لماذا لا يبحث الزوجان عن مهارات الحياة الزوجية إلا بعد أن تتفاقم المشاكل بينهما ؟
لماذا لا يبحث الوالدان عن الطرق الصحيحة في التعامل مع أبنائهما إلا عندما يعجزان عن التعامل مع مشاكلهم ؟
يبدأ مسلسل الحياة الزوجية بزواج رجل بامرأة دون معرفة كافية بمهارات الحياة الزوجية أو بطرق التربية .
فيركز الرجل على اختيار زوجة جميلة وربما ذات دين وخلق ، وفي الغالب يكون تركيزه على إعفاف نفسه فيرضى بأول امرأة توافق عليه !! بغض النظر عن مدى معرفتها بالمهارات الزوجية أو كيف تربي أبنائها .
وكذلك توافق المرأة على الزوج المتقدم لها لتستر على نفسها ولتهرب من سيطرة الأهل والوالدين .. وهي غير مهيأة لفتح بيت الزوجية من مهارات أو معرفة في التربية ..
وبعد أيام من تمام الزواج ، تبدأ المشاكل في الظهور تدريجيا والتي في غالبها لأمور تافهة بسبب عدم معرفتهم لكيفية التعامل معها .. وما أن يأتي أول طفل ، تبدأ كذلك تجارب التربية المختلفة عليه ،، وكأنه فأر تجارب ،، كأن يتعرض للضرب أو الشتم أو الاستهزاء وغيرها من أساليب التربية الخاطئة بسبب جهل والديه في أساليب التربية.
وعندما يعجز الزوجان عن التعامل مع مشاكلهم أو مع أبنائهم حينها فقط يلجؤون لمن يساعدهم وفي الغالب يكون الوقت متأخرا كثيرا مما يصعب عنده العلاج وقد تكون الأنفس حينها قد ضاقت بالمشاعر النفسية السلبية الناتجة عن تراكم المشكلات .
أعرف فتاة غير متزوجة وهي حريصة جدا على حضور دورات المهارات الزوجية وتربية الأبناء وقراءة الكتب ومشاهدة البرامج في هذا المجال تقول :
" في الدورات يسألنني الحاضرات أحيانا ، كم لديك من الأبناء ، فتقول لهم ليس لدي أبناء بل ولست متزوجة ، فيستغربن فيقولن إذا أنت مرسلة من جهة العمل لتحضري الدورة ! فتقول لا لم ترسلني جهة العمل ، ولكني جئت بنفسي لأستفيد من الدورة .. فيستغربن أكثر .. أنت غير متزوجة لماذا إذا تحضرين هذه الدورات !!!!!! فتقول لهم تفاديا لأن يكون لدي ضحايا في المستقبل "
هنا نعود ولنا وقفة مع نظرة المجتمع لتعلم المهارات الزوجية والتربوية ، للأسف الكثيرون يظنون أن وقتها يبدأ بعد الزواج ، أي بعد أن يقع الفأس في الرأس !!
أما قبلها فلا داعي لأن تتعلم الفتاة أو يتعلم الشاب شيئا عن مهارات الحياة الزوجية ,, وهنا لا أقصد فقط مهارات الطبخ والعناية بالمنزل بالنسبة للفتاة كما يظن البعض ، ولكن المهارات الاجتماعية في التعامل مع الزوج كرجل يختلف تفكيره عن تفكير المرأة ويختلف أسلوب التعامل معه عن أسلوب التعامل مع المرأة والعكس كذلك ، وأيضا المهارات الاجتماعية الأخرى في التعامل مع أهل الزوج والزوجة والمجتمع . حيث أنه كثيرا في مجتمعاتنا تمنع الفتيات من الاختلاط مع النساء المتزوجات أو مع العامة فتقبع الفتاة في غرفتها لا تقابل الزوار ولا تكتسب مهارات الضيافة والحوار ، فتصبح بعد زواجها عند اختلاطها بالمجتمع عاجزة عن التعامل مع الآخرين لقلة خبرتها في هذا المجال !
أما أن تتعلم الفتاة مهارات تربية الأبناء ، فهيهات هيهات أن تبدأها الفتاة قبل زواجها !!
تقول لماذا أتعب نفسي من الآن ، عندما أنجب الأطفال سأتعلم عليهم !! (فئران التجارب ) ،، طيب إقرئي بعض الكتب في هذا المجال ، تقول نعم !! ماذا ؟؟!! ماهذا الطلب العجيب ، الحياة أمامي !!
ولماذا نلوم الفتيات فقط ؟!! فهن لسن بأسوأ من المتزوجات ، فعندما أقول لهن شاهدن هذا البرنامج القيم عن الحياة الزوجية أو التربية ، تقول متى سيعرض ؟ ثم تردف قائلة بعد معرفة وقته ليس لدي متسع من الوقت لمشاهدته ، فأنا مشغولة بتدريس أبنائي أو أكون نائمة ، أقول لها إذا سجليه..( مع أنها تعاني من هذا المشاكل في حياتها ولكنها تتكاسل عن البحث عن الحل ).
ولِمَ اقترح ؟، فما الفائدة إن كن لا يقدرون أهمية هذه البرامج أو الدورات أو الكتب إلا بعد فوات الأوان حينها فقط سيبحثون عن الاستشارات وعمن ينقذهم من المشاكل !!
تقول الفتاة :
" استمعت مرة في إحدى دورات التربية خلال فترة الراحة حوارا بين سيدتين تقول إحداهما والتي تعاني من مشاكل في تربية أبناءها واكتشفت مؤخرا كمية الأخطاء التي ترتكبها في التربية .. يجب أن نعود ونتعلم أصول التربية من البداية وننجب أبناء جدد لنربيهم تربية صحيحة" !!
جملة خطيرة ، تجهلها الكثير من الفتيات المتهاونات بمسؤولية التربية معتقدات أنهن سيعرفن كيفية تربية أبنائهم لاحقا بالفطرة !!!
لماذا لا تستمتعن لتجارب المتزوجات والأمهات لتعرفن مسؤولية هذه المهمة وضرورة التعلم لتفادي هذه المشاكل ؟؟
سؤال بسيط أسأله لمن لديه أبناء ، هل تقبل أن تدخل أبناءك بمدرسة أو روضة ، المدرسون أو المدرسات فيها غير مهيئين للتربية أو سيئي السلوك أو التربية ، هل تقبل بذلك ؟؟
إذا كيف بأب أو بأم يفتتحون مدرسة الحياة الزوجية دون أي خلفية عن مهارات إدارتها والتعامل والتربية الصحيحة فيها ؟؟
من يحضر هذه الدورات يسمع العجب من المتزوجات في سوء تعاملهم مع أبنائهم أو في جهلهم في التعامل مع أزواجهم .. أشياء بسيطة جدا بإمكانهم تعلمها من الثقافة والإلمام بهذه الأمور ولكنهم للأسف أهملن هذا الجانب وهذه هي النتيجة .
والأسوأ من ذلك أن تقول هذه الفتاة :
" عندما أحضر هذه الدورات أو أهتم في تعلم هذه الأمور ، يحاولن إحباطي بعض المتزوجات فيقلن لي أنت متفرغة لذلك تحضرين مع أني مشغولة كثيرا . أو يقلن لي لن تستفيدي منها شيئا لأن الواقع يختلف عن الدورات والمحاضرات ".
لماذا يختلف الواقع عن المحاضرات ، هل يتحدث المحاضرون عن تربية الحيوانات أو عن كائنات أخرى .. أم أنهم جاؤوا لنا من كوكبا أخر ليعلمونا طرق التعامل و التربية ؟!
لماذا لا نريد أن نعترف بأن لدينا أخطاء في التعامل ونتهرب من البحث عن الحلول والمعرفة ؟
أو تقول أحدهم هذا الكلام لا ينطبق على أبنائي لذلك لا فائدة من حضوري ..
ما أدراك أن لا فائدة منهم ، هل حضرت وجربت ؟ أم حكمت من تجربة أو تجربتين بأنها غير مفيدة ؟ وثم هل تتوقعين أن تحل دورة واحدة كل مشاكلك في التربية أو التعامل مع زوجك ؟؟
نصيحة مني لكل فتاة غير متزوجة أو رجل غير متزوج أنتم فرصتك أفضل في التعلم من المتزوجين
لانه لديكم وقتا كاف أكثر ومسؤوليات اقل.
ولأنكم ستتعلمون قبل أن يكون بين أيديك ضحايا من أبنائكم تتعلمون عليهم. و سيكون لديك الوقت الكافي لتصحيح معرفتك .
ولا تعلمون ماذا سيحدث بعد الزواج ، فهل سيمكنكم تعلم هذه المهارات حينها ، فقد لن تمكنكم الظروف من ذلك .. فلماذا لا تستغلون الفرصة من الآن.
فالذي يعلم ليس كالذي لا يعلم ..
وثقوا بأنكم تزرعون وستحصدون يوما من هذا العلم والمعرفة .
والابن إذا ربي تربية صالحة أصبح عزا لكما في الآخرة .
منقول للكاتبه امارتيه ..
شكرا لكم لقرائتكم الموضوع ..
ولكن أريد من الجميع المشاركة
أطياف الماضي @atyaf_almady
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️