
مقدمة :
برز الجمال منذ القدم كأحد المواضيع الهامة التي تطرق اليها الإنسان منذ أن سجلت خواطره شعراً أو نثراً ، فتقدير الجمال والبحث عن الكمال غريزة فطر عليها إبن آدم منذ أن خلق ، ولم يقف هذا التقدير عند التغني به بل أصبح في العصر الحديث علماً يعنى بشؤونه الباحثون وطباً يمارسه جراحو التجميل .
تقدم في هذا الموضوع فكرة مختصرة عن بعض العمليات التي يقوم بها جراحو التجميل إلا أن مراحل الشفاء تختلف نتائجها من شخص الى آخر حسب عوامل متعددة مثل العوامل الوراثية والحالة الطبية بالإضافة الى المشاكل الصحية لكل شخص .
تجميل الجفون :
تهدف عملية تجميل الجفون الى إعادة الجفن الى طبيعتة الأصلية عن طريق إزالة بعض تجاعيد الجلد وتصحيح تهدل الجفن الناتج عن زيادة سماكة الجلد والعضلات ، بالإضافة الى ذلك فإنها تهدف الى إزالة الأكياس الدهنية المتواجدة تحت الجفن والتي تسبب تورماً في العين .
يوجد بالعادة ثلاثة أكياس دهنية داخل الجفن السفلي وكيسان بالجفن العلوي وأي ترسبات دهنية غير طبيعية تتسبب بالتالي في إعطاء العين مظهراً يوحي بالإرهاق والتعب .
تتم العملية تحت تخدير موضعي وبشق جراحي مخفي في ثنايا الجلد بالجفن السفلي بحيث تصعب ملاحظته عند الإلتئام الكامل للجروح .يتبع ذلك استئصال الجزء المتهدل من عضلات وجلد الجفن كما تزال الترسبات من داخل الأكياس الدهنية ، يقفل الجرح بإستخدام خيوط جراحية توضع في الجلد وتزال بعد أقل من أسبوع .
تستغرق فترة النقاهة عدة أيام ، ينصح الشخص خلالها بإستخدام كمادات ثلج باردة وعدم اجهاد العينين وذلك الى أن يتم إزالة الخيوط الجراحية الخارجية .
رفع الجبهة :
تبدأ تجاعيد الجبهة في والوضوح خلال العقد الرابع من العمر على شكل خطوط أفقية كما قد تصاحبها خطوط عمودية في منتصف الجبهة تظهر نتيجة لزيادة حركة عضلات الجبهة خاصة عند التعرض للشمس ، يصاحب هذه التجاعيد تهدل في الحواجب وهبوط الى مستوى منخفض يعطي الانطباع بالحزن ، تهدف هذه العملية الى إزالة هذه التجاعيد وشد الجلد بصورة دائمة عن طريق إجراء شق جراحي في منطقة خفية عند منابت الشعر ، يتم بعدها سحب الجلد الزائد وإزالته لتختفي آثار التجاعيد ، تتم هذه العملية تحت تخدير موضعي أو كامل وعادة لا تستلزم البقاء في المستشفى أكثر من يوم واحد .
تلاحظ بعض الأعراض الوقتية في منطقة العملية مثل حدوث تورم أو بعض الكدمات السطحية أو الحكة في منطقة الجرح والتي تختفي تدريجياً بمرور الوقت ، يمكن العودة الى العمل خلال عشرة أيام إلا أنه يجب تفادي التعرض الى أشعة الشمس لبضعة أشهر .
في بعض الحالات الخفيفة يمكن تحسين التجاعيد عن طريق الحقن إما لتعبئة التجاعيد أو للتخفيف من حركة العضلات المسببة للتجاعيد .
جراحة الأنف التجميلية :
يعد الأنف أحد السمات الأساسية والجمالية في الوجه ونظراً لبروزه وموقعه فإنه كثيراً ما يتعرض لإصابات قد تتسبب في إحداث تشوه في شكله المعتاد ليصبح بارزاً أكثر من المعدل الطبيعي أو مائلاً الى أحد الجوانب ، وقد يعاني البعض من عدم التناسق بين جسر ومقدمة الأنف .
تهدف جراحة الأنف الى إحداث توازن في ملامح الوجه عن طريق تصغير / تكبير / أو إزالة أية نتوءات ظاهرة بالأنف .
اضافة الى ذلك فإنها تهدف الى إيجاد تناسق بين أرنبة وجسر الأنف وتساعد على تصغير فتحتي الأنف أو تحسين زاوية التقاء الأنف مع الشفة العليا ، في بعض الحالات تساعد العملية على تحسين القدرة على التنفس بتعديل مجرى الهواء .
