لماذا سميت دابة الأرض الجساسة والدهماء والدهيماء...؟؟؟

موضوع قريتة في احدى المنتديات فاعجبني فأحببت ان تستفيدوا ولاتنسونا من دعائكم

لماذا سميت الدابة الجساسة ...


قال الإمام النووي عليه رحمة الله « الجساسة هي بفتح الجيم وتشديد السين المهملة الأولى قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال ـ قال ـ وجاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنها دابة الأرض المذكورة في القرآن الكريم »(1) اهـ


يرى أهل اللغة وأن الجس لفظ حسي ومعنوي وأصله التعرف على حال من الأحوال أو شيء ما ؟ ومنه أشتق اسم الجاسوس ؟ !

ولما صار الإنسان يسمع ويرى أشباح الناس في جميع زوايا الأرض ويتحدث إليها مباشرة على الهواء تبين وأن للجس معاني وصور؛ وأن الصورة المنعوتة في الروايات التي تقدم عرضها مجرد نسخة مما نراه ونسمعه في زماننا في وسائل الاتصال والإعلام ومعدات أخرى في بيوتنا

وقد تعين ذلك لما وقع في رواية أبي سلمة « فإذا أنا بامرأة تجر شعرها - فإذا رجل يجر شعره » على هذا تكون الجساسة هي الدابة التي خرجت في زماننا ، ولن أشك في أن خروجها الذي وقع على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان لحكمة أرادها الله تعالى ومقدمة لما هو كائن بين أيدينا بدليل أن الصور المشار إليها قبل مطابقة للحال الذي تكون عليه الأمواج المركوبة بالأصوات والرموز والصور... والتي لا تنطلق إلا بحرارة الضوء ـ الكهرباء ـ من.. وإلى .. الوسائل المعروفة والمنتشرة بين الناس وقد سميت الدابة الدهماء لأنها فتنة داهية تغشى الأرض كلها فتداهم البيوت مداهمة كما سيأتي بيانها بعرض الأحاديث الوارد في ذلك.


أما تسميتها الجساسة فلأنها جمعت بين الجس والجوس !!

الأول: الجس ونريد ترجمته بحديث أشار فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وقائع المعدات والآلات لإليكترونية المستخدمة في التحسس والتجسس أيالخاصة بالتقاط الأصوات ورصد الحركات والصور ثم عرضها وقرءتها وما إلى ذلك من أحوالها وأفعالها.. !

ففي رواية الإمام أحمد رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: « جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة ، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه ، قال فصعد الذئب على تل ؛ فأقعى واستقر وقال عمدت إلى رزق رزقنه الله أخذته مني ، فقال الرجل تالله ما رأيت كاليوم ذئب يتكلم فقال الذئب أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم ، قال فكان الرجل يهوديا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: | إنها أمرات بين يدي الساعة قد أوشك أن يخرج الرجل فلا يجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده » (2)

لطائف وأسرار


من لطائف حديث تميم الداري رضي الله عنه أن الجساسة برقت لهم يومئذ في صورة امرأة فأخبرتهم عن مكان الدجال وعن شيء من أحواله لعنه الله (3)

ومن أسرار ذلك هو أن الدجال لم يخبرهم بشيء عن الغيب يومئذ إنما سألهم عن أشياء ، زعم كاذبا وأنها سيتغير حالها حين خروجه وذلك بعد أن أخبروه بحالها يومئذ كما صرح به الحديث (4)

وفي هذا الحديث ظهر وأن مادة الدجال إعلامية وذلك أنه يعتمد أساسا في كلامه على الجساسة التي هي مصدر دجله وفعله ‍‍والتي بواسطتها يسرع في طمس الواقع وقلب الحقائق !! ومن اليقين أن نجزم على أن كلامه ليس فيه شيئا من النبــوءة والوحي الإلــهي

وذلك ظاهر جدا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وذكر قصة الراعي مع الذئب بحيث أن الذئب المذكور فيه لم يكتف بالاحتجاج على الراعي الذي انتزع منه الشاة وأخبر الراعي بأعجب من ذلك !! فدله على مكان النبي صلى الله عليه وسلم وحيث ذكر له شيئا من أحواله جازما بصدق أقواله صلى الله عليه وآله وسلم

أما السر في هذا الحديث هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بتصديق الراعي فيما رأى من الذئب المتكلم بل أنبأ عما سيظهر بعد 1400 سنة فأخبر بكلام الجماد مع الإنسان فضلا عن كلام السباع مع الإنسان


صدق النبي صلى الله عليه وسلم وكذب بوش الدجال لعنه الله تعالى

فعلا ظهر كلام الجماد قبل كلام السباع في زماننا وذلك بعد ظهور الأمواج النقالة التي أمكنت الناس من رصد أحوال السباع وغرائزها ومن ثمة استطاعوا أن يحشروها ويروضها ترويضا وذلك أنهم وضعوا لها طرق للكلام بالحركات والأصوات والرموز

ولمن زعم أن المراد بكلام السباع أنها ستخاطب الناس خطابا !!!نقول أنـــه يقتضي أن يكون انطلاقها في الكلام مع الإنسان بألسن الناس !!! وهذا فيه بعد عن سياق الحديث ، اللهم إلا إذا كان السر في ذلك الدبلجة الموجودة الآن والمعروفة في الأفلام والأشرطة التي يظهر فيها كلام السباع على لسان الإنسان وما إلى ذلك من الدجل العجيب ولله في خلقه شؤون والله
بهذا الحديث الذي تقدم عرضه وشرحه بالخوارق التي ظهرت في زماننا سيما الهواتف الجوالة وغيرها من الآلات العجيبة نكون بعون الله قد أدركنا بعض معاني الجس الواقع بالجساسة

ووصلنا إلى الأمر الثاني وهو الجوس (5) الواقع بالجساسة والذي نريد ترجمته بثلاث أحاديث ؛
أولها :

حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: « أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة فقال: | هل ترون ما أرى ؟
» قـــالــــــوا : لا ، قـــــــال: « فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر» (6)

التعليق :
من عجائب هذا الحديث أن الناس في زماننا قد اتخذوا صورة نزول المطر رمزا يشيرون بها إلى البث الإذاعي والتليفزيوني وما شابه ذلك
ويتبين بذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن كيفية دخول البرامج المختلفة ـ الفتن ـ إلى بيوتنا فشبه وقوعها في الأصداع والمقعرات الهوائية المنتشرة بين المنازل وفوق سطوحها وشروفاتها ... بــوقع القطر ـ المطر الخفيف ـ وقد تعين ذلك من وجهين ، أحدهما:
إشرافه صلى الله عليه وسلم على الأطم أي لتكون المدينة كلها تحت بصره ومن ثمة رأى مـــا أخبرنا به في هذه الرواية.
ثانيها: قد وقع في رواية مسلم قوله صلى الله عليه وسلم « إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر » (7)

وقد أشار بمواقع الفتن هنا إلى الآلات والمعدات المنتشرة في بيوتنا فشبه البرامج التي تقع فيها بوقوع المطر في برك الماء وهو أبلغ تشبيه على الإطلاق ذلك أنه لم يبق بيت من بيوتنا في معزل عنها وهذا مصداقا لما جاء في حديثه صلى الله عليه وآلـه وسلم من رواية عوف بن مالك رضي الله عنه قال:

« أتيت النبي صلى الله علينه وسلم في غزوة تابوك ـ وهو في قبة من أدم ـ فقال: | أعدد ستا بين يدي الساعة : موتى ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته الحديث » (8)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عند شرح هذا الحديث : « ووقع في رواية للحاكم من طريق الشعبي عن عوف بن مالك في هذا الحديث أن عوف بن مالك قال لمعاذ في طاعون عمواس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: | أعدد ستا بين يدي الساعة فقد وقع منهن ثلاث يعني موته صلى الله عليه وسلم وفتح بيت المقدس والطاعون ، قال وبقي ثلاث فقال له معاذ: إن لهذا أهلا »

صدق معاذ والصحابة رضي الله عنهم... ! فبعد أن صرنا أهلا لما بقي من الآيات المعدودة في الحديث وقعت الواقعة (9) فضلا عن استفاضة المال (10) وفضلا عن الفتنة التي نحن بصدد تعريفها والتي لم يبق شك في أنها فتنة « الدهيماء » التي وقع دخولها إلى كل بيوت العرب كما صرح بها في الحديث ، وقد بينها لنا عليه الصلاة والسلام في حديث آخر من رواية أبي داود رحمه الله عن عمير بن هاني العنسي قال:
سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: « كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس ، فقال قائل يا رسول الله ! وما فتنة الأحلاس ؟ قال: | هي هرب وحرب ، ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني ، وإنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ، ثم فتنة الدهيماء (11) لا تدع أحد من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا » الحديث


