
لنتأمل سوياً بعض ما جاء في

الكُره / الكَره
(كُتب عليكم القتال وهو كٌره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)
(ووصينا الإنسانَ بوالديهِ إحسانا ً حملته أمه كُرها ووضعتهُ كُرها ً)
الكُره
وصف الشيء الذي فيه مشقة وصعوبة وألم ولكنه مطلوب .
الكَره
(أفغير دين الله تبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكَرها ًواليه يُرجعون) .
(ثم استوى إلى السماء وهي دُخان فقال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كَرها ً قالتا أتينا طائعين) .
(ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا ً وكَرها ًوظلالهم بالغدو والآصال)
في هذه الآيات بين القرآن إسلام كل المخلوقات وسجودها لله عز وجل
.كَره هنا معناه الإلزام والإجبار والإكراه والقصر فالأمر من خارج النفس وليس من داخلها.فهو الأمر المكروه والمفروض الذي يأتي من الخارج ويحمل طابع الإكراه والقصر فتكرهه النفس .

يقول الله عز و جل في سورة الـشعراء :
( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ ) ،
ثم تأتي آيات أخرى : ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ ) ،
و قوله تعالى : ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ ) ،
و قوله عز و جل : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ ) ،
ثم تأتي آية أخرى ولكن لاحظوا الفرق : ( كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ ) ،
لماذا عندما ذكر الله تعالى هود و صالح و لوط عليهم السلام قال : " أخوهم " ولكن عند ذكر شعيب لم يقل أخوهم ؟
..لماذا قال شعيب ؟
لأن الأيكة هي شجرة كانوا يعبدونها من دون الله ، فلذلك لم يقل الله سبحانه وتعالى " أخوهم شعيب " ، فشعيب عليه السلام ليس أخوهم في عبادة هذه الشجرة ، وَكان نبي الله شُعَيب مِن أَنفسهم وإنما لم يقل هنا أَخوهم شُعَيب لأنّهم نُسِبوا إِلى عِبادة الأيْكَة وهي شجرة !! ، وقيل شجر مُلْتَفّ كَالْغَيْضَة كانوا يَعبدونها فلهذا لما قال : ( كَذَّبَ أَصْحَاب الأيْكَة الْمُرْسَلِينَ ) لم يقل : إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ شُعَيْب .

الأمْن / والأَمَنَة
(وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون إنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا ً فأي الفريقين أحق بالأمْن إن كنتم تعلمون)
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمْنا ً)
الأمْن هو الأمان الدائم بعد الخوف ويعطي المؤمن سلام واطمئنان
أما كلمة أمَنة تتحدث عن معارك المسلمين مع الكفار حين يرسل الله تعالى عليهم الأمَنة فتغشاهم كي يثبتهم كالمطر أو النعاس
قال الله تعالى:
(إذ يغشيكم النعاس َأمَنَة منه وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت أقدامكم)
. وكذلك في أحد أنزل الله عليهم نعاسا ً ليزيل خوفهم: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمَنَة نعاسا يغشى طائفة منكم)
.
الأمَنَة فهو شيء مؤقت في أثناء معركة لإزالة الهم والغم والخوف الذي يزيل النوم ليرتاح المقاتل.
النعمة //والنعيم
قال تعالى ( رب ِ أوزعني أن أشكر نعمتك ))
(( وما بكم من نعمة فمن الله ))
قال تعالى : (( واجعلني من ورثة النعيم ))
(( إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم ))
ما الفرق بين النعمة والنعيم ؟
كل ( نعمة ) في القرآن الكريم إنما هي لنعم الدنيا على اختلاف أنواعها
أما صيغة ( النعيم ) فتأتي في البيان القرآني بدلالة اسلامية ، خاصة بنعيم الآخرة
...