لماذا تقدم الآخرون بـلا قرآن... وتخلفت أمتنا وبينها القرآن الكريم

ملتقى الإيمان

ما الحضارة؟ وهل هي مجرد العمارة المادية للكون؟ وما ملامح الواقع الحضاري المعاصر؟ ولماذا تخلفت هذه الأمة والقرآن الكريم بين أيديها لم يتغير فقد تكفل الله بحفظه؟ ولماذا تقدمت أمم أخرى بلا قرآن، ما السنن الإلهية التي تحكم ذلك التقدم، ثم ما المطلوب من أمتنا حتى نعيدها إلى التمكين في الأرض؟
قال الشيخ محمد قطب متسائلا : ما الحضارة ؟!

وأجاب بسؤال: هل هي مجرد العمارة المادية للكون وهل هي نوع واحد أم أنواع؟ ولكنه أوضح بعد ذلك أن العمارة المادية مطلوبة ولا غنى عنها ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) ، وقد أمد الله الإنسان بأدوات تساعده على هذه العمارة...

قال: لكن لننظر فيما استخدمت الجاهلية المعاصرة ذلك؟ هل تفاعل الإنسان مع ما سخره الله له من طاقات السماوات والأرض؟ وأجاب: إن أدوات الإنسان هي الحواس "السمع والأبصار والأفئدة " وقد اشتغلت الجاهلية المعاصرة بالسمع والأبصار "الحواس" بينما نبذت الجانب الروحي، فبنت العمارة والتقدم العلمي والتكنولوجي الهائل وبنت المدن وكذلك أدوات الدمار الشامل وملكتها، فحضارة القرن العشرين هي جاهلية القرن العشرين!

النشور امتياز حضاري

وقد جعل المحاضر النشور قضية فاصلة حين قال إن حضارات أخرى قالت "امشوا" لكن الحضارة الإسلامية هي التي قالت " امشوا.. وإليه النشور" إشارة إلى أن اليوم الآخر يجب أن يكون في عقولكم ولا تغفلوا عنه.... واستشهد في ذلك بما انعكس في عمارة المدينة الإسلامية إذ كان المسجد الجامع هو مركز المدينة، وتساءل: ما مركز المدينة المعاصر؟ إنه السوق والملاهي! وهذا هو الفارق الحاسم بين التصور الإسلامي للحضارة والتصور الغربي.

ثم طرح المحاضر تساؤله المهم:

ما بال الأمة وكتابها بين أيديها تخلت عن دورها، وتقدمت الأمة التي لا كتاب عندها؟ وأجاب: الدواء في هذا الكتاب "هو للذين آمنوا هدى وشفاء ، وحين نظر في واقع الأمة الإسلامية المعاصر قال: إن موقفها منه هو أنه تراث تجرى فيه أبحاث!! لكن لا يطبق منه شيء، وأسند ذلك للفكر الإرجائي الذي يخرج العمل من الإيمان ويكتفي بالتصديق بالإيمان فقط.

وقال الشيخ قطب:

ليس المرض الحقيقي هو التخلف الحضاري، بل التخلف العقدي، لقد تخلفنا بناء على هذا التخلف العقدي، مادياً وعسكرياً وأخلاقياً.

ثم طرح تساؤله الآخر: ما مصداق قولنا لابد للحضارة من قيم وهؤلاء متقدمون ولا قيم لهم؟ وأجاب ببيان للسنن الربانية فسنة التعامل مع هؤلاء هي ( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء )(الأنعام/44) أليس هذا هو واقع الغرب؟

ثم ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون* فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين )(الأنعام44 ،45) ومثل على ذلك بانهيار الاتحاد السوفييتي، وأكد انهيار الشق الآخر من الجاهلية ما لم يستقم لأن ذلك "سنة الله التي لا تحيد ولو استمر الأمر قروناً " .

وقبل أن يختتم الشيخ محمد قطب محاضرته أشار إلى نذيرين: "بدأ الإسلام غريباً"، "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم"، وقال بتحقق النذيرين حين بعدنا عن كتاب الله وذكر أن الصحوة الإسلامية صفحة جديدة وهي قدر الله الغالب .

وتوقَّع خيراً من عودة الأمة إلى كتابها والتمسك به مستبشراً بحديث الرسول: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود".
0
445

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️