
adl wa ihsan @adl_wa_ihsan
عضوة جديدة
لماذا النفور من الأنوثة؟!!
تتمة لموضوع خوخة قمت بإنزال هذا المقال إلي أتمنى لو نناقشه بموضوعية
شخصيا أجد هذا المقال تلخيص لحالة الأنثى في المجتمعات الإسلامية وشخصيا كأن المقال يتحدث عن تجربتي في الماضي ...:(
كما أعرف الكثيرات من هن في بلادي أو بلاد أخرى من لديهن نفس وجهة النظر...:)
و أنتم ما رأيكم?!! :42:
* الكاتب:كفاح الحداد
أمور كثيرة عصفت بالمرأة على مر التاريخ جعلتها تنفر من ذاتها الأنثوية، عكس الرجل الذي تمهدت له الظروف أكثر من مداها بالصورة التي جعلت الذكورة شيئاً مقدساً لا يعلو عليه شيء!! وحاولت المرأة مراراً أن تفر من أنوثتها وأن توحي لنفسها أنها كالذكر قوة وإدراكاً وعقلاً وجسماً وعضلاتاً!!، رغم ان الله تعالى خلق الزوجين –الذكر والأنثى – بهذه الصورة لايجاد التكامل والتمايل والتقارب والشوق إلى بعضهما تمهيداً لايجاد العلاقات الانسانية بينهما القائمة على الرحمة والمحبة والألفة.. فالأنوثة حاجة الذكورة والذكورة حاجة الأنوثة وكلا الذكورة والأنوثة يكمل بعضهما بعض فليس في أحدهما حقارة وخساسة وفي الآخر علو وارتقاء وإنما هي صورة انسانية خلقها الله وأبدعها.. ولكن لماذا تعيش المرأة ساخطة على أنوثتها!!
ولماذا كل هذا النفور الذي يجعل المرأة تتخذ لها سبيلاً معاكساً لهويتها ورغبتها؟ وترسم لها أهدافاً قد تحارب أصول هويتها الأنثوية؟ لا شك أن هذا يعود إلى ترسبات كثيرة، أهمها:
1 ـ التربية الأسرية:
التي تقوم على التفاضل بين الذكر والأنثى فاللذكر الحق والحرية في أن يفعل ما يشاء والأنثى ما عليها إلا الانصياع والحرمان والسكوت!!
ودوماً نحن نقول للبنات أنتِ لا تستطيعين ذلك ولكن من العيب جداً أن لا يستطيع الولد الذكر ذلك في حين أن الرغبات والقابليات في بداية الطفولة تكون متشابهة.. وغالباً ما تؤثر العلاقة بين الأبوين على نفسية الأولاد وعلى نمو شخصياتهم فالبنت التي ترى في أبيها احتقاراً للجنس الأنثوي من خلال احتقاره لأمهم أو ترديده لكلمات من قبيل النساء ناقصات العقول، هذا يؤدي إلى نفور البنت من أنوثتها وطغيان العتاب لماذا أنا أنثى؟ أو يطفح التمني بالمستحيل.. يا ليتني كنت ذكراً!!.
إن الطفل الذي يستقبله أهله بامتعاض أو بتضرر كما هو الحال في بعض الأسر التي لديها بنات فان الرذل أو عدم التقبل من جانب المحيطين ينعكس على الشخص نفسه فيرفض نفسه ولا يتقبلها ويكون نبذه لنفسه بمثابة رد فعل أو ترديد أو صدى لموقف المحيطين به تجاهه.
ويذكر الدكتور فاخر عاقل عن سيدة فاضلة قد ألم بها مرض وهي في الثالثة من عمرها فسمعت زائرة تقول لأمها وقد علمت ان حياة الطفلة في خطر: الحمد لله.. إنها بنت وليست صبياً وقد راع البنت ان جواب الأم كان بالموافقة.. وقد تحدثت السيدة عن مشكلتها حين كانت تتكلم بمرارة وهي في الأربعين كانت تؤكد أنها لا تغفر لأمها هذه الموافقة فليسم ن ذنبها أن لا يرغب فيها الأهل.
وحتى الفشل في الدراسة فان تعامل الأهل مع الجنسين يختلف تماماً فالفتاة تزوج بسرعة إذا فشلت، أما الفتى فانه يعاتب بأنه يجب ن يفكر بمستقبله (وكأن المستقبل للذكور فقط) وبهذا تجهض كل الآمال والأمنيات وتكون صفة الإحباط ملازمة لها، في حين أن تعلم البنات لمهارة ما أو سعيها لتحسين مستقبلها هو في صالح ذاتها أولاً وصالح أسرتها ومجتمعها كله، وأقل ما فيه أنها تشعر بكيانها.. وبأنها شخص مستقل وليس تابع فقط.
أمام الأنثى المنبوذة في أسرتها والتي ألمح القرآن إلى صورة من صور النبذ (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بُشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب إلا ساء ما يحكمون) النحل/ 59.
هذه الأنثى هل نتوقع لها النجاح أياً كان سواء في أسرتها القادمة أو حياتها الزوجية أو في روابطها الاجتماعية؟ .. ان الانسان المنبوذ في أسرته قد يحاول التخلص من هذا الشعور، إما بالطاعة والخضوع والسلبية وإما بالتمرد.
وهذه السلبية تعني العجز التام عن اتخاذ موقف أو قرار أو عرض فكرة أو إبداع شيء لأنها تعني موت العقل البشري! ولنا أن نتساءل.. هذه الأنثى المنبوذة التي هي صورة سلبية جامدة، الآن وقد أصبحت أما لأنثى مثلها كيف تكون مشاعرها؟ .. ان علاقة الأم بالابنة علاقة ازدواجية مركبة تختلط فيها مشاعر الحب والرفض، والأم ترى أن دورها الرئيسي هو إعداد ابنتها لتقوم بنفس الدور الذي قامت هي به برغم عدم تقبلها هي أحياناً لهذا الدور أو كرهها لبعض جوانبه، فالأولوية بالنسبة للأم هي أن تجعل ابنتها تلتزم بما يراه المجتمع طبيعياً أو صواباً حتى لا تكون ابنتها مختلفة أو شاذة، فالأم التقليدية آخر مَن يشجع الاختلاف أو التفرد في الابنة عكس الأب تماماً ولهذا أوضحت الدراسات أهمية الدور الذي يلعبه الأب في حياة المرأة الناجحة.
ان النظرة التقليدية في التعامل مع الأنثى تعارض تماماً ما عرضه الاسلام في تكريمها واحترامها.. وقد جاء الاحتجاج الإلهي على الوأد الذي طالب البنات مع بداية ظهور الاسلام في قوله تعالى (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت).
وفي الأحاديث الكريمة إشارات واضحة لتكريم الأنثى، فقد جاء ي الحديث عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله (ص): (خير أولادكم البنات).
2 ـ الأحوال بيولوجية:
ما هي صورة الأنثى في العرف العام؟ مراهقة مؤلمة ومخيفة ومرعبة.. نزيف متواصل، حمل وأوجاع وولادة وعناء ورضاع وسهر..
هل يا ترى أن الأنوثة هي فقط هذه الآلام والدماء؟ ذا كانت كذلك فهل يا ترى أن الله كان حقاً منتهى العدالة حينما خلقها مع كل هذه الأوضاع المؤلمة التي رفعت عن الرجل تكريماً له كما يرى الكثيرون؟
(سؤال طالما طرحته على نفسي من سن 14 إلى 20 سنة -حياة القلب-)
ورغم أنه لا ينكر أحد ألم الولادة ومخاضها بل أن الحمل كله ثقل وهم وهو اضافة على ذلك (وهن على وهن) ولكن لم يكن الأمر بلا نتيجة أبداً فان من أسباب قوة العلاقة بين الأم وولدها هو هذا الحمل الطويل والانتظار وألم الولادة المؤلم، وذلك الرجل الذي جاء إلى رسول الله (ص) يقول له انه حمل أمه على ظهره وأخذها إلى الحج، فهل وفّى حق الأمومة؟ فأجابه (ص): لا والله ما وفيت حق طلقة واحدة من طلقاتها!!.. ونرى التوصيات الكثيرة بالأم وإعلاء شأنها..
