تزداد الصور العارية إثارة في الطرقات العامة وما من أحد يحاول التصدي لها بحجة كثرتها
ويركن الناس إلى حالة من اليأس والتنصل من مسؤولية تغيير الوضع ظناً منهم أن الوضع
غير قابل للتغيير وأن "المؤامرة" أكبر منا بكثير، ولكن تجربتي الشخصية علمتني غير ذلك
وأقترح هنا خطوات عملية مجربة.
ما الذي يمكن أن نفعله؟
هذه خطوات ناجحة ..
كلما كنت أتجول في الشارع أو أتسوق وألاحظ صورة بها امرأة عارية البطن
أو ترتدي ملابس ضيقة تصف جسدها أو ما شابه ذلك من صور مثيرة أدخل المحل
و أفعل الخمس خطوات الآتية:
1- أقرأ دعاء نبي الله موسى عندما أمره ربه للذهاب لنصح فرعون "رب إشرح لي صدري
، و يسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي" (طه، 25-28 )
2- أطلب التحدث مع صاحب المحل أو الشخص المسؤول وأطلب منه أن يخرج
معي إلى خارج المحل ليرى شيء ما (أحاول التحدث معه على انفراد بقدر
المستطاع حتى لا يعينه أحد العاملين أو الزبائن على مجادلتي بالباطل)
3- أقل له بطريقة هادئة و غير منفرة (متذكرا "و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" آل عمران، 159 )
- أني قد رأيت هذا المنظر بالصدفة و أني أرى أنه منافي للدين الحنيف و أيضا للعادات و التقاليد العربية الأصيلة
- أني أدرك تماما أن هناك مظاهر أكثر إباحية تظهر في الأغاني وعلى الفضائيات
ولكني متأكد أنه لا يريد المساهمة في إفساد الذوق العربي وأنه لا يريد إرهاق
الشباب الغير متزوج الذي يفتن من تلك المناظر
- ان كل رجل ينظر لتلك الصور في ذلك الشارع المزدحم يؤدي إلي تحميله شخصيا ذنبا
(زنى النظر) و أن هذه السيئات تذهب الحسنات التي قد يجتهد في الحصول عليها
من صدقات وصلوات والتي لابد أن يكون خائف على ضياعها
- ان كل أمرأة تنظر لتلك الصور و تعجب بها و تقلدها أو تثبت على ضلالها تحمله
أيضا ذنبها وذنب كل من ينظر إليها
- أطلب منه إزالة الصور في أقرب وقت ممكن مع إحترامي لحريته في التصرف
في محله كما يشاء، ثم أشكره على حسن استماعه وأدعو له بالخير والزيادة
في الرزق الحلال
- أذكر لأصدقائي فيما بعد ما حدث و أشجعهم بالمرور على ذلك المحل و
التحدث مع صاحبه لحثه على إزالة الصور الإباحية
.. و أدت إلى تجارب ناجحة
- محل تأجير أفلام:
منذ عامين دخلت و طلبت التحدث مع المسؤول و قلت له أن الإعلان للفيلم الجديد
على واجهة المحل غير لائق بديننا أو عاداتنا، و مع أن مساعده أخذ يجادل بالدفاع
عن المحل ونفسه بالقول أنه رجل يصلي و يخاف الله إلا أن المسؤول تفهم رسالتي
و أسكته ووعدني بإزالة الصورة و قد فعل ذلك بعدها بيوم أو اثنين.
- محل بيع منتجات نسائية:
دخلت و طلبت التحدث مع صاحب المحل فأشاروا لامرأة تجلس على المكتب
فقلت لها أن صور النساء العارية على علب الملابس الداخلية المعروضة في
واجهة المحل تخدش حياء المارة و أنه لا حاجة لمثل تلك الإعلانات لأن الناس
تعرف نوع المنتجات التي يبيعها المحل، فذهلت المرأة من طلبي و ابتسمت متعجبة
و مقللة من شأن الموضوع فأشرت إلى الشباب الغير متزوج و أعدت طلبي وشكرتها
وغادرت. سعدت بعدها بعدة أيام عندما رأيت جميع الصور قد أزيلت إلا واحدة، فطلبت
من إحدى قريباتي أن تدخل و تطلب إزالتها و أزيلت الصورة بالفعل و قد مضى عام و نصف
و لم تعلق أى صورة من أى نوع حتى الآن.
- محل بيع ملابس:
و هو في أحد الأسواق التجارية (مول) و قد علق في واجهة المحل صورة كبيرة و مرتفعة
بها فتيات عاريات البطون والأفخاذ فدخلت إلى المحل وطلبت التحدث مع صاحبه
فأشاروا إلى المسؤول الموجود فقدته إلى الواجهة وعلقت له على
الصورة كما سبق فتفهم الشاب ووعدني بمحاولة إزالتها. بعد عدة أيام مررت بنفس
المكان مع بعض الأصدقاء فوجدت الصورة كما هي فطلبت من أحد الذين معي أن يدخل
ليعيد الطلب ففعل و بعد عدة أيام وجدت الصورة قد نقلت من واجهة المحل إلى مكان
منخفض و غير واضح.
- محل بيع نظارات:
و كان يعرض صورة لامرأة ترتدي نظارة مبدية
مفاتن جسدها فدخلت و تحدثت مع البائع بالداخل فقال لي أن ثلك الصورة تبرز
المنتج ولا بديل لها فأشرت له أن الرزق من عند الله و أن الدعاية الحرام لا
تأتي إلا بالذنوب و أن عليه أن يبحث عن إعلانات أفضل بعد إزالتها. و لأن هذا
المحل كان بجانب بائع الألبان الذي أرتاد إليه كل أسبوع فقد كنت أمر عليه
والصورة كما هي مع أنه بدأ أن يعد بإزالتها، و كنت أدخل عليه في
الأعياد لأهنئه بمناسبة العيد وأكرر الطلب، وبعد ما يقرب من ستة أشهر أزال
الصورة من واجهة المحل هي وأخرى مثلها و لله الحمد.
- بائع متجول على الرصيف:
و كان يبيع صور للمغنيات و الفنانات و كانت الصور
شديدة الإباحية و الإثارة فتحدثت معه عن عظم ذنب بيع تلك الصور التي يعلقها
الشباب في غرفهم و يفتنون بها، و عرفت منه أنه خاطب فشرحت له أن بيع مثل تلك
الصور يأتي بمال حرام و بذلك يكون قد بنى بيته على حرام وعليه أن يبحث عن سلعة
أخرى يتاجر فيها، ولأنه رجل بسيط لم يعرف عن هذا من قبل فوجدته قد انزعج و بدأ
في جمع الصور و لم أره في هذا المكان منذ ذلك الحين منذ أشهر(ولربما استجاب
لدعوتي للمتاجرة في شيئ آخر و الله أعلم)
لقد كنت شديد السلبية في البداية وكنت أخشى من ردود أفعال أصحاب المحلات إذا
ما تقدمت إليهم بشكوى و لكن بعد التجارب الأولى زال هذا الخوف سريعا و يمكنني
القول أن ما يقرب من 70% منهم قد تجاوب بصورة إيجابية لطلبي وأزال الصور
الإباحية سريعا، و ما يقرب من 15% أزالها بعد بعض الإلحاح مني أو من غيري، أما
الباقي فلم يزيل الصور ولكن في كل الأحول لم يتعرض إليّ أحد منهم بسوء المعاملة
أو حتي الانتقاد المعاكس كما كنت أتخوف في الماضي.
قال تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و
تؤمنون باالله"(آل عمران، 110) فماذا إذا لم نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر،
أفلا يضيع منا لقب "خير أمة أخرجت للناس"؟
وفقنا الله لما يحبه و يرضاه
منقول للفائدة ..
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
hutaf
•
بارك الله فيك واعانك الله واعننا علي نشر هذه الرسالة
الصفحة الأخيرة