الحب في العرف الزوجي ينقسم إلى قسمين , الأول : هو ما يجمع الأحاسيس والمشاعر والعواطف والرومانسيات وما يتبعها من كلام وغرام وجنس وهمس ولمس .
الأخر هو الجانب المادي الصرف : كتربية الأبناء والسكن وأعمال الإعالة والأبوة والأمومة , والعلاقات الاجتماعية التي تنشاء عن اتصال الفردين بعضهما ببعض.
كلا هذان الجناحان يُشكلان الحُب , فالمرأة تُحب زوجها لأنه غرامها الأول ويتغزل فيها وفي جسمها, ينامان معاً , ويتحادثان بأحاديث قد تتجاوز الخطوط الحمراء , تُحب زوجها لأنها تتجمل له ويتجمل لها , ويُطعمها بيده وتُطعمه بيدها , وتقع عينه على مالا يراه غيره فيها , وهذا بحد ذاته يجعل المشاعر تغلي في قلب الزوجة .
كما أنها تحب زوجها لأنه يقف معها في المُلمات و يُعيلها ولأنه والد أبنائها , وزوجها أمام أهلها , ولأنه يخرج بها ويُهديها , ويتحمل مسؤلياتة المنزلية والاجتماعية معها , والكلام ذاته يقال للزوج , فبالإضافة إلى ما ذكر من صور الغرام بين الزوجين , فإن الزوج يرى في زوجته أم أولاده , وواجهته الاجتماعية أمام أهله وأقاربه , كما أنها ترتب أدواته ومنزله , وقد تستثمر معه جزأ كبيراً من دُنياها , وتقف سنداً له في المُلمات ..
هذا الأمر – وهو الحُب بشقيه – هو الذي يخلق توازناً طبيعياً في داخل البيت , وهذا التوازن يخلق جواً من الاستقرار يبدو بصورة هادئة وادعة , مما يجعل الآخرين , يضنون أن الفتور قد غلب على هذان الزوجين , والواقع أن تطابق هاتان اللوحتان ( العاطفية المعنوية , والمادية الحسية ) هو الذي قد يُشعرك بأنهما لوحة واحدة.
في الوقت الذي تكون العلاقات الغير شرعية مع العاشقين مبنية على جانب واحد , وقد تأخذ في مساحتها كل الحيز الذي يفترض أن يملاه الجانبان معاً , وبالتالي فإننا نعتقد( أنها أو أنه ) يُحبان بعضهما البعض بشكل كبير , يطغى على جميع الجوانب , والصحيح انه لو تمعن أحدهما في علاقته مع الأخر لتبين له أنها علاقة عرجاء شوهاء تمشي على قدم واحدة, ولاتمت إلى الواقع بصلة , وبالتالي فهي علاقة قد حُكم عليها بالفناء طال الزمان أو قصر , بل إن بعض العاشقين , الذين يسيرون ردحاً من الزمن على علاقة غير سوية , عندما يتزوجان تجد أن قلوبهما تتنافر وأخلاقهما تسوء , ومن هنا كانت العبارة الكاذبة التي يتبادلها هؤلاء ( الزواج مقبرة الحُب) لأنه يبداء باستكمال الشق الثاني , وهو أمر يحكم على العلاقة بالظهور وبالتالي يتوزع الحب بالصورة الطبيعية التي تجعله - طبيعياً - وهو مالايُريده الطرفان ( اي الحُب الطبيعي ) .. ودُمتم
عبدالسلام الصالح - موقع المستشار

عبدالسلام الصالح @aabdalslam_alsalh
عضو فعال
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

خبزة على كف خباز
•
الله يرزقك وينور دربك



الصفحة الأخيرة