لماذا أصبحت بلادنا أرض خصبة للإشاعات ؟

الملتقى العام

يتبادر إلى ذهن العقلاء من الناس عدة تساؤلات :
لماذا أصبحت المملكة العربية السعودية أرضاً خصبة للإشاعات ؟
ما سبب تقبل الناس لها و سرعة إنتشارها ؟
ما هي أضرارها ؟

و السؤال الأهم الذي يُطرح في كل مرة : ما هو الحل ؟

لعل المشاهد البسيط مثلنا يستطيع أن يضع إجابات لهذه التساؤلات و إن لم تكن شافيةً و لكن تغطي و لو الجزء القليل مما يبحث عنه العقلاء و المتلقين .

لنبدأ بأضرار الإشاعات , والله أن لها أضرار لو يستوعبها أكثر من روجوها لتركها الكثيرون منهم , و الإشاعة على إختلاف مجالها ليس بها خير .
أحياناً يتم ترويج إشاعات تروع الآمنين من وجود أخبار تتعلق بالقتل و هي لم تحدث
و تارةً تعشيم الناس بزيادة في رواتبهم حتى يتعلقوا بها و إن حدث غير ذلك أصبحت النتيجة عكسية
و الأدهى من ذلك الخوض في أعراض الناس و قذفهم
أو تحريض بعض المسلمين على الآخر من إشاعات تتعلق بالعمالة الوافدة و التي يوجد منها الكثير شرفاء و في حال سبيلهم و لهم حق الأخوة الإسلامية و التعامل الطيب الحسن .

نعم الإشاعات تتجاوز كل هذا و لها أخطار كبيرة لا يستوعبها من يتناقلها , و ذلك بأن يكون مطلقها أحد الأعداء لأهداف دنيئة يتمنى الوصول إليها - لا مكنه الله من ذلك - .

لماذا أصبحت المملكة أرضاً خصبة للإشاعات ؟
من أبرز أسباب ذلك هو الفراغ للشباب , و عدم التيقن و لم يتم الزرع في شبابنا و مجتمعنا بشكل عام (التأكد من المعلومة قبل كتابتها) .
و الإشاعة تنتقل بسرعة لأن شرائح المجتمع المختلفة يتعاملون معها من جهال و صغار السن و ضعاف النفوس و شباب مندفع و قسم آخر يحب الأخبار السريعة دون عناء التأكد .

أهم نقطة هنا هي الحلول , و هذه بعض منها :
1) تفقيه الشباب شرعاً و أن الإشاعة تعدُ كذباً و أن الكذب قد يؤدي بصاحبه إلى النار - والعياذ بالله -.
2) أن يتقين مروج الإشاعة أو من ساعد في إنتشارها أن الله سيحاسبه يوم القيامة عليها .
3) تنمية حب (التأكد و التثبت) من المعلومة قبل نشرها , فقد قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) .
4) يجب من وجود مصادر لأخذ المعلومة الصحيحة سواءاً أياً كانت مجالها تغني عن البحث عن الإشاعة .
5) وضع حملات (حقيقية) في مدارسنا إبتداءاً بصغار السن تبين مخاطر الإشاعة و تنمي عند الصغار البعد عنها و التأكد من كل ما يصلهم ؛ لأن التربية تبدأ من الصغر (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) .
6) وضع حملات توعوية شاملة في الجامعات والطرق و منشورات في المساجد لتوعية الناس في محاربة الإشاعة.

أتمنى أن يتم التعامل مع الإشاعة و مروجيها بشكل أكثر جدية و صرامة مما هو عليه الآن , و أن تولي الدولة - حفظها الله - جهوداً أكبر للقضاء على هذه الآفة التي تهدد المجتمع و تنشر فيه الأكاذيب .

اسأل الله ختاماً أن يوفق مجتمعنا و كل المجتمعات الإسلامية في التخلص من كل الأضرار و منها الإشاعات .


و الله الهادي إلى سواء السبيل . . .


منقووول
1
296

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وردي سماوي
وردي سماوي
باارك الله فييككيي