فقد الغوالي
د. نورة خالد السعد
ما من مصيبة يبتلى بها المرء منا ألا وهي امتحان لصبره وإيمانه بالقدر خيره وشره.. والصبر هو كف النفس وحبسها عن السخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك، وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع.. وكما في قوله جل وعلا {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).. وما من مصيبة فقد للغوالي في حياتي إلا وتمنحني تجربة لمعنى (الصبر والاحتساب) وأعرف أن ذكر مرارة الفقد قد يجرح أجر الصبر ولكن هي طاقة للتعبير عن معنى الفقد لأخي (فواز) الذي غيّبه الموت إثر نوبة قلبية لم تمهله سوى ساعة واحدة فقط منذ بدء سحقها لشرايين قلبه المفعم بالحب والنقاء والطيبة والعطاء اللامحدود ساعة واحدة أحدثت ألم الفجيعة في مساحات نفوسنا جميعاً والدته وزوجته وأبنائه وبناته ونحن جميعاً من أخوة وأخوات وأقارب ومعارف وأصدقاء.
ساعة واحدة.. في سجل حياته منذ ولادته هي الفارقة بين حياة الدنيا والرحيل منها.. وانطفأ وهج الحياة في جسده.. وغيب معه مساحات وجوده حياً معنا لتبقى ذكراه خالدة في نفوس كل من عرفه وتعامل معه..
الحديث عن الفقد.. يتكرر لكل من غاب عن ناظره حبيب وغال.. ولن يستوعب معناه إلا من ابتلاه المولى بفقد مماثل.. وكل فقد له مرارته وألمه الذي يسحق الضلوع.. فقد الوالدين يختلف عن فقد الأخوةو عن فقد الأبناء.. كل فقد له نوع مختلف من الألم والمرارة.. وما يخفف ألم الفقد هو أن علاج المصائب كما يذكر في سجل المسلم منا يبدأ بمعرفة أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان وأن المصيبة ثابتة ورحيل الغوالي متوقع فمن الذي يخلد منا..؟؟ وذهول لحظة معرفتنا بفقد أحبائنا يجيء من بشريتنا الضعيفة وعمق محبتنا لمن فقدنا.. ومواجهة حقيقة الموت الذي سيغيب هذا الغالي من حياتنا فلن نراه مرة أخرى ولن نسمع صوته ولن يكون بيننا.. ولن نتمكن أن نقول له كم أحببناه وكم نحن نتألم لغيابه وكم وكم.. مواقف عديدة تمر بنا و شريط حياة الغالي الذي فقدناه منذ أسبوعين يمر أمام العين، طفولة، وشباباً، وضجيج الحياة في هذه المواقف يدفعنا أن نتساءل مع أنفسنا ومع من حولنا كم هي مُرة ساعة الرحيل.. وكم هو مؤلم هذا الفقد.. ففقد الأخ له مرارة وألم يزدادان كل يوم.. حتى مع هدوء نهاية أيام العزاء ورنين الهاتف يحمل أصوات المعزين ووجوه الأحبة والمعارف والجيران تحيط بنا من كل جانب وللعزاء مذاقه لمن ابتلاه الله بمصيبة فقد الأحبة ورغم ما يكتنف هذه الأيام من ألم واضطراب وانفلات المشاعر.. إلا انها كالبلسم تداوي الألم خصوصاً عندما تكون تحمل مشاعر الصدق والمواساة وليس تأدية واجب فقط..
وأيام العزاء التي مرت بنا عند فقدنا للحبيب أخي فواز كانت نموذجاً متميزاً لمعنى الالتحام والمحبة التي يحملها محبوه وعارفوه وزملاؤه وليس أهله فقط.. مما أحدث طمأنينة مستمرة من الإيمان بقضاء الله وقدره أولاً ثم من هذا الكم من المعزين يرفعون الدعاء بالرحمة والمغفرة له يرحمه الله حتى صغاره الذين ارتجفوا حزناً عن حمل جثمانه إلى تلك البقعة التي ستحوي هذا الجسد.. ورغم الدموع التي ملأت عيونهم لكنهم أمام احتواء الآخرين لهم وسماعهم للدعاء له عادوا أكثر هدوءاً كأنهم أدركوا أن الغالي ليس فقيدهم هم فقط.. وكم هو مهم هذا الشعور لدى هؤلاء الصغار خصوصاً أما الكبار من أبنائه وبناته فنحمد الله أنهم إن شاء الله سيكونون خير خلف له..
رحل أخي (فواز) كما يرحل كل غال.. وكما سنرحل نحن لاحقاً لا ندري متى ولا كيف؟ ولا أين؟؟
ولكن اليقين في ر حمة الله سبحانه وتعالى والإيمان بقضائه وقدره {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} هو الملاذ وهو الرجاء في جزاء الاحتساب والصبر.. وكما هو جزاء الصابرين إن شاء الله: الأجر والثواب والمغفرة والرحمة..
وفقد الغالي فواز هو الامتحان لنا محبيه فقد قال الفضيل: إن الله عز وجل ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالخير..
كان الأخ فواز نقي المشاعر، معطاء، يقدم الخير و المساعدة لكل من قصده، يمنح بعفوية ولا يقوى على غيمة الغضب، يتسامح ويعفو، ويتواصل مع الجميع، يملك نفساً كالطفل في براءته، يحب الشعر وله قصائد جميلة لا تزال بين أوراقه.. احتوى قلبه حب الجميع.. ولهذا كان فقده مراً للجميع.. فاللهم ارحمه رحمة واسعة واغفر له ولجميع اخواننا وألهمنا الصبر والسلوان وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
٭٭ اتكاءة الحرف..
روي في الخبر أنه لما نزل قوله تعالى: {من يعمل سوءاً يجز به} قال أبوبكر رضي الله عنه: يا رسول الله كيف الفرح بعد هذه الآية؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غفر الله لك يا أبا بكر.. ألست تمرض؟ أليس يصيبك الأذى؟ أليس تنصب؟ أليس تحزن؟ فهذا مما تجزون به؟) يعني أن جميع ما
يصيبنا يكون كفارة لذنوبنا

مجاااااهدة @mgaaaaahd
الوسام الفضي
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

فيــــــونه
•
عظم الله أجركم واحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم وأسكنه فسيح جناته..,,


عظم الله أجر الدكتورة نورة وجبر كسرهم وأحسن عزاءهم وغفر لفقيدهم وأسأله عز وجل أن يسكنه الجنة ويكرم نزله ومثواه..
شكر الله لكِ مجاهدة...على هذه المساحة..
دمتِ بخير..
شكر الله لكِ مجاهدة...على هذه المساحة..
دمتِ بخير..

**عذوب**
•
فيــــــونه :
عظم الله أجركم واحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم وأسكنه فسيح جناته..,,عظم الله أجركم واحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم وأسكنه فسيح جناته..,,
زائرة
•
لله ما اعطى ولله ما اخذ
وانا لله وانا اليه راجعون
احسن الله عزاك وعظم الله اجرك يادكتورة نورة واسكنه فسيح جناته
وجعله الله من امة مرحومه مغفوراً له ماتقدم وما تأخر
واحشره اللهم مع الانبياء والصديقين والشهداء
اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله
ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد
ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
وأبدله اللهم دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة
وأعذه من عذاب القبر و من عذاب النار
اللهم امين000
جزك الله خير أختي مجاااهده
الصفحة الأخيرة