بهذا الحديث نخلص إلى القول بأننا فعلا أدركنا بعض معاني الجوس الكائن بالجساسة ووصلنا بعــون الله إلى الخلاصة فيه وأن الدهيماء قد خرجت وتمادت وذلك منذ أن تمكن الناس من توليد الشرر ونقل الخبر والكتابة في هذا السحر... وما إلى ذلك من أفعالها الدالة على أنها قطعا دابة الأرض المنعوتة في الكتاب والسنة ، ولا جرم أنها الــدهماء التي تقدم ذكرها في قوله صلى الله عليه وسلم «

فإذا هم بالدهماء تجر شعرها » وقد صغرها ههنا على مذهب المذمة لها حين حين انطلاقت في أفعالها المشار إلها في الحديث بــــاللطم الذي هو كناية عن الكلم على معنى التجريح بالكلام وبأمورعديدة هي كائنة الآن بوسائل الإعلام والاتصال... عصمنا الله والمومنين مما يعرض فيها من فتن وفجور وقول الزور واجعلنا اللهم من الراشدين ومن الذين تكون هذه الآية العظيمة قد نكتت في قلوبهم بنكتة بيضاء لا تضرهم فتنة ما دامت السماوات والأرض وأنر اللهم وجوهنا بذلك آمين وللحديث بقية بإذن الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



-------------------------------------------------

-
« شرح النووي ـ صحيح مسلم » (18/28 ) وممن قالوا بهذا البيضاوي رحمه الله في تفسيره (4/121 ) ط مؤسسة شعبان بيروت .
(2) - روي هذا الحديث عن طريق سعيد الخذري رضي الله عنه بلفظ « صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الأنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراك نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده » انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ الألباني [ ( م1 31 ) ح122 وروي هذا الحديث أيضا بلفظ : « صدق الراعي ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع للإنسان ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان ، ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه ، ويخبره فخذه بحديث أهله بعده » انظر « شرح السنة ـ البغوي » (15/87-88 )
(3) - أحوال الدجال وأقواله : لها معاني كثيرة ليس هنا مجال توضيحها وسيأتي بيانها في حينه بإذن الله من الأسئلة التي وردت في أقوال الدجال لعنه الله « أخبروني عن نخل بسان ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: أسألكم عن نخلها : هل يثمر ؟ قلنا له نعم ، قال أما أنه يوشك أن لا يثمر ، قال أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قالوا: هي كثيرة الماء ، قال: إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال أخبروني عن عين زغر ؟ قالوا: عن أي شأنها تستخبر قال: هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بما العين ؟ قلنا: له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون بمائها ، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل بيثرب … الحديث »
(4) - تنبيـه : الحديث طويل دون المقصود منه هنا ، انظر « صحيح مسلم ـ النووي » ( 18/82-83 ) كتاب الفتن وأشراط الساعة ـ( باب ذكر الدجال )ـ
(5) - « صحيح البخاري ـ فتح » (13/11 )
(6) - الأطم بناء مرتفع من الحجارة كالقصر ، آطام المدينة حصونها « شرح السنة ـ البغوي » (15/40 )
(7) - « صحيح مسلم ـ النووي » ( 18/70 ) و « صحيح البخاري ـ فتح » ( 6/277 )
(8) - الحديث فيه قوله صلى الله عليه وسلم : « ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا » اهـ « فتح الباري ـ صحيح البخاري » ( 6/279 )
(9)- « الواقعة » : الملحمة الكبرى حرب الخليج التي انطلقت عام 1991 م وقد تكون نهايتها عند نزول عيسى عليه السلام والله أعلم
(10)- المراد باستفاضة المال كثرته مع عدم البركة فيه كما هي أموال الناس في زماننا ، وقد تعين ذلك لما وقع في الرواية قوله صلى الله عليه وسلم « حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا » بمعنى يريد المزيد من المال وذلك من قلة قناعة الناس وعدم البركة في المال.. وهذا خلاف للمال المبارك الذي سيفيض حتى لا يقبله أحد في زمن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام . والله أعلم. (11)- « الدهيماء » : تصغير الدهماء ، قيل صغرها هاهنا على مذهب المذمة لها انظر « شرح السنة ـ البغوي » (15/19-20 )
وفي الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم : « حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم انتظروا الدجال من يومه أو( من ) غذه » « سنن أبي داود » (4/94-95 ) ح 4242 ـ كتاب الفتن والملاحم ـ