أما إذا نظرنا إلى المحيض (الذي هو أذى) فهو من ناحية صحية عملية تنظيف داخلي شهري للمرأة حيث يتم تخليص باطن الرحم من كل التلوثات الحاصلة وكل الفضلات الزائدة وعملية لتطهير الشهري هذه هي من أهم عوامل الحفاظ على صحة المرأة نفسها من أخطار أكبر.. وقد تكون حالة مرضية تتعرض لها الأنثى وتؤثر على نفسيتها وحالتها الصحية ولكنها أيضاً من علامات الصحة.
وقد نشرت مجلة (موفقيت) – مجلة موفقيت بالفارسية وتعني النجاح - خبراً عن ازدياد حالات الانتحار عند الذكور أكثر من الأناث وكتبت معلقة عليه:
ان الشخص الذي يدرك العلاقات العاطفية للعالم هو الأذكى ولأن النساء هكذا فهن الأذكى والأشد تأثيراً، الكل يعلم أن الرجال عاجزون عن حمل شيء يسير من حمل الولادة ولكن هذا التحمل يؤهل المرأة لتحمل المشاكل الحياتية.. وان تواجد المرأة إلى جانب الرجل في سنين الشباب تجعل مقاومته وتحمله للمشاكل أكثر ويمكن إدراك ذلك من لحاظ مقدار تحمل نفس المشكلة بين الرجال المتزوجين والعزاب في نفس العمر.
البعض يرى الأنوثة إعاقة في حين أنها استطاعة في حد ذاتها وبالتأكيد.. ولكن ماذا تفعل المرأة إذا كانوا يظهرون لها لعكس من ذلك.
وإذا كنا نؤمن بعظمة الله في خلقه وبعدالته بين عباده فاننا نؤمن أيضاً أن كل ما جعله الله في الذات الأنثوية هو لفائدة ولحكمة وليس من الصحيح التمرد عليها أبداً.. لقد رفع الله عن المرأة الجهاد والإنفاق وخفف عنها الكثير من الأعباء كل ذلك لأنه خلقها بالصورة التي تهيأ لادامة النسل الانساني وتكامل العواطف البشرية.
3 ـ الظروف الاجتماعية:
ان الخاصية الأساسية التي تميزت بها المجتمعات الحديثة هي القول بأن الموجودات البشرية لم تعد تولد في أوضاع محددة سلفاً وإنما تولد حرة في استخدام ملكاتها وما يتاح لها من فرص في تحقيق المصير الذي تريده. لكن لا يزال تقييد النساء هو الحالة الوحيدة في البلاد المتقدمة في العصر الحاضر الذي تحدد فيه القوانين والأنظمة لشخص منذ مولده انه ممنوع طوال حياته من الدخول في منافسة من أجل أشياء معينة ومن ثم فان التحريم الذي تخضع له النساء بمجرد واقعة مولدهن هو المثل الوحيد من نوعه في التشريع الحدي. وليس هناك حالة أخرى غير هذه الحالة التي تشمل نصف الجنس البشري فتحرم عليها وظائف وأعمال وأنشطة معينة بسبب صدفة المولد التي لا يستطيع أحد أن يتغلب عليها.
المشكلة أن العرف الاجتماعي يستهجن الفتيات المستقلات صاحبات الذاتية البارزة وهو يرى مشاركة المرأة في السياسة والاجتماع ضرب من التحدي، ومن جهة أخرى فهو يدعو المرأة إلى الانزواء والسلبية عبر فرض مقاييس أخرى قد لا تمت إلى شخصيتها الطامحة فمثلاً العمل السكرتاري لا يبحث عن الفتاة الكفوءة بل عن الفتاة الجميلة التي يجد فنون تصنيف الشعر والمكياج!، هو ضرب من الاستعباد ولكن بصورة حضارية.
