اللهم لك الحمد على كل حال لا أقصد من موضوعي الجزع أو التسخط من قضاء ربي معاذ الله لكنها تجربة أود أن أذكرها ..
هكذا أراد الله أن تكون نهاية قصة حملي الذي جاء بعد انتظار دام لعشر سنوات وبعد تجارب طويلة في المستشفيات ..
كانت لحظة فارقة في حياتنا حين وردنا اتصال من المستشفى يبشرنا بالحمل ومن تلك اللحظة أصبحت جل أحاديثنا عن الحمل والطفل القادم الذي سيغير روتيننا الممل ويضفي البهجة والأنس علينا ويعمر جنبات منزلنا التي يعمها السكون تحدثنا عن كل شيء اسمه لو كان ذكراً واسمها لو كانت أنثى وكيف سيعيش وماذا نحتاج من تجهيزات وغير ذلك
كنا نكسر الوقت الذي يمر ببطء بهذه الأحاديث ونعد الأيام لتكتمل التسعة أشهر ويخرج مولودنا الأول للوجود ..
حان وقت التعرف على جنسه وبحماس ذهبت للمستشفى وطلبت إجراء الأشعة لكن أخصائية الأشعة بدت عليها علامات الدهشة وأخذت وقتاً أكثر من اللازم .. سألتها ماذا حدث؟ أجابتني وكأنها تتهرب من سؤالي:مافي معلوم عربي ..
سألتها:و جنس الجنين؟ قالت لم يتضح بعد...
أعطتني تقريراً عن الأشعة وقالت اذهبي لدكتورتك
تخبرك بكل شيء أخذت الورقة وأنا في قلق وحيرة ولا أعلم ماذا تحوي من معلومات كان علي الانتظار لأخذ موعد مع الدكتوره في اليوم التالي كنت عندها .. أعطيتها الورقة والقلق يكاد يقتلني قلبت ناظريها فيها ثم قالت لي باختصار : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها جنينك قد يموت في أي لحظة وحينها نعطيك طلق صناعي ... ..
حاولت ترديد ماقالت لكن لساني تلعثم لم أستوعب الموقف وخرجت بخطى متثاقلة أجر قدماي وأسكب الدموع حزناً وأسى ركبت السيارة وإذا بزوجي يسألني بحماس:هاه بشري !
لم أستطع الكلام كتبت له في الجوال ماقالته لي ودخلت في نوبة مريرة من البكاء حاول تهدئتي وذكرني بالصبر وكانت تلك الليلة ليلة عزاء بالنسبة لي ..
بالطبع ذهبنا لطبيب آخر لنتأكد من الموضوع وكان التشخيص في المرة الثانية أدق والتفاصيل صادمة أكثر وهكذا في كل مرة تزيد لديهم المعطيات ويزيد يقينهم أنه لن يعيش حتى إن طبيبة قالت لي في الشهر السابع من الحمل إن شئتِ الولادة الآن تعالي لدي فتوى تسمح لي بذلك قلت :لا سأنتظر وقت الميلاد ..
وبدأ الموعد يقترب وبدأ البطن يكبر وحركة الجنين تزداد ونحن نقول هذه بشارة خير هو حي لم يمت بعد ونرجو ونأمل أن تكون توقعاتهم خاطئة
لم يعد يهمني جنس الجنين المهم أن أرزق بطفل سليم وبدأت بالاستعداد للولادة اشتريت بعض الملابس فقط وكنت أحاول ألا أعلق نفسي به كثيراً حاولت تهيئة نفسي لفقدانه وفي الوقت ذاته لم أيأس وبقيت متعلقة بالأمل بالله أرقي جنيني وأشرب من ماء زمزم وأدعو ربي ..
وحانت لحظة الولادة لم أحمل هماً لآلام الولادة وكنت أحاول تهوين الأمر علي فالذي يهمني هو ماذا سيحصل بعد الولادة وكيف سيكون حال المولود لذلك نزعت الخوف من الولادة من قلبي ..ومرت اللحظات عصيبة والآلام تزداد وحانت اللحظة الحاسمة مازلت بين ألم وخوف الفقد وأمل بأن يكون كل شيء كما نتمنى ..
وخرج جنيني للوجود .. كانت بنتاً وضعوها على صدري لم أسمع لها صوتاً لم تبك كما يبكي كل مولود كانت أنفاسها تتسارع وكانت تحتضر أخذوها ووضعوها في غرفة أخرى تبعهم زوجي فقد كان معي في كل لحظة كان حريصاً أن يشاهد طفله لحظة ميلاده وهو حي مر وقت قصير وإذا به يدخل علي يخبرني أنها توفيت ويواسيني ...
وهكذا انتهى كل شيء بدأ أهلي بزيارتي وفي عيونهم حزن وصدمة .. لم نخبر أحداً بالأمر وفضلنا كتمانه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ..
صُدموا كثيراً لأنهم سمعوا خبر ولادة ابنتي وبدأوا بالاحتفالات بدأت رسائل التهنئة تصلني عبر الواتس أب والمجموعات تضج بالتباريك ثم فجأة وصلهم خبر وفاة المولودة وخلال أقل من ساعة تحولت التهاني إلى تعازي وتحولت أيقونات الورود والفرح إلى دموع وقلوب مكسورة
وهاأنذا أقضي فترة نفاسي بدون طفل وصدري بدأ بالتحجر يؤلمني أحياناً فلا أجد غير الدموع سبيلاً للتعبير عن حنيني وحزني...
ولله الحمد على كل حال وله الحكمة البالغة في كل مايقدر علينا ..
ونسأله أن يجعلنا من الصابرين الراضين بقضائه وأن يعظم لنا الأجر ويكتب لنا العوض في الدنيا والآخرة

رونــق @ronk_5
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.


الله يعوضك ي رب بالطفل المشافى المعافى ي رب عاجلاً غير اجل
اللهم طهر أعيننا من الخيانة، وألسنتنا من الكذب، وقلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وأموالنا من الربا، يا رب العالمين!
اللهم طهر أعيننا من الخيانة، وألسنتنا من الكذب، وقلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وأموالنا من الربا، يا رب العالمين!


الله يعوضك
كان سمعتي كلام المستشفى ونزلتيه مو تستنين لين التاسع الله يهديك
تم الإرسال بواسطة iPhone 6 بإستخدام منتدى عالم حواء
كان سمعتي كلام المستشفى ونزلتيه مو تستنين لين التاسع الله يهديك
تم الإرسال بواسطة iPhone 6 بإستخدام منتدى عالم حواء
الصفحة الأخيرة
والله يرزقني ويرزقك بما نتمنى ان شاء الله
وبنتك ان شاء الله شفيعه لك يوم القيامه