لماذا نقاطع

الملتقى العام


O
بداية و قبل الحديث عن المقاطعة يجب ان نتفق ان
الشعوب العربية كلها امام منعطف تاريخى هام و
خطير وهو انها اما ان تنساق خلف المصير المجهول
الذى ترسمة الحضارة الغربية لها و اما ان تقف لبرهة
وتفكر وتقرر ان تحدد مصيرها بنفسها ولا تترك أحد يحدد
لها مصيرها,و يجب ان نتفق ايضا ان للشعوب خياراتها
و للحكومات خياراتها بمعنى انة بدل ان نتباكى على حال
الحكومات العربية دعونا ندرس ما بايدنا من اسلحة و نستخدمها
حتى نكون قد ادينا ما علينا من واجب على الاقل امام انفســنا.

O
ومن خيارات الشعوب التى
اتفق جميع المفكرين و العلماء و الكتاب على انها احد اهم
اسلحة الشعوب فى وجة مسـتعمرية سلاح "المقاطعة"
و لكن كثير من الناس يتسـألون عن معناها و مضمونها وهم
فى حيرة من امرهم و لهم الحق فى ذللك لاننا كشعوب
عربيـة لم نحاول ان نعرف ونستكشف ما بأيدينا من أسلحة
و مدى قوتها و قوتنا ولكن بدلا من ذلك ظللنا نتحدث عن قوة
خصومنا و مدى قوة اسلحتة و معداتة اقتصادية كانت او مادية
او عسكرية او حتى ثقافية,و نحن هـنا لا ندعوا الى كره احد او
الى معاداة احد و لكن فقط الى الوقوف لحظة من الزمان للتدارس

و التفكير و التأمل فى اسلحتنا و قوتـنا و خياراتنـا وتحليلها و
معرفة هل يمكننا استخدامها فى مواجهة خصومنا ام لا؟



Oوهو بكل بساطه ..
عملية تحول المنتج و المستهلك و المستورد من
التعامل مع سلعة (سلع) او خدمة (خدمات) لدولة
(دول) تعمل ضد المصالح العليا للوطن او ضد اهداف
المجتمع و قضاياة الاستراتيجية.

اذا نحن نقاطع عندما نشعر ان اهدافنا الوطنية و القومية
فى موضع تهديد.

Oونحن نسـال كل قارئ و اى
قارئ متى يكون امننا و اهدافنا القومية و العربية مهددة ان
لم تكن الان؟



رفع شعار المقاطعة لم ياتى من فراغ او من لاشئ او
بمعنى آخر نحن كشعوب عربية لسنا مخترعوة او اصحاب
فكرة انشـأة و ان كنا سباقين فى استعمالة و هو امر يجهلة كثير من الناس .
و ذلك فى عام 1922 حينما قاطع اهل فلسطـين السلع
الاسرائيلية وذلك ردا على مقاطعة اليهود للسلع العربية.

وفى عام 1945 بدأ تاريخ المقاطعة العربية لأسرائيل
رسميا عندما اتخذت جامعة الدول العربية قرارت و توصيات
بضرورة المقاطعة الاقتصادية لأسرائيل ، واعتبرتة عملا دفاعيا
مشروعا و احدى الوسائل التى يستخدمها العرب ضد الاعتداءات
الواقعة عليهم من اسرائيل و وقاية للأمن القومى العربى.

و ايضا فى عام 1951 ****ت جامعة الدول العربية جهاز المقاطعة
الأقتصادية لأسرائيل الذى عمل بكفاءة و فاعلية و قد تم تشكيل
لجنة دائمة للمقاطعة بدلا من اللجنة المؤقتة لمتابعة تنفيذ قرارات
المقاطعة و مازال هذا المكتب يعمل حتى الأن.


ولكن دعونا من الامثلة العربية المتعددة لان بعض الناس لا يقتنعون دائما بما
يفعلة العرب جيداً كان ام سيئا و هم
دائما منتقدوة و لهذا سنبحث عن المقاطعة بعيدا عن العرب.


فاحد اشهر الامثلة شهرة
ما فعلة السيـاسى الهندى
المحنك غاندى حيث انة ضرب مثلا رائعا فى المقاطعة
و كانت ضد الاستعمار البريطانى حين حضّ المواطنين
الهنود على صنع ملابسهم بانفسهم بالاستعانة بالمغزل
اليدوى و كان يقول كلمته المشهورة "كلوا مما تنتجون
والبسوا مما تصنعون وقاطعوا بضائع العدو"

و لدينا ايضا النموذج اليابانى فلقد خرجت اليابان من
الحرب العالمية الثانية و هى مدمرة بشكل كامل لا
اقتصاد لا موارد لا بنية نحتية بمعنى اخر لم تبقى لهم الجرب
اى شىء,ولكن الشعب اليابانى سطر احرف من نور فى
تاريخة فلقد رفض اليابانيون مع ما هم فية من بؤس و دمار
فى ذلك الوقت شراء السلع الامريكية و هى الدولة المنتصرة
فى الحرب ورفض الوقوع فى براثن الاحتلال الامريكى الجديد وهو
الاحتلال الاقتصادى و رفض سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على
مقدراتة الاقتصادية و تم تحجيم الاستيراد من الخارج و تشجيع
الاستثمار و الانتاج الصناعى و الزراعى و

الخدمى اليابانى وو صلت حدود هذة المقاطعة
الى مستوى
جعل المنتج اليابانى يفرض نفسـة عالميا حتى فى الاسواق
الامريكية نفسها
و ان تحقق فائض فى الميزان التجارى اليابانى مع الولايات
المتحدة و وصل الى
حدود اثارة القلق و النزاعات التجارية الشديدة بين البلدين.

و لدينا ايضا النموذج الامريكى نفسـة,فالولايات المتحدة
الامريكية تصدر قرارات من تلقاء نفسها تمنع فيها الشركات
و المؤسسات الامريكية المختلفة من التعامل مع مجموعة
من الدول التى تعتبرها مارقة او دول تدعم او ترعى الارهاب,اى
انها تمنع كافة اشكال التعاون بين الشركات الامريكية و هذة
الدول,و هى لم تتخذ هذا الاجراء الا عندما شعرت ان امنها

القومى فى حالة تهديد مع الاخذ فى الاعتبار ان بعض هذة الدول او قل
معظمها يبعد عنها الاف الكيلومترات و معظمها ايضا دول عربية


و لكن اكثر الامثال شهرة فى التاريخ


الامريكى هو المثال الكوبى
وهى الدوله التى لا تبعد عن الولايات المتحدة اكثر من بضعة
كيلومترات من اقرب سواحلها
و هى منذ اكثر من اربعين عاما ترفض اقامة علاقات طبيعية
معها وكذلك تمنع
الشركات الامريكية من التعامل معها,مع ملاحظة شئ مهم للغاية
وهو ان معظم
الشركات الامريكية قدمت شكاوى للحكومة الامريكية اكثر

من مرة مفادها ان الحكومة

الامريكية بهذة الطريقة تجعل الشركات الامريكية تخسر
ملايين او قل مليارات
الدولارات من المكاسب التى كانت من الممكن ان تتحقق
لو ان الشركات الامريكية
تواجدت فى هذة الاسواق.


اذاً المقاطعة ليست جديدة العهد بالشعوب العربية
خاصا و الغربية عاما و قد استخدمتها و اتت بنتائج تفوق التوقعات
.


اذاً بعد هذا السرد التاريخى لا نعتقد
ان احدا سيخرج علينا يوما و يقول لنا انتم تخترعون اشياء
غير موجودة وغير مجربة من قبل
.
11
701

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عزتي هيبه
عزتي هيبه

رفع شعار المقاطعة و ثارت حولة شكوك اقتصادية كثيرة بل و نزعم انة ثارت حولة حملة
تشكيك عنيفة جدا و باهظة التكاليف و **** وحدة يعلم لم كل هذا العنف فى رد الفعل .

فخرجت علينا صحف قومية و عربية كبيرة بعضها ينتمى الى
الحكومات و بعضها مستقل يثير الشكوك حول مصير العمالة
و مصير رأس المال الاجنبى بالاضافة الى موضوع التكنولوجيا
و لكن المحصلة هو الاستماتة فى الدفاع عن المنتج الامريكى
و لا ندرى اين كانت هذة الاقلام "الشريفة" عندما تم غزو اسواقنا
العربية و اقتصاديتنا بالمنتجات الصينيـة و الاسيويـة.

اين كان الدفاع عن المنتج المصرى و العربى امام الغزو الاسيـوى.
الشاهد فى هذا الموضـوع هو حملات التشكيك المكلفة
جدا ضد المنتج الوطنــى العربــى و دعونــا نرد على كل
الاتهامات التى وردت على لسان هؤلاء "الشرفاء".

بدأ الحديث من المنظور الاقتصادى عن مصير العمالة و انها
ستأتى بخراب و دمار على هذة الفئـة الكادحة .... هنا يجب
ان نتوقف للحظة و نعلن شئ مهم وهو ان القضايا المصيرية بالنسبة
للشعوب عامة و الامة العربية باكملها لا تحسب او دعونا نقول لا توزن بهذة
الطريقة اصلا,فمثلا مصـر عندما طلبت من البلدان العربية فى حرب 1973
وقف تصدير البترول الى الولايات المتحدة و اوروبا,الم يعنى هذا خسارة ملايين
الدولارات بالنسبة لهذة الدول؟

اذا فى القضايا المصيرية الامور لابد ان توزن بميزان المصلحة
العامة و ليست لمصلحة فئة دون فئة.

ولكن و مع كل هذا دعونا نستبعد ولو فرضا النظرة العامة و
نتعمق اكثر فى النظرة الضيقة لهذا الموضوع :

حجم العمالة فى هذة القطاعات ليست بهذة الضخامة التى
تصورها لنا و سائل الاعلان بمعنى ان تاثيرها ليس بهذة الخطورة التى تصور لنا.

يجب ان نعلم انة يحدث عملية إحلال للمتج المصرى او العربى بدل المنتج
المريكى او الاسرائيلى المقاطع,و الاموال التى تذهب الى هذة المحلات
او التوكيلات سوف تذهب للترويج للمنتج المصرى او العربى,بمعنى انة
طالما وجد طلب على السلع و الوجبات السـريعة المنتجة باستثمارات
امريكية او مشتركة و تحمل علامات امريكية,سيتحول هذا الطلب بان
يكون كفيلا بحفز استثمارات بديلة بشكل فورى سواء فى مجال انتاج سلع
او وجبات سريعة عربية او بالتعاون مع البلدان الاوروبية الاكثر إعتدالا فى
مواقفها من الصراع العربى الاسرائيـلى او حتى بالتعاون مع اليابان و بلدان
الشرق الاقصى,وكل هذا يعنى ان سـياسة المقاطعة العربية للولايات المتحدة و
اسرائـيل تمنح المنتجين العرب من القطاعين العام و الخاص فرصة تاريخية
لتوسيع النشاط و السيادة فى الاسواق المحلية العربية بدلا من السعى
وراء علامات تجارية لدولة تتخذ مواقف عدائية من العرب.

ثم ننتقل لنقطة هامة حدا يتغافل عنها كثير من العرب المتشدقين بالمنتج
الامريكى و هو ان معظم الاستثمارات الامريكية الموجودة فى المنطقة
العربية سواء كانت مشتركة مع شركات عربية او امريكية خالصة هى
استثمارات فى مجال الوجبات السريعة و محطات البنزين او استخراج
البترول او محلات بيع السلع الاستهلاكية و التى لا تنطوى على اى إضافة
حقيقية للاقتصاد العربى لان هناك بدائل محلية لها و التى يمكن تنميتها و
تطويرها,بالاضافة انة اذا افترضنا وجود استثمارات تكنولوجية امريكية و هذا
لم يحدث لان الولايات المتحدة تمنع تصدير التكنولوجيا المتقدمة للبلدان العربية إجمالا.

بمعنى ان الولايات المتحدة تقوم بمقاطعة الدول العربية فى المجالات التى
ترى ان مصلحتها تقتضى هذة المقاطعة,و حتى عندما صدرت الكمبيوتر العملاق
للسعودية فان استخدامة كان مقيدا و حتى بالنسبة للاسلحة,بمعنى
ان الصادرات الامريكية منها للبلدان العربية اقل تطويرا و تجهيزا من نظيراتها
التى تصدر لاسرائيل,اضف الى ذلك فان استخدام الاسلحة المتقدمة يكون
مقيدا و لا يمكن استخدامها ضد اسرائيل.

هذة النقطة موجهة للاقلام "الشريفة" اين كانت هذة الاقلام عندما بدأ برنامج
الخصخصة فى مصر هذا البرنامج الذى فرضة البنك الدولى و الذى بالطبع تتحكم
فية الولايات المتحدة الامريكية , الم يؤلمهم خروج
اكثر من مائة الف موظف و عامل و فقدانهم وظائفهم فى ليلة و ضحاها , لماذا
لم يتحدثوا عن مصير هؤلاء؟!

الم يعلموا ان سياسة المعاش المبكر ادت الى فقدان اكثر من 180 الف عامل لوظائفهم منذ

منتصف التسعينات الى الان,فضلا عن بيع شركات استراتيجية و قطاعات باكملها مثل
قطاع الاسمنت الذى بيعت غالبية شركاتة الى الاجانب.

يتبع
عزتي هيبه
عزتي هيبه


قد يفهم البعض من هذا العنوان اننا ندعوا الى إغلاق الحوار مع الغرب او الى
تجاهل الغرب ثقافيا و هذا مرفوض تماما من جميع الجهات بل على العكس
تماما اننا ندعوا الى فتح قنوات جديدة للحوار مع الغرب و الى زيادة الجهد
لتعريف الغرب بالحضارة العربية و العادات و التقاليد العربية و الى إفهامهم
ايضا ان العرب ليسوا إرهابيين و تصحيح كثير
من المفاهيم و المغالطات عن العرب.

انما نحن ندعوا الى مقاطعة ما يضرنا من هذة الحضارة, و اعتقد ان المفكرين
الغربيين قبل العرب يعرفون مدى فساد هذة الحضارة, الا تعلم ان 14% من
المجتمع الامريكى لا ينتمى الى اى دين! وليس اوضح من ذلك ما كتبتة الفيلسوفة
سيمون فى عندما قالت"اننا نعلم تماما ان امركة اوروبا بعد الحرب ستصبح خطرا
عظيما,و نعلم ايضا مدى ما سنخسرة لو تم ذلك,لان امركة اوروبا سوف تمهد دون شك
لامركة العالم باسرة...وحينئذ سوف تفقد الانسانية جمعاء ماضيها"

انها حضارة لاتحمل اى معنى او هدف كما انها اضافت من العادات السيئة
و المدمرة للمجتمعات العربية و العالمية الكثير , و ليس ادل من ذلك انتشار
ظاهرة الشواذ جنسيا التى تهدد و تقلق مجتمعاتهم حتى ان لهؤلاء الشواذ
جمعيات و نقابات تدافع عن حقوقهم بالاضافة الى سيطرة شهوة المال و
السعى الدؤوب وراء المادة دون النظر الى الاجتماعيات التى تحدد علاقات البشر
بعضهم ببعض , و ليس ادل من ذلك ايضا ما قالة الكاتب الكبير توكفيل الذى كان اول
محلل و مراقب ثاقب البصيرة للولايات المتحدة فى كتابة "وكانت لاتزال وليدة" حين
قال "لم اعرف شعبا مثل هذا الشعب استولى فية حب المال على قلوب
البشر" و اظن ان اكبر اداة استطاعت بها الولايات المتحدة غزو العالم و البلدان
العربية هى الافلام الامريكية و التى تدور على
محاور معروفة و هى اما تمجيد الحضارة الامريكية و اعتبارها الحضارة المخلصة
,و اما تمجيد الفرد الامريكى و اعتبارة الانسان
السوبر,و اما اشاعة الرذيلة و الانحلال و الحرية الشخصية بلا قيود او حدود
,اذا الا يدعوا كل هذا الى مقاطعة هذة الحضارة الفاسدة
,و علينا الى الاسراع بذلك على الاقل حماية لانفسنا و شبابنا
من الضياع قبل فوات الاوان.


يتبع
عزتي هيبه
عزتي هيبه

هذة النقطة تهم شريحة كبيرة من المجتمع العربى
لانة بطبيعتة مجتمع متدين.

لذا سنورد بعض الفتاوى لبعض كبار العلماء



فتوى الدكتور يوسف القرضاوى

الجهاد اليوم فريضة للذين اغتصبوا أرضنا المقدسة ، مما ثبت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أن الجهاد لتحرير أرض الإسلام ممن يغزوها ويحتلها من أعداء الإسلام واجب محتم وفريضة مقدسة على أهل البلاد المغزوة أولاً ، ثم على المسلمين من حولهم إذا عجزوا عن مقاومتهم حتى يشمل المسلمين كافة.
فكيف إذا كانت هذه الأرض الإسلامية المغزوة هي القبلة الأولى للمسلمين ، وأرض الإسراء والمعراج ، وبلد المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ؟
وكيف إذا كان غزاتها هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا ؟
وكيف إذا كانت تساندها أقوى دول الأرض اليوم ، وهي الولايات المتحدة الأميركية ، كما يساندها اليهود في أنحاء العالم ؟

إن الجهاد اليوم لهؤلاء الذين اغتصبوا أرضنا المقدسة ، وشردوا أهلها من ديارهم ، وسفكوا الدماء ، وانتهكوا الحرمات ، ودمروا البيوت ، وأحرقوا المزارع ، وعاثوا في الأرض فساداً ، هذا الجهاد هو فريضة الفرائض ، وأول الواجبات على الأمة المسلمة في المشرق والمغرب.
فالمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم ، وهم أمة واحدة ، جمعتهم وحدة العقيدة ، ووحدة الشريعة ، ووحدة القبلة ، ووحدة الآلام والآمال.
كما قال تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) الأنبياء ، (إنما المؤمنون أخوة) الحجرات.
وفي الحديث الشريف "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله" رواه مسلم.
وها نحن نرى اليوم إخواننا وأبناءنا في القدس الشريف ، وفي أرض فلسطين المباركة ، يبذلون الدماء بسخاء ، ويقدمون الأرواح بأنفس طيبة ، ولا يبالون بما أصابهم في سبيل الله ، فعلينا نحن المسلمين في كل مكان أن نعاونهم بكل ما نستطيع من قوة (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) الأنفال ، (وتعاونوا على البر والتقوى) المائدة.
ومن وسائل هذه المعاونة مقاطعة بضائع العدو مقاطعة تامة ، فإن كل ريال أو درهم أو قرش أو فلس نشتري به سلعهم يتحول في النهاية إلى رصاصة تطلق في صدور إخواننا وأبنائنا في فلسطين.
لهذا واجب علينا ألا نعينهم على إخواننا بشراء بضائعهم ، لأنها إعانة على الإثم والعدوان.
فالشراء منهم يقويهم ، وواجبنا أن نعمل على إضعافهم ما استطعنا ، كما علينا أن نقوي إخواننا المرابطين في الأرض المقدسة ما استطعنا، فإن لم نستطع أن نقويهم ، فالواجب علينا إضعاف عدوهم.
فإذا كان إضعافهم لا يتم إلا بالمقاطعة ، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
آن الأوان لأمتنا الإسلامية أن تقول "لا لأمريكا" والبضائع الأمريكية مثل البضائع الإسرائيلية في حرمة شرائها والترويج لها.
فأميركا اليوم هي إسرائيل الثانية ، ولولا التأييد المطلق ، والانحياز الكامل للكيان الصهيوني الغاصب ما استمرت إسرائيل تمارس عدوانها على أهل المنطقة، ولكنها تصول وتعربد ما شاءت بالمال الأميركي، والسلام الأميركي، والفيتو الأميركي.
وأميركا تفعل ذلك منذ عقود من السنين ، ولم تر أي أثر لموقفها هذا ، ولا أي عقوبة من العالم الإسلامي احتجاجاً على مواقفها المتحيزة الجائرة.
وقد آن الأوان لأمتنا الإسلامية أن تقول "لا لأمريكا" ولشركاتها ولبضائعها التي غزت أسواقنا ، حتى أصبحنا نأكل ونشرب ونلبس ونركب ما تصنع أميركا. ولقد قال علي رضي الله عنه "ثلاثة عدوك: عدوك ، وصديق عدوك ، وعدو صديقك".
وأميركا اليوم أكثر من صديق لعدونا ، إنها وصلت مرحلة الفناء في إسرائيل.

إن الأمة الإسلامية تبلغ اليوم ملياراً وثلث المليار من المسلمين في أنحاء العالم يستطيعون أن يوجعوا أميركا وشركاتها بمقاطعتها. وهذا ما يفرضه عليهم دينهم وشرع ربهم.
فكل مسلم اشترى من البضائع الإسرائيلية والأميركية ما يجد بديلاً له من دول أخرى، فقد ارتكب حراماً، واقترف إثماً مبيناً، وباء بالوزر عند الله ، والخزي عند الناس.
وأما الأخوة المسلمون الذين يعيشون داخل إسرائيل، أو داخل أميركا ، فهم مضطرون للتعامل معهم، وشراء سلعهم ومنتجاتهم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. والضرورات لها أحكامها.
ولكنها تقدر بقدرها ، وقد قال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) التغابن. وقال رسوله الكريم "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.

المقاطعة سلاح فعّال .. على المسلمين في داخل الولايات المتحدة أن يتعاملوا مع الشركات الأقل عداء للمسلمين، والأقل تعصباً وممالأة للصهيونية، وأن يقاطعوا ما أمكنهم الشركات المتحيزة للصهيونية.
كما يجب على العرب والمسلمين حيثما كانوا أن يقاطعوا كل الشركات المنحازة للصهاينة، والمساندة لإسرائيل، من أي بلد كانت، مثل (ماركس آند سبنسر)، ومن كان على شاكلته في تأييد الصهيونية، ومؤازرة دولتها (إسرائيل). إن المقاطعة سلاح فعال من أسلحة الحرب قديماً وحديثاً، وقد استخدمه المشركون في العهد المكي في محاربة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فآذاهم إيذاء بليغاً، حتى أكلوا أوراق الشجر. كما استخدمه بعض الصحابة في محاربة المشركين في العهد المدني، كما روت كتب السيرة.

لما أسلم ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه، ثم خرج معتمراً، فلما قدم مكة، قالوا: أصبوت يا ثمامة؟ فقال: لا، ولكني اتبعت خير الدين، دين محمد، ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئاً. فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك تأمر بصلة الرحم، وإن قد قطعت أرحامنا، وقد قتلت الآباء بالسيف، والأبناء بالجوع، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الحمل. وفي العصر الحديث رأينا الشعوب تستخدم سلاح المقاطعة في معاركها للتحرر من الاستعمار.
ولعل أبرز من فعل ذلك المهاتما غاندي في دعوته الشعب الهندي الكبير لمقاطعة بضائع الإنجليز، وقد كان لذلك أثره البليغ في حرب التحرير.

والمقاطعة سلاح في أيدي الشعوب والجماهير وحدها، ولا تستطيع الحكومات أن تفرض على الناس أن يشتروا بضاعة من مصدر معين. فلنستخدم هذا السلاح لمقاومة أعداء ديننا وأمتنا، حتى يشعروا بأننا أحياء، وبأن هذه الأمة لم تمت ولن تمون بإذن الله. على أن في المقاطعة معاني أخرى غير المعنى الاقتصادي. إنها تربية للأمة من جديد على التحرر من العبودية لأذواق الآخرين الذين علموها إدمان أشياء لا تنفعها، بل كثيراً ما تضرها، وهي إعلان عن أخوة الإسلام، ووحدة أمته، وأننا لن نخون إخواننا الذين يقدمون الضحايا كل يوم، بالإسهام في إرباح أعدائهم. وهي لون من المقاومة السلبية، يضاف إلى رصيد المقاومة الإيجابية، التي يقوم بها الأخوة في أرض النبوات، أرض الرباط والجهاد.

وإذا كان كل يهودي في العالم يعتبر نفسه مجنداً لنصرة إسرائيل بكل ما يقدر عليه، فإن كل مسلم في أنحاء الأرض مجند لتحرير الأقصى، ومساعدة أهله بكل ما يمكنه من نفس ومال.
وأدناه مقاطعة بضائع الأعداء.
وقد قال تعالى (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). وإذا كان شراء المستهلك البضائع اليهودية والأميركية حراماً وإثماً، فإن شراء التجار لها ليربحوا من ورائها، وأخذهم توكيلات شركاتها أشد حرمة وأعظم إثماً، وإن تخفّت تحت أسماء يعلمون أنها مزورة، وأنها إسرائيلية الصنع يقيناً.

إن الأمة الإسلامية في أنحاء الأرض مطالبة بأن تثبت وجودها، وغيرتها على مقدساتها، وبأن تعرف ما لها وما عليها، من صديقها ومن عدوها، ولا يجوز لها أن تستسلم للوهن واليأس، وتقبل السلام الجائر الذي تفرضه عليها الصهيونية المغتصبة.

يقول الله تعالى (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) محمد.
وعلى أخواتنا وبناتنا من ربات البيوت دور كبير في هذه القضية لعله أهم من دور الرجل، لأن المرأة هي التي تشرف على طلبات البيت، وشراء ما يلزم له من السلع والأدوات، وهي الألصق بتوجيه البنين والبنات من الأطفال، وإشرابهم الروح الجهادية، وتوعيتهم بما يجب عليهم نحو أمتهم وقضاياها، وما يلزمهم نحو أعدائها وخصوصاً في مجال المقاطعة، وإذا وعي الأطفال ذلك التزموه بحماسة وقوة، وأصبحوا هم بعد ذلك الذين يوجهون الآباء والأمهات. وإني أدعو هنا كل المؤمنين بالله تعالى من المسيحيين ومن غيرهم، وكل المؤمنين بالقيم الأخلاقية، وكل الأحرار والشرفاء في العالم إلى أن يقفوا بجانبنا، وأن يساندوا الحق ضد الباطل، والعدل ضد الظلم، وأن ينتصروا للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يسقط منهم كل يوم قتلى وجرحى في سبيل الله والدفاع عن حرماتهم ومقدساتهم. كما أهيب بالعمال في بلاد العرب والمسلمين وفي أنحاء الأرض، أن يناصروا الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، ويغضبوا لهم، ويحتجوا على أصحاب القوة الغاشمة بما يقدرون عليه من تعطيل مصالحهم. وأخيراً أدعو الحكماء والعقلاء وأهل الخبرة في كل بلد، أن يكوّنوا اللجان التي تنظم المقاطعة، وتهيئ البدائل، وتتفادى السلبيات، وتستمر في توعية الجماهير، حتى تعلو كلمة الحق، ويزهق الباطل (إن الباطل كان زهوقا)، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئكم بما كنتم تعملون).

عزتي هيبه
عزتي هيبه
فتوى الشيخ سلمان بن فهد العوده
]نجاح غير عادي أن يدرك حلفاء اليهود أن دعمهم للكيان الصهيوني يكلفهم الكثير "وأن صبر العرب والمسلمين إزاء انحيازهم المكشوف لليهود آخذ في النفاد .
ليلة الأربعاء 3 رمضان 1421هـ أعلنت إذاعة ( b b c) البريطانية أن شبكة مطاعم ( ماكدونالدز) تبرعت بريال من قيمة كل وجبة لمستشفيات الأطفال الفلسطينية "وذلك بسبب الخسائر التي منيت بها بعد الانتفاضة .
إن أبرز ميزة في هذه الأمة "في هذا الظرف "هي كثرتها العددية "وقلة فاعليتها "وحتى هذه يمكن استثمارها وتوظيفها في الأدوار السهلة "التي تحتاج إلى أعداد كبيرة "ولا تتطلب جهدا متميزا "ولا وقتا طويلا "وعملية الهجوم على المواقع اليهودية في الإنترنت وتدميرها نموذج لهذا الاستثمار .

كما أن المقاطعة للبضائع اليهودية والأمريكية هي نموذج آخر .

ففي صيف 1997م "وبعد حملة دامت أربعة أشهر قدمت شركة نايكي(nike) اعتذارا للمسلمين في العالم "وأوقفت مبيعات أحذية ظهر فيها ما يبدو أنه لفظ الجلالة "وتم سحبها من الأسواق .

كما أن الشركة وافقت على إعداد وتمويل دورات تدريبية لموظفيها حول آداب التعامل مع المسلمين "على أن يتم ذلك بالتشاور مع ممثلين للجالية الإسلامية في الولايات المتحدة . كما وعدت الشركة بإقامة ملاعب للأطفال المسلمين في عدة مدن أمريكية "وقد تم بناء أحد هذه الملاعب .

وفي أغسطس 1999م وبعد ضغط من عدة منظمات إسلامية ودول عربية أعلنت شركة برجر كنج ( BURGER KING ) إلغاءها لمشروع المطعم الذي قررت تدشينه في الضفة الغربية .

وقد قاد الحملة ضد الشركة منظمة ( A M J ) ( المسلمون الأمريكان للقدس) بالتعاون مع منظمة كير ( CAIR ) وطلبوا من الشركة إلغاء المطعم ؛ لأنه في أراض محتلة "فخضعت الشركة للضغوط الإسلامية لكنها لم توف بوعدها "فجددت المقاطعة لها مرة أخرى . وما زالت .

إن سلاح المقاطعة الاقتصادية من الأسلحة الفعالة "والمستخدمة منذ عصر حصار الشعب إلى العصر الحديث "حيث تتعاظم قيمة الاقتصاد .

ولذلك استماتت الولايات المتحدة في تدمير المقاطعة العربية والإسلامية للشركات والبضائع اليهودية "وللشركات المتعاملة مع اليهود .

وبالفعل "فقد تهتكت المقاطعة "وصارت أثرا بعد عين "ويبدو أنه من المستبعد حدوث مقاطعة رسمية شبيهة في ظل العولمة الاقتصادية التي تسعى إلى محو الحدود التجارية بين الدول "بما لا يسمح لأي دولة أن تتصرف وفق مصالحها الوطنية والقومية .

لكن الشيء الذي يمكن أن يحدث هو المقاطعة الشعبية حين ترتفع وتيرة الوعي لدى الشعوب المسلمة "بحيث يختار المشتري البضائع والسلع والشركات العربية والإسلامية "أو حتى أيّ بضاعة أخرى ليست أمريكية ولا إسرائيلية .

ولا أحد يستطيع أن يجبر المواطن العادي على شراء سلعة بعينها "أو التعاون مع شركة بعينها "أو عرض منتجات هذا المصنع أو ذاك .

وهذا ما فعله غاندي (1869-1948) بمقاومته السلبية "ومقاطعته للعادات والمنتجات الأوربية "وحمله الهنود على هذا الأسلوب رغم تخلفهم "وعدم وجود قرار يدعمهم .. حتى آتت تلك الجهود أكلها وأعلنت بريطانيا سحب آخر جندي إنجليزي من الهند سنة 1947م .

وإذا كان من السذاجة أن نتصور أن المقاطعة ستؤدي إلى انهيار الاقتصاد الأمريكي أو اليهودي "فإننا يمكن أن نجزم بأن أرباح الكثير من الشركات والمؤسسات ستتراجع قليلا أو كثيرا "وهذا سيحدوهم إلى إعادة النظر في مواقفهم "وسيضطرهم إلى البحث عن الأسباب ومعالجتها وفق مصالحهم المادية , لا سيما إذا علمنا أن أصحاب رؤس الأموال في هذه الدول لهم نفوذ سياسي قوي .

لقد ألحقت المقاطعة العربية بإسرائيل خسائر تقدر بـ 48 مليار دولار منذ قامت المقاطعة .

وبالأمس نشرت جريدة الحياة "(28 /شعبان /1421هـ ) في صفحتها الاقتصادية أن خسائر شركات التكنولوجيا اليهودية في الولايات المتحدة بلغت منذ بداية الانتفاضة المباركة عشرين مليار دولار "نعم أؤكد أن الرقم صحيح :عشرين مليار دولار .

نعم قد يكون هناك انخفاض عام في هذا القطاع "وقد تؤثر تجاذبات الانتخابات الرئاسية "لكن لا يمكن التهوين من أثر الانتفاضة بحال .

وأصدق إخواني القول : لقد كنت أداري ابتسامة ساخرة على شفتي وأنا أقرأ سؤالا ورد إلي من بعض الإخوة في مصر قبل أسابيع يتخوف فيه من أثار المقاطعة على المسلمين العاملين في تلك الشركات "وإمكانية فقدانهم أعمالهم .. وقد قلت في نفسي :

أبشر بطول سلامة يا مربع

ثم أردفت : يبدو أن الأخ الكريم أخذ الأمر بجدية كبيرة "وأنه مفرط في التفاؤل .

وما هي إلا أيام حتى أعلنت شركة سانسيبري أنها لا تساند اليهود "وأكدت مصادر إعلامية أن بعض هذه الشركات قد انخفضت مبيعاتها في مصر إلى 80 % "ونشر في بعض الصحف صرخة باسم الموظفين العاملين في تلك الشركات بأنهم سيواجهون التشريد بسبب هذه المقاطعة .

إن أمريكا تمارس سياسة المقاطعة "أو ما تسميه هي بالعقوبات الاقتصادية ضد شعوب بأكملها مما جعلها تعاني من الموت والدمار دون أن يستدر ذلك عطف الأمريكان أو شفقتهم "ولم تتحرك في ضمائرهم أية لوعة من أجل صور الأطفال الجياع البائسين .

وما بين عامي 1993- 1996م استخدمت الإدارة الأمريكية سلاح المقاطعة الاقتصادية ستين مرة ضد 35 بلداً "وأحيانا بحجج واهية نفخت فيها المصالح السياسية "ويقدم كتاب " العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الأمريكية " من تأليف : ريتشارد هاس معلومات مهمة حول أهداف العقوبات ونتائجها.

فلماذا يتردد المسلمون في استخدام سلاح المقاطعة السلبية "ليؤدي بعض النتائج "أو ليشعر المسلم على الأقل بأن ثمت دورا ولو محدودا يستطيع أن يقوم به ؟

إنه جزء من الإنكار القلبي أو العملي السهل الذي لا يخسر فيه المرء أكثر من أن يختار بضاعة عربية أو إسلامية أو يابانية "أو حتى أوربية عند الحاجة وربما تكون بالميزات نفسها "وبالسعر نفسه .

وفي قصة ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة عبرة "فقد قرر ألا يصل إلى كفار مكة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البخاري 4024- ومسلم 003310) فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل الميرة بعدما اشتكوا إليه الجوع والمسغبة .

وهذا كما أنه دليل على مشروعية استخدام هذا الأسلوب "إلا أنه دليل على الروح الإنسانية الصادقة التي تميز بها الإسلام "وحكم بها العالم ردحا من

الزمان ""

ملكنا فكان الصفح منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح

ولا عجب هذا التفاوت بيننـا فكل إناء بالذي فيه ينضـح

وفي سبيل تفعيل هذه المقاطعة لا بد من :

أولا ًً : تعدد اللجان والمواقع الساهرة على إحيائها وتنظيمها ومواصلتها "وتواصل المسلمين مع جميع القنوات ومنها المواقع الإلكترونية " اللجان الشعبية والفتاوى والتصريحات والأخبار للتعرف على الجديد "والتوثق من المعلومات "ولا بد من الإشادة بالمبادرات السباقة في هذا الإطار "المؤتمرات واللجان المختصة في الأردن والسودان ولبنان والخليج وغيرها .

ثانيا : الوعي الشعبي الشامل "بحيث لا تكون هذه أفكار شريحة خاصة "أو نخبة معينة "وجمهور الناس بمعزل عنها "هذه تبعات يسيرة يجب أن يتحملها الطفل الصغير "كما يتحملها الشيخ الطاعن "والعجوز الفانية "ويتحملها المثقف كما يتحملها البقال "وما لم يتم توسيع رقعة هذا الوعي وتلك القناعة "فلن يكون ثمت مقاطعة حقيقية .

وجدير بالاهتمام أن نشر الفتاوى الشرعية يدعم هذا التوجه "وقد صدر عدة فتاوى عن شيوخ أجلة "وحبذا أن يصدر شيء كهذا عن المجامع الفقهية والهيئات العلمية ولجان الفتوى في العالم الإسلامي "وذلك حتى يفهم الناس أن المقاطعة هي مطلب شرعي إلى جانب كونها ضرورة وطنية .

ثالثا : المرحلية "إذ إن الاستغناء عن جميع تلك السلع يعتبر أمرا غير واقعي بالنظر إلى جماهير الناس "وسرعة ركونهم إلى الرخاء والرفاهية "وتأثرهم بالدعاية المضادة "وبالنظر إلى تداخل العالم وتواصله وصعوبة الإبحار ضد التيار لدى العامة فلا بد من تركيز الجهد على :

أ - مقاطعة الشركات والسلع اليهودية "خصوصا في الدول التي تتعامل اقتصاديا مع إسرائيل "وفي البلدان غير الإسلامية .

ويجب التعرف على هذه الشركات بصورة جيدة "والاستفادة في هذا من قوائم اللجان المسؤولة عن المقاطعة العربية السابقة لإسرائيل "ومن الكتب المتخصصة "ومنها : كتاب " اللوبي اليهودي في العالم "من تأليف : نديم عبدة "مع مراعاة التحديث "وعدم الاكتفاء بالمعلومات التاريخية .

ب - مقاطعة الشركات الأمريكية الداعمة للكيان "أو المتعاطفة مع اليهود "خصوصا الشركات الكبرى "والتي يوجد لها بدائل جدية كشركات السيارات "والأغذية "والملابس "والأثاث "والتجميل "والمصارف "والإعلام "والتكنولوجيا …

يجب أن نضع المسلم العادي أمام مسئوليته المتواضعة "ونساعده على أدائها "ونهتف بصدق للنجاح الذي يحققه "ومن هذا الإنجاز الفردي القليل سيحفر نهر التحرير مجراه "وتتحرك دوافع الإيجابية و المشاركة في ضمير الأمة"وبهذا تتحول ( الصيحات الغامضة ) إلى برنامج علمي واقعي معقول …

فهل بدأنا .. ؟

أشك "وأتمنى .

أما التمني … فشاهده في قلب كل مسلم .

أما الشك فشاهده شاعر النيل الصوفي المتألق :

( محمود حسن إسماعيل ) (1327-1397هـ)في صرخته :

(( طريق الضياء )) معبراً عن مأساة النازحين :

بدأنا نمزق ثوب العدم ****** ونلطم بالحق وجه السُّدُم

بدأنا كما بدأ الهالكون ****** إذا الصور في جانبيهم ألم

بدأنا كما بدأ التائهون ****** رمى الفجرَ في ناظريهم علم

بدأنا كما انتبه الضائعون ****** على صيحة من هدير القمم

بدأنا كما انتفض اليائسون ****** على ثورة النور في ليلهم

بدأنا وفينا الأسى والهوان ****** وفينا العذاب "وفينا السقم

وفينا .. وفينا

وفينا المظالم والظالمون ****** وحوش "وبيد "ومرعى غنم

وفينا الكرامة مهجورة ****** كمحصنة لوثتها التهم

وفينا المذلة للغاشمين ****** كأنا ولولم يشاءوا خدم

وفينا الدسيسة قدِّيسةٌ ****** تدس الردى في عبير وسمّْ...

ودقت علينا طبول السماء ****** فقمنا لها من رفات الحُُلُم

صحونا وكنا الرماد الهشيم ****** فعدنا اللظى الصارخ المحتدم

تباركت يارب ..هذا الجحيم ****** من الرق ما كابدته أُمم

بدأنا ندمر طاغوته ****** وطغيانه الزاخر المرتطم

بدأنا نشق طريق الحياة ****** لفانين شابوا بوادي العدم..



عزتي هيبه
عزتي هيبه
بيان من أهل العلم في الحث على مقاطعة منتجات أعداء الإسلام كأمريكا وبريطانيا وغيرهما من دول الكفر المحاربة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد حث الله سبحانه المسلمين على الجهاد بأموالهم في سبيل الله ، فقال تعالى ( وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل ا لله ) وقال تعالى ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) ، وروى أحمد وأبو داود عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :جاهدوا المشركين بأموالكم وأيديكم وألسنتكم . وما ذلك إلا للأثر العظيم للمال على الجهاد . وكما أن بذل المال للمجاهدين جهاد فإن منعه عن الكفار إذا تقوّوا به في حربهم على المسلمين جهاد أيضاً ، بل هو آكد من الأول لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ، وهذا النوع من الجهاد عمل به النبي صلى الله عليه وسلم كما في حصره لبني النضير وقطعه وتحريقه لنخيلهم ، وفعَله الصحابة رضي الله عنهم أيضاً بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم كمنع ثمامة بن أثال رضي الله عنه الميرة عن كفار مكة ، والأمثلة كثيرة على هذا النوع من الجهاد .
وقد علم المسلمون في هذا الوقت مدى عداوة أمريكا وبريطانيا وغيرهما للإسلام وأهله ، وأنها أعلنت الحرب الصليبية علينا ، فقتلت قسماً كبيراً من المسلمين ، وظاهرت على قتل آخرين ، وشردت أقواماً ، وحاصرت آخرين ، مصداقاً لقوله تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ).

فإن احتج محتج بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاطع اليهود الذين كانوا في المدينة فالجواب أن يقال : إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقاطع اليهود في أول الأمر حين كانوا مسالمين لأنهم لم تظهر لهم نوايا ضد الإسلام والمسلمين ، فلما ظهرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نواياهم وخاف من شرهم وضررهم وقد نقضوا عهودهم قاطعهم وحاصر قراهم ، فقد حاصر بني النضير وقاطعهم وقطّع أشجارهم ونخيلهم , فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم من المدينة , وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة لما علم خيانتهم مع الأحزاب ، حاصرهم حصارا محكما حتى نزلوا على حكم الله ، فقتل مقاتلتهم وسبا نساءهم وذراريهم .
ثم إن قياس حالة الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم في وقتنا الحاضر على يهود المدينة الذين هم قلة بالنسبة للمسلمين ، مع أنهم لم يعلنوا الحرب قياس فاسد ، لأن الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم لا يفتأون يشنون الحروب على الشعوب المسلمة ، ويدعمون أعداء الإسلام في حروبهم ضد المجاهدين .
ومن المعلوم لدى الجميع أن قوام قوات أمريكا الصليبية وغيرها من دول الكفر يعتمد على اقتصادها ، ومتى ضعف اقتصادها ضعفت قوتها ، لذلك نحث جميع المسلمين على المقاطعة الشاملة لجميع المنتجات الأمريكية والبريطانية وغيرهما من دول الكفر المحاربة للمسلمين ، والبدائل عنها بحمد الله موجودة ، وفي هذا إسهام من المسلمين في جهاد أعداء الله وإضعاف لهذه الحملة الصليبية ومناصرة لإخوانهم المجاهدين ، بل هو متأكد في حق جميع المسلمين لإضعاف العدو الأول الذي سام المسلمين في كل مكان سوء العذاب ، فعلى المسلمين أن يبادروا في تجديد هذه الدعوة ، والتطبيق للمقاطعة الشاملة التي هزت الاقتصاد الأمريكي خلال العام الماضي بفضل الله ثم بفضل مقاطعة شريحة كبيرة من المسلمين لمنتجاتها ، ونكرر دعوتنا للمسلمين جميعاً بكل طبقاتهم وجنسياتهم أن يعملوا على مقاطعة هذا العدو الذي يتربص بالمسلمين الدوائر .
نسأل الله تعالى أن ينصر المجاهدين ، وأن يعلي راية الدين ، وأن يخزي الكفار أجمعين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
علي بن خضير الخضير
عبدالله بن عبد الرحمن السعد
محمد بن عبد العزيز الشدي
محمد بن فهد بن علي الرشودي
صالح بن عبدالله الرشودي
حمد بن ريس الريس
حمد بن عبدالله بن إبراهيم الحميدي
محمد بن مرزوق المعيتق
عبد العزيز بن صالح الجربوع
ناصر بن حمد الفهد
أحمد بن صالح السناني