لماذا لا يعطي الله الإنسان الشيء ولو بالحلال ؟

الأسرة والمجتمع

لماذا لا يعطي الله الإنسان أي شيء ولو بالحلال ؟

الســـــؤال:



إن الإنسان يريد أي شي في الدنيا لماذا الله تعالى لا يعطيه هذا الشيء رغم أن هذا الشيء ليس حرام؟

لكن الله عز وجل لا يريد أن يعطيني هذا الشيء رغم أني عابد لله عز وجل وأني أظن أني لا تكتمل سعادتي إلا بهذا الشيء مهما كانت الظروف صعبة.

وهناك طرق من أخذ هذا الشيء لكنها طرق غير شرعية وأنا لا أريد أن أفعل هذا الشيء لكي لا يغضب الله تعالى، وإنني أدعو الله تعالى ليلا نهارا، لقد انطبعت نفسي بهذا الشيء، إنني أرى هذا الشيء في المنام وشكرا لكم وجزاكم الله خيرا.


الإجـابــــة:

الأخ الفاضل حفظه المولى الكريم ... آمين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ونرجو من الله عز وجل أن تكون بخير

أما بعد:

{... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } سورة البقرة (216).

أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد، ولا يريد لك ولعباده إلا الخير وهو الذي بيده الخير، عسى أن يكون أكلاً طيباً ويشتهيه المرء فلا يناله لأنه ربما كان مريضاً، فالمريض لا تناسبه الطيبات.

فهل نظرت إلى الشيء الذي تريده نفسك على بصيرة، أي هل شاهدته وأنت بصحبة رسول الله القلبية بالاستنارة الإلهية حتى حكمت أنت بأنه خير، فكم من النفائس فيها سموم خفية والله لا يريد لك السم في الدسم، وعسى التي تشتهيها إن كانت أنثى وتراها سمكة هي في حقيقتها (كوبرا) تعود على المرء بالحريق الأبدي، والله لا يمنع الخير أبداً عن عباده فإذا تعسر أمرٌ ما فحتماً ليس فيه خير ولو أنك ظننته خيراً، عسى أنه لا يناسب نفسك، فالذي نظم العوالم كلها، ومنح البصر والبصائر، إياك أن تظن أنه عليك جائر لأن الأمور بخواتيمها، فإن أحببت أمراً وطلبته نفسك ولم تحظ به ولم تستطع نيله، فاصبر حتى يأتيك الله به وهو خير لك، فمتى تهيأت الأسباب وأصبحت فيه ديمومة الخير دنيا وآخرة عندها يمنحك الله إياه.

فاعلم يا أخي أنك على مائدة كريم يطعم الخلائق جميعها وينميها ويربيها ويعطف عليها، وبحبه يغمرها وبعطائه يروِّيها، ولعل الشر الذي تطلبه بمنظارك خير وهو ليس كذلك.

فثق بكرم ربك فهو يحبك أكثر مما تحب نفسك، واعلم أن من صبر ظفر ومن لج كفر.

لا تدبر لك أمراً فأولي التدبير هلكى

سلم الأمر إلينا(إلى الله ورسوله) نحن أولى بك منك
إني نصحتك فيما قلته وكفى.

إدارة مركز أبحاث العلامة الإنساني محمد أمين شيخو
11
892

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورده مع الورد
ورده مع الورد
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
زمان فات
زمان فات
الله يجزاك خير
ريمان 6
ريمان 6
جزاك الله خير ورزقك من حيث لاتحتسبين
ابداع فني
ابداع فني
الحمد لله على كل حال
كلام جا فوقته
يعطيك الف عافية
ايفونيه333
ايفونيه333
جزاك الله خير