تتم العملية تحت التخدير الموضعي أو الكامل إلا أنها لا تتطلب البقاء بالمستشفى لمدة طويلة ، قد يتبع العملية أعراض وقتية مثل الصداع وإحتقان الأنف مع ظهور إنتفاخ وكدمة حول العينين والأنف تزول تدريجياً .
توضع في بعض الحالات جبيرة خارجية تزال بعد أسبوع ويمكن العودة الى العمل خلال أسبوع أو أسبوعين .
يتبع/...
تهدف جراحة الأذن التجميلية الى تصحيح بعض العيوب مثل الأذن البارزة ، الأذن الظاهرة وتشوهات الحوادث . تتم العملية عن طريق إجراء شق جراحي في الجلد الخلفي للأذن مما يسمح للجراح بإعادة تشكيل غضروف أو هيكل الأذن .
يتم في معظم الحالات تليين الغضروف وتثبيته على شكل معين بوضع الخيوط الدائمة لتساعد الأذن على الإحتفاظ بالشكل الجديد ، عادة ما يتم إزالة الضمادة بعد أسبوع واحد ، ينصح بعدها بإرتداء رباط للرأس ليلاً لمدة ستة أسابيع لحماية الأذنين أثناء النوم .
تجرى هذه الجراحة عند الأطفال تحت تخدير عام ، والوقت المثالي لإجرائها عادة عند عمر 5 أو 6 سنوات حيث يكون نمو الأذن فيها شبه كاملاً ، مع التقنيات الحديثة للتخدير لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن تأثير المخدر على الطفل في هذا العمر بينما يمكن إجراء العملية عند البالغين تحت تخدير موضعي مع إضافة مسكّن لتخفيف الإضطراب والقلق ، يمكن للمريض الذهاب للمنزل بعد بضع ساعات من إجراء العملية .
شد الوجه :
تبدأ تجاعيد الوجه في الظهور بوضوح خلال العقد الرابع من العمر ويصاحبها تهدل بالجلد نظراً لفقدان الوجه ليونته ونضارته ، مما يوحي بالتقدم في السن والتعب والإرهاق .
تهدف هذه العملية الى إزالة التجاعيد وتصحيح تهدل جلد الوجه والفكين بالإضافة الى تصحيح العنق وذلك عن طريق إزالة طبقات الجلد الزائدة والمترهلة ، وبذلك يتم التخلص من آثار السنين المتراكمة بالوجه .
تجرى العملية بالمستشفى تحت التخدير الموضعي أو الكامل ويتم فيها عمل شق جراحي غير ظاهر في ثنايا الجلد الواقعة أمام وخلف الأذن ، ثم ترفع طبقة الجلد عن عضلات الوجه وتسحب الى جهة الأذن وتزال طبقات الجلد المترهلة والزائدة .
يمكن للجراح في نفس الوقت شد عضلات الوجه السطحية ليسترجع حيويته ولتدوم نتائج العملية الجراحية لفترة أطول .
تستغرق فترة الإقامة بالمستشفى يوماً واحداً إلا أن فترة النقاهة قد تصل الى عشرة أيام تزول فيها آثار الكدمات ويلتئم الجرح بالكامل .
تصحيح الندبات والحروق :
قد تسبب الندبات الناتجة عن العمليات الجراحية أو الحوادث أو الحروق أو الكي بعض المضايقات من حيث الشكل أو وظيفة الأعضاء إلا أنه أصبح الآن يإمكان جراح التجميل تحسين ذلك عبر عدة طرق منها :
1 – صنفرة الجلد .
2 – إستخدام الليزر .
3 – إستخدام البالونات وممددات الجلد .
4 – إجراء عمليات جراحية .
تهدف العمليات الجراحية الى إزالة التشوه الناتج عن الندبة وإعادة خياطة الجلد بشكل متناسق وتجميلي مراعياً في ذلك خطوط الجلد الطبيعية ، في بعض الحالات يتوجب تغيير اتجاه الندبة وذلك عن طريق خياطة الجرح من جديد بطريقة هندسية مدروسة تعرف بـ Z-Plasty .
خلال مرحلة الإلتئام قد تظهر الندبة الجديدة على شكل خط وردي إلا أنه خلال بضعة أشهر سيكتسب اللون الطبيعي للجلد ، هذا ومن الأهمية خلال مراحل الإلتئام عدم تعرض الندبة لأشعة الشمس المباشرة وذلك لمنع تصبغها وإكتسابها اللون الداكن ، ويمكن حماية الندبة من أشعة الشمس عن طريق إرتداء الملابس أو بإستخدام كريمات الوقاية من الشمس والتي تحد أشعة الشمس بنسبة 30 % على الأقل .
يتبع/...