كثيراً مانمر على بعض الآيات
لانتوقف عندهامتأملين ..
عمق معانيهاوروعةودقةالبيان فيها
**
ففي سورة النحل نقرأ قوله تعالى:
(يتفيؤاظلاله عن اليمين الشمائل
سجداًلله وهم داخرون)٤٨
فهلا تأملنا البيان في إفراد اليمين
وجمع الشمائل ؟
**
لنتأمل المقصود :
اليمين يقصد بها جهة المشرق
والشمائل يقصد بها جهة المغرب ..
**
وقد قال المفسرون أن كل المشرق جهة اليمين..
أما جهة المغرب فتكثر فيها الظلال
خاصة بعد الزوال وحتى اتجاهات الظلال تختلف..
فلذلك أصبحت شمائل ..
يتحول الظل فيها ويتسع ويمتد ..
**
ولمزيد من التدبر في الآية نجد أن اليمين
جهة مطلع النور أو الشمس ..
والشمال جهة الظلمة والمغرب..
والله تعالى في القرآن كله أفرد النور
وجمع الظلام :
( يخرجونهم من النور إلى الظلمات )
( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات
إلى النور )..
**
وهذا لأن النور له جهة ومصدر واحد ..
سواء كان نور الهداية أو نور الشمس
وهو يأتي من السماء !
**
أما الظلمات فمصادرها كثيرة ..
كالشيطان ، والنفس ، ورفقة السوء ،
والوسوسة من الجنة والناس ..
**
ولذا أفردت الآيات اليمين مطلع النور ..
وجمعت الشمال التي تفيد الظلمات ..
وجاءت كلمة يتفيأ من الفيء والظل
والفيء : بمعنى العودة ( فاء أي عاد )
**
والآية تقصد خضوع المخلوقات
لعظمة الله تسجد له
بالغدو والآصال ،
تسجد لله غدوة إلى أن يفئ الظل ،
ثم تسجد لله إلى الليل ..
سبحان الله، والحمد لله
ولاإله إلا الله ، والله أكبر
