لماذا لم يذكر الدجال صراحة في القرآن الكريم؟
وقد سأل سائل سؤالا فقال :
مالحكمة في ان الدجال مع كثرة شره وفجوره وانتشاره أمره ودعواه الربوبيه وهو في ذلك ظاهر الكذب والأفتراء
وقد حذر منه جميع الأنبياء لم يذكر في القرآن ويحذر منه ويصرح بأسمه وينوه بكذبه وعناده ؟
والجواب من وجوه أحدها أنه قد أشير إلى ذكره في قوله تعالى :
((يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفسا" إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" ))
قال ابو عيسى الترمذى عند تفسيرها حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعلى ابن عبيد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن
ابي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا" إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيرا" الدجال والدابة وطلوع الشمس من المغرب أو من مغربها .
ثم قال هذا حديث حسن صحيح
الثاني أن عيسى بن مريم ينزل من السماء الدنيا فيقتل الدجال كما تقدم وكما تقدم وكما سيأتي وقد ذكر في القرآن نزوله في قولة تعالى :
((وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وماقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفو ا فيه افى شك
منه مالهم به من علم إلا إتباع الظن وماقتلوه يقينا" بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا" حكيما" وإن من أهل الكتاب إلا
ليؤمن نبه من قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا" ))
وقد قررنا في التفسير أن الضمير في قوله قبل موته عائد على عيسى أى سينزل إلى الأرض ويؤمن به اهل الكتاب
الذين أختلفوا فيه أختلافا" متباينا" فمن مدعي الألهيه كالنصارى ومن قائل فيه قولا عظيما" وهو أنه ولد ريبة وهم اليهود
فإذا نزل قبل يوم القيامة تحقق كل من الفريقين كذب نفسه فيما يدعيه فيه من الأفتراء
وعلى هذا فيكون ذكر نزول المسيح عيسى بن مريم إشارة إلى ذكر المسيح الدجال شيخ الضلال وهو ضد مسيح الهدى
ومن عادة العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين عن ذكر الأخر
الثالث أنه لم يذكر بصريح أسمه في القرآن أحتقارا" له حيث يدعي الألهية وهو ليس ينافي حالة جلال الرب
وعظمته وكبريائه وتنزيهه عن النقص فكان أمره عند الرب أحقر من أن يذكر وأصغر من أن يحكى عن أمر دعواه
ويحذر . ولكن انتصر الرسل بجناب الرب عز وجل فكشفو لأمهم عن امره وحذروهم مامعه من الفتن المضله والخوارق
المضمحله فاكتفى بإخبار الأنبياء وتواتر ذلك عن سيد ولد آدم إمام الأتقياء عن ان يذكر أمره الحقير بالنسبة إلى جلال الله
في القرآن الكريم ووكيل بيان أمره إلى كل نبي كريم فإن قلت : فقد ذكر فرعون في القرآن وقد ادعى من الكذب والبهتان
حيث قال : (( أنا ربكم الأعلى ))
والجواب أن أمر فرعون قد أنقضى وتبين كذبه لكل مؤمن وعاقل وهذا أمر سيأتي وكائن فيما يستقبل فتنة وأختبارا"
للعباد .. فترك ذكره في القرآن أحتقارا" له وأمتحانا" به إذا الأمر في كذبه أظهر من أن ينبه عليه ويحذر منه وقد يترك الشئ لوضوحه ............
..عاشقة البرتقال.. @aaashk_albrtkal_1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا