اسالوا دمي عن غلا امي
هلا اختي شوفي هذا اللقاء معها في قناة العربية نقلته لك




اسم البرنامج: إضاءات
مقدم البرنامج: تركي الدخيل
تاريخ الحلقة: الجمعة 16-11-2007

ضيف الحلقة: د. سامية العمودي (استشارة نساء وتوليد في جامعة الملك عبد العزيز)


تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حياكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي إضاءات، ضيفتنا اليوم أيها الإخوة والأخوات هي الدكتورة سامية العمودي استشارة النساء والتوليد في جامعة الملك عبد العزيز في جدة في المملكة العربية السعودية, وإحدى أشجع عشر نساء في العالم، دكتورة أنتِ اخترت ضمن أشجع عشر نساء في العالم وتم تكريمك في السابع من مارس 2007 في واشنطن بالنظر إلى تجربتك التي خضتيها في مواجهة سرطان الثدي، كانت السيدة الأولى الأميركية حرم الرئيس الأميركي لورا بوش تزور السعودية في أواخر شهر أكتوبر الماضي للمشاركة في فعاليات مكافحة أو يعني أشبه ما يكون بمكافحة سرطان الثدي بالنسبة للنساء، أهديتِ أنتِ دكتورة السيدة الأولى عباية, يعني وكانت هذه الهدية مثار للحديث في وسائل الإعلام السعودية والعربية والأجنبية أيضاً, بالنظر إلى أن البروتوكول الأميركي كان يقول أن السيدة الأميركية لن ترتدي لا عباية ولا طرحة، هل كنتم تريدون أن تحرجوا السيدة الأميركية الأولى بهذه الهدية؟


قصة الهدية التي أعطيت للورا بوش

د. سامية العمودي: طيب خليني أبدأ أقولك بس عشان تكون الصورة أوضح بقصة الهدية هذه، هي الحقيقة هي مهي عباية هي طرحة فقط، لكن لأن السيدة الأولى كانت لابسة جاكيت أسود فجاء المنظر في وسائل الإعلام إنها عباءة وطرحة هي عبارة عن طرحة..
تركي الدخيل: هي كانت طرحة مش عباية.
د. سامية العمودي: طرحة فقط طرحة وتقريباً عليها الشعار اللي هو حق سرطان الثدي اللي إحنا.. نفس الشريط هذا بس على كبير على طرف الطرحة.
تركي الدخيل: يعني نفس الطرحة اللي لابستيها أهديتها أنتِ.
د. سامية العمودي: نفس الطرحة دي بس من الشريط هذا عملناها بشكل كبير فخم بحيث إنه يكون هدية جميلة، فهي إذاً عباية هذه أول حاجة، الحقيقة هي الفكرة كانت أبسط من كده بكثير, كانت بدايتها إنه إحنا لما طلبت السيدة إنها تلتقي بمجموعة من السيدات اللي مروا بتجربة سرطان الثدي, ففكرنا إنه بما إنه إحنا رح تشرفنا السيدة الأولى إنه نختار هدية بحيث إنه الهدية تكون معبرة بشكل أو بآخر عن كذا شيء, فالطرحة رمز للمرأة السعودية يعني الطرحة السوداء لباسنا الرسمي، وفي نفس الوقت السيدة الأولى جاية لحضور انطلاقة احتفالية الشراكة الشرق أوسطية ما بين الولايات المتحدة والسعودية في مجال سرطان الثدي، وطبعاً شعار سرطان الثدي اللي هو.. فعشان كده الطرحة نفسها مرسوم عليها الشعار هذا اللي هو يرمز إلى قضية سرطان الثدي.
تركي الدخيل: طيب خليني دكتورة أقرأ لك مقطع من هذا التفاعل اللي حدث, نشرت جريدة الشرق الأوسط في 27/10/2007 قالت لم يكن ارتداء لورا للحجاب شيئاً رسمياً بطبيعة الحال, فقد كان الموقف الأميركي المعلن قبل زيارة السيدة بوش للمنطقة الخليجية والعربية يذهب لعدم ارتداء لورا بوش العباءة خلال الجولة، غير أن الطبيبة السعودية الدكتورة سامية العمودي والتي اختيرت ضمن أشجع عشر نساء في العالم لهذا العام, وحازت جائزة وزيرة الخارجية الأميركية استطاعت أن تنحى بسيدة أميركا الأولى لارتداء الحجاب, وذلك بعد أن قدمته إليها وسط صندوق وردي جميل كهدية تذكارية، كنتِ تريدي أن تغيري البروتوكول؟
د. سامية العمودي: أبداً لم يخطر ببالي، عشان كمان أزيدك كده من البيت شعراً أنا فعلاً صادقة فيما أقول.. أنا ما كنت أعرف جزئية المعلومة إنه السيدة الأولى قد تثير الموضوع بروتوكولياً أو أثير إنه هي ما رح تلبس عباءة, ما عرفت المعلومة دي إلا بعدما انتهت القضية، لأنه نحن أيامها في انشغالاتنا بالتحضير ما كنت حتى أتابع إيش إحنا بنحضر للزيارة نحضر لانطلاقة الشراكة اللي هي هدفنا الأساسي فيها سرطان الثدي..
تركي الدخيل: التوعية بسرطان الثدي.
د. سامية العمودي: فهو برنامج مشترك ما بين الولايات المتحدة الأميركية وثلاث دول عربية، الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والأردن، الهدية يعني زي أي هدية أنت بتكون تبغى تحتفي بسيدة أولى حطيناها في علبة وقدمناها لها, زي ما أنت بتيجي بعض الأحيان حاجات أنت ما تتوقعها, فعلاً قلنا هدية تاخدها وتضعها جانباً تاخدها معاها..
تركي الدخيل: بس كنتم تريدون أن ترمزوا إلى أن هذه هويتنا؟ كان هذا الجانب الرمزي في الهدية؟
د. سامية العمودي: 100%.. شوف يعني فيه هدايا كثير ممكن تختار يمكن الفكرة..
تركي الدخيل: أنتِ عفواً دكتورة قلت هنا في تصريحك لجريدة الشرق الأوسط إنه أنتِ وزميلاتك كنتم تفكرون بما هي الهدية، هل كان في خيارات ثانية عندكم؟
د. سامية العمودي: لأ الحقيقة يمكن جاء الاقتراح على طرحه لأنه بداية الطرحة هذه لما أنا رحت على احتفالية أميركا في احتفالية التكريم..
تركي الدخيل: تكريم أقوى عشر سيدات..
د. سامية العمودي: يعني فكرت إيش ممكن أنا ألبس فكنت متمسكة إني أطلع بطرحتي وعبايتي اللي هي الزي الرسمي, وحبيت أضيف عليها الشريط هذا الرمزي باعتبار إنه المناسبة كانت سرطان في الثدي، فمن هنا لما جت السيدة الأولى برضه كان اقتراحي إنه السيدات اللي يقابلوها ودي حصل عملناها كلهم كانوا لابسين عبايات وطرح بالشريط الزهري، وبالتالي حبينا إنه نهديها شيء يرمز لنا وفي نفس الوقت يرمز للقضية اللي هي جاية عشانها الاتفاقية، وببساطة يعني يمكن لا أنا تخيلتها ولا أحد توقعها فتحت العلبة وبدأت هي تتطلع على الطرحة وتحاول إنها تلبسها, فقامت واحدة من الأخوات لمى السليمان ساعدتها في لبسها وكانت الأمور عفوية أكثر مما تتخيل.
تركي الدخيل: أشار التقرير أيضاً إلى أنه كانت تواجه مشكلة مع لبس الطرحة، إنها كانت يمكن جديدة على الموضوع فساعدتوها أنت.
د. سامية العمودي: طبيعي، وبالتالي بدأنا على أساس إنها لما شفناها بتحاول إنها تشوف كيف تحط الطرحة..
تركي الدخيل: كيف كان شعور لورا بوش لما تلقت الهدية، طبعاً ما تعرف فيش الصندوق فتحته وجدت الطرحة، كان على وجهها علامات تعجب مثلاً واستغراب؟
د. سامية العمودي: والله نحن استشعرنا إنها هي كانت يعني سعيدة, كان مشاعر تلقائية حسينا إنها ابتسمت وضحكت وراحت أخدتها ولبستها, وانطلقت اللي حولينا المصورين بدؤوا يصوروها، فما استشعرنا فيها أي شيء أو يمكن هي ما توقعت ونحن ما توقعنا إجت الأمور تلقائية.
تركي الدخيل: طيب يعني معناته كانت الهدية أردتم أن ترمز إلى أمرين شعار الحملة التي تقومون بها، الجانب الرمزي لهوية المرأة السعودية وهي أنها ترتدي هذه الطرحة، لكن لم يكن هناك أي هدف مثلاً لكسر بروتوكول أو جوانب سياسية؟
د. سامية العمودي: ما كان عندنا خلفية، أنا يمكن اللي خلاني أنتبه بعدها واحد من..
تركي الدخيل: التغطية بعد الحدث.. لو كان عندك خلفية دكتورة كان ممكن تحجمين عن هالفكرة؟
د. سامية العمودي: والله شوف إحنا قضايانا الطبية وقضايا الهدايا هذه قضايا إنسانية بحتة بالدرجة الأولى، يعني هي لا ترمز إلى شعار سياسي أو غيره فهي هدية إنسانية بالدرجة الأولى، وبعدين هدية ترمز أنت بتقدم حاجة بتدل علينا إحنا كنساء وفي نفس الوقت فيها شعار معترف به عالمياً ما هو شيء مستجد.
تركي الدخيل: طيب دكتورة أنتِ أثناء تكريمك يعني في 7 مارس 2007 ضمن أهم أشجع عشر نساء في العالم كنتِ ترتدين نفس الزي اللي أنتِ ترتدينه الآن في واشنطن، أيضاً يعني في تحقيق لمجلة التايم في 15 أكتوبر 2007 أيضاً وضعتك ضمن نفس الزي اللي أنتِ ترتدينه، هناك بعض النساء السعوديات لا يرتدين هذا الزي وأنتِ تصرين على تسميته الزي الرسمي طبعاً, مش زي رسمي هو، يعني أقصد ما في شي مكتوب ينص على إنه يجب أن يُرتدى هذا الزي، ماذا تريد سامية العمودي من ارتداء هذا الزي حتى في المناسبات الخارجية؟
د. سامية العمودي: والله شوف كأي سيدة محجبة إحنا لما نروح منحاول نشوف لباس محتشم وأنيق, بحيث إنه لا تتعارض الحشمة مع الأناقة، فبطبيعة التعود والثقافة عندنا إن العباية والطرحة هي المعتادة في خروجنا فهذا كان جزء من إني أنا أروح بعبايتي وطرحتي، وأضفت عليها الناحية الجمالية بإنه حطيت الشعار اللي بيخدم قضيتي اللي أنا بتكلم عنها.


