بسم الله الرحمن الرحيم
من تعرض للأزمة قد يتبادر لذهنه سؤال وقد يتردد على خاطره تفكير لماذا أنا بالذات يشعر بالضيق ،ينتابه اليأس أحياناً لأنه يشعر بالضعف ويركز على الألم ويزيد من مساحة الحدث ليغلف واقعه بالسواد حتى يغمر فيه . ولكنه إذا أراد أن يتجاوز خطوط دفاع الألم ويكسر حواجز اليأس ويصمم أن يتجاوز المحنة بل أن يحولها إلى منحة عندها سيجد ألف طريقة لتغيير مسار التفكير فبدل أن يتحسر الإنسان على نفسه ويسترجع شريط الحوادث العصيبة بشكل متكرر ليجعله مسطراً على كل زوايا الذاكرة فإنه سيبدأ باستخدام مسار التفاؤل ليلتقط من بين أشواك الحياة وردة الأمل
فينظر للابتلاء نظرة أخرى تغير معالم خارطة الأحداث . فإذا كنت ممن وقع عليه البلاء وتريد أن تتجاوز المحنة فسترى ما يلي :
- أنك الآن بخير ولله الحمد ، أن الله عز وجل اختارك ليبتليك لعظيم أجرٍ أعده لك فقد تعود لربك بهذا الابتلاء وتسعد في دنياك وآخرتك أو تحصل على أعلى المنازل في الجنة (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) ، وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم (ما أصاب المؤمن من هم ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه).
- اختيار الله عز وجل لك يعني أن هناك رسالة من المهم أن تؤديها ،ابحث في ثنايا واقعك لتجد أن لك تصرفاً بطولياً أو أنك قدمت حلولاً مميزة للمشكلة أو….ما هي الرسالة التي انتدبك الله لها فكر جيداً ثم قم بها وانشرها . فالدال على الخير كفاعله ، إذا كنت سبباً في تغيير واقع مشرق مثمر فكل من سيستفيد من تجربتك عند صمودك في المحنة لأنك مثلاً يحتذي به فلك أجر من استفاد من تجربتك .
- منح المحنة : هذه المنحة قد تكون زادت الحب والروابط الأسرية بينك وبين عائلتك .
- قد تكون سبباً في دخولك الجنة وبلوغك أعلى المراتب قد تكون سبباً في صقل شخصيتك وتغيير نظرتك للحياة . فالشدائد تصنع العظماء في التاريخ .وكل العظماء في التاريخ تعرضوا للمحن .وفي المحن تكشف المعادن .
- عليك التركيز على الواقع والبحث عن الحلول والمخارج مع الثقة بالله عز وجل وعدم اليأس والشعور بقرب الفرج يخفف المصاب ويعينك على استعادة التوازن في التفكير مما يدفع للصمود .
- تذكر من يحبك ومن تهتم بهم أنهم في أشد الحاجة إلى تماسكك لأنك مصدر قوة بالنسبة لهم أجزل الله لك الأجر وأعلى قدرك في الدنيا والآخرة .
أ. نورة مسفر- استشارية في جمعية الشقائق بجدة
(منشور هنا بطلب من الكاتبة)

ميّ @my_30
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

الصفحة الأخيرة
كلام قيم