في أحد الكتب الأجنبية كتاباً بعنوان (لماذا ندرس؟) أو (لماذا نتعلم؟) ( whY we are studying?)، والكتاب يمكن تلخيصه في جملة واحدة تقول: (studying is all about changing behaviors)، أي (أن الدراسة والعلم إنما هي لتغيير السلوك أو تحسين الأخلاق)، فكلما زادت مرتبة العلم تغير سلوك الفرد إلى الأفضل، أي أنه من المفترض أن أصحاب الشهادات العليا هم الأفضل في سلوكهم وتعاملهم.
إن من يتأمل في هذا الكلام سيسأل نفسه: إذا كان العلم هو طريق تحصيل الأخلاق، فلماذا يكون هناك بعض أصحاب الشهادات العليا ممن لا يفهمون أبجديات الأخلاق ولا يعلمون أدب التعامل، مع أنه يجب أن تكون هذه الشهادات درجات ترفع أصحابها على منابر القيم والأخلاق الفاضلة؟!
إنه واقع ملموس لمن تأمله.. كنت مدعوة لإلقاء محاضرة في إحدى الكليات، كان فناؤها واسعا ونظيفا، وممراتها رخامية لامعة، دخلتها الساعة الثامنة والنصف صباحا، وتوجهت مباشرة لقاعة المحاضرات، وبعد انتهاء المحاضرة الساعة العاشرة والنصف، خرجت متوجهة إلى بوابة الكلية؛ حينها رأيت ممرات الكلية وفناءها على غير الصورة التي رأيتها عند دخولي! رأيتها وقد تناثر فيها بقايا الأطعمة والعلب الفارغة، والأطباق البلاستيكية..!
من المؤلم حقا أن نرى مبنى الجامعة بهذه الصورة المشينة والمرفوضة حتى في مبنى رياض الأطفال!
ما هو في نظرنا معيار الرقي والتطور حين تأتي المواقف الأخلاقية لتخلع ذلك الرداء الزائف لمدعي التحضر والمدنية؟!
ماذا يعني لك لو أنك كنت في مطعم ووضعت صحنك المليء بالطعام على إحدى الطاولات وذهبت تحضر قطعة خبز، وعندما رجعت وجدت شخصاً يبدو على هيئته الوجاهة الاجتماعية والتحضر وقد جلس يأكل على طاولتك، وأمامه صحنك دون أن يعيرك أي اهتمام! هذا ما حدث فعلا لأحدهم وهو يتحدث عن ذلك باندهاش وحسرة!
من المعتاد أن تحظى المرأة الجميلة بإعجاب من حولها، ولكن لا يلبث هذا الإعجاب إلا أن يتبدد كالدخان في الهواء بسبب كلمة مشينة تصدر منها، أو موقف يعطي انطباعا عكسيا وسيئا عن شخصيتها! بينما هي تسعى جاهدة لاكتشاف أسرار الجاذبية والجمال واقتناء وسائلها وأدواتها: (كريمات – مساحيق – تشكيلة ملابس وحقائب ماركات مختلفة – روائح عطرية مميزة...إلخ) حتى سمعنا عما يسمى بمسحوق تجميل يسمى مخفي العيوب (Concealer) له قدرة فائقة على إخفاء عيوب البشرة.. إننا بحاجة لنظير هذا المستحضر لإخفاء عيوب داخلية لا تزال تشوه صورنا من الداخل وتعبث بها.. ولكن السؤال: هل هذه العيوب تقلقنا وتزعجنا ونبحث لها عن علاج يخفيها، كما تزعجنا عيوبنا الأخلاقية ونضع عليها كريما مخفيا للعيوب، أو نبحث لها عن وصفة عشبية أو نظام غذائي أو نحو ذلك؟!
أترك الإجابة لكم.

سعودية اصلية @saaody_asly
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة