العوامل المؤثرة على مجريات السوق:
1 ـ استمرار عملية جذب السوق لرؤوس أموال جديدة، سواء تلك المتمثلة في دخول محافظ استثمارية خليجية ومحلية كبيرة إلى السوق لأول مرة أو كبار المستثمرين المحليين أو الخليجيين، خصوصاً في ظل توقعات باستمرار حالة النشاط وبشكل أكثر تميزاً وقوة مع مطلع العام المقبل، والتوقعات التي تعزز حدوث طفرة قوية خلال الفترة القريبة المقبلة.
2 ـ تحقيق معظم الشركات في القطاعات المختلفة مستويات عالية من الربحية وبالتالي ارتفاع مكرر الأرباح لها مقارنة مع القيمة السوقية المتدنية لها، ممّا يعني وجود فرصة كبيرة في استمرار مسلسل الصعود خلال الفترة المقبلة، وقد شجّع هذا الأمر شريحة كبيرة من المستثمرين أولاً بالاحتفاظ بما لديهم من أسهم، وثانياً شراء كميات إضافية جديدة وإدراجها ضمن محافظهم الاستثمارية.
3 ـ زيادة المشاريع التنموية الضخمة والتي تـنبئ بانتعاش كبير في الحركة الاقتصادية والتجارية في الدولة، وبما يعود بالنفع وتحقيق المزيد من الربحية للشركات والبنوك المساهمة العامة.
4 ـ زيادة الثقة بأسواق الأسهم المحلية خصوصاً من جانب كبار المستثمرين الذي هجروا السوق بعد طفرة 1998 ليعودوا من جديد ولكن متسلحين هذه المرة بالخبرة الكافية التي تجنبهم تقلبات الأسعار ومتغيرات السوق.
5 ـ العوامل الفنية الأخرى المتمثلة بارتفاع أسعار النفط، وتدني مستوى العوائد على الودائع المصرفية، وبقاء مجال الاستثمار في الأسهم كواحد من أفضل القنوات الاستثمارية المربحة خلال الفترة الحالية.
كان ذلك أبرز العوامل المؤثرة في اتجاه السوق، وفيما يلي أبرز ملامح التوقعات للأسبوع المقبل:
من المتوقع أن تشهد أسواق الأسهم استمرار النشاط المتميز في القطاعات المختلفة، وسيتواصل مسلسل الصعود في أسعار بعض الأسهم التي لم تنلْ حقها الكافي من الارتفاع حتى الآن، فيما ستشهد بعض أسهم المصارف والبنوك تراجعاً تصحيحياً، وربما تتأثّر البنوك التي أدارت اكتتاب الدار العقارية بقرار لجنة المؤسسين في شركة “الدار العقارية” الذي يقضي بتخفيض التكاليف والأعباء التمويلية على المستثمرين المكتتبين بأسهم الشركة والتي مُوِّل معظمها من خلال البنوك، حيث أعلنت اللجنة انها قامت من خلال مديريْ الاصدار بالاتفاق مع بنوك ومؤسسات الاكتتاب على تخفيض الفترة التي تم احتساب الفوائد على أساسها الى 15 يوماً.”. وهذا يعني انخفاض حجم الفوائد التي ستجنيها البنوك من وراء عملية تمويل الاكتتاب، ولكن من المتوقع أن يكون التأثير محدود نظراً لقوة أداء البنوك بشكل عام حتى وإن لم تمول اكتتابات بهذا الحجم التاريخي. أمّا في قطاع الخدمات فمن المتوقع أن يواصل سهم إعمار جولاته المكوكية في سماء البورصة، وربما يعانق مستوى سعري جديد في النصف الثاني من الأسبوع، كما سيكون لقطاع الأسمنت كلمة مسموعة خلال الأسبوع يستمر من خلالها تألق سهم أسمنت الخليج الذي ربما يسجل مستوى سعري جديد لم يحققه من قبل، وكذلك أسمنت الاتحاد، وربما يكون لفوز أملاك بتوفير التمويل العقاري المتفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية للراغبين في شراء عقارات سكنية في مشروع جميرا بيتش ريزيدانس أثر إيجابي على السهم. وبشكل عام سيكون الأسبوع المقبل متميزاً وحافلاً بالمفاجآت السعرية بإذن الله .. وختاماً أُذكركم أعزّائي الكرام بأنّ التوقعات تظل تحتمل الصواب أو الخطأ، وما التوفيق إلاّ من عند الله .. ولكم منّي في الختام أصدق الأمنيات بالتوفيق، وتحقيق أعلى مستويات الربحية، وأتمنى لكم أسبوعاً متميزاً.. مع خالص محبتي..
منقول