حديثنا اليوم بمشيئة الله حديث خاص لذا كانت المقدمة بهذا زمان فتن، لنشعر بمسئوليتنا جميعاً تجاه موضوع اليوم.. فحديثنا بمشيئة الله سيكون عن الحجاب... أحبتي.. المرأة هي الأم، الجدة، الزوجة، الأخت، الابنة، القريبة، الجارة، هي كل المجتمع فهي التي تلد وتربي هذا المجتمع، لذا فباستقامة المرأة يستقيم المجتمع كله ولن تستقيم إلا بالحياء فإن فقدت المرأة حياءها فقل على المجتمع السلام وأعظم نقطة في حياء المرأة هي أن تداري جسدها، إن أعظم حياء المرأة الحجاب، أحبتي.. إننا دائماً نحتفظ بالأشياء الثمينة ونحافظ عليها، وكلماكان الشيء غالياً كان الحفاظ عليه أشد، ألا يستحق أغلى شيء تمتلكه المرأة أن يحافظ عليه وأن يُصان؟ وأغلى شيء تمتلكه المرأة حياؤها وأغلى ما في حياء المرأة حجابها..، ألا يستحق جسدك أن تحافظي عليه؟! ألاترين أن اللؤلؤة بديعة الشكل تحفظها المحارة....!! وأنت لؤلؤتنا التي يحفظها الحجاب
وجاء الإسلام
إن المتأمل في التاريخ يلاحظ الآتي: العرب والرومان والأمم السابقة قبل مجيء الإسلام كانوا يرون أن قيمة المرأة تتمثل في جمال جسدها، فجاء الإسلام ليرتقي بالمشاعر الإنسانية ويعلم الناس جميعاً أنه لابد حتى نتقدم ونرتقي أن تظهر أذواقنا وتسمو نفوسنا، ووضع قاعدة ثابتة ألا وهي: أن قيمة المرأة في جمال مشاعرها وجمال إحساسها، قيمة المرأة في جمال الجوهر، قيمة المرأة في عقلها الناضج.. هذه هي قيمةالمرأة في الإسلام..
تُرى من الذي احترم المرأة وارتقى بها ومن الذي أهانها؟! هل هو الذي جعل قيمة المرأة في جمال جسدها وبدأ يستغل هذا الجسد أم الذي جعل قيمة المرأة في شخصيتها وكرامتها؟
الحجاب فريضة
بعض الأخوات الفضليات يقلن: «من قال إن الإسلام فرض الحجاب؟» وهو سؤال استنكاري تسأله كثيرات من أخواتنا ومن حقهن ذلك.. اسألي وناقشي وابحثي عن الحقيقة فوالله إن إسلامنا جميل يريد من المسلمة أن تفهم دينها ولا يريدها مجرد آلة تنفذ.. أيتها الأخت الفاضلة يجيب على سؤالك كلام الله.. {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.. أرجوكِ.. اقرأي كلام الله بقلبك واستشعري أن الله يكلمك..
أيتها الأخت الفاضلة اعلمي أنك من نساء المؤمنين، فهل بعد ذلك يُقال إن الكلام موجه لزوجات وبنات النبي صلى الله عليه وسلم فقط.. إن الكلام واضح وضوح الشمس.. ارتدي الحجاب حتى يعرف الناس أنك متدينة.. انك مطيعة لله عز وجل فلا يؤذيك أحد، إن الناس لايعلمون إلا الظاهر.
أيتها الأخت الفاضلة.. ألا تحبين الله؟!.. تقولين: بلى، وأقول لك إنه يأمرك بالحجاب فهل تنفذين أمره؟ إن الحجاب فريضة وليس نافلة.
يقول الله عز وجل {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ماملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تعلمون} إنك تقرأين هذه الآيات كثيراً.. أليس كذلك؟! ولكن وآه من لكن!! بداية نتفق على أن هذه الآيات ليست موجهة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقط ولكنها موجهة إلى كل المؤمنات {وقل للمؤمنات} وفي سياحة قصيرة مع الآية نرى الآتي:
{ولا يبدين زينتهن} فلا يصح أبداً أن تبدي المرأة مفاتن جسدها.
{إلا ما ظهر منها} أجمع العلماء أن ما يظهر من المرأة هو الوجه والكفان.
{وليضربن بخمرهن على جيوبهن} كلمة الخمار في حد ذاتها مقصود بها أن تضرب المرأة بالخمار على «الجيب» الصدر وفتحة العنق - إذاً لا يصح أن تضع المرأة «إيشارب داخل الرقبة.. سبحان الله!! الموضوع الوحيد الذي فصل تفصيلاً في القرآن هو لباس المرأة، إنها والله لإشارة بليغة..
ويا له من ختام خُتمت به الآية {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} توبي إلى الله أيتها الأخت الفاضلة وارتدي الحجاب، تب إلى الله أيها الزوج وأعن زوجتك على الحجاب، تب إلى الله أيها الأب وأعن ابنتك على الحجاب تب إلى الله أيها الأخ وأعن أختك على الحجاب، والله ستحاسبون عليهن، لا أقول اغصبوهن غصباً على ارتداء الحجاب ولكن أعينوهن ووفروا لهن المناخ الذي يعينهن على ارتداء الحجاب فلتكن معاملتكم لهن معاملة راقية ولتستخدموا أرق وألطف الأساليب {اجعلها تحب الله فبحبه ترتدي الحجاب} {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المومنون لعلكم تفلحون}.
