لمن ؟؟؟؟؟؟
بانت أشعة خفيفة من خلف شباك البيت الصغير الذي يحتوي أما وخمس بنات
أخذت الشمس تتوارى خجلة خلف سحب خريفية خفيفة والجمع في البيت ينتظر أول إفطار في أول يوم رمضان
كانت الأم الحنونة تتحاشى نظرات بناتها الخمس اللواتي تلتقي أعينهن بصمت مفهوم في كل لحظة
الكل يعلم والكل يشعر والكل يداري المشاعر
ابتدأت الأيدي تتناول الأطباق تجهزها
وكانت تلك الأيدي صغيرة وكبيرة ترسم اولى ملامح اتحاد قلوب.
وسرت نسمة خفيفة باردة من نافذة الغرفة . أمسكت الأم بالستائر ونظرت لترى رفوفا من الطير مهاجرة تطير باتساق لا يصطدم طير بأخيه يركب الهواء المتاح ويحلق حيث أماني تنتظر حلولا وتواجد ا .
ومن على الأرض رأت سربا يقترب منها وكأن القائد خبأ لها نظرة خاصة تلفتت حولها لترى إن كانت لغيرها
ولكنها كانت مخبئة عاطفة بفكر عميق يجاذبها وتجاذبه وتخشى أن لغة العيون بينها وبينه تكشف دواخلها فيتيقظ منها الحس على صوت الأذان .
ولمسة من ابنتها الكبرى حانية على كتفها
_ أمي لقد حان موعد الإفطار
وكأنها في غير هذا الزمن وعناصر الشوق والحنين واللهفة قد أضرمت داخلها حتى ابتدأ لهيبها يتصاعد حمرة على وجنتيها فتتدافع الدموع عل شعلة الحنين المتقدة تهدأ
و مع أول تمرة حمراء كادت تصل إلى الفم وعيون الفتيات تراقب بداية ارتعاشة الأصابع
نفضت الأم نفسها كشمعة متقدة ترتعش وانطلقت راكضة نحو الغرفة لتجثو في محرابها بكاء
لم يتبعها إلا الصغيرة التي رأت طيفا معلقا في سماء الغرفة وأرضها
وعادت لمكانها تحتضن اختها الكبرى والكل ينتظر
دائما كانت الأم تحمل برسائل دمعية ما تخبئه بعد أن ينأى القلب عن ستر أنهار اسى
وعادت الأم وبعض من هدوء في محياها
_فلندع قبل الافطار قالت تغتصب ابتسامة
ارتفعت الأكف تدعو للوالد الغائب وتدافعت الدموع ترحما له
ولكن الأم رفعت يديها قائلة
_ لا لم أكن أقصد أباكم فذاك أمر مفروغ منه
فلمن اذن ؟؟؟؟
قالت الصغيرة
وتدافع دم الشباب مندفعا كأبخرة الطعام الحار المتصاعد من الأواني لا يلوي على شيء
لفلسطين ........
وابتسمت الام
واذا بهن يبدأن بالدعاء للوطن الغائب عن مرمى العيون يودعن أدعيتهن سرب الطيور المغادرة علها تحضر لهن خبر زهره النضر وشذاه العبق
علها تمد لهن من شمسه فرعا يضعن عليه قليلأ من برودة الغربة فتدفأ الأرواح
ولكن الأم قالت لا لم أرد الدعاء لفلسطين
واستدارت عين الصغيرة عجبا وربما تذمرا
واحتوتها امها بكلامها
_ بل ندعو لأمتنا الاسلامية أن تعلو وأن تتعدى مناطق الأحلام إلى الواقع
ندعو لها لتستفيض القلوب فيها سرورا برفعة
ندعو لها ان يحمل من فجرها نهارا للجميع
ندعو لها أن يكون هواؤها متنسما لكل مخنوق
وقلبا لكل محروم
وعونا لكل ملهوف
ندعو لها أن لا يختلط شتاؤها بدمع اسراها فيضيع
وأن تطير الطيور فيها متحررة من صيد الآثمين
هكذا لها ندعو
فقيل آمين
وداعبت الصغيرة هدوء الجالسين قائلة
هلا اكلنا قبل أن ندعو لكل من في الكرة الأرضية
وابستم الجميع
وتدافعت الأيدي مرتاحة تتناول الطيبات
وأمهن تتاملهن
وكيف أخرجتهن من هم الشعور باليتم وغربة الأوطان إلى الدعاء لوطن حبيب لا يتم فيه ولا غربة
إلى وطننا الاسلامي الممتد في القلوب
صباح الضامن @sbah_aldamn
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بحور 217
•
رائع ذلك التسامي من هذه الأم
ذلك الرقي بالفكر والهموم
حتى فلسطيننا الحبيبة ينبغي أن تخرج من دائرة هموم النفس والأهل والأوطان
لابد أن تدخل في دائرة الهم الأعظم في قلب كل مؤمن
هم الأمة الإسلامية وهم الدين
من يستطيع أن يحمل هم الدين ؟؟؟
من يستطيع أن يحول كل شعور في قلبه إلى أرقى شعور ؟؟
أملنا في أولئك الصغار الذين يسقون كل يوم من عظمة أمثال هذه الأم :27:
ذلك الرقي بالفكر والهموم
حتى فلسطيننا الحبيبة ينبغي أن تخرج من دائرة هموم النفس والأهل والأوطان
لابد أن تدخل في دائرة الهم الأعظم في قلب كل مؤمن
هم الأمة الإسلامية وهم الدين
من يستطيع أن يحمل هم الدين ؟؟؟
من يستطيع أن يحول كل شعور في قلبه إلى أرقى شعور ؟؟
أملنا في أولئك الصغار الذين يسقون كل يوم من عظمة أمثال هذه الأم :27:
الصفحة الأخيرة
أريد ان أعبر بكلمة لكني لا أجد
لي عودة قريبة إن شاء الله