http://www.aleqt.com/2009/01/24/article_188068.html
في خضم التقارير والنتائج المالية في السنتين الأخيرتين رأينا كيف اعتلى جنون الأسعار واختلاف المصروفات وكيف وصل سعر برميل النفط إلى مستويات الأربعين دولارا متذبذبا بين الفينة والأخرى راجين أن يستقر عند رقم معين ونرى كيف هي جهود منظمة الأوبك في التصدي للتلاعب في مضاربات وسمسرة البترول, ولان اعتمادنا الكلي على المورد النفطي وضعنا في موضع تجاهل وتغافل لموارد الإنتاج الأخرى في البلد ماذا لو أصبح لدينا نضوب فعلي في مخزون النفط وشح في أرقام السيولة والميزانية كل سنة؟
استطيع القول بأننا شعب نستهلك المخزون الأرضي أكثر من أن ننتج باليد والعمل المستمر من الأرض نفسها فبالرغم من التوافر البيئي للإنتاج إلا أننا نواجه قلة الإبداع الصناعي المحلي . وقد يعود ذلك إلى قلة الثقافة الإنتاجية وأيضا عدم الثقة في المنتج الوطني رغم جودته ومن الأسباب أيضا العزوف الإنتاجي وعدم الجدية والرغبة التامة في خلق فرص مفيدة تظهر نتائجها بعد عشرات السنين وفق خطط مدروسة ، فمقتضى حال الفرد يقول أريد إشباع رغباتي الحالية متناسيا بذرة السنوات والأجيال القادمة.
بالنظر إلى لغة الأرقام وكيف انتشرت البطالة في دولة تعتبر من مصاف الدول الغنية ورأينا كيف احتدم صراع الأسعار وارتفاعها في المواد الغذائية وال****ئية وغيرها الكثير بسبب التبعية والإتكالية على المنتج الأجنبي الذي ينادي الآن بحملات المقاطعة الشعبية، هل فكرت قبل أن تقاطع بوجود منتج محلي بديل قمت أنت بصناعته أو فكرت أو اخترعت فكرة اقتصادية في بلدك؟ هل عملت على وجود موازنة اقتصادية بحتة تعمل على تفادي قصور الإيرادات في مستوى النفقات وتفادي تراكم الدين العام,بالرجوع إلى التجارب الدولية وكيف هم منتجون وعاملون على الجد والتعاون، كأقرب مثال دولة ماليزيا بسبب خطط مدروسة وعمالة محلية محنكة استفادوا عندما أرسلوا وفدا طلابيا إلى مدينة جده في السعودية وتعلمهم حرفة ومبادئ الصناعات الالكترونية تحت إشراف المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهنى السعودية قبل عشرات السنين وبعد أن استفادوا وتعلموا قاموا بنقل مفهوم جديد ونقلة نوعية فريدة دخلت فيها ماليزيا تاريخ الصناعة الالكترونية محاربين آنذاك النمور السبعة الاقتصادية وأثارها والحصول على نجاحات متوالية في الصناعات التقنية فتلفازك قد يكون ماليزي الصنع سعودي التعليم.
أيضا التجربة اليابانية عندما ذهبوا بعيد الحرب العالمية الثانية إلى ألمانيا ودرسوا وتعلموا الآلة المحركة وكيف نقلوها إلى بلادهم وطوروها وأبدعوا في تطويرها حتى أصبحت اليابان ألان الدولة المعروفة الأولى في الصناعات التقنية والآلية بقدرة وذكاء والعمل الدءوب لشبابها.
عناصر الإنتاج متوافرة وبقوة في بلاد الحرمين من توافر الأرض وتوافر الخبرة والخريجين المتعلمين والفنيين، كذلك وجود رأس المال ، وبالرجوع إلى قوائم الاستهلاك العالمية نجد أن السعودية من أكثر الدول المستهلكة مقارنة بإنتاجية أفرادها رغم استطاعة شباب وبنات هذا البلد المعطاء تحويل ترابه الأصفر إلى ذهب.
انتصار محمد القحطاني

انتصار القحطاني @antsar_alkhtany
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

نجدية شرقية
•
الله يعطيك لعااااااافيه

كلامك صحيح
الامكانيات لدينا قوية ومتاحه
ولكننا لانحب العمل
لانحب التفكير
حتى الافكار نريد من يصنعها لنا
الامكانيات لدينا قوية ومتاحه
ولكننا لانحب العمل
لانحب التفكير
حتى الافكار نريد من يصنعها لنا

الصفحة الأخيرة