عصير الخوخ

عصير الخوخ @aasyr_alkhokh

عضوة شرف في عالم حواء

لمثل هذا فليعمل العاملون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الملتقى العام

أمُّ إبراهيمَ تدفعُ مهرَ حوريةٍ لابنِها
عشرةَ آلافِ دينار


حكايةٌ مشهورة , حكاها جماعةٌ , منهم أبو جعفر أحمدُ بنُ
جعفر بن اللبان - رحمه الله - في كتابه المسمى
" تنبيه ذوي الأقدار على مسالك الأبرار " ... قال :

روي أنه كان بالبصرة نساء عابدات ، وكانت منهن أمُّ إبراهيمَ
الهاشميةُ ... فأغار العدوُّ على ثغرٍ من ثغور المسلمين
فانتدب الناس للجهاد ، فقام عبدُ الواحد بنُ زيدٍ البصريُّ
في الناسِ خطيباً , فحضّهم على الجهادِ ، وكانتْ أمُّ إبراهيمَ
هذه حاضرةً في مجلسِه ، وتمادى عبدُ الواحد على كلامِه
ثم وصفِ الحُورَ العِين ، وذكر ما قيل فيهن ...

وأنشدَ في صفةِ حوراء :

غَادةٌ ذاتُ دلالٍ ومرح = يجد الناعتُ فيها ما اقترح
خلقت من كلِّ شيءٍ حسن = طيب فالليتُ فيها مُطّرح
زانَها اللّهُ بوجهٍ جمعتْ = فيه أوصاف غريبات الملح
وبعينٍ كحلها من غنجها = وبخدٍ مسكُه فيه رشح
ناعمٌ تجري على صفحتِه = نضرةُ الملكِ ولألاءُ الفرح
أترى خاطبها يسمعُها = إذ تديرُ الكأسَ طوراً والقدح
في رياضٍ مُونقٍ نَرجسُه = كلّما هبّ له الريحُ نفح
وهي تدعوه بودٍّ صادق = ملئ القلب به حتى طفح
يا حبيباً لستُ أهوى غيرَه = بالخواتيم يتمّ المفتتح
لا تكونن كمَنْ جدّ إلى = مُنتهى حاجتِه ثم جَمَح
لا فما يخطبُ مثلي مَن سها = إنّما يخطبُ مثلي مَن ألَح


قال : فماج الناسُ , بعضُهم في بعض ، واضطرب المجلسُ .
فوثبتْ أمُّ إبراهيم من وسط الناس , وقالتْ لعبد الواحد :
يا أبا عبيد...
ألستَ تعرفُ ولدي إبراهيمَ ؟

ورؤساءُ أهل البصرة يخطبونه على بناتهم... وأنا أضنُّ به عليهم ، فقد - واللّهِ - أعجبتنِي هذه الجارية ، وأنا أرضاها
عِرساً لولدي ...

فكرر ما ذكرت من حسنها وجمالها ، فأخذ عبدُ الواحد في
وصف حوراء...

ثم أنشد :


تولد نور النور من نور وجهها = فمازج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى = لأعشبت الأقطار من غير ما قطر
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته = كغصن من الريحان ذي ورق خضر
ولو تفلت في البحر شَهْدَ رُضَاِبها = لطاب لأهل البرِّ شرب من البحر
يكاد اختلاس اللحظ يجرح خدها = بجارج وهم القلب من خارج السر


فاضطرب الناسُ أكثر ...
فوثبت أمُّ إبراهيمَ ، وقالتْ لعبدِ الواحد :
يا أبا عبيد...
قد - واللّهِ - أعجبتني هذه الجارية ، وأًنا أرضاها عِرْسَاً لولدي
فهل لك أن تزوجه منها , وتأخذ منّي مهرَها عشرةَ آلاف دينار
ويخرج معك في هذه الغزوة ، فلعل اللّه يرزقه الشهادة
فيكون شفيعاً لي ولأبيه في القيامة...

فقال لها عبدُ الواحد :
لئن فعلتِ لتفُوزِنَّ أنتِ وولدُك وأبو ولدك ، فوزاً عظيماً .
ثم نادت ولدَها :
يا إبراهيمُ...
فوثب من وسط الناس ، وقال لها : لبيك يا أمّاه .
قالت : أيْ بُنَي :

أرضيتَ بهذه الجارية زوجةً ببذلِ مهجتك في سبيله وتركِ
العَودِ في الذنوب ؟


فقال الفتى : إي واللّهِ يا أماه , رضيتُ أيُ رضى .

فقالت :
اللهمَّ إنّي أشهدُك أنّي
زوجتُ ولدي هذا من هذه الجارية ببذلِ مهجته في سبيلك
وتركِ العَودِ في الذنوب فتقبلْه مني يا أرحمَ الراحمين .

قال : ثُمّ انصرفتْ , فجاءتْ بعشرةِ آلاف دينار .
وقالتْ : يا أبا عبيد :
هذا مهرُ الجارية , تجهزْ به ، وجهزِ الغُزَاةَ في سبيل الله .
وانصرفتْ ، فابتاعتْ لولدها فرساً جيداً ، واستجادتْ له سلاحاً .
فلما خرج عبدُ الواحد ، خرجَ إبراهيمُ يعدُو ، والقراءُ حوله
يقرءون :ــ ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم
وأموالهم بأن لهم الجنة ) .

قال : فلما أرادَتْ فراقَ ولدِها , دفعتْ إليه كفناً وحنوطاً .
وقالتْ له : أيْ بُنَي :
إذا أردتَ لقاءَ العدوِّ , فتكفنْ بهذا الكفن ، وتحنطُ بهذا الحَنُوط
وإيّاكَ أن يراك اللّهُ مقصراً في سبيله .
ثم ضمتْهُ إلى صدرِها ، وقبّلتْ بين عينيه .

وقالتْ : يا بُنَي :
لا جمعَ اللّهُ بيني وبينك
إلا بين يديه في عرصات القيامة.


قال عبدُ الواحد :
فلمَّا بلغْنَا بلادَ العدوِّ ، ونُودي في النفير , وبرز الناسُ للقتال
برز إبراهيمُ في المقدمة ، فقَتَلَ من العدوِّ خلقاً كثيراً
ثُمّ اجتمعوا عليه , فقُتِلَ .

قال عبدُ الواحد :
فلمّا أردنا الرجوعَ إلى البصرة , قلتُ لأصحابي :
لا تخبروا أمَّ إبراهيمّ بخبرِ ولدِها حتى ألقاها بحسنِ العزاء
لئلا تجزعَ , فيذهبَ أجرُها .

قال : فلمّا وصلنا البصرةَ , خرج الناسُ يتلقوننا
وخرجتْ أمُّ إبراهيمَ فيمَن خرجَ .
قال عبدُ الواحد : فلمّا بصُرتْ بي

قالت : يا أبا عبيد :
هل قُبِلَتْ منِّي هديتِي , فأهنأ ، أم رُدّتْ عليَّ , فأُعزّى ؟

فقلتُ لها : قد قُبِلَتْ - واللّهِ - هديتُك
إنَّ إبراهيمَ حيٌّ مع الأحياء يُرزق .
قال : فخرّتْ ساجدةً للّهِ , شُكراً .
وقالتْ : الحمدُ للّه الذي لَم يخيّب ظنّي , وتقبل نسكي منّي .

وانصرفتْ .
فلمّا كان من الغَدِ , أتتْ إلى مسجدِ عبدِ الواحد ، فنادتْهُ :
السلامُ عليك يا أبا عُبيدٍ
بُشراكَ :


فقال : لا زلتِ مُبشرةً بالخير .

فقالتْ له : رأيتُ البارحةَ ولدي إبراهيمَ في روضةٍ حسناء
وعليه قبةٌ خضراء ، وهو على سريرٍ من اللؤلؤ ، وعلى رأسِه
تاجٌ وإكليل , وهو يقولُ لي :
يا أمّاه : أبشري , فقد قُبِلَ المهر وزفّت العروس .



انتهى من كتاب " مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق
ومثير الغرام إلى دار السلام "

اسئل الله أن يُحسن ختامنا... ويقبل أعمالنا... ويرفع درجاتنا
إنه ولي ذلك والقادر على كل شيء...

وتقبلوا تقديري واحترامي...

و للأمانه : الموضوع منقوووووووووول
3
525

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ناردين_نردين
ناردين_نردين
لاإلــــــــــه إلا الله

قصه رااائعه
أم علي_2005
أم علي_2005
قصة رائعة وسلمت يمينك ودمت بحفظ الله