
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا إذا فرحتِ بشيء تنغصتِ أحيانا من جهته؟! هذا السبب الغالب والله أعلم
السر الذي يجعل الكثير لا يستمتع بحفلة زواج أو سيارة أو فستان أو أثاث .. الخ وقد يأتي ما ينغصها من جهة ذلك الشيء ..
بل تكون ناجحة في حياتها العملية أو في حياتها الأسرية في بيتها ونفسها وأولادها .. الخ وفجأة تتغير حياتها ؟!!
الكثير يرجع السبب للعين !
العين حق .. لكن ليست هي السبب في كل المصايب والأكدار والمنغصات التي تمر بنا .. لاسيما وأن هناك من يحافظون على الأذكار والأوراد الشرعية .
لابد في البدء أن أؤكد أن الحياة الدنيا لم تصفُ لأحد ، فقد طبعت على الأقذار والأكدار .. والنعيم والجزاء في الآخرة أما في الدنيا فالناس كافرهم ومؤمنهم ينعم الله عليهم أو يحرمهم ، وإن عذبهم سبحانه لم يكن ظالم لهم ، فليس لنا في هذه الدنيا حقوق على الله عزوجل ..
لكن معرفة السبب الغااالب الذي يجعل من أشياء في حياتك منغصة بعد أن كانت مصدر متعة وسعادة ، معرفة ذلك مهم حتى تحذري الوقوع فيه وإن تلبست به لأن الإنسان ليس معصوم من الخطأ .. لكن إذا انتبهت للسبب هذا ستجد تغير كبير في حياتك وتقل المكدرات بفضل الله عز وجل ..
علما أن الابتلاء سنة ماضية بالخير والشر .. والمؤمن في حال الرخاء شاكر وفي الضراء صابر..
ولعلك أيضا سمعت أو قرأت عن أشخاص كانوا مسرفين على أنفسهم بالذنوب مقصرين في طاعة ربهم ، ثم يهديهم الله عز وجل ..
فتجدي ذلك المتعبد بركعات النوافل الظاهرية والسرية والمواظب على صيام الأيام الشتوية والصيفية، والمداوم على ذكر ربه ومناجاته والخلوة به والأنس إليه والانطراح بين يديه؛ يقع في الأمر - محور حديثنا - فيبدأ يعاني من هجمات وسواسية تحيل سعادته جحيما .. يعاااني كثيرا إن لم يدرك السبب .
ربما أيضا تفاجأون مثلي حينما تعلمون أن الله ابتلى بعض أنبياءه بنوع من البلاء بسبب وقوعهم في ذلك الأمر !!
حتى لا أطيل عليكن هو باختصار : العُجب في قضية أو جزئية أو شئون كثيرة ! والزهو بالنفس بالعمل أو بما امتلكت !
هذا العجب سبب مقت الله عز وجل !
وسبب لحبوط العمل .. وسبب لعقوبة الله عز وجل ..
وقد عاتب الله نبيه موسى عليه السلام حينما قام موسى خطيبا في بني اسرائيل ، فسئل : أي الناس أعلم ؟؟ فقال أنا ! فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه .... الى اخر القصة كما تعلمون في سورة الكهف .
بعض الناس يقول هذه الوساوس تأتيك لأنك مؤمنة واخترت طريق الصالحين وقبل الالتزام لم تكوني توسوسين ! وهذا غير صحيح بل الوساوس الزائدة من الشيطان دخل عليها من أحد الأبواب منها العُجب بالعمل .. لكن إذا ضايقتك هذه الوساوس وجاهدت ألا تستسلمي لها ودافعتِها بالتضرع لله ؛ فهذا من الإيمان بل صريح الإيمان ..
ربما تقول أحداكن الإعجاب بالشيء فطري في النفس ! أقول له هناك فرق ! ولن تتضح لك الصور إلا بالتوسع في الاطلاع في هذا الأمر
وأجمل كتاب قرأته في هذا الباب فصل وبين ولم يترك شاردة ولا واردة إلا أضافها ، كتاب :
( حطم صنمك وكن عند نفسك صغيرا )
استدل المؤلف بالقرآن الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أثر عن الصحابة والسلف الصالح ..
بالطبع كأي كتاب بشري يعتريه الخطأ والنقص كما قال تعالى ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )
فالكمال لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
لكنه من أجود ما كتب في هذا الباب فأوصيكم بقراءته مرات لاستيعابه ، فهو كتاب قيم وأسلوبه جميل جدا ..
رابط الكتاب صيغة pdf
http://elibrary.mediu.edu.my/books/SDL2077.pdf
وانصح بهذا الموضوع فهو غاية في الأهمية
عندما نتعلق بالبشر إو بالأسباب نصاب بالخيبة وربما الجنون !!! مهم جدااا
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=4109114
شاهدوا هذا المجاهد الصغير الشهيد كيف يحاسب نفسه رحمه الله وتقبله وينتقد نفسه لما اصابه الغرور !!!

إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه ..
اللهم اجعل عملي صالحا واجعله لك خالصا ولا تجعل لأحد فيه نصيبا ..
إذ أنني كتبت الموضوع منذ مدة ليست بالقصيرة ولم أتمكن من ادراجه في قسمي المفضل هنا بسبب مشكلة تقنية كانت تواجهني .. أكرر اعتذاري وتحيتي القلبية لكم ولمشرفتنا الغالية القديرة