(لله درك جوهرة المصلى)

الأدب النبطي والفصيح

كما وعدتكم ها انا أفي بوعدي وأجدد اللقاء بكم مع قصة جديدة وأحداث

وشخصيات جديدة ,,حرصت من خلال هذه القصة على المصداقية والشفافية ,, وكذلك طلب الأذن والموافقة من بطلة

القصة الحقيقة بسرد ونشر اهم الأحداث فيها وهذا الأمر أعتمد على ما توصلت أليه ذاكرتي من تذكر للأحداث

والمواقف المهمة فيها ,,,



أتمنى ان تنال القبول والرضي من المتلقي والقارئ وان تحقق أهدافها المبتغاة ,,, وان تكون سببا في تحفيز الهمم



الى أعالي القمم,,,وان تكون شاهدة لي لا علي ....




كما أرجو ان اكون عند حسن ظنكم بي ,,, فما كان من توفيق فهو من الله وما كان من نقص فمني والشيطان ....والله


ولي التوفيق....


[اما الان اترككم مع القصة)



(لله درك جوهرة المصلى)


منذ أعوام مضت وسنون خلت كان في مدرستي مصلى ,كنا نذهب أنا وبعض زميلاتي وباقي بنات المدرسة للصلاة فيه

في شهر رمضان صلاة الظهر ,,وفي وقت الفراغ نجعله ملاذنا وملجأنا من الحر ألشديد كون التكييف يعمل فيه على

مدار الساعه والمكان يحتفظ بالبرودة لقلة المرتادين له ,على عكس الفصول المكتظة بالطالبات ,هذا هو حال مصلى

المدرسة في مدرستي, أنا شخصيا أتكلم عن ألمرحله ألثانوية لانه وللأسف الشديد في المراحل السابقة لأتذكر انه

كان يوجد مصلى ؟؟


ربما أنا مخطأة لكن لأتذكر؟


هذا هو حال مصلى المدرسة في مدرستي ألثانوية,مع نسبة بسيطة لاأستطيع أن أتجاهلها أقامت بعض ألمحاضرات


والندوات بين ألحين والأخر لكنها كانت تفقد

التنظيم والتنسيق,كانت عشوائية وأقصد بذلك أنها تقام و

تنتهي وغالبية المدرسة لأتعرف عنها شيء,,واحيانا تكون في حصة النشاط ألمدرسي محاضرة تقام كل شهر أو شهرين

مره,,كان ألاهتمام بمثل هذه الامور ذلك الوقت محدود



وبسيط ولم يكن هناك وعي أو تثقيف للطالبات تجاه هذا الأمر




ولم تكن هناك صحوة دينيه بمعناها الحقيقي؟؟



كان هذا الأمر قبل حوالي ثلاثة عشر عاما وتحديدا قبل عام 1415-1416Lه كنا في

هذا العام على موعد مع الأمل ,موعد

مع ألتفاؤل ,موعد مع ألصحوة ,موعد مع استعادة ألذات والنهوض بها الى مكانا علي في النفس البشرية انا لا أنكر بل لا

يحق لي ولا لأي انسان غيري ان ينكر الأعمال التي قامت بها بعض المعلمات والطالبات الصالحات من محاضرات او

ندوات ولكن كانت تنقصها الأساليب والتطوير والخبرة والطريقة ألجذابة في الطرح ألذي بدوره يشحذ الهمم ويجذب

ألإسماع مرغمة أليه ليس بالقوة أنماء بالحب وقليلا من السحر بالكلام الطيب الراقي الذي يروي القلب قبل العقل







في هذا لعام حل على مدرستنا ضيف جديد ؟


الكل في الصف وكنا آنذاك في الصف الثاني ثانوي يريد ان يعرف من هي هذه المعلمة الجديدة التي سوف تأخذ بزمام

أمورنا من بعد معلمة كانت مثل رحيق الأزهار أو كالمسك ينتقل عبيره وريحه الطيب من فصل الى فصل تبادر الى الذهن سؤال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل ستكون هذه المعلمة الجديدة خير خلف لخير سلف؟؟؟؟


كنا لا نظن ذلك بل لا نريده لأن معلمتنا السابقة كانت كالبلسم على الجرح..هي الأخت والأم والصديقة

رغم الفترة البسيطة التي قضتها معنا قرابة العام ,,لا أخفيكم سرا ان جميع بنات فصلي قد امتعضن من هذه المعلمة

حتى قبل أن نراها ومن أول درس حضرته لنا وعرفتنا بنفسها وأسمها قائلة بعد ألسلام ... أنا شيخه أل.....معلمة مواد

الدين الجديدة الكل تذمر في داخله مع قليلا من الانبهار بشخصية هذه المرأة لقد اختلطت المشاعر مع بعضها

تذمر لانه فقد معلمة فاضلة وأنبهر لانه شاهد معلمة ناضجة ,ثاقبة

النظرة ,ذات ملامح بشوشة في ظاهرها ,جريئة قوية في باطنها .... المهم عندما دخلت علينا أمرتنا بفتح المصاحف

كبداية مباركه لها معنا ,, لا أنسى ذلك اليوم أبدا ما حييت عندما طلبت مني أن أقراء من المصحف ألشريف,, وبدأت

بالقراة و الترتيل ,ثم توقفت ظنا مني أنها أكتفت بهذا القدر من التلاوة,,,

,فنظرت ألي زميلتي مبتسمة فابتسمت ,ثم نظرت إلي المعلمة نظرة حادة يبدو في ملامحها الاستياء وقالت بالحرف

الواحد (قرأتك كانت رائعة لكن للاسف خربتي على نفسك) لقد نزل علي هذا الكلام كالماء الساخن

انتظرت طويلا حتى انتهت الحصة وجريت خلفها حتى استوقفتها وبررت لها موقفي ,

اقتنعت بكلامي ثم ابتسمت في وجهي ,,, من تلك اللحظة شعرت بإحساس غريب يجذبني نحوها ,وعندما عدت الى

الفصل !! فوجئت بأن الجميع كانت لديهم تقريبا نفس الأحاسيس ... ومنذ ذلك اليوم أصبحت أنا وزميلاتي ننتظر حصتها

بفارغ الصبر خصوصا صوتها الندي أثناء تلاوة القران الكريم ,, انه يطري القلوب ويصفي النفوس ...انه صوت عذب رقيق

برقة وعذوبة صاحبته ,,لقد حركت هذه المعلمة فينا مشاعر غريبة وأحاسيس لم نكن نشعر بها من قبل ,, كانت عندما

تدخل الفصل سرعان ما تنتهي الحصة كالبرق ونجلس بعدها ننتظر حصتها الاخرى ,, وإذا لم تحظر معلمه ألينا نتوجه

مسرعين اليها حتى نقضي معها وقتا ممتعا وهي بالطبع تلبي طلبنا بكل سرور ,,وتقدم لنا النصح والتوجيه وترفع دائما

من معنوياتنا ,, وفي أوقات كثيره تمازحنا وتضحك معنا لكن دون تجاوز للحدود بيننا....

مع مرور الوقت وبالتحديد خلال شهر رمضان شاهدناها تأم المصليات فيه وتدعو جميع الطالبات للصلاة جماعة فيه ,,كما

أنها صارت تلقي المحاضرات والندوات داخل أروقت المصلى ,,فالبداية لم يكن ألإقبال كثيرا أوما يطمح أليه الانسان لكن
ألامور تأتي بالتدريج ,, وبالفعل أصبح المصلى يوما بعد يوم يكتظ بالطالبات بعد أن كان في يوم من الأيام مجرد ملاذ وملجأ

للبنات للبحث عن الهواء البارد والهدوء ...

وأعود وأكرر هذا لا يعني عدم وجود معلمات فاضلات كن يلقينا المحاضرات بين الفينة والأخرى لكن ليس بهذا التجاوب

والإقبال من الطالبات....

المهم في الموضوع أن المصلى أمره تشعب فلم يعد هذا المكان فقط يجمع المصليات أو يلقى فيه الندوات بل أصبح له

شأن أخر ,, لقد أصبح هناك تعاون بين الطالبات ألمتطوعات وبين المعلمة الغالية لدراسة ما يحتاج أليه هذا المصلى

ولدراسة كيفية ربط الطالبات وتواصلهن مع المصلى وعدم هجره فولدت الفكرة التي لااجد مسمى أو وصفا يليق بها

في مخيلتي الصغيرة الا ان اقول أنها الكنز المفقود !! نعم كنزا كان مفقودا فوجدناه ......

انا لا أعلم بالتحديد من هي صاحبة الفكرة ,, لكن لا أتوقع ان تكون الفكرة أساسا موجودة الا من بعد الله سبحانه ومن

ثم المعلمة الفاضلة شيخه .....

أنه عمل بسيط في شكله

مبهر رائع طاهر في مضمونه



أعلم أنكم على شوق لمعرفة هذا الكنز وما هي محتوياته انه باختصار

*****************************





(جوهرة المصلى )



التي ظهرت الى النور في ذلك العام الذي ذكرته مسبقا ,كانت هذه المطوية تحمل في طياتها الأحاديث _تفسير بعض

الآيات ألقرانيه _الحكم والأمثال_المقالات _مقابلات مع بعض المعلمات والطالبات_مسابقات _نتحدث عن شخصيات

أسلامية كانت تشرف عليها المعلمة شيخه ,ازدانت أروقة المصلى يوما بعد يوم وازداد روادها سواء كان من الطالبات

الملتزمات او غيرهن, الكثير من البنات أصبحن يشاركن في كتابة زوايا مطوية جوهرة المصلى أو المشاركة بفكره او

موضوع أو أثاره أمر من الامور للنقاش فيه والخروج بنتيجة طيبه ترضي الجميع ,, أيضا المشاركة في حل المشاكل بين

الطالبات بأسلوب راقي وجميل........كانت تصدر هذه الجوهرة ان لم تخني الذاكرة

شهريا ,,,كذلك اذكر اني شاركت في صناعة لوحة فنيه مع بعض زميلاتي وأهديناها الى المصلى , وتم تعليقها على

جدار المصلى الخارجي وكانت أسماءنا مكتوبة على هذه اللوحة , كنا نشعر بالفخر والاعتزاز الداخلي عندما تمر معلمه

او طالبه وتقف أمامها وتتأملها وتبدي إعجابها ,, ولم ينتهي الامر عند ذلك انما كتبت أسماءنا في داخل مطوية

الجوهرة ,كانت شيخه تشكرنا وتثني علينا على هذا العمل ,,انظر كيف انه عملا صغيرا بسيطا لم يكلفنا الكثير من

المال والجهد كيف اصبح كبيرا في أعين الناس وكم هي علامات السعادة والانبساط عندما تجد المدح والثناء من الناس

على مختلف طبقاتهم أنه يثلج صدرك ويدفعك بسرعة الى الامام الى التطور والتقدم وكيف تنتج وتعطي وتغدق فهذا

لايكون من اليد الواحده لان اليد الواحده لاتصفق!!....


استمرت أحوال هذه الجوهرة بالتقدم والتطور

عام بعد عام وفي كل عام تتجدد فيها الدماء من



الطالبات الاتي يخرجن ما في جعبتهن من أفكار وأطروحات هادفة وبناءه .......يجب ان نعلم

جميعا ان الشباب لديه من الطاقات وألامكانات الجسدية والعقلية الشيء الكثير متى ما استغلها واستخدمها

الاستخدام الأمثل .

بعد مضي عام كامل انتقلنا الى المرحلة الثالث ثانوي ولم يلهنا الحصول على اعلي الدرجات والنسب العالية عن حبنا

لجوهرتنا ...

ولم تنسى او تغفل معلمتي شيخه رغم كثرة مشاغلها من تدريس وتصحيح واختبارات من الاهتمام المتواصل

بالجوهرة وإبداء النصح والإرشاد لبناتها محررات هذه المطوية ,الكل يعمل ويجتهد ولكل مجتهد نصيب .......

كان كل عدد يصدر يحمل بين اسطره الجديد والمفيد ولأثاره والتشويق ....

كنت انا شخصيا وبالتأكيد يوجد مثلي الكثير احتفظ ببعض من أعداد هذه الجوهرة وخاصة التي كانت فيها مشاركاتي

وأخص بالذكر المطويات التي كانت في أخر سنة دراسية لي بالثانوية ..................


استمر حبنا وإخلاصنا لهذه الإنسانة والمربية الفاضلة التي لم ولن تتوانى في توجيهناونصحنا ,, حتى أنها في أواخر

أيام المراجعة تنصحنا بأن ندخل المجال الذي نجد أنفسنا فيه ونحبه قبل كل شي حتى نستطيع ان نعطيه حقه من

التعلم وأن نبدع فيه وكنت اقول في نفسي أثناء حديثها معنا نبدع فيه مثلك

*************************
يا معلمتي فلولا الله ثم حبك لعملك ونيتك الصالحة لماأصبح حالنا هكذا

لقد أستطعت من خلال عطفك وحبك أن تقربيننا منك وأن تحركي فينا طاقاتنا المخزونة فلله درك يا شيخه عملتي

وضحيتي حتى أستطعت أن تستنزفي طاقات وهمم فعتليتي بها أعلى القمم** انتهت رحلتنا في هذه المدرسة

وانتقلنا الى الجامعات كلا حسب ميوله ......

لكن ما زلتي أنتي وما زالت جوهرة المصلى تسير بخطى ثابتة نحو الامام مادمتي أنتي فيها ومعها وبها تغدو أجيال

وتروح أجيال وأنتي وهي كما الصديقان الحميمان لايفترقان

لكن يحل عليهما في كل عام ضيوف تعطي وتأخذ تعطي البذل والجهد والتطور والمعلومات وتأخذ الفائدة والأجر العظيم



************************************************



رغم مرور السنين لم أنساها


رغم مرور السنين لم ابتعد عنها


رغم مرور السنين لم أتجاهلها


رغم مرور السنين كنت على اتصال معها



حاولت كثيرا أن أعمل مطوية تشبهها مع أحدى قريباتي ,,لكن الاعتراف بالحق فضيلة رغم محاولتي مجاراتها في كل

شي الا أن المحاولة لم تنجح بالشكل المطلوب ربما لأن العمل كان بجهود فرديه فقط

وفجأة ومن دون سابق إنذار حدث مال يكن بالحسبان وكان العلم بالخبر كالصاعقة بالنسبة لي ولا أعلم ان كان كذلك

بالنسبة لغيري ؟ تفاجأت وأطربت وبكيت ...نعم بكيت حرقة وألم ....

معلمتي الفاضلة شيخه انتقلت الى مدينة اخرى بعيدة جدا عن الرياض بعد مضي ما يقارب ثلاثة عشر عاما

ترحل ...ترحل...ترحل تاركتا ورآها أجمل وأروع وأطهر مكان في المدرسة (المصلى وجوهرته) رحلت تاركتا ورآها قلوبا

وأناسا أحبتهم فأحبوها *** أعطتهم فأعطوها*** ضحت من أجلهم فدعوى لها وشكروها ......



وداعا معلمتي وأختي *** وداعا كلمة غصت بها حنجرتي

وداعا حكتها دموعي قبل فمي ***وداعا رسمت على وجهي وخطها قلمي

وداعا رحلتي ***ورحلت معك جوهرتي


أنظري بعد رحيلك ماذا حدث للمصلى وللجوهرة عما الهدوء والسكون جنابته كما لو كان منذ ثلاثة عشر عاما مضت وكأن

شيء لم يكن ,,عرفت بأحوال المصلى من أحدى القريبات لي وهي تدرس في نفس المدرسة تقول والحديث لها

بلهجتها العامية (تخيلي يا أختي وكأنه لم يكن في المدرسة أحد غير شيخه من راحت والمصلى سكون وهدوء ما فيه

احد ولا فيه محاضرات وصار هادي مره حتى المنشورات معد يهتمون فيها مثل قبل) استدركتها قائله يعني لم يعد

لمنشورات جوهرة المصلى وجود؟؟؟؟

قالت :الا فيه بس مو مثل قبل !!يعني معد فيه حرص مثل يوم شيخه موجودة ؟؟؟؟؟؟؟؟

انتهى حديثها وانتهيت انا عن الكلام لأني لم أجد شي أقوله!!!!





(ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوى)









اني أثرت الصمت لأنه ابلغ من كل كلام ************
30
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أواصر
أواصر
حجز فاخر ومن الدرجه الاولى

ولي عوده للقراءه ..

دمتٍ بود
ياقلب لاتحزن
ياقلب لاتحزن
اسال الله العلي القدير التوفيق وان تنال القصه اعجابكن




ودمتم في حفظ الله
..شــمـــس..
..شــمـــس..
مبروك على القصه الثانيه:icon28:


ماشاء الله عليك ذكرتيني بايام ..... رائعه


بالتوفيق



اختك شمس
شمرية وافتخر
شمرية وافتخر
يصلمو يعطيك العافيه حوبي..
ياقلب لاتحزن
ياقلب لاتحزن
اتمنى اني اشوف وأقراء ارائكم وردودكم ,,,انا أنتظرها بفارغ الصبر