الشراكة السعودية الأميركية أفضل أنواع الدبلوماسية الشعبية

تركي الدخيل: طيب أيضاً عودة إلى الحديث عن زيارة السيدة لورا بوش كان الهدف هو الترويج لأبحاث عن سرطان الثدي, وتوقيع اتفاقية مع ثلاث دول كما أشرتِ هي السعودية والإمارات والأردن بالتعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة سرطان الثدي، أشارت التقارير إلى أن قبول السيدة الأولى للبس هذه الهدية كان يعني وراءه محاولة لتحسين صورة الولايات المتحدة التي ساءت في العالم العربي والإسلامي بالنظر إلى سياسات زوجها الرئيس الأميركي جورج بوش، أنتِ قبل شوي تقولين إنه كانت القصة طبيعية وتلقائية, وأنها أخذت هدية وحاولت زي ما الواحد ممكن يهديها هدية واحد عطر يفتحه ويتعطر منه، كانت مسألة طبيعية أم أن هذه التحليلات صحيحة في تقديرك؟
د. سامية العمودي: هنا جزئيتين إحنا نقول ما حدث فعلاً إنها هي لم تتوقع يمكن أو إحنا ما توقعنا إنها رح تفتح الهدية وتلبسها فهنا جزء عفوي ما في شك فيه، كونها إنها هي في غرض أو من ضمن الأغراض تحسين الصورة..
تركي الدخيل: عفواً بس دكتورة البروتوكول ما سألكم قالكم ويش الهدية اللي رح تقدمونها أو ما حدا سألكم؟
د. سامية العمودي: على أساس إيش الهدية كان على أساس في طرح وفي بطاقات التهنئة اللي هي مع الهدية، لكن إيش تفاصيل اللي رح يحدث يعني أنت لما تقدم الهدية..
تركي الدخيل: أنتم بلغتم البروتوكول الأميركي..
د. سامية العمودي: إحنا عارفين إنها هو في طرحة رح تكون، لكن زي أي هدية أنت بتتوقع.. يعني أنا مثلاً بتوقعاتي البسيطة ما تخيلت إنها رح تفتح الهدية أو إنها رح تصل إنها مثلاً ترتديها أو شي زي كده, فدي حاجات ما ندخل في تفاصيلها ولا أحد دخل في تفاصيلها..
تركي الدخيل: بس بما إنكم بلغتم البروتوكول الأميركي فمن الواضح إنه تحليل الصحافة الأميركية إنه محاولة لتحسين الصورة قد تكون هي جانب من الجوانب أيضاً.
د. سامية العمودي: والله سبحان الله أنا حتى لو افترضت معاك إنها وقد تكون مثلاً جزء منها أنا أعتقد إنه هي..
تركي الدخيل: تفاعلت بشكل إيجابي مع الموضوع..
د. سامية العمودي: أولاً شي إيجابي، وإذا كان فيه اعتراف ضمني بحاجتهم إنهم يحسنوا الصورة فأنا أعتقد إنها مكسب.


كيف كسرتي حاجز التحفظ للحديث عن تجربتك؟

تركي الدخيل: صحيح، جميل دكتورة خلينا نتحدث عن التجربة التي مررتِ بها وألفتِ يعني فيها يعني أكثر من كتاب, لعل من بينها كتابك الأخير اكسري حاجز الصمت, كنتِ تتحدثين فيه عن تجربتك قصتي مع سرطان الثدي، أيضاً ظهرت الدكتورة سامية العمودي ضيفة إضاءات هذه الحلقة في أكثر من 35 لقاء تلفزيوني وإعلامي للحديث عن تجربتها الشخصية, الحديث عن التجارب الشخصية دكتورة سامية في السعودية يشوبه شيء من التحفظ بالنظر إلى أننا مجتمع محافظ اجتماعياً ودينياً، كيف واجهتي كيف كسرتي أنتي حاجز التحفظ للحديث عن تجربتك؟
د. سامية العمودي: زي ما تفضلت أنت إحنا مجتمع منغلق ومحافظ, ومن الصعب جداً..
تركي الدخيل: منغلق ولا محافظ؟
د. سامية العمودي: خليني أقول هي خليط من كل الأمور هذه, وبالتالي التجارب الشخصية دائماً ترى صعبة, يعني أنت هل تعتقد أنه من السهل علي كامرأة كأم لطفلين أطلع وأحكي عن قصة تخصني أنا, فهي أشياء ما بتكون هينة زي ما الناس يعتقدون, لكن اللي يهونها إنه أنت إيش تبتغي من وراء حكايتك للقصة. أنت إذا عندك هدف تسعى له فأنا أعتقد هو يهون عليك, طبعاً في البداية كان في تردد كبير مو من ناحيتي أنا إنما من ناحية حتى المحيطين بي إنه خايفين من ردة فعل الناس فيما لو بدأت أكتب قصتي، ففيه تخوف كان في البداية ما في شك فيها.
تركي الدخيل: نرجع إلى موضوع الشراكة السعودية أو العربية من ثلاث دول ونتحدث عن السعودية تحديداً الآن مع الولايات المتحدة لمواجهة سرطان الثدي, قلتي أنتي دكتورة في يعني في خطابك أمام السيدة الأولى لورا بوش, أن التغطية الإعلامية الواسعة لزيارتك وإدراك الناس أن الغرض من الزيارة يتركز حول سرطان الثدي, سيساعد على دفع حملتهن أي النساء السعوديات للتوعية بهذا المرض, المبادرة اللي انطلقت العام الماضي وصفت أنها أفضل أنواع الدبلوماسية الشعبية، أنتي أشرتي أيضاً في الخطاب أنه رغم توتر العلاقات السعودية العربية بعد أحداث 11 سبتمبر والحرب على العراق فإن نساء المنطقة شعرن بالعرفان تجاه الشراكة في مجال رفع الوعي بمرض سرطان الثدي، ألا تعتقدين أنه أثيرت بعض الأصوات اللي ترفض هذه الشراكة وإن كان هدفها إنساني وطبي؟
د. سامية العمودي: طبعاً في خطابي ما كان فيه الفقرة أنه بالرغم من التوتر ولكن هي طبعاً حقائق موجودة, طبعاً فيه نوع من زي أي قضية في الناس فيه ناس يتفقوا معك في المبدأ وفيه ناس يختلفوا معك في المبدأ, لكن الإيجابيات اللي أعتقد أننا حققناها واللي إن شاء الله نتأمل نحققها في الشراكة, لكل امرأة في بلدي ويمكن حتى في الخليج أنا أعتقد وإن شاء الله تكون فعلاً تستحق كل الخطوات اللي اتعملت، سواء في مجال التوعية أو في مجال العلاج أو في مجال البحوث, لأن الشراكة دي تنقسم أو لها ثلاث محاور اللي هي مجال التوعية ومجال البحوث ومجال القسم الطبي أو العلاجي.
تركي الدخيل: البحوث هل هناك بحوث من الدول العربية؟ أم أنها فقط ستنقل التقنية أو البحوث العلمية الأميركية إلى العالم العربي؟
د. سامية العمودي: هي طبعاً كلها مشتركة فيها شراكة وبالتالي فيه استفادة من خبرات داخلية وخارجية, ويمكن إحنا زي ما أنت عارف إحنا تنقصنا جزئية جانب البحث العلمي في دولنا كلها، طبعاً الجانب البحثي الولايات المتحدة تضع ميزانيات بملايين إن لم تكن بالبليون علشان عملية قضية البحث العلمي، ويمكن سبحان الله يعني هذه يمكن من الأشياء الجميلة أن جامعة الملك عبد الله الآن والتوقيت اللي حاصل فيه, قد تكون هذه فعلاً سبحان الله رح تكون بؤرة كبيرة لأن نركز عليها في الاستفادة من مجال البحث العلمي في سرطان الثدي.
تركي الدخيل: على صعيد نقل الأبحاث العلمية الموجودة في الولايات المتحدة إلى العالم العربي, هل يوجد أبحاث أنت تقصدين إن جامعة الملك عبد الله ممكن أن تساهم؟
د. سامية العمودي: ممكن تساهم, يعني أنت شوف جانب البحث العلمي هذا ما له وطن, يعني لا نستبعد أنه في من الأيام قد نطلع من البحوث منا إحنا من دولنا قد نصل إلى علاجات زي أي دولة أخرى فما نستبعدها.
تركي الدخيل: طيب الحديث عن يعني في.. لم يبق لدي الكثير من الوقت.. أود أن أسأل هناك حديث إنه 70% من الحالات المصابة في هذا المرض في صفوف السعوديات تُكتشف في مرحلة متأخرة مقارنة 30% داخل الولايات المتحدة, هل المشكلة مشكلة وعي أو مشكلة ثقافة؟ أم أين المشكلة؟ ليش 70% من الحالات في السعودية وأعتقد النسبة مقاربة في الخليج تُكتشف في وقت متأخر؟
د. سامية العمودي: شوف إحنا النسبة عندنا طبعاً عالية جداً إحنا نكتشف حالاتنا فعلاً 70% ثلثين الحالات في مراحل متقدمة, ما عندنا مشكلة تقنيات, ما عندنا مشكلة كفاءات, عندنا أفضل الأطباء وأفضل التقنيات وأفضل التجهيزات الطبية في المستشفيات, عندنا مشكلة وعي, عندنا مشكلة ثقافة الفحص المبكر ثقافة الاهتمام بالصحة, طبعاً هي مجموعة عدة عوامل لكن بالأخير تنصب بالوعي هذه المشكلة الأساسية في دولنا العربية.
تركي الدخيل: يعني نقص الوعي, عدم فحص النساء في وقت مبكر هو الذي..
د. سامية العمودي: نقص المعلومة نقص الوعي, المفاهيم الخاطئة الكثيرة كلها مجموعة عوامل.
تركي الدخيل: سنواصل الحديث عن هذا الموضوع بعد فاصل قصير, فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الدكتورة سامية العمودي في إضاءات فابقوا معنا.



تجربة سامية العمودي مع سرطان الثدي

تركي الدخيل: حياكم الله في إضاءات مجدداً لا يزال حوارنا هذه الحلقة مع الدكتورة سامية العمودي إحدى أشجع عشر سيدات في العالم, دكتورة سنعود إلى تجربتك الشخصية في مواجهة سرطان الثدي, كنتي تتحدثين قبل الفاصل عن أن 70% من السيدات السعوديات والخليجيات نسبة مقاربة إن لم تزد أيضاً, لا تكتشف سرطان الثدي إلا في مرحلة متأخرة بالمقارنة 30% في الولايات المتحدة, وقلتي أيضاً أن الخليج لا ينقصه لا الإمكانيات ولا القدرات العلمية ولا التجهيزات, المشكلة تكمن في مشكلة وعي في عدم الفحص, أود أن أتحدث عن تجربتك الشخصية وأنتي مختصة في التوليد أنت مختصة أنت طبيبة واستشارية, هل أيضاً كان عندك مشكلة وعي في تجربتك الشخصية؟
د. سامية العمودي: طبعاً هو زي ما تفضلت كوني طبيبة فهنا قضية كمان أسوأ بتكون, الحقيقة لا قضية الوعي هنا المعلومة عندي, أنا بعطي السيدات الطلب الفحص بقلهم لازم تعمل فحص الثدي أشعة الثدي، فيعني أنا السيدات بنصحهم بعمل وبطلب منهم يعملوه فجزئية العمل متوفرة عندي.
تركي الدخيل: بس الممارسة؟
د. سامية العمودي: هي سبحان الله يعني أقول دائماً الأولويات, ترتيب الأولويات عند المرأة ترى مو بس بالسعودية يمكن في كثير من الدول..
تركي الدخيل: عند كل الناس مشكلة الترتيب الأولي يعني باب النجار مخلوع؟
د. سامية العمودي: إلى حد ما أولوياتي أو أولويات بعض السيدات وكثير من اللي زيي, أنا مثلاً أولادي أولوية بيتي أولوية شغلي أولوية جات هذه على حساب صحتي, فبالتالي ما اهتميت الاهتمام الكافي بأني أنا التزم من الفحوصات هذه.
تركي الدخيل: كم من المفروض أن تفحصي السيدة أو المرأة متى كل مرة المفروض تفحص؟
د. سامية العمودي: إحنا عادة طبعاً المعايير العالمية من سن الأربعين باعتبار هنا تبدأ خطورة المرض، يمكن في السعودية عندنا يختلف شوي وحتى في دول الخليج, نلاحظ أنه فيه عندنا السيدات 30% أقل من أربعين سنة في العمر, يعني فيه فئة عمرية صغار يجيهم السرطان في سن مبكرة.
تركي الدخيل: صغار يعني كم مثلاً؟
د. سامية العمودي: أصغر واحدة شفناها في الجامعة 18 سنة, يعني أنت عشان تشوف 18 و20 و22 ترى هذه لا في أوروبا ولا في أميركا إلا فيما ندر تشوف حالات زي كدا، يعني أتذكر مرة شفت في أوبرا ومرة في دكتور فيلبر أنت عارف البرامج الشهيرة هي تجيب القضايا غريبة شوية، فبنت في الجامعة 21 سنة وفقدت الثديين بسرطان الثدي، هذه إحنا للأسف الشديد عندنا المشكلة دي ولا نعرف طبعاً سببها, من 35 إحنا نبدأ في الأربعين أول ماموغرام يفضّل ما بين 35 إلى 40 سنة.
تركي الدخيل: وبعدين كل متى؟
د. سامية العمودي: بعد كدا يفترض كل سنة من 40 فما فوق وعادة يقول لك من 50, من 40 حتى 50كل سنتين, لكن إحنا نظراً للوضع اللي إحنا فيه يا ريت كل سنة من سن الأربعين.
تركي الدخيل: كل سنة من 35 ولا..
د. سامية العمودي: من سنة لأربعين.
تركي الدخيل: طيب إذا كان في إصابات بس 18 و19 ألا يجب أيضاً على الأنثى في عمر متقدم أن تمارس الفحص؟
د. سامية العمودي: هو فحص الماموغورام هذا له تقنيات معينة ما تفيدك في السنة الصغيرة, الصورة ما تكون واضحة في البنات الصغار, فهنا نقول الكشف الذاتي لكل سيدة تفحص نفسها كل شهر هذا من سن العشرين, ثقافة الوعي هذه تبدأ حتى عند البنات الصغار.


هل الإصابة بالسرطان هي شكل من أشكال الحسد؟

تركي الدخيل: دكتورو خليني أجي إلى مجموعة من المقالات اللي كتبتيها أنت وتحدثتي فيها بشكل يعني واضح عن تجربتك الشخصية في مواجهة هذا المرض, كتبتي مقالاً مؤثراً بعنوان هل ما أصابني عين حاسد؟ كنتي تتحدثين فيها عن الكثير من الموروث أو النظرة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية إجمالاً, عن أن الإصابات المرضية هي عين حاسد, هل تعتقدين أنه يعني تميلين أن الإصابة بالسرطان هي شكل من أشكال الحسد؟
د. سامية العمودي: خليني أبدأ بالقناعات الأساسية في الدين, يعني الرسول عليه الصلاة والسلام قال نصف أمتي تموت من العين فإذاً العين حق موجودة, لكن لا يصل بنا الأمر إلى أنها تصبح هوس يومي, بحيث أنك أنت أو أنا أو غيري نعلق كل مستجدات حياتنا وكل أحداث حياتنا على العين, فيه منطق وفي علم وفي طب فإذاً..
تركي الدخيل: وهذا للأسف واقع إلى حد كبير.
د. سامية العمودي: أنت لو واحدة قال لها أحد طرحتك حلوة والطرحة دي بالآخر حصل لها شيء تقولك هذه عين, فهنا المبالغة في الهوس في هذه الأمور.
تركي الدخيل: طيب ماذا كنتي تريدين أن تقولي من خلال مقالك هل ما أصابني عين حاسد؟
د. سامية العمودي: الحقيقة شوف أنا لما وقعت في التجربة دي فيه أشياء كثيرة تكشفت لي أسمع عنها لكن ما عشتها زي لما عشتها مريضة, من ضمن الأشياء مثلاً لما بدأت في علاجي الكيماوي ليلة ما كنت بدي آخذ العلاج الكيماوي أول جلسة، زوج مريضة اتصل بي وجلس ساعة ونصف يحاول يقنعني إني ما آخذ العلاج الكيماوي.
تركي الدخيل: مين؟
د. سامية العمودي: زوج مريضة من الناس اللي أعزهم جداً من مرضاي القدامى الرجل كان..
تركي الدخيل: بعد أن عرف أنك أصبت بهذا المرض..
د. سامية العمودي: نعم الناس عندهم حسن النية وحب الخير, فمرئياتهم أنك أنت لا تاخذي العلاج الكيماوي تكتفي بماء زمزم..
تركي الدخيل: أنت أشرت إلى هذا في مقالك أيضاً, وقلت إنه أنا سمعت جميعاً وعن نصائح كان تردني النصائح بشكل مكثف, بداية من اللي يقول لا تاخذين علاج كيماوي خذي ماء زمزم, اللي يقول اكتفي بالقراءة اللي يقول وهكذا.. هذه أحد المشاكل اللي يعيشها مرضى السرطان, وأنا أتحدث يمكن بشكل بحكم قربي لأنه عندي تجربة شخصية, هناك مئات المقترحات تأتي من المجتمع بحكم المحبة والتفاعل, كيف يجب أن يتعامل المريض مع هذه المقترحات؟
د. سامية العمودي: هي مش بس محبة هي قناعات دينية, مشكلتنا إحنا شعب متدين بالفطرة, قناعاتنا الدينية إنت لو تجي تقول لفلان هذا فيه أجر؟ يمشي وراك طواعية وهو مغمض العينين, ففيه حسن النية, لكن ما فيه تحكيم للمنطق فيها, يعني الرقية واردة ونلتزم بها أنا وأنت وكل البشر, ماء زمزم ما حدا ينكر فضله, ولكن هو ليس بديل عن العلاج الطبي هذه هي المعلومة اللي أبغى أوصلها, أن هذه ليست بدائل عن العلاج الطبي السليم إنما خطين متوازيين يكملوا بعض..
تركي الدخيل: أشرت دكتورة أيضاً يعني قلتي إنه كلمك واحد أحد الناس المقربين لك وهو زوج مريضة تعرفينه من فترة طويلة, وكان يحاول أن يثنيك عن العلاج الكيماوي ويقول لك اكتفي بماء زمزم, كيف تعاطيتي مع هذا الطرح؟
د. سامية العمودي: والله شوف طبعاً أنت كشخص أنك بتحاول تمشي معه بالمنطق وبالأحكام الشرعية, أنا وأنت وكل الناس مطالبين ومأمورين بالعلاج لأن هذا جزء من الأمانة, جسمك أنت مؤتمن عليه, وبالتالي الإهمال في العلاج الطبي نؤثم فيه, الشيء الآخر إنه بالمنطق يا جماعة أنا أقول دائماً لو ماء زمزم هذا علاج للسرطان كان لا الدول الأوروبية ولا الأميركية ولا إحنا أنفقنا مليارات على البحوث, نعبيه في قوارير معبأة مغلفة معقمة ونصدره وناخذ براءة اختراع لو هو فعلاً العلاج الشافي, لكن الفكرة فيها أن القناعات الدينية هذه ترى الجانب الروحي لأي مرض مو بس السرطان بقوي الجهاز المناعي ويرفع معنوياتك, ودي طبعاً جزء من العلاج, أي علاج سرطان أو غيره الجزء اللي هو الجهاز المناعي يلعب دور كبير, فالقناعات الدينية بتساعد ما فيه شك..
تركي الدخيل: هذا اللي أشرت إليه بالإشارة إلى الجانب النفسي وأهمية الجانب النفسي في العلاج, إنه قناعة الواحدة يعني كل ما كانت نفسية المريض مرتفعة كل ما ساهمت في..
د. سامية العمودي: جزء من الحرب وبالذات في السرطان أكثر كمان أنها جزء من الحرب..
تركي الدخيل: إنها حرب دكتورة؟
د. سامية العمودي: مافي شك هي حرب مفتوحة, يعني أنت عندك مثلاً لو أنت عندك مرارة رح تدخل العمليات اليوم ثلاث أربع أيام انتهت القضية وأصبحت تاريخ مرضي سابق, السرطان يختلف سبحان الله هي حرب مفتوحة, لأنك أنت ما فيه مريض سرطان نقدر نقوله والله انتهت القضية, هي مرض موجود تحكمنا فيه قضينا على مراحله, قد يعود بكرة قد يعود بعد عشر سنوات قد لا يعود أبداً هذه في علم الغيب.
تركي الدخيل: يعني يجب أن يتكيف المريض مع هذا المرض على أنه مرض سيعيش معه تقريباً..
د. سامية العمودي: في الوقت الحالي إلى أن نحصل على علاجات, طبعاً لاحظ إنه التقنيات الآن خففت من عودة المرض بشكل كبير جداً, يعني فيه علاج أنا آخذه الآن مثلاً قبل كم سنة ما كان متواجد, العلاج هذا اللي هو هرسبتم العقاقير تعطى لفئة معينة من المرضى بحيث أنها هي تتحكم في عودة المرض وتقلل من نسبة عودة المرض..
تركي الدخيل: بس هذا مرتبط بنوعية أنا ما أود أن المتلقين يعني يظنوا..
د. سامية العمودي: عشان كده أنا قلت لفئة معينة ما تنفع لكل السيدات, إنما على حسب نوعية الورم اللي عندها..
تركي الدخيل: هذا مرتبط بسرطان الثدي تحديداً؟
د. سامية العمودي: بالضبط..
تركي الدخيل: طيب بس ما يتعلق بالجانب النفسي ما يتعلق بجانب المكافحة الدائمة هذا مرتبط بالسرطان إجمالاً وليس فقط بسرطان الثدي..
د. سامية العمودي: طبعاً..


كيف يمكن أن يكون السرطان رسالة حب من الله؟

تركي الدخيل: طيب دكتورة أنتِ قلتِ أنه لما أحسست أنتِ بالمشكلة احتجت أنك تخبري إنسانة عزيزة على قلبك, فاتصلتِ بالدكتورة فاطمة ناصيف وكتبت لها رسالة عبر الفاكس, قلتِ: فيها أمر بأزمة صحية كبيرة أحتاج فيها إلى الدعاء منك, وهي أزمة أراها رسالة حب من الله, فاتصلت بك تقول بقدر ما وجعني خطابك بقدر ما أعجبني قولك أنها رسالة حب من الله, فهذه الروح تحتاجينها لتقوية دفاعك ومناعاتك حتى تحاربي المرض, كتبتِ أيضاً مقالة أن السرطان هو رسالة حب من الله كيف يمكن أن يكون السرطان رسالة حب من الله؟
د. سامية العمودي: والله شوف أنت يعني يعتمد الاستشعار.. أنا أقول سبحان الله تعلية الاستشعار الديني يساعد, أو على الأقل أنا واحدة من الناس اللي ساعدني إني أنا أقدر أصمد في مواجهة مرضي, كيف تكون رسالة حب؟ لو إحنا فهمنا بالزبط معنا الابتلاءات, الابتلاءات يا إما أنها تخفف لك من ذنوبك وعقابك, يا إما أنها تعلي مرتبتك وبالتالي فيه درجات رح تاخذها, يعني الرسول عليه الصلاة والسلام يقول الابتلاءات تأتي للأنبياء فالأمثل فالأمثل, فإذن فيه مكافئات, فإذن هي رسالة حب من الله فيها خير, لو استشعرنا الخير اللي فيها أنا أعتقد أنها هي رح تكون فعلاً زي رسالة حب من الله.. ندعو الله أن نكون كذلك يعني الواحد هذا علمه عند الله إنما ربنا أحبك إذا أحب الله عبداً ابتلاه..
تركي الدخيل: جميل, في مقالك في تاريخ 7/4/2006 في جريدة المدينة الابتلاء بالسرطان رسالة حب من الله, اسمحي لي اقرأ لأنه مقال مؤثر, قلت: يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي, يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد, يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل, جلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة في الثدي, في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي, وأخذت أتحسس الكتلة أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع, في الثانية أدركت أن قضاء الله قد حل بي, في لحظة أردكت ما عندي لم أكن أحتاج إلى فحص أو أخذ عينة, فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه, كيف ممكن يصير الجهل نعمة؟
د. سامية العمودي: يعني لو سيدة عادية وحست كتلة رح يكون تحسها تقلق ما بين الرجاء والخوف, هل هي ورم حميد هل هي ورم خبيث, رح تروح للطبيب رح تاخذ مراحل في الفحوصات, رح يكون فيه تدرج عندها في تقديم المعلومة, طبيبها رح يحاول أن يقدم لها بطريقة أو بأخرى إلى أن يثبت الفحص فدي مرحلة, فإذن هنا أنا بالنسبة لي كطبيبة خلفيتي الطبية خلتني في ثواني أقول ده السرطان في الثدي..
تركي الدخيل: عرفتي يعني..
د. سامية العمودي: إلى حد كبير طبعاً هو تشخيص الأنسجة لا بد منه, ولكن وجود كتلة مع عقد ليمفاوية ما فيه شيء طبي يعني على حسب معلوماتنا أنا إنه بيعطيك.. إلا طبعاً حتى في العلاج بعد كده حتى يعني أنا أقول دائماً, ليش أتجاهل يمكن أحياناً بيكون نعمة لأنه أنا طبيبي ما يقدر يخفي عني كثير من المعلومات, لأنه أنا المعلومة إلى حد ما عندي..
تركي الدخيل: هل يجب أن يخفي الطبيب بعض المعلومات من مريضه؟
د. سامية العمودي: على الأقل خليني أقولك المريض العادي يجهل كل الدقائق الصغيرة اللي رح تحصل بعد كده..
تركي الدخيل: يعطيه ما يهمه من المعلومات..
د. سامية العمودي: إلى حد.. لا هو طبعاً لا بد من الوضوح, يعني الإنسان إلى حد كبير فيه معلومات أساسية لا بد أنها تعطى للمريض, لكن اللي أقصده مثلاً إنه أنا كطبيبة أعرف أنواع الورم, أعرف هذه إيش تعني وهذه إيش تعني, ففي معلومات أحياناً قاسية..
تركي الدخيل: يعرفها الطبيب ولا يعرفها المريض العادي, قلت أيضاً في ذات المقال: لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالي أن يلهمني الثبات, أدعوه الثبات لأنني أعلم أن الأجر إنما يكون عند الصدمة الأولى, دعوته ناجيته دامعة, هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه, تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي, أولادي أول وأهم المحاور مسؤوليتي كأم وكأب جعلتني أبدأ بهم, كان لا بد من التمهيد لهم وبالتدريج وعلى قدر أعمارهم, كنت أريدهم أن يعرفوا المعلومة مني, اشرحي لنا هالأجواء اللي تتفاعل فيها الصدمة وحالة المناجاة العالية مع الله سبحانه وتعالى, الصراحة مع النفس, مواجهة المرض ومواجهة الحدث بهذه الشجاعة؟ كان ممكن تنهاري يا دكتورة؟
د. سامية العمودي: طبيعي, يعني كأي إنسان يعني سبحان الله أنا أقول أنا دايماً أقول هذا فضل من ربي كبير جداً أنا ما أعرف كيف أشكر ربي عليه, يعني لو واحد قالي في يوم من الأيام ترى لو جاكي ولا حسيتي ولا إجاكي سرطان إيش رح تسوي؟ ما أعرف, ما أعرف كيف ممكن تكون ردة فعلي, فهي حدثت بالطريقة هذه, كأم وكل الأمهات زي بعض يعني حتى أنا أقول دائماً حتى في شغلي العادي لما أقول للست تعالي والله رح دخلك بكرة العمليات لا والله أنا ولدي مسخن, أنا ما أقدر ده الحين بس ولدي.. فدائماً الأولوية عندنا أبناءنا, يعني في اللحظة دي أنا ما فكرت في إيش رح يحصل لي, ما فكرت في الابتلاء بمعنى المرض أو المعاناة قدر ما كان خوفي على أولادي, إيش رح يحصل لهم, هذا يمكن أو إيش التأثير اللي ممكن يحصل للأولاد..
تركي الدخيل: الله يخليلك ولادك, فاصل قصير أيها الإخوة نعود بعده لمواصلة حوارنا في إضاءات مع الدكتورة سامية العمودي فابقوا معنا.



هل هناك تفسير طبي لانتشار المرض أكثر في هذه المنطقة؟

تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات لا يزال حوارنا مع الدكتورة سامية العمودي استشارية التوليد, وإحدى أقوى النساء العالميات أو إحدى أقوى عشر نساء في العالم التي واجهت مرض سرطان الثدي بشجاعة, ونلقي من خلال تجربة الدكتورة سامية اليوم الضوء لنحاول أن.. يعني نلقي الضوء على هذا المرض الذي انتشر بشكل كبير, وهذا أحد الأسئلة المهمة دكتورة سامية لماذا انتشر؟ يعني كثير من الأسئلة في أروقة المجتمع السعودي والخليجي والعربي أيضاً تتحدث عن أن مرض السرطان انتشر أصبحت النسب عالية, كل من تلفت حوله وجد شخص قريب أصيب بهذا المرض, هل هناك تفسير طبي لماذا ينتشر المرض أكثر في هذه المنطقة؟ هل هو ينتشر أكثر في هذه المنطقة من العالم أم لا؟ خصوصاً عفواً.. قلتي قبل قليل أن نسبة الإصابة بالنسبة للسيدات في السعودية هي أبكر من نسبة الإصابة منها في دول غربية مثل الولايات المتحدة..
د. سامية العمودي: نعم, هي طبعاً في جزئيتين, أول حاجة لو جينا بالمعدلات اللي إحنا الناس يقيسون فيها حجم الكتلة في أي مشكلة, إحنا المعدلات المتاحة وأقول المتاحة بين قوسين.. أنه إحنا الإحصائيات عندنا ما هي كبيرة على الأقل مقارنة بالدول الأوروبية أو الأميركية, ولكن طبعاً لاحظ أنا إحنا أولاً الإحصائيات هذه بدأت في السنين المتأخرة, ثاني حاجة برضه ما بلغت الدقة الكبيرة لأنه زي ما أنت عارف كثير من الناس قناعاتهم بالعلاج الطبي ضعيفة, سيدات في القرى وفي الهجر يجيها المرض ويمكن أنها تموت في بيتها وما حد يعرف, يقول لك جاها مسّ جاها مبطونة, أياً كان..
تركي الدخيل: أو جاء يومها.. جاء يومها بس بطبيعة الحال بس أنه بدون السبب يعني كان المرض في السابق.. كان الشخص يصاب فيه ويموت ولم يكتشف؟
د. سامية العمودي: وبالتالي ما كانت تنعكس على الإحصائيات، طبعاً من ناحية أخرى الوعي زاد فالناس الآن أصبحوا يفحصوا أكثر، صار نكتشف الحالات بشكل أكبر من أول, وأصبح الناس خلاص فيه شيء اسمه سرطان الثدي متداول.
تركي الدخيل: كل أنواع السرطان إجمالاً.
د. سامية العمودي: تقريباً, بالإضافة إلى أنه ما فيه شك أنه فيه زيادة عن نتيجة تغيّر نمط الحياة، يعني نحن عارفين أنه من ضمن الأسباب والعوامل اللي تزود سرطان الثدي الغذاء والسمنة وقلة الرياضة وإلى آخره، هذه عوامل معروف مثلاً دول الخليج 50- 60% نسبة السمنة عندنا فإذن فيه عوامل ما فيه شك أنها بتزود نسبة الإصابة.
تركي الدخيل: طيب، دكتورة يعني هناك بعض القناعات اللي يتداولها الناس ما أعرف هي قناعات علمية أم لا, الحديث عن أنه مثلاً حرب الخليج ساهمت في انتشار السرطان، الحديث عن أنه كثير من الأطعمة الموجودة في منطقة الخليج هي ليست أطعمة صحية حتى بما فيها الخضراوات, أنها تتعرض في النهاية لحقنها بمواد كيماوية لتكثيفها وتكبيرها ونحو ذلك، اللحوم الدجاج ونحو ذلك, هل هذا يعني له جانب علمي أم أنها مجرد قناعات شعبية؟
د. سامية العمودي: شوف ما فيه حاجة متاحة يعني في يدي عشان أقول لك أنه هي والله دراسة محددة على الأقل على حد علمي، وإن كان فيه تصور ومعروف أن التلوث البيئي واحد من الأسباب، فما نستبعد أبداً أن التلوثات البيئية هذه تكون عامل من أسباب زيادة الأمراض، ما فيه شك فيها, التلوث يعني الحروب ونوعية الأسلحة البيولوجية اللي تستعمل فيها, المواد اللي بتستعمل حافظة في الأغذية والجديدة اللي ما كانت نحن نسمع عنها قبل كده، هذه كلها عوامل ما فيه شك أنها حتى في أوروبا وأميركا معروف أن النمط الغذائي ونوعية الأغذية بتزود عوامل الخطورة للسرطانات.
تركي الدخيل: جميل، دكتورة في كتابتك يعني كتبت مقال لماذا لم أكتشف مرضي في مراحله المبكرة، تحدثت عن بعض التجارب أو كان فيه بعض الاعترافات الحقيقة اللي تُحسب لك, مثلاً أشرت إلى أنه أنت أخذت عينة من الورم لفحص الأنسجة وكانت لحظة رعب لي لأني بطبيعة الحال أخاف من الحقن صغيرة كانت أم كبيرة، يعني الناس يتصورون أن الطبيبة لأ بالتأكيد ستكون مختلفة عندها التجربة أو المرض كثير من الناس عندهم هذه الأزمة، فكيف كانت يعني التعاطي مع هذه القصة، رجعت تتعاطين كمريضة تماماً ليست لك علاقة بالجانب الطبي؟
د. سامية العمودي: شوف بالنسبة للمرض أنا عندي كده مبدأ, طالما أنا مريضة طالما وثقت في الطبيب اللي قدامي فالمفروض أني أنا أتحول فعلاً إلى مريضة إلى حد كبير، الناحية النفسية أن الخوف أنا بشر وبالذات أنا أخاف من الإبر كثير، وبالتالي يمكن أنا معاناتي كلها في القضية دي فقط في الإبر أكثر من أي عرض آخر في قضية السرطان، يعني أنا بالنسبة لي ممكن أعمل قيصرية حتى في شغلي العادي القيصرية عادي بالنسبة لي عمل من الأعمال اللي أقوم فيها، لو جاءوا يعطوا للمريضة إبرة مسكنة أنا أطلع من الغرفة ما أستحمل منظر الإبرة يعني هذه حاجات شخصية.
تركي الدخيل: طيب أشرت فيما يتعلق بأنه كيف أبلغت أبناءك الثلاثة بمرضك، وقلت أنت قبل قليل أن محور حياتك مرتبط بأبنائك وأنك تمارسي أحياناً دور الأم والأب بالنسبة لهم، يعني هذا جانب أود أن أسألك عنه ما دور الأسرة سواء كانوا أبناء.. كيف يمكن أن يبلغوا.. هل يجب أن يبلغوا؟ هل يجب أن يحتفظ بهذا المرض سر؟ وخصوصاً أنه نحن عندنا في المنطقة يعني حتى لا نسمي السرطان باسمه نسميه بل المرض الخبيث أو نسميه المرض الفلاني أو هذاك يعني نرمز له بأي رمز خوفاً منه.
د. سامية العمودي: صح نحن ما نسمي الأشياء بأسمائها, حتى السرطان زي ما تفضلت نحن دائماً نقول لك المرض البطال المرض البرا وبعيد هداك المرض ما يقال سرطان، لو لاحظت في مقالاتي ما فيه مقالة أكتبها إلا وأكتب سرطان الثدي لتأكيد وترسيخ الكلمة أنها تصبح نوع من التعود على الكلمة بالنسبة..
تركي الدخيل: هذا جزء من مواجهة المشكلة.
د. سامية العمودي: مواجهة أو الرسالة اللي أبغى أوصلها أنه نحن نسمي الأشياء بأسمائها, جزئية الأولاد سبحان الله شوف أنا أول ما جاني أو حسيت أن القضية قد تكون قضية سرطان في الثدي أول خطوة عملتها أني خليت أولادي معاي في الصورة بالكامل..
تركي الدخيل: أنت قلت في بداية المقال بس وأخليكِ تكملين، فلما عدت من زيارة الطبيب سألني ابني عبد الله: ماذا قال الطبيب يا ماما؟ قلت له: لا بد من أخذ عينة من الغدة وتحليلها، صمت وقال: يعني احتمال يا ماما يكون سرطان, سؤال مباشر ومحدد وعليّ التعامل مع ابني كرجل ناضج رغم أن عمره تقريباً تسع سنوات كان في ذاك الوقت؟
د. سامية العمودي: لأ السنة الماضية حوالي 14 سنة الآن هو 15..
تركي الدخيل: زين، مع ابني كرجل ناضج قلت: ممكن يا عبد الله ممكن لا، لن نعرف إلا بعد أخذ العينة, ثم سألته عن المذاكرة وماذا أنهى منها، وأغلقت الحوار بشكل عادي، أغلقتيه لأنه ما كنتِ تبغين تواجهين ما تبغين تمضين كثيراً في هذا الحوار.
د. سامية العمودي: لأني كنت حريصة أني أنا أعطيهم المعلومات بالتدرج..
تركي الدخيل: أنت كنت تعرفي في هذا الوقت؟
د. سامية العمودي: إلى حد كبير نعم، لأن الأشعة عملتها..
تركي الدخيل: ما تأكدتي 100%..
د. سامية العمودي: بس أنه الأشعة واضحة أنه كان سرطان في الثدي, يعني أنا من البداية حرصت أن الأولاد يعرفوا مني أنا لأني ما كنت أبغاهم يسمعوا المعلومة من غيري، أنا أقدر على أني أتعامل مع أولادي وأعرف نفسياتهم وكيف أقدم لهم المعلومة، الشيء الثاني كثير من الناس قالوا لي: حرام عليكي هذول أطفال صغار, دائماً نحن عندنا يعني أنت تعرف صغار ما يفهموا، الطفل يفهم وبالعكس أنا أعتقد هو بيخاف من اللي ما يعرفه أكثر من اللي يعرفه..
تركي الدخيل: فالمجهول أسوأ من المعلوم ولو كان سيء.
د. سامية العمودي: فكنت حريصة أن أولادي يعرفوا المعلومات بالتدريج وعلى قدر سنهم, ويعرفوا لدرجة أني أنا يوم ما خلاص تأكدت من التشخيص جلستهم, وقلت لعبد الله بالحرف الواحد قلت له: شوف يا عبد الله يجي أولاد مثلاً فلان في العيلة أصحابك في المدرسة والله أمك عندها سرطان, أمك رح تموت، قل لهم الكلام ده مو صحيح أنا ماما جلست معانا وشرحت لنا، حبيت أعطيهم الأمان أول حاجة..
تركي الدخيل: قلت أن المرض ما له علاقة بالموت بالضرورة..
د. سامية العمودي: قلت لهم مفهوم الآجال, يعني أنا بالنسبة لي أن التجربة كانت أول حاجة أني أنا أبغى أولادي يطمئنوا ما أبغاهم يخافوا ما أبغاهم يترعبوا، الشيء الثاني تجربة إيمانية لا بد أن أستثمرها، أنا كأم في نواحي تربوية معينة لقيت أنها هي رح تربيهم في أشياء كثيرة، مفهوم الآجال زي ما حضرتك تفضلت قبل فترة كان جار فاضل لنا بسيارة حادث سيارة صدمته سيارة ومات, وكانت هذه حادثة أنا ذكرتها لأولادي قلت لهم شوفوا فلان مات ما عنده مرض ولا عنده شيء, إذن الموت والآجال ليست مرتبطة بالمرض بالإضافة إلى الحياة هذه مليانة أزمات، كانت فكرتي أن أبني شخصياتهم على الصلابة إلى حد ما.
تركي الدخيل: جميل، أنت حرصت أن أبناءك إسراء تصدر كتاب اسمه أنا وأمي وسرطان الثدي, وهو كتاب مكتوب بلغة للأطفال, فيه رسومات كثيرة وأظنه متواجد بالأسواق، وأيضاً عبد الله كتب.. ابنك عبد الله كتب عن تجربته الشخصية في مرضك, يعني ليش حرصت دكتورة.. كثير من الناس أنا متأكد رح يقولوا لك ليش أقحمت أبناءك في تجربتك الشخصية في تجربة لا يخوضها إلا الكبار رغم أنهم أطفال؟
د. سامية العمودي: صحيح، كتاب إسراء هو يعني بصريح العبارة.. إسراء فاجئتني مرة بتشتغل على اللاب توب وقالت لي تعالي أوريك, لقيتها بتعبيراتها هي البسيطة كاتبة القصة، لما لقيت أنها هي حاملتها بطريقة جميلة وحتى رسومات حلوة, كملت وحسيت أنها فكرة كتاب رح تكون رائعة جداً، عبد الله أنا عطيته الأسئلة وجاوبتها الفكرة الأسئلة..
تركي الدخيل: عطيتيه أسئلة وهو جاوبها.
د. سامية العمودي: عطيته أسئلة من واقع تجربتنا إحنا، جاوبها بأسلوبه وبتعبيره الخاص, الحقيقة الفكرة ما هي إقحام الأولاد, أنا أعتقد أنه الآن بعد مرور سنة ونصف على تجربتي أرجع أقول لك أني أنا أكثر قناعة الآن أنه اللي عملته كان صح مع أولادي، أنا أعتقد أنه بمشيئة الله وبفضل الله أولادي تخطوا الأزمة هذه ونفسياتهم ما تأثرت بالشكل اللي ممكن طفل يجهل المعلومات هذه دي أول حاجة، يعني أولادي يتعاملوا مع قضية سرطان الثدي بمنتهى البساطة زي أي مرض، يعني بنتي إسراء الشريط هذا في عبايتها في طرحتها في دفاترها كلامها عنه ما فيه خوف من شيء كبير، الشيء الثاني..
تركي الدخيل: تعاملوا مع كواقع يومي ومعاش..
د. سامية العمودي: واقع عادي، الشيء الثاني أنه سبحان الله يعني أنا أقول يمكن أنا ما أقدر أغير مفاهيم البالغين بشكل كبير في مجتمعاتنا، خلينا..
تركي الدخيل: لأنه تشكل وعيهم.
د. سامية العمودي: خلينا نشتغل على الجيل الجديد اللي هو جيل ابني وبنتي وأولادك وأولاد الناس اللي هو ينشئ جيل جديد غيرنا إحنا, ثقافة الوعي عنده مختلفة، وعشان كده الرسالة ما تكون منهم اللي بتكتبه إسراء أقوى ألف مرة من لو أنا كتبته.


كيف يمكن للرجل أن يتعاطى مع مرض زوجته؟

تركي الدخيل: جميل، دكتورة أنت أشرت أيضاً إلى أن الرجال بالعادة لا يتعرضون لسرطان الثدي إلا بنسبة ضئيلة جداً يمكن ما تتجاوز 1%, والمرأة الصغيرة نادراً ما تصاب قبل العشرين من العمر، وأورام الثدي في العشرين والثلاثين هي أورام حميدة في الغالب، لكن الخطورة تزداد بتقدم العمر خاصة حوالي سن الأربعين، اللي أود أن أسألك عنه هذا أشرت إليه في بعض مقالاتك, كيف يمكن للرجل أن يتعاطى مع مرض زوجته؟ كيف.. يمكن يعني أنت قلت أن هذا الموضوع يصيب حتى الرجل يصيبه بجانب نفسي, كيف ممكن يعني يتعاطى الرجل مع زوجته؟
د. سامية العمودي: هو شوف طبعاً أنا أقول دائماً الأزمة دي بالذات الرجل شريك فيها 100% وبالذات نحن في دولنا، أول حاجة أول من يبلغ بالخبر مين..
تركي الدخيل: الزوج.
د. سامية العمودي: للأسف الشديد نحن عندنا جانب شرعي قانوني مهمل يغيب عن أذهان كثير الأطباء, مش أتكلم عن الناس العاديين أنهم بيعتقدوا أنه ولي الأمر فهو اللي لازم يناقش ويبلغ بالنتائج..
تركي الدخيل: آه الأطباء يبلغوا الزوج ما يبلغوا الزوجة، وهذا خطأ تعتقدين.
د. سامية العمودي: طبيعي 100% هذا المرأة العاقلة البالغة, المرأة المسلمة العاقلة البالغة هي اللي صاحبة القرار في أي شأن يخص صحتها، وهذا قاعدة شرعية وقاعدة موجودة في أنظمة وزارة الصحة، نحن الطبيب تلاقيه مثلاً يقول لك لأ نبلغ زوجها وبعدين هو يمهد لها، فالرجل يقع عليه عبء المواجهة الأولى هو أول حاجة يأخذ الخبر فإذن هذه الصدمة الأولى تكون للرجل، الشيء الثاني الحياة اللي تتغير حياة المرأة كأخت زوجة أم السرطان بيقلب مناحي الحياة كلها, دخول المستشفى وفحوصات وإلى آخره يتأثر عليها في بيتها، مين اللي بيعاني معاها الرجل, يعني يمكن في يوم من الأيام ما كان يقوم ببعض المسؤوليات يضطر يقوم بمسؤوليات أخرى جديدة ما كان يقوم بها قبل كده, سواء مذاكرة الأولاد رعاية البيت رعاية السيدة هذه اللي محتاجة إلى تعاطف معاه، حتى الناحية المالية هذا عبء مالي جديد انضم لمجموعة الأعباء علاج السرطان طويل ومكلف جداً، المرأة لو هي معتمدة اعتماد كلي أو الرجل لو هو طبعاً اللي ينفق فهذا عبء مالي جديد، إذن هو شريك في الأزمة.
تركي الدخيل: ما بقي معي كثير من الوقت أود أسألك عن جزء أشرت إليه في مقالاتك وهو موضوع العلاج في الخارج، أنت تحدثت في مقالاتك أنك رفضت فكرة العلاج في الخارج، هل تعتقدي أن كل الناس المفروض يرفضوا؟ وليش رفضت أنت العلاج في الخارج؟
د. سامية العمودي: والله شوف أنا قناعتي الأولى أن سبحان الله الشفاء هذا طبعاً كقناعة عامة بيد الله، ولكن فيه وسائل..
تركي الدخيل: ولكن أنت تحدثت عن أسباب والجانب الطبي والاهتمام فيه بطبيعة الحال.
د. سامية العمودي: أنا طبيبة وبالتالي حكمي شوي يختلف لأني أنا أعرف إيش يجري في غرفة العمليات, وإيش كفاءة الأطباء وإيش التجهيزات المتاحة في المستشفيات, فعندي قناعة تامة أن الذهاب إلى أي بلد آخر ما رح يوفر لي أي تقنية أو أي كفاءة غير الموجودة عندنا، وفعلاً يعني نحنا عندنا أحدث الأجهزة والتجهيزات والتقنيات وأكفأ الأطباء، فما رأيت أني أنا رح أكسب غير أني أنا لو رحت هناك قد أتعب نفسياً أكثر العلاج طويل, قد أضطر أني أنا أروح وأبتعد عن أولادي فترات طويلة، هذا لوحده أنا بالنسبة لي كان غير مقبول، بالإضافة لأنه ما أعتقد أنه طبياً بالنسبة لي على الأقل سرطان الثدي ما فيه شيء رح يضيفه العلاج بالخارج عن اللي باخذه الآن.
تركي الدخيل: آخر سؤال أنت خائفة دكتورة من السرطان؟
د. سامية العمودي: خوف بمعنى خوف لأ، لكن أخاف على أولادي لو حدث لي شيء من هذا المرض.
تركي الدخيل: عندك رسالة توجهينها للمرضى بهذا المرض؟
د. سامية العمودي: والله أول حاجة أنا دائماً أقول نستشعرها من ناحية إيمانية كرسالة حب من الله حتى تهون علينا مصائبنا، الشيء الثاني أن ثقافة الفحص المبكر لأنه فرق بين يكتشفوه في مرحلة أولى ونسبة الشفاء 98% وفرق بين أن ندخل في علاجات مكثفة ومعاناة وخوف غير مبرر فقط أنه نحن أهملنا نعمل الفحص هذا.
تركي الدخيل: شكراً لك دكتورة سامية العمودي.
د. سامية العمودي: أهلاً وسهلاً.
تركي الدخيل: شكراً لكم أنتم أيها الإخوة والأخوات على متابعة هذه الحلقة من إضاءات، حتى ألقاكم في حلقة مقبلة هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نزف المحاني
نزف المحاني
اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها
7000
7000
اختي جرح اليالي
جزاك الله خير على التوضيح الله يحفظك ويحفظنا من كل سؤ ....الله يشفيها ويعافيها ويشفي مرضى المسلمين
ثلج
ثلج
بصراحه أنا اعجبتني هاذي الإنسانه و شجاعتها....الله ينعم عليها بالصحه و العافيه
[ ريمية ]
[ ريمية ]
اعجبتني ماشاء الله عليها قوية ايمان

اسأل الله رب العرش العظيم ان يشفيها