لماذا لايحب الأزواج زوجاتهم كما يحب العاشقين ؟

الأسرة والمجتمع

الحب في العرف الزوجي ينقسم إلى قسمين , الأول : هو ما يجمع الأحاسيس والمشاعر والعواطف والرومانسيات وما يتبعها من كلام وغرام وجنس وهمس ولمس .
الأخر هو الجانب المادي الصرف : كتربية الأبناء والسكن وأعمال الإعالة والأبوة والأمومة , والعلاقات الاجتماعية التي تنشاء عن اتصال الفردين بعضهما ببعض.
كلا هذان الجناحان يُشكلان الحُب , فالمرأة تُحب زوجها لأنه غرامها الأول ويتغزل فيها وفي جسمها, ينامان معاً , ويتحادثان بأحاديث قد تتجاوز الخطوط الحمراء , تُحب زوجها لأنها تتجمل له ويتجمل لها , ويُطعمها بيده وتُطعمه بيدها , وتقع عينه على مالا يراه غيره فيها , وهذا بحد ذاته يجعل المشاعر تغلي في قلب الزوجة .
كما أنها تحب زوجها لأنه يقف معها في المُلمات و يُعيلها ولأنه والد أبنائها , وزوجها أمام أهلها , ولأنه يخرج بها ويُهديها , ويتحمل مسؤلياتة المنزلية والاجتماعية معها , والكلام ذاته يقال للزوج , فبالإضافة إلى ما ذكر من صور الغرام بين الزوجين , فإن الزوج يرى في زوجته أم أولاده , وواجهته الاجتماعية أمام أهله وأقاربه , كما أنها ترتب أدواته ومنزله , وقد تستثمر معه جزأ كبيراً من دُنياها , وتقف سنداً له في المُلمات ..
هذا الأمر – وهو الحُب بشقيه – هو الذي يخلق توازناً طبيعياً في داخل البيت , وهذا التوازن يخلق جواً من الاستقرار يبدو بصورة هادئة وادعة , مما يجعل الآخرين , يضنون أن الفتور قد غلب على هذان الزوجين , والواقع أن تطابق هاتان اللوحتان ( العاطفية المعنوية , والمادية الحسية ) هو الذي قد يُشعرك بأنهما لوحة واحدة.
في الوقت الذي تكون العلاقات الغير شرعية مع العاشقين مبنية على جانب واحد , وقد تأخذ في مساحتها كل الحيز الذي يفترض أن يملاه الجانبان معاً , وبالتالي فإننا نعتقد( أنها أو أنه ) يُحبان بعضهما البعض بشكل كبير , يطغى على جميع الجوانب , والصحيح انه لو تمعن أحدهما في علاقته مع الأخر لتبين له أنها علاقة عرجاء شوهاء تمشي على قدم واحدة, ولاتمت إلى الواقع بصلة , وبالتالي فهي علاقة قد حُكم عليها بالفناء طال الزمان أو قصر , بل إن بعض العاشقين , الذين يسيرون ردحاً من الزمن على علاقة غير سوية , عندما يتزوجان تجد أن قلوبهما تتنافر وأخلاقهما تسوء , ومن هنا كانت العبارة الكاذبة التي يتبادلها هؤلاء ( الزواج مقبرة الحُب) لأنه يبداء باستكمال الشق الثاني , وهو أمر يحكم على العلاقة بالظهور وبالتالي يتوزع الحب بالصورة الطبيعية التي تجعله - طبيعياً - وهو مالايُريده الطرفان ( اي الحُب الطبيعي ) .. ودُمتم

عبدالسلام الصالح - موقع المستشار
10
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خبزة على كف خباز
الله يرزقك وينور دربك

auosh2004
auosh2004
الله يرزقك وينور دربك
الله يرزقك وينور دربك
مقال جميل
نفع الله بك ورفع
ال شو ق
ال شو ق
مقال جميل نفع الله بك ورفع
مقال جميل نفع الله بك ورفع
*الهنديه*
*الهنديه*
جزاك الله خييييييير
مطلقة متفائلة
جزاك الله خيرا