ومن المؤسف حقاً أن عرض الوقائع والأحداث التاريخية قد سيطرت عليه العقلية الذكورية التي أرادت للمرأة أن تتوارى من الساحة العامة ولنا أن نتساءل عن حياة الشاعرات والعالمات والأديبات ولكننا لا نجد وضوحاً أبداً!.
ومن الصعب جداً الغاء التراكمات السابقة وقد كان الوأد الجسدي ظاهرة موجودة في العصر الجاهلي ولكن الوأد المعنوي كان أخطر وكان أيضاً أكثر استمراراً حتى وقتنا الحالي. وتلعب وسائل الإعلام دوراً هاماً في تشويه صورة الأنوثة عبر طرحها لصورة المرأة اللعوب والفاجرة والعاهرة والسحاقية كنماذج للبطولات السينمائية مما تجعل المرأة والرجل والمجتمع كله يتقزز من هذه النماذج، ومن الأنوثة والأناث عموماً!!
وإذا حاولت المرأة أن تتحدى وتنجح فكيف ينظر إليها الآخرون؟ إنها ستحاصرها الأسطورة الشائعة ان المرأة الناجحة امرأة ناقصة مفتقدة الأنوثة والنجاح ما هو إلا وسيلة دفاعية لتغطية هذا الشعور بالنقص، ومما لا شك فيه أن هذه الأسطورة هي الدافع وراء خوف المرأة من النجاح والتي تظن أنه بدوره سوف يفقدها جاذبيتها كامرأة وأنثى حقيقية كما يعرفها المجتمع وبالتالي تفقد حقها في الحب والارتباط!.
4 ـ التأويلات الدينية:
التاريخ يظهر لنا بوضوح كيف تم حجز المرأة عن أدوارها الاجتماعية وقوقعتها ومنعها من كثير من الشؤون النافعة لها والتي أوصت بها الشريعة السمحاء ومنها طلب العلم، وذلك عبر تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بالشكل الذي يسمح بالهيمنة الذكورية وبدحر المرأة إلى زوايا ضيقة لا تتناسب مع وجودها الانساني الفياض!! هذا التأويل للآيات القرآنية قد خلق اهتزازاً عقائدياً ذاتياً سرعان ما أتاح للمرأة التمرد على التاريخ والتراث والعقيدة مع هبوب رياح تحرير المرأة ومساواتها مع الرجل، في حين أن الاسلام كان أول مَن حرر المرأة ولم يحررها أحد بعده! وأول مَن ساوى حقوقها وواجباتها وذاتها مع الرجل.
من التحريفات التي استعملت في هذا الجانب التفسير المعاكس لكثير من الآيات ومنها انهم قالوا:
ـ ان المرأة نصف انسان لأنها تأخذ نصف الإرث.. وغضوا الطرف عن آية (النفس الواحدة) وآية (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) ولم يفهموا أن الإرث بهذا الشكل أبقى وجوب إنفاق الرجل على المرأة بالصورة التي ينتقل بها نصف الإرث إليها مع احتفاظها بارثها الأول!!
ـ وقالوا ان المرأة أدنى والرجل أعلى لأنه قوام عليها! (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) النساء/ 34، والقوامية ادارة وليست استملاك واسترقاق واستعباد كما إنها تشمل الحياة الزوجية فقط كما واضح من الآية.
ـ وقالوا ان المرأة هي التي أخرجت آدم من الجنة فهي المخطئة الأولى التي لا تستحق الإكرام!
وهذه الروايات في كتبنا تخالف القرآن الكريم الذي يقول: (فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوأتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، وقاسمهما إني لكما من الناصحين، فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سؤاتهما وطفقا يخصفان عليها من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين) الأعراف/ 20-22.
وما أوّلوه من الآيات أوّلوه في الأحاديث وغضوا الطرف عن آيات وأحاديث كريمة تجل المرأة وترفع شأنها بل ان إعادة دراسة هذه الآيات والأحاديث قد جعل كثير من الباحثين يقع في حيرة بين واقع الدين والتأويل المسيطر على عقولنا كما أشار إلى ذلك عبدالحليم أبو شقة في موسوعته (تحرير المرأة في عصر الرسالة).
لقد ضربها الله مثلاً للذين آمنوا على مر التاريخ رجالاً ونساء: (وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) التحريم/ 11-12.
ودعا القرآن إلى معاشرتهن بالمعروف أو تسريحهن باحسان وأبغض العضل والايذاء.
(فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) البقرة/ 229.
(فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا) البقرة/ 231.
(يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً، ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) النساء/ 19.
والله تعالى قبل ملها كالرجل تماماً: (مَن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) النحل/ 97.
(والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً) الأحزاب/ 58.
وذلل الجنة تحت أقدامها: (الجنة تحت أقدام الأمهات).
وجعل الرسول (ص) خيرية أحدهم مرتبطة بسلوكه مع أهله: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله).
وجعل الرسول (ص): (إكرام النساء شيمة الكرماء).
(ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم).
وسلوك الرسول (ص) مع زوجاته ومع المرأة عموماً يوحي بعظم المكانة التي منحها الاسلام للمرأة.. ومما ينقل عنه أنه كان يقيل عند أم حرام فاستيقظ مرة وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، قالت: فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنتِ من الأولين..
يعلق جودت سعيد: ان مجرد قول أم حرام ادع الله لي أن أكون منهم، يدل على أن الأرضية الثقافية والرؤية النوعية التي كانت سائدة في زمن رسول الله (ص) كانت مختلفة كل الاختلاف عن رؤيتنا وثقافتنا في هذه الأيام، ولعله لا يخطر في بال أحد منّا أن يقول مثل هذا القول أو أن يجيب بمثل جواب رسول الله (ص) والعجيب أن هذه المرأة ركبت البحر في زمن عثمان وكانت مع الجيش المسلم المتوجه إلى قبرص وهناك توفيت.
ان النفور من الأنوثة يولد النفور من الذات والذي هو سبب الفشل الأول في حياتنا، إذ أن كفر الشخص بنفسه لمن المواقف النفسية الخطيرة التي تؤدي بحاضر ومستقبل الشخصية بل انه يورد الشخص موارد الهلكة وإذا لم يثب الشخص إلى نفسه ويرتد إلى الإيمان بنفسه ودعم ثقته بنفس من جديد فان حالة الكفر بالذات سرعان ما تصير مرضاً نفسياً مستفحلاً قد يصعب أو يستحيل علاجه.
ان اعتقاد الفرد باقبالياته وقدرته على الوصول إلى ما يريد يحقق أكبر خطوة نحو الهدف.
ومن هنا فلابد أولاً من اكتشاف الذات والإيمان بقدراتها وتقبلها على ما هي عليه ومن ثم اصلاح ما يمكن اصلاحه من السلبيات والأخطاء.
ان الفرد في لحظات الأمل يحب ذاته ويتقبلها ويحب الحياة ويتمنى لو تدوم وهذه كلها ترسم صوراً ايجابية في ذهن الفرد وهذه الصور هي محركات الطاقة الداخلية للفرد نحو النجاح في حين أن نبذ الذات والنفور منها يُبقي هذه الصور والأفكار السلبية التي تعمل على تشتيت وقمع الطاقة الداخلية وبهذا تُصاب بالفشل.
ولهذا يرى داكو ان على علم النفس الحديث أن يحدد لنفسه هدفاً أول وهو مساعدة المرأة على أن تكتشف نفسها بنفسها أي:
1 ـ أن تصبح مراقبة صاحية ومنتبهة وثاقبة النظر.
2 ـ أن تصبح مشاهدة لذاتها وللعالم بدل من أن تكون ممثلة تطيع الأوامر القديمة والجديدة.
3 ـ أن تعيد تنظيم أنوثتها.
4 ـ أن تتخذ بعداً معيناً يتيح لها أن تكتشف الأخطاء الحالية وأن تصلحها.
*المصدر : النجاح في عالم المراة
1
606
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
يعني ما عندكم رأي في الموضوع? :42:
!!!!!!!!!!!!